- الأحد إبريل 05, 2009 5:42 pm
#14799
يوسف الكويليت
في الانتخابات الديمقراطية تحدث مفاجآت عجيبة، وهي طبيعة أي مجتمع يبحث عن التغيير حتى في انتقاء أشخاص ضد الشرعية والنواميس الإنسانية، وقد شهدت فرنسا صعود العنصري المتطرف «لوبين» والذي كان ضد كل أجنبي من المهاجرين الأفارقة في فرنسا وضرورة طردهم حتى لا يؤثروا في ثقافة بلده، أو يعبروا الجسور الفرنسية بواسطة دينهم وأعراقهم التي قد تخلق صداماً أزلياً بين الأعراق والثقافات..
ومثله «يورج هايدر» في النمسا الذي وصل إلى وظيفة مرموقة في الحكومة ، وبسبب سجله وأفكاره المتطرفة، جاء رد الفعل الأوروبي والأمريكي متوافقاً على ضرورة إبعاده، ولا يقف الحظ السائر على هذه العينات فكل من ينكر المحرقة لليهود، أو يتعرض لتاريخهم يجازى بالطرد والملاحقات القانونية حتى لو كان من جذور يهودية غير صهيونية..
نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل، ووزير خارجيته «أفيغدور ليبرمان» هما وجهان متطرفان يقودان أفكاراً لطرد الفلسطينيين من أراضيهم، وغلق أي مشروع للسلام بإبقاء إسرائيل دولة للإسرائىليين الصهاينة فقط، ثم يأتي التصعيد ضد مصر وإيران عندما هدد ليبرمان بضرب السد العالي في حال نشوب حرب مع مصر، وقال بوقاحة : «ليذهب الرئيس مبارك للجحيم» .. ورجل بهذه المواصفات المتطرفة عنصرياً، ومعه جبهة التطرف كلها من أحزاب اليمين قد يقلب المعادلات السلمية كلها في حالة أي مغامرة مجنونة..
فهناك تحضير لضرب إيران حتى بوجود سياسة أمريكية تريد تقريب وجهات النظر وحل معضلة البرنامج النووي الإيراني، والمفارقة هنا أن المشكل في إسرائىل هو أن تلك العناصر انتخبت بوساطة اقتراع حر، ولا ندري لماذا أي اقتراع لا يتفق مع إسرائيل أو حكومة بوش الابن مثل فوزحماس يبقيها إرهابية ، في الوقت الذي تنزع هذه الصفة عن حكومة أكثر إرهاباً في إسرائيل، وحتى هتلر وصل إلى كرسيّ الرئاسة بانتخابات حرة؟
وإذا كان التسلح الإيراني سيكون بيد راديكاليين مسلمين، فهل الحكومة الإسرائيلية أقل راديكالية ليس فقط بأفكار وآراء اليمينيين القائمين على الدولة فحسب، وإنما كل من وصل إلى الكنيست ورئاسة الدولة؟ وفي هذه الأجواء ماذا لو أقدمت إسرائيل على ضرب إيران وبحماقة تخرج عن التفاهم مع أمريكا، ولإحراج أوباما ووضعه أمام مشاهد حرب وكوارث لا يريدها؟
قطعاً ستكون العملية خطيرة ليس على المنطقة ميدان الضربات العسكرية فحسب وإنما على العالم حين تتجاوز المغامرة نطاقها الإقليمي إلى التكاليف الاقتصادية ، أو عندما يتم تعرض النفط للضرب ويكون ساحة المعارك، وأكبر محرقة بالكون..
لنأخذ مثلاً أحداث باكستان والمخاوف التي انتابت العالم بأن تسيطر حكومة إسلامية تتزاوج وتؤيد أفكار طالبان ليسقط بيدها سلاح باكستان النووي، ومع استحالة هذا الموقف إلا أن متطرفي إسرائيل الذين بحوزتهم ما يزيد على مئتي رأس نووي، هل يمكن مراقبتهم أو البحث عن نواياهم فيما لو أشعلوا المنطقة بمزج أفكارهم بسلاحهم؟
المصدر /جريدة الرياض الاحد 9 ربيع الآخر 1430هـ - 5 ابريل 2009م - العدد 14895
الرابط /http://www.alriyadh.com/2009/04/05/article420318.html
في الانتخابات الديمقراطية تحدث مفاجآت عجيبة، وهي طبيعة أي مجتمع يبحث عن التغيير حتى في انتقاء أشخاص ضد الشرعية والنواميس الإنسانية، وقد شهدت فرنسا صعود العنصري المتطرف «لوبين» والذي كان ضد كل أجنبي من المهاجرين الأفارقة في فرنسا وضرورة طردهم حتى لا يؤثروا في ثقافة بلده، أو يعبروا الجسور الفرنسية بواسطة دينهم وأعراقهم التي قد تخلق صداماً أزلياً بين الأعراق والثقافات..
ومثله «يورج هايدر» في النمسا الذي وصل إلى وظيفة مرموقة في الحكومة ، وبسبب سجله وأفكاره المتطرفة، جاء رد الفعل الأوروبي والأمريكي متوافقاً على ضرورة إبعاده، ولا يقف الحظ السائر على هذه العينات فكل من ينكر المحرقة لليهود، أو يتعرض لتاريخهم يجازى بالطرد والملاحقات القانونية حتى لو كان من جذور يهودية غير صهيونية..
نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل، ووزير خارجيته «أفيغدور ليبرمان» هما وجهان متطرفان يقودان أفكاراً لطرد الفلسطينيين من أراضيهم، وغلق أي مشروع للسلام بإبقاء إسرائيل دولة للإسرائىليين الصهاينة فقط، ثم يأتي التصعيد ضد مصر وإيران عندما هدد ليبرمان بضرب السد العالي في حال نشوب حرب مع مصر، وقال بوقاحة : «ليذهب الرئيس مبارك للجحيم» .. ورجل بهذه المواصفات المتطرفة عنصرياً، ومعه جبهة التطرف كلها من أحزاب اليمين قد يقلب المعادلات السلمية كلها في حالة أي مغامرة مجنونة..
فهناك تحضير لضرب إيران حتى بوجود سياسة أمريكية تريد تقريب وجهات النظر وحل معضلة البرنامج النووي الإيراني، والمفارقة هنا أن المشكل في إسرائىل هو أن تلك العناصر انتخبت بوساطة اقتراع حر، ولا ندري لماذا أي اقتراع لا يتفق مع إسرائيل أو حكومة بوش الابن مثل فوزحماس يبقيها إرهابية ، في الوقت الذي تنزع هذه الصفة عن حكومة أكثر إرهاباً في إسرائيل، وحتى هتلر وصل إلى كرسيّ الرئاسة بانتخابات حرة؟
وإذا كان التسلح الإيراني سيكون بيد راديكاليين مسلمين، فهل الحكومة الإسرائيلية أقل راديكالية ليس فقط بأفكار وآراء اليمينيين القائمين على الدولة فحسب، وإنما كل من وصل إلى الكنيست ورئاسة الدولة؟ وفي هذه الأجواء ماذا لو أقدمت إسرائيل على ضرب إيران وبحماقة تخرج عن التفاهم مع أمريكا، ولإحراج أوباما ووضعه أمام مشاهد حرب وكوارث لا يريدها؟
قطعاً ستكون العملية خطيرة ليس على المنطقة ميدان الضربات العسكرية فحسب وإنما على العالم حين تتجاوز المغامرة نطاقها الإقليمي إلى التكاليف الاقتصادية ، أو عندما يتم تعرض النفط للضرب ويكون ساحة المعارك، وأكبر محرقة بالكون..
لنأخذ مثلاً أحداث باكستان والمخاوف التي انتابت العالم بأن تسيطر حكومة إسلامية تتزاوج وتؤيد أفكار طالبان ليسقط بيدها سلاح باكستان النووي، ومع استحالة هذا الموقف إلا أن متطرفي إسرائيل الذين بحوزتهم ما يزيد على مئتي رأس نووي، هل يمكن مراقبتهم أو البحث عن نواياهم فيما لو أشعلوا المنطقة بمزج أفكارهم بسلاحهم؟
المصدر /جريدة الرياض الاحد 9 ربيع الآخر 1430هـ - 5 ابريل 2009م - العدد 14895
الرابط /http://www.alriyadh.com/2009/04/05/article420318.html