صفحة 1 من 1

الوفاق البحرينية وسياسة الاستقواء بالخارج

مرسل: الأحد فبراير 24, 2013 1:54 am
بواسطة دعاءمحمد
الوفاق البحرينية وسياسة الاستقواء بالخارج
---
كل يوم يتأكد للمجتمع البحرينى أن القوى التى تصف نفسها بانها قوى وطنية وتسعى من اجل صالح الوطن وابناءه، قوى باعت اوطانها من اجل مصالحها الذاتية او انتماءاتها الطائفية والمذهبية. ففى خضم ما تعيشه المملكة اليوم من جولة ثانية للحوار الوطنى من اجل استكمال بناء نهضة البلاد وتقدمها بعد النجاح الملموس الذى حققته الحكومة البحرينية برئاسة الامير خليفة بن سلمان آل خليفة فى وضع كافة مخرجات الحوار الوطنى فى جولته الاولى موضع التنفيذ بما جعل الجميع يشيد بما تحقق من منجزات حقيقية وانجازات واقعية انعكست على حياة المواطن البحرين كما سجلته التقارير الدولية والاقليمية فى مؤشراتها حول مستويات المعيشة التى ارتفعت حتى شعر بها كافة المقيمين على ارض المملكة، وذلك كله رغم محدودية الموارد التى تمتلكها المملكة اضافة الى حوار الاحتقان السياسى التى تشعلها هذه القوى مع ما يصاحبها من ارتكاب جرائم ارهابية تجد الغطاء الاعلامى والسياسى لها فى خطاب هذه القوى تحت دعاوى كاذبة وادعاءات باطلة اوافتراءت غير صحيحة.
ولم يعد خافيا على احد التوجهات والسياسات المنهجية الحاكمة لتحركات هذه القوى التى تمتلك بالفعل شهادات واقعية على دورها فى زعزعة الاستقرار وهدر الطاقات وتضييع الفرص الانتاجية وتوقف عجلة التنمية من اجل تنفيذ مخططات واجندات مسبقة ترى فى ضياع الدولة وهدم اركان المجتمع المخرج الوحيد لتحقيق اهدافها. وفى الماضى القريب وربما البعيد ايضا كانت ثمة ادعاءات من جانب هذه القوى حول استقلالية قراراتها وعدم وجود تنسيق بينها وبين بعض الاطراف الاقليمية التى ساهمت – بلاشك- فى تمويل وتدريب هذه القوى لممارسة المزيد من التخريب والارهاب بما يعوق جهود الحكومة البحرينية ورئيسها الامير خليفة بن سلمان لاستكمال رؤيتهم بشأن ارساء دعائم الدولة العصرية فى المملكة، والحقيقة ان البعض سواء فى الداخل او الخارج البحرينى قد صدق الرواية التى اطلقتها هذه القوى بشأن استقلالية قراراتها. ولكن اليوم لم يعد لهذا الحديث اية مصداقية بعدما اظهر الواقع ان ثمة ارتباطات تقوم بها هذه القوى مع الاطراف الدولية والاقليمية، من أبرز مؤشراتها ما يلى:
- زيارة وفد من جمعية الوفاق الى روسيا قبيل واثناء الحوار الوطنى بحجة اطلاع روسيا على موقفها ومطالبها، وهو ما يثير حزمة من التساؤلات: ما هو شأن روسيا بقضية تدخل فى صميم الشئون الداخلية للدولة؟ فهل كانت ستقبل هذه القوى ان تعرض الدولة البحرينية ازمتها مع اطراف خارجية؟ فضلا عن ذلك يعلم القاصى والدانى الموقف الروسى من النظام السورى القاتل الذى لم يتوان للحظات فى قتل وابادة شعبه تحت دعاوى المقاومة والممانعة، فهل رأت هذه القوى فى الموقف الروسى الداعم للرئيس السورى الذى فقد شرعيته واهليته ولابد من محاكمته، فهل وجدت فى موقفها ما يسهل دعمها هى الاخرى وتقوية ظهرها حيال مجتمعها؟ بمعنى اكثر تحديدا هل ترى هذه القوى فى روسيا قوة يمكن ان تستعين بها وتستقوى بها فى مواجهة الشعب البحرينى باكمله؟
- التصريح القبيح الذى ادلى به "ميشيل عون" رئيس تكتل التغيير والاصلاح فى لبنان والذى يتواطئ مع حزب الله الشيعى فى ضرب الامن والاستقرار فى لبنان من اجل مصالح ذاتية منتهاكا كل قواعد القانون الدولى والاعراف الدبلوماسية التى تفرض على من فى مكانه احترام خصوصية الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية. ولكن يكشف هذا التصريح عن ان جمعية الوفاق رأت فى الخارج اللبنانى وتحديدا فى حزب الله ومعاونيه الملاذ الامن خاصة اذا علمنا ان جمعية الوفاق كانت فى الاصل النواة لنشأة حزب الله البحرينى على غرار حزب الله اللبنانى الذى يحتكر استخدام القوة فى تعامله مع المجتمع اللبنانى بفرض عضلاته على الدولة اللبنانية، وهو النموذج الذى ترغب فيه جمعية الوفاق فى تعاملها مع الدولة البحرينية من خلال توظيف كافة ما تمتلكه من ادوات اعلامية وتحركات شعبية وتسليح وقدرات عسكرية تمارس بها التهديدات والارهاب حيال المجتمع البحرينى.
فى ضوء ما سبق، يصبح من الواجب بل تصبح فريضة على الدولة البحرينية ألا تثق فى مثل هذه القوى التى تغلب ولاءاتها المذهبية والطائفية على ولاءها الوطنى، وتستقوى على مجتمعاتها تارة بقوة اقليمية تتفق معها فى الطائفة والمذهب (ايران وحزب الله) وتارة اخرى مع اطراف دولية (روسيا) قد تختلف معها فى الطائفة والمذهب مدارة للواقع وتضليل للرأى العام تحت مسميات مختلقة وادعاءات كاذبة، فهل يفيق الجميع قبل فوات الاوان؟