الأقلية تختطف المشهد
مرسل: السبت مارس 09, 2013 7:46 pm
خلف الحربي
شهد اليوم الأول لمعرض الرياض للكتاب إقبالا غير عادي، وتعطلت بعض أجهزة الصراف الموجودة في المعرض؛ بسبب الضغط الشديد عليها من زوار المعرض ــ كما ذكرت صحيفة الحياة، وأصبح العثور على موقف للسيارة أصعب من العثور على النمر العربي المهدد بالانقراض. كل هذا الزحام الشديد حدث رغم دعوات المقاطعة التي أطلقها المتشددون عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ما يكشف أن كل ما يدعونه من قدرة على التأثير هو وهم كبير، فهم أقلية معزولة لا تمثل أبدا هذا المجتمع المتسامح الطيب الذي يحب الحياة، ويهمه أن يكون جزءا أساسيا من العالم المتحضر. لقد حاول المشددون منذ سنوات طويلة الخلط بين غيرة أبناء هذا المجتمع على الدين الحنيف وبين أطروحاتهم الظلامية المتخلفة التي لا يقرها أحد؛ كي يقولوا بأنهم يمثلون الأغلبية، ولكن كلما جاءت فرصة حقيقية لاختبار قوة حضورهم وتأثيرهم جاءت النتيجة مدوية وصاعقة بأنهم ينتمون إلى عالم آخر لا يريده أحد. قبل معرض الكتاب بسنوات، طرحت إحدى المؤسسات الإعلامية أسهمها للاكتتاب العام، فأصدروا الفتاوى ونشروا التحذيرات كي يحطموا أسهم هذه الشركة التي يختلفون معها لأسباب أيدلوجية، ولكن النتيجة كانت هي تغطية الاكتتاب بعدة أضعاف القيمة المطلوبة وإعادة المبالغ الزائدة للمكتتبين!. وحين نعود إلى معرض الكتاب سوف نكتشف أن هؤلاء الظلاميين لم ولن يحترموا خيارات الناس، ويستحيل أن يقبلوا بالنتيجة المتوقعة؛ لذلك سوف يهجمون على هذا المعرض هجمة رجل واحد كي يفرضوا وصايتهم الظالمة على المواطنين. صحيح أن الناس يحترمون حقهم في المقاطعة ولا يرون بأسا في مهاجمتهم للمعرض إعلاميا، ولكن هؤلاء المتشددين لن يحترموا حق الناس في الاستمتاع بتظاهرة ثقافية مرخصة من قبل الدولة هدفها الأساسي نشر الوعي ودعم الثقافة العامة. قد يصعب على هؤلاء فهم الحقيقة المرة، وهي أن كمية الورق الذي تستهلكه إحدى أشهر دور النشر الفرنسية في طباعة كتبها سنويا يعادل كمية الورق المستخدمة في طباعة كل الكتب في الوطن العربي، وهذا سبب رئيسي لتراجع الأمة وتخلفها، ولا أحد يلومهم على عدم فهمهم، ولكن اللوم ــ كل اللوم ــ يقع على من يصدق أنهم يمثلون أغلبية المجتمع، فهم أقلية معزولة تراهن دائما على أن الناس لا يجرأون على مواجهتها، وإن تجرأوا ومارسوا حقهم في الحياة دون وصاية ودون خضوع للمزايدة على الدين الحنيف، فإنهم سوف يقتحمون المشهد للتخريب وإشاعة الفوضى، وهنا يمكن أن يغادر الزوار المعرض لأنهم أقحموا في لعبة لا يملكون القدرة على مواجهتها!.
شهد اليوم الأول لمعرض الرياض للكتاب إقبالا غير عادي، وتعطلت بعض أجهزة الصراف الموجودة في المعرض؛ بسبب الضغط الشديد عليها من زوار المعرض ــ كما ذكرت صحيفة الحياة، وأصبح العثور على موقف للسيارة أصعب من العثور على النمر العربي المهدد بالانقراض. كل هذا الزحام الشديد حدث رغم دعوات المقاطعة التي أطلقها المتشددون عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ما يكشف أن كل ما يدعونه من قدرة على التأثير هو وهم كبير، فهم أقلية معزولة لا تمثل أبدا هذا المجتمع المتسامح الطيب الذي يحب الحياة، ويهمه أن يكون جزءا أساسيا من العالم المتحضر. لقد حاول المشددون منذ سنوات طويلة الخلط بين غيرة أبناء هذا المجتمع على الدين الحنيف وبين أطروحاتهم الظلامية المتخلفة التي لا يقرها أحد؛ كي يقولوا بأنهم يمثلون الأغلبية، ولكن كلما جاءت فرصة حقيقية لاختبار قوة حضورهم وتأثيرهم جاءت النتيجة مدوية وصاعقة بأنهم ينتمون إلى عالم آخر لا يريده أحد. قبل معرض الكتاب بسنوات، طرحت إحدى المؤسسات الإعلامية أسهمها للاكتتاب العام، فأصدروا الفتاوى ونشروا التحذيرات كي يحطموا أسهم هذه الشركة التي يختلفون معها لأسباب أيدلوجية، ولكن النتيجة كانت هي تغطية الاكتتاب بعدة أضعاف القيمة المطلوبة وإعادة المبالغ الزائدة للمكتتبين!. وحين نعود إلى معرض الكتاب سوف نكتشف أن هؤلاء الظلاميين لم ولن يحترموا خيارات الناس، ويستحيل أن يقبلوا بالنتيجة المتوقعة؛ لذلك سوف يهجمون على هذا المعرض هجمة رجل واحد كي يفرضوا وصايتهم الظالمة على المواطنين. صحيح أن الناس يحترمون حقهم في المقاطعة ولا يرون بأسا في مهاجمتهم للمعرض إعلاميا، ولكن هؤلاء المتشددين لن يحترموا حق الناس في الاستمتاع بتظاهرة ثقافية مرخصة من قبل الدولة هدفها الأساسي نشر الوعي ودعم الثقافة العامة. قد يصعب على هؤلاء فهم الحقيقة المرة، وهي أن كمية الورق الذي تستهلكه إحدى أشهر دور النشر الفرنسية في طباعة كتبها سنويا يعادل كمية الورق المستخدمة في طباعة كل الكتب في الوطن العربي، وهذا سبب رئيسي لتراجع الأمة وتخلفها، ولا أحد يلومهم على عدم فهمهم، ولكن اللوم ــ كل اللوم ــ يقع على من يصدق أنهم يمثلون أغلبية المجتمع، فهم أقلية معزولة تراهن دائما على أن الناس لا يجرأون على مواجهتها، وإن تجرأوا ومارسوا حقهم في الحياة دون وصاية ودون خضوع للمزايدة على الدين الحنيف، فإنهم سوف يقتحمون المشهد للتخريب وإشاعة الفوضى، وهنا يمكن أن يغادر الزوار المعرض لأنهم أقحموا في لعبة لا يملكون القدرة على مواجهتها!.