اغتسال...ل محبي القصائد ..
مرسل: الثلاثاء إبريل 07, 2009 1:23 am
#ac00af
اغتسال
محمد حسن علوان
صديقة تلك السنين الطوالِ.. وتلك الغيوم المجيدة
ستأتيكِ هذي الرسالة مثل الوشاية، لكنني صادقٌ.. ومكينْ..
فلتنفضي كل ما قد يحطُّ على ضوئنا من رمادِ المداخنِ،
واستبعدي الخطراتِ التي لا تحبذ صدقي،
فلا شيء يفزعُ آمنةَ البجعِ اللؤلؤيةِ أكثر من سوء ظن البحيرة..
.
.
ما زلتُ منعقداً كالوشاح الرطيب على معصم الصبحِ حين تنامين عندي،
وما زلتُ، رغم جحودِ المحابر، أخبزُ، مثل الكبار، أصابع حزني لكي تشبعينَ،
وما زلتُ أعصر شكواكِ في راحتي،
وأعتّق عقل الفتاة الصغيرة..
.
.
مازلتُ ذاك الطريق الذي لا يضيركِ فيه الحفاءُ،
ولا ينتهي.. قبل أن تنتهينْ
ولكنني صرتُ أشهقُ دون هواءٍ،
وأركض في مهمهٍ من غباءِ الحنينْ!
.
.
صديقة ذاك الجفاف القديمِ.. وتلكَ القيود الغريبة
وحدكِ كنتِ تشمّين حقلَ البكاءِ على بُعدِ هاتفنا الأخويّ،
ووحديَ كنتُ الحصاد الرقيق الذي تعرفينْ
وما زلتُ أطيبَ من صلواتِ الفقيرِ، وأقربَ من محور الدائرة!
وكلّ عناقٍ أمينٍ، أجففُّ وجهي على رقعةِ الصبر كي لا أخيفكِ، ثم أصومُ عن الرغباتِ، وأفتحُ صدري كما تتمنى الطيور الغريبة..
ما زلتُ ذاك الحنون الذي لا يمسُّكِ حتى يقلّم إظفره مرتينْ
ما زلتُ.. ما زلتُ..
لكنني الآن أكتبُ من منحنىً ضيَّقٍ تحت قلبيَ.. مختبئاً من رعافِ القلقْ!
وأعرف أني حشدتُ كلاماً غريباً، وقافلةً لا تسير على خطها المستقيمْ
ولكنني.. ثملٌ..
دائخٌ..
وحزينْ!
أنامُ على حافّة الأرضِ وحديْ،
كضوءِ المناراتِ، ألعقُ طعم الرياحِ الجديدة قبل الجميعْ
.
.
مللتُ أنا من قواميسَ ليست لقلبي، ومن مدنٍ ترضعُ الكهرباءْ
تركتُ ورائي نساءً يمارسنَ كل التفاصيلِ إلا التعامدَ مع سطح قلبي كما تفعل القطة الماهرة
يأتين مثل الطيور التي بيّتت موعد التَّرْكِ قبل المجيءِ،
ويصلبن فوق جبيني النوايا السخيفة.
((تُراهنّ لا يجتهدنَ بفعلِ الصلاة لأن الكنيسة ليست لهن؟))
تأكلني كل هذي الخياناتِ، لكن أظلُّ حريصاً على أن أناضل ضد الصدأْ
.
.
على مهلٍ، قلصتني التعاسة من رجلٍ.. لهراءٍ أقلْ..
أقامرُ في الحب رغم العيوب،
ويكسرني كل يومٍ خواءُ التأمل في قرعةٍ خاسرة!
.
.
صديقة ذاك الكلام الطويل.. وتلك المقاهي البريئة
أسائلُ وجهكِ: هذا المعمد في طهر حنطته القرطبية..
فهْمكِ: هذا العريق الذي طالما فسر الحب في كتفي سنوات المراغة،
واستمطرَ الضوء من ثغر نصحي، وجاء قريباً كفاكهة الفجرِ، تعبق أسئلةً وتروح..
((هل مرةً تنزلين على جسدي مثل هدهد؟
تشدين أزر الصديق الحزينِ، وتبتهلين على سفحِ هذا الشعور المعقد؟))
فمنذ عجنتُ شفاه الغريبات بالكلماتِ المريبة ما عدتُ أفهمُ نفسي،
وأشعر أني انسلختُ عن الماء مثل طلاء القواربْ
.
غافلني القبحُ بين القوانينِ،
صرتُ أجوعُ كثيراً على المائدة!
يحنق في داخلي الطينُ جداً، ويهربُ كلُ الكلام النظيف، وكل هموم الفلاسفة المتعبين
((فهل مرةً تغلقين الكتاب قليلاً؟
فحيناً يكونُ حكيماً كلامُ الحياة، وحيناً تعالجنا عشبةٌ جاهلة!))
لعلي..
أتيحكِ لي.. مرةً.. مرتين..
وهذا كلامُ الذي خَدَشَ البوحُ مقلته، فاستدار إليكِ أنيقاً.. وأعمى..
وأعرف أنكِ لستِ إنائي، ولا أنا كنتُ المياه التي تعشقينْ
ولكنني سأظلُّ الصديقَ العتيقَ الذي يخرجُ القمحُ من بين كفيه، والحبرُ من روحه الصابرة!
ويعرفُ أنكِ أم النساءِ، وأنكِ طفلته الطاهرة!
.
.
صديقة ذاك الأمانِ القليل.. وتلك الظروفِ الثقال
عندكِ عامٌ من الماءِ ما زال يخلقُ فيزياءه في الفراغِ، ويرتكبُ الطَفَراتِ العجيبة
أعرفُ أنكِ ما زلتِ تستقبلين التجاربَ مثل الضيوفِ،
وتنتحلين أمام الزمان المجمد كل الظروف الجديدة!
وأعرفُ أنكِ أثمنُ من جفنِ ربي، وملأى بكل الحكاياتِ، والجنس، والعاشقينْ
ولكنني ساهرٌ ووحيدٌ.. وعندي مواهب!
أعرفُ كيف أمدّ صلاةً بطولكِ..
أعرفُ كيف أبثُّ على شفتيكِ نصائحَ جداً جميلة
وأعرف.. كيف أمرُّ عليكِ بدون أثرْ!
كحارسِ جسر المساءِ إذا نفدت أغنياتُ الثياب القليلة..
أقيسكِ مثل المسافةِ ما بين نجم أثير.. ونجم أثيرْ
ولتغفري خطأي في الحسابِ،
فعقلي مغرورقٌ بالنبيذ..
... وجسمكِ مغتسلُ المذنبين!
.
.
اغتسال
محمد حسن علوان
صديقة تلك السنين الطوالِ.. وتلك الغيوم المجيدة
ستأتيكِ هذي الرسالة مثل الوشاية، لكنني صادقٌ.. ومكينْ..
فلتنفضي كل ما قد يحطُّ على ضوئنا من رمادِ المداخنِ،
واستبعدي الخطراتِ التي لا تحبذ صدقي،
فلا شيء يفزعُ آمنةَ البجعِ اللؤلؤيةِ أكثر من سوء ظن البحيرة..
.
.
ما زلتُ منعقداً كالوشاح الرطيب على معصم الصبحِ حين تنامين عندي،
وما زلتُ، رغم جحودِ المحابر، أخبزُ، مثل الكبار، أصابع حزني لكي تشبعينَ،
وما زلتُ أعصر شكواكِ في راحتي،
وأعتّق عقل الفتاة الصغيرة..
.
.
مازلتُ ذاك الطريق الذي لا يضيركِ فيه الحفاءُ،
ولا ينتهي.. قبل أن تنتهينْ
ولكنني صرتُ أشهقُ دون هواءٍ،
وأركض في مهمهٍ من غباءِ الحنينْ!
.
.
صديقة ذاك الجفاف القديمِ.. وتلكَ القيود الغريبة
وحدكِ كنتِ تشمّين حقلَ البكاءِ على بُعدِ هاتفنا الأخويّ،
ووحديَ كنتُ الحصاد الرقيق الذي تعرفينْ
وما زلتُ أطيبَ من صلواتِ الفقيرِ، وأقربَ من محور الدائرة!
وكلّ عناقٍ أمينٍ، أجففُّ وجهي على رقعةِ الصبر كي لا أخيفكِ، ثم أصومُ عن الرغباتِ، وأفتحُ صدري كما تتمنى الطيور الغريبة..
ما زلتُ ذاك الحنون الذي لا يمسُّكِ حتى يقلّم إظفره مرتينْ
ما زلتُ.. ما زلتُ..
لكنني الآن أكتبُ من منحنىً ضيَّقٍ تحت قلبيَ.. مختبئاً من رعافِ القلقْ!
وأعرف أني حشدتُ كلاماً غريباً، وقافلةً لا تسير على خطها المستقيمْ
ولكنني.. ثملٌ..
دائخٌ..
وحزينْ!
أنامُ على حافّة الأرضِ وحديْ،
كضوءِ المناراتِ، ألعقُ طعم الرياحِ الجديدة قبل الجميعْ
.
.
مللتُ أنا من قواميسَ ليست لقلبي، ومن مدنٍ ترضعُ الكهرباءْ
تركتُ ورائي نساءً يمارسنَ كل التفاصيلِ إلا التعامدَ مع سطح قلبي كما تفعل القطة الماهرة
يأتين مثل الطيور التي بيّتت موعد التَّرْكِ قبل المجيءِ،
ويصلبن فوق جبيني النوايا السخيفة.
((تُراهنّ لا يجتهدنَ بفعلِ الصلاة لأن الكنيسة ليست لهن؟))
تأكلني كل هذي الخياناتِ، لكن أظلُّ حريصاً على أن أناضل ضد الصدأْ
.
.
على مهلٍ، قلصتني التعاسة من رجلٍ.. لهراءٍ أقلْ..
أقامرُ في الحب رغم العيوب،
ويكسرني كل يومٍ خواءُ التأمل في قرعةٍ خاسرة!
.
.
صديقة ذاك الكلام الطويل.. وتلك المقاهي البريئة
أسائلُ وجهكِ: هذا المعمد في طهر حنطته القرطبية..
فهْمكِ: هذا العريق الذي طالما فسر الحب في كتفي سنوات المراغة،
واستمطرَ الضوء من ثغر نصحي، وجاء قريباً كفاكهة الفجرِ، تعبق أسئلةً وتروح..
((هل مرةً تنزلين على جسدي مثل هدهد؟
تشدين أزر الصديق الحزينِ، وتبتهلين على سفحِ هذا الشعور المعقد؟))
فمنذ عجنتُ شفاه الغريبات بالكلماتِ المريبة ما عدتُ أفهمُ نفسي،
وأشعر أني انسلختُ عن الماء مثل طلاء القواربْ
.
غافلني القبحُ بين القوانينِ،
صرتُ أجوعُ كثيراً على المائدة!
يحنق في داخلي الطينُ جداً، ويهربُ كلُ الكلام النظيف، وكل هموم الفلاسفة المتعبين
((فهل مرةً تغلقين الكتاب قليلاً؟
فحيناً يكونُ حكيماً كلامُ الحياة، وحيناً تعالجنا عشبةٌ جاهلة!))
لعلي..
أتيحكِ لي.. مرةً.. مرتين..
وهذا كلامُ الذي خَدَشَ البوحُ مقلته، فاستدار إليكِ أنيقاً.. وأعمى..
وأعرف أنكِ لستِ إنائي، ولا أنا كنتُ المياه التي تعشقينْ
ولكنني سأظلُّ الصديقَ العتيقَ الذي يخرجُ القمحُ من بين كفيه، والحبرُ من روحه الصابرة!
ويعرفُ أنكِ أم النساءِ، وأنكِ طفلته الطاهرة!
.
.
صديقة ذاك الأمانِ القليل.. وتلك الظروفِ الثقال
عندكِ عامٌ من الماءِ ما زال يخلقُ فيزياءه في الفراغِ، ويرتكبُ الطَفَراتِ العجيبة
أعرفُ أنكِ ما زلتِ تستقبلين التجاربَ مثل الضيوفِ،
وتنتحلين أمام الزمان المجمد كل الظروف الجديدة!
وأعرفُ أنكِ أثمنُ من جفنِ ربي، وملأى بكل الحكاياتِ، والجنس، والعاشقينْ
ولكنني ساهرٌ ووحيدٌ.. وعندي مواهب!
أعرفُ كيف أمدّ صلاةً بطولكِ..
أعرفُ كيف أبثُّ على شفتيكِ نصائحَ جداً جميلة
وأعرف.. كيف أمرُّ عليكِ بدون أثرْ!
كحارسِ جسر المساءِ إذا نفدت أغنياتُ الثياب القليلة..
أقيسكِ مثل المسافةِ ما بين نجم أثير.. ونجم أثيرْ
ولتغفري خطأي في الحسابِ،
فعقلي مغرورقٌ بالنبيذ..
... وجسمكِ مغتسلُ المذنبين!
.
.