صفحة 1 من 1

ضومط : الإعلام التفاعلي مرآة للبحوث السياسية

مرسل: الثلاثاء مارس 19, 2013 5:33 pm
بواسطة محمد العرف _١
شكل اندلاع الثورات العربية مفاجأة للباحثين في كل دول العالم، وذلك عبر إسهامه في تغيير دفة البحث العلمي للمشاريع السياسية في مراكز التفكير المعنية بوضع منهجية السياسات الجديدة للدول، اعتماداً على الرؤية الجامعة بين تطلعات صناع القرار وواقع احتياجات الأفراد في المجتمعات.

بكسرها قاعدة علم إدارة المعلومة التي يعتبرها الباحثون أساساً لدراسة الوعي السياسي، وكَون من خلالها الإعلام التفاعلي مرآة إلكترونية تعكس التطلعات السياسية والقدرة على قراءتها.

والإيمان بدور مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام التفاعلي في إعادة النظر لمفاهيم التواصل بين الحكومات والأفراد، ظاهرة ساهمت في إعادة إلقاء الضوء من جديد على البحث العلمي، لوضع أفضل الممارسات للمعلومة السياسية وتحليلها، ولم تكتف التفاعلية بذلك الدور فقط، بل شكلت حالياً أحد أبرز أدوات البحث.

وقال المدير التنفيذي لشركة بيوند للإصلاح والتنمية جيلبير ضومط: "ما لا شك فيه أن الإعلام التفاعلي يعد أبرز أدوات البحث عالمياً، ليس على مستوى تحليل المعلومة وإنما المساهمة في صناعة الرأي العام".

وأنه يكفي وضع استفتاء عام للحصول على آراء أشخاص حول موضوع ما في "الأون لاين"، لنحصل على عدد من الآراء المختلفة لفئات وجهات متعددة، موضحاً أن عالم السياسة يهدف من الحصول على المعلومة لتحقيق غاية ما، وفهم واقع ما، لوضع حلول تطويرية تتماشى مع المتطلبات العامة.

وذلك من شأنه دعم الوعي العام لقدرة الإعلام التفاعلي على تقديم صورة حيّة لمجتمع معين، بالتوازي مع أدوات البحث الأخرى.

نقطة محورية

ومجتمعات المعرفة ومستقبل الإعلام التفاعلي، نقطة محورية للبحث في ماهية الرؤى الداعمة للمعلومة، واستثمارها اقتصادياً واجتماعياً. أبدى ضومط تحفظه على ازدواجية المفهوم العام لما يسمى بمجتمع المعرفة، فإذا كان يُنظر إليه بقدرة الأفراد على الإنتاج في جميع المجالات اعتماداً على المعرفة، فالتطلع في جعل المجتمع متفاعلاً في التعلم وتبادل الخبرات بين كل فئات المجتمع، حيث نرى أن المصرفي يتعلم من المهندس مثلاً أو أن نمتلك مصنعاً يحقق نجاحاً فنستثمر موارده لتأسيس آخر، لنصبح منتجين، وذلك المعنى الأدق لمجتمع المعرفة.

وإذا نظر إليه بمدى تفاعل المجتمع في استخدام التكنولوجيا وشراء التقنيات الحديثة واستخدامها، فيأتي هنا عدم الاتفاق مع تطلعات مجتمع المعرفة.

والموازنات العامة للدولة والقدرات المؤسساتية والتكنولوجية جميعها عوامل تقيم أفضل الوسائل لعلاج المشكلات السياسية. وبالرجوع لمفهوم السياسة فإنه لا يمثل علماً مطلقاً، بل القدرة الفعلية على البحث والاطلاع وإدارة المعلومة لاتخاذ قرارات سليمة تساعد في تطور المجتمعات، وصميم عملنا يكمن في الاندماج المجتمعي والعمل مع باحثين محليين. وبمجرد تجاوز العمل البحثي مرحلة التنظير، سيصبح الحديث عن تطوير السياسات العامة وإعادة هيكلة المؤسسات والوزارات في البلدان العربية أمراً ناجحاً ومستساغاً.

تسويق البحث

في صياغة التواجد الإعلامي لما توصلت إليه مراكز البحث في عالمنا العربي، أشار جيلبير إلى أن دورها يقتصر عادة على وضع السياسات، أما الحديث عنها في الإعلام فتقع المسؤولية على صاحب القرار، باستثناء دراساتها الخاصة التي تسعى دائماً لإبرازها إعلامياً.