By أحمد الملحم(245)(9) - الجمعة مارس 22, 2013 6:06 pm
- الجمعة مارس 22, 2013 6:06 pm
#60131
شبكة البصرة
بغداد - صابر شوكت
الوقائع والاعترافات التي جمعها هذا التقرير الخطيرحول تخلص القوات الامريكي من جثث جنودها بالقائها من الطائرات الى الانهار والصحاري المهجورة لتلتهمها الوحوش الكاسرة او تتحلل في روافد الانهار، تؤكد انها ستظل جريمة انسانية وسبة في جبين امريكا العظمى التي تدعي انها بلد الحضارة الانسانية المعاصرة .
فوجيء الامريكان بجثثهم ترد اليهم !
وشاءت عدالة السماء ان يقوم اناس بسطاء من اهل العراق بجمع هذه الجثث التي تخيلت القوات الامريكية انها تخلصت منها ودفنها في مقابر جماعية في عدة مناطق منها شاطيء نهر ديالى ومنطقة الثرثار بسامراء ووادي حيران الصحراوي بمنطقة الرطبة. وربما القيادات التي اصدرت امر التخلص من جثث قتلاها بهذه الوحشية تخيلت ان هذه الجريمة قد توارت في احداث العراق المتلاطمة ولكنهم لايتخيلون ان عدالة السماء بالمرصاد لهم في هذه اللحظة . وان من جمع الجثث من الانهار والوديان باسم الانسانية والرحمة من اهالي العراق ودفنوهم في مقابر جماعية باكياسهم السوداء يعلمون انهم جمعوا ادلة هذه الجريمة المروعة لتبقى شاهدة على مر الزمان على وحشية قادة ومسؤولي جيش الاحتلال الامريكي بالعراق.
لذلك عندما ذهبت الى منطقة ديالى على بعد 60 كم شرق بغداد لوقوف على حقيقة المقابر الجماعية لجثث الجنود الامريكان هناك ، اكد كبير الصيادين ويدعى ف. س . على عدم تصويرهم او ذكر اسمائهم وزملائه خوفا من انتقام قوات الاحتلال الامريكي منهم لو علموا انهم وراء كشف جريمتهم. وسر هذا الخوف ان صيادي نهر ديالى في باديء الامر منذ نهاية شهر آب/اغسطس اصطادوا في شباكهم اكياسا سوداء بها 3 جثث لجنود امريكان وابلغوا القوات الامريكية التي تسلمتها منهم ومن زملاء صيادين من مناطق اخرى من نهر دجلة وفي ناطق نائية وكانت الجثث مشوهة المعالم ومنها جثث نساء . وكانت اغلب الجثث عارية والنيران قد اتت تماما على ملامح وجوهها، ولكنهم فوجئوا بعد ذلك ان القوات الامريكية تعلن ان هؤلاء الجنود انتحروا باغراق انفسهم في النهر. (ووضعوا انفسهم في اكياس سوداء قبل ان يرموا انفسهم في النهر – دورية العراق) .
عندذاك ادرك الصيادون ان القوات الامريكية تخفي جريمة لاتريد لأحد ان يكشف عنها ، بل ان بعض الصيادين تخيل مكافأة القوات الامريكية لهم عند تسليمهم جثث زملائهم ولكنهم فوجئوا بأنه في بعض الاحيان وجه اليهم الاتهام بقتلهم.
بعد ذلك عزف الصيادون عن تسليم جثث القتلى الامريكان وقرروا دفن ماتصيده شباكهم في مقابر جماعية بعد تزايد عدد الاكياس التي تلقيها المروحيات فجرا وبداخلها الجنود الامريكان خوفا من تلوث مياه النهر بتحلل جثث القتلى.
شباك الصيادين تمتليء بصيد الفجر
نهر ديالى نهر صغير ينبع من ايران ويصب في دجلة ومناطق الصيد البدائي تقع في مناطق نائية لايطرقها سوى المزارعين والصيادين فهي شبه معزولة والصيادون من اهالي ديالى طيبون ويعيشون بالفطرة ولم يصدقوا ان آخر ماتفعله امريكا التي جاءت بدعوى تحريرهم من طغيان حاكم ، تلقي بفلذات اكبادها في نهرهم المهجور لأنها جثث مشوهة. ويؤكد الصيادون ان الامر بدأ في شهر آب/اغسطس حيث يتجمع الصيادون فجرا لبدء الصيد كأفضل موعد له وكانوا يفاجأون بالمروحيات الامريكية تلقي اكياسا ضخمة في ظلمة الفجر ولايتخيل الطيارون ان هناك صيادين على الشاطيء يصطادون في هذه اللحظات وكان الصيادون يلقون شباكهم فتخرج فيها ماتلقيه المروحيات بدلا من الاسماك وعلى الشاطيء كان الصيادون يفتحون الاكياس السوداء فيفاجأون بداخلها بجثث متفحمة تماما ومنهم فتيات وجميع الجثث عارية ولكن بقي منهم بعض معالم تؤكد انهم ليسوا عراقيين وانهم اجانب ومن ملامح جنسيات مختلفة. وكانت رائحة الجثث نتنة ولأن الصيادين يعيشون بالفطرة مع نهرهم الصغير وببساطة الاناس المسالمين يعلمون ان للموتى حرمة وان الجثث يجب ان تدفن في التراب ولا تذوب في مياه النهر فحفروا لهم حفرة جماعية ودفنوهم فيها في عدة مواقع على شاطيء نهر ديالى.
عندما اقترحت نبش أي حفرة لمعرفة مابداخلها كاد الصيادون يفتكون بي على هذا الاقتراح السخيف مؤكدين على حرمة الموتى وان بها عددا كبيرا من نساء الجيش الامريكي فكيف اطلع على عورات الموتى.
واكد الصيادون ان لديهم اكثر من 65 جثة لجنود الجيش الامريكي في مقابرهم الجماعية التي دفنوهم فيها وهم على استعداد لكشف اسرارها فقط لمنظمات دولية محايدة لنقل هؤلاء الضحايا الى اسرهم وامهاتهم في امريكا لتستريح قلوب الامهات الثكالى .
الذئاب دلت عليهم !
يؤكد ع.ي. من تكريت ويعيش في سامراء ان شقيقه يعمل في الدفاع المدني مع قوات الاحتلال الامريكي وان شقيقه يتولى مع زملائه نقل القتلى والجرحى من الجنود الامريكان التي تخلفها عمليات المقاومة العراقية واكد له شقيقه ان عدد القتلى الذين تعلن عنهم قيادة الاحتلال بعد أي عملية للمقاومة العراقي – اقل من الحقيقة كثيرا – وكان اخرها عملية اسقاط مروحية امريكية في الفلوجة في بداية رمضان حيث اعلنت قيادة الاحتلال ان عدد القتلى الامريكان 13 جنديا بينما الحقيقة ان شقيقه جمع مع زملائه جثث اكثر من ثلاثين جندي امريكي اغلبهم اتت النيران على ملامح وجوههم وتفحموا . واكد (ع. ي.) ان منطقة ثرثارة المهجورة في صحراء سامراء اكتشف بها بعض الاهالي من البدو الرحل جثث جنود امريكان في اكياس سوداء وكذلك في منطقة وادي حيران الصحراوية . لقد لاحظ سكان مدينة الرطبة تزايد عدد الذئاب في المنطقة بسبب كثرة عدد الجثث التي تلقيها المروحيات الامريكية في الصحراء على امل ان تلتهمها الذئاب ووحوش الصحراء، ولكن الاهالي جمعوا كثيرا من بقايا هذه الجثث ودفنوها في مقابر جماعية رحمة بالموتى وكذلك للتخلص من الذئاب التي تجمعت حول الجثث. وكان اهالي الرطبة قد قاموا بنفس هذا الموقف في بداية الحرب على العراق حيث كان بمنطقتهم عدد من المجاهدين العرب في خنادق بالصحراء لمقاومة الغزو الامريكي وابادتهم الطائرات الامريكية عن آخرهم ولم يعلم اهالي الرطبة بتناثر جثثهم الا عندما تزايد عدد الذئاب فانتشروا بالصحراء وقاموا بدفنهم بمقابر جماعية وتدور الايام بعد شهور ليقوم الاهالي بدفن جثث الامريكان بنفس المنطقة ولكنه يتساءلون بحيرة لماذا تلقي المروحيات الامريكية بجثث ابنائهم في الجيش الامريكي في الصحراء والانهار للتخلص منها ولايرسلونها الى اهاليهم في امريكا ليدفنوا هناك كما تقضي بذلك الانسانية وجميع الشرائع السماوية؟ هل هذه هي الحضارة التي يريدون نشرها في العراق ؟
انقض علي كالوحش الهائج
كان لابد من البحث عن اجابة لهذا السؤال؟
الجنود الامريكان في شوارع بغداد مدججون بالسلاح حتى الاسنان متحصنون بمدرعاتهم ودباباتهم ويدهم المرتعشة على الزناد دائما جاهزة للانطلاق وقتل الابرياء باسم حمايةارواحهم من عمليات المقاومة – ولذلك لايسمحون لنا بالاقتراب منهم والتحاور معهم ، فهم في حالة رعب مستمر ، خلف فندق فلسطين المحاط بسياج منالاسلاك الشائكة والاجراءات الامنية المشددة – كانت سيارتان مدرعتان في فترة راحة والجنود بداخلها مستغرقون في النوم في حالة اعياء وارهاق عندما اقتربت محاولا تصوير السائق بجوار الباب المفتوح ورشاشه ملقى امامه وشعر بي وانقض علي كالوحش الهائج ويده على الزناد وانا ارفع يدي بالكاميرا مستسلما حتى جاء قائده وانقذني واخذ الفيلم من الكاميرا وهو يسبني . حاولت الحصول على الاجابة على السؤال المحير فنهرني وطردني من ساحة الفندق تماما.
سنحت لي فرصة التحدث مع احدهم صباح احد الايام في شارع السعدون . بدأت الحوار مع بيرد المجندة الامريكية من تكساس واكدت ان عملها مركز على مراقبة الجنود الامريكان ومدى انضباطهم اثناء الدوريات بشوارع بغداد وكذلك يفعل زملاؤها في جميع محافظات العراق.
وسألتها عن حقيقة هروب بعض المجندين وتسللهم من الحدود فأجابت في تحفظ ان هؤلاء لاينتمون حقيقة الى الجيش الامريكي ولكنهم مرتزقة متطوعون بأجر وعقود خاصة منذ بداية الحرب وهم من جنسيات متعددة من انحاء العالم ممن يحلمون بالحصول على الجنسية الامريكية وعندما انضموا الى الجيش الامريكي استجابة الى اعلانات نشرت في العام الماضي قبل الحرب انضموا بشروط معينة وهي حصولهم على راتب ومميزات طوال فترة الحرب على العراق وبعد النصر والعودة الى الولايات المتحدة يستحقون تغيير هويتهم من جرين كارد الى الجنسية الامريكية.
قالت المجندة بيرد انه للاسف معد ان اعلن الرئيس بوش في شهر مايس/ مايو نهاية الحرب على العراق والعمليات العسكرية اصبح من حق هؤلاء الجنود انهاء خدمتهم والتسلل من الحدود حول العراق دون التعرض الى عقوبة الهروب من ميدان المعركة وقد ازداد هروب هؤلاء بعد تزايد اعمال المقاومة في الفترةالاخيرة وكثير منهم عندما يضبطون يتعللون بانتهاء المعارك الحربية وانهم لم يفروا أنه لاتوجد هناك معركة! فنلقي بهم في السجن وبعضهم نعيده الى القيادة في قطر للتصرف معهم. وقالت ان بوليس الانضباط يركز عمله في شوارع بغداد اساسا لمراقبة انضباط هؤلاء الجنود لأن اغلبهم يعمل تحت ضغط وليس عن اقتناع بقضية ما واغلبهم يريد الفرار بحياته والتضحية بالجنسية الامريكية التي انضم للجيش من اجلها.
مجندة تتهم زميلتها بالكذب!
وتجرأت مع المجندة بيرد وسألتها السؤال المحير : عن حقيقة الجثث التي تلقى من المروحيات الامريكية بالمناطق النائية في العراق ولماذا لاتعاد الجثث الى امريكا؟
اجابت بارتباك : ان مثل هذه القصص تسربت الى معسكرات الجنود وتسببت في انهيار حالتهم النفسية بسبب رعب هذه القصص ، ولكنني اؤكد انها مجرد شائعات وهكذا يؤكد لنا قادتنا الضباط.
في هذه الاثناء كانت زميلة بيرد المجندة مارتا تجلس على مدفعها بالقرب منا ترقب الحوار ، ثارت فجأة في هستريا وهي تؤكد لبيرد انها كاذبة وانها تعلم حقيقة ان زملاءها من الجنود الذين تضيع معالم وجوههم بفعل النيران التي تأتي على الجثث ولاتستطيع قوات النجدة الامريكية انقاذ جثثهم من التفحم يتم التخلص منها في مجاهل العراق بطرق غامضة، واعتبارهم مفقودين خشية من اعادتهم لذويهم في امريكا الذين لن يستطيعوا القاء نظرة الوداع الاخيرة على وجوههم لأنهم اصبحوا جثث بلا ملامح وحتى الترميم لايفلح معهم.
قالت المجندة بيرد في ارتباك ان زميلتها مارتا في حالة نفسية سيئة بسبب فقدها صديق بالجيش تفحمت معالمه وبالفعل لم يتم ارسال جثته الى اسرته ولانعرف بالضبط اين تم دفنه بالعراق ! وقالت ان مارتا صغيرة عمرها 20 عاما ونحن نشفق لحالها بعد فقد صديقها، ونحن حقيقة في حيرة خاصة الفتيات وانا مثلهم . فنحن نحب الحياة ، وكمقاتلين نحن ننتمي لأقوى جيش بالعالم وننفذ الاوامر بانضباط ونستطيع قهر أي قوة عسكرية في أي معركة ولكننا هنا في العراق لاندري بالضبط ماهو المطلوب منا ، فقد انجزنا مهمة تحرير شعب العراق وانقاذ العالم كله من وحشية صدام حسين ومفروض ان نكافأ ونعود الى بلادنا لننعم بالحياة فنحن هنا وسط مدنيين ، نحارب اشباح لانعرفها ونقتل مدنيين ابرياء منهم اطفالا . نحن هنا حقيقة لانفعل شيئا سوى الحفاظ على حياتنا فقط من اشباح مجهولين لايعلنون عن انفسهم ولانعرف من هم .
قالت المجندة مارتا في هستريا : نحن لانعرف بالضبط مايريده بوش ورامسفيلد منا في العراق. اننا هنا لانفعل شيئا سوى فقدان اعزاء من زملائنا كل يوم ، تحصد ارواحهم اشباح لانراها . حتى جثث زملائنا لاننعم بتوديعها بعد تفحمها وضياع ملامحها. وتكون مكافأتهم القاءهم بالانهار ليلا والتخلص منهم . قالت مارتا : هل تعرف اقصى امنية لي الان ؟ هي ان اعود الى وطني بسرعة لاعيش بين اسرتي واقصى امنية ان قتلت بالعراق ان اقتل بالرصاص فقط ولاتتفحم جثتي حتى يمكن ان اعود الى وطني وتراني امي لآخر مرة . ان هذه امنيتنا الغالية هنا _ جميعنا نتمنى ان نعود احياء او جثثا ولانلقى المصير المرعب بالتخلص من جثثنا ليلا.
ليسوا زملاءنا
على باب جامعة بغداد تقف دبابة امريكية للحراسة وعليها احدى المجندات وقد دخلت في صداقة مع شقيقة سائق سيارتي التي سألتها بالنيابة عن : كيف وامريكا بلد الحضارة وحقوق الانسان تسمحون بالتخلص من جثث زملائكم بالجيش والقائهم بالانهار والصحارى المهجورة ؟ اجابتها المجندة في غطرسة واحباط : هؤلاء ليسوا زملاءنا. انهم متطوعون مرتزقة انضموا الينا بعقود وروط خاصة على امل الحصول على الجنسيةالامريكية ومن ضمن الشروط التي وقعوا عليها هي عدم احقية اسرهم الذين يقيمون بطرق غير مشروعة في امريكا في المطالبة بجثثهم وارسالهم لذويهم في حالة تعذر ذلك ولكن ربما تنعم اسرهم بالقوز بالحلم الذي مات من اجله ابنهم وهوالحصول على الجنسية الامريكية.
ومن بين اجابة المجندة الامريكية ان هؤلاء في رأيها لايستحقون العودة كجثث الى الوطن لأنهم في آخر الامر مرتزقة بلا قضية يقاتلون من اجلها مثلما تؤمن هي وزملاؤها من افراد الجيش الامريكي ، فهم درجة ثانية من الناس وليست لهم اية حقوق ويستحقون ان تلقى جثثهم في الصحاري. وهي تراهم نقطة ضعف كبيرة في الجيش الامريكي وافعالهم وهروب بعضهم سبب مباشر في انهيار الحالة النفسية للجيش الامريكي في العراق !
ماهو أكثر المواقع الامريكية سرية في العراق؟
في قصر المؤتمرات ببغداد مقر المركز الاعلامي الامريكي اجاب ضابط الاتصال تحت الحاحي على السؤال مؤكدا عدم ذكر اسمه قائلا : ان قرار التخلص من الجنود المشوهين وكذلك الجنود المرتزقة بهذه الطريقة الوحشية هو قرار داخلي كما يقال صادر عن القيادة العامة لقوات التحالف بمقرها بقطر ولاتعلم عنه الادارة الامريكية شيئا ولكنني اؤكد بيقين انه قرار اجمعت عليه الادارة الامريكية بكاملها . وذلك بحجة عدم انهيار شعبية الرئيس بوش في هذه المرحلة الحرجة من حملة الانتخابات لفترة رئاسة ثانية يحلم بها وحتى لايثور الرأي العام الامريكي في حالة ارسال جميع الجثث الى ذويهم ويتبينون ضخامة الخسائر في العراق وحتى لاتضيع احلام مؤيدي الرئيس بوش في فترة رئاسة ثانية وكذلك تضيع منهم كعكة العراق التي لم يهنأوا بالتهامها بعد بسبب تفجيرات خطوط النفط. اكد الضابط الامريكي ان مايجري لجثث الجنود الامريكان جريمة انسانية لايشفع لها أي مبرر وهو القرار الذي يتخفون وراءه بعدم ارسال الجثث المتفحمة الى اهاليهم في امريكا لأن النيران اتت على ملامحهم ولن تفيد معهم مراسم الوداع الاخير.
اكد الضابط الامريكي : ولكن اذا كان اخفاء الجثث من اجل اخفاء الحقائق يجعلهم يفلتون ، فإن ارسال الجرحى الى المستشفيات بأمريكا يوميا يفضحهم فنحن نرسل يوميا الىامريكا اكثر من 50 جريحا اغلبهم نجوا من الموت ولكنهم فقدوا اطرافهم واصبحوا بقايا بشر، ومنذ حرب فيتنام هذه اول اعداد ضخمة من الجرحى في الجيش الامريكي يسقطون يوميا في حرب لانعلم بالضبط ماهو المطلوب لإنهائها خاصة بعد تحقيق الهدف والقضاء على نظام صدام حسين ولايوجد الان مبرر لسقوط هذا العدد الهائل من ابناء الجيش يوميا والتخلص من الجثث بطرق غامضة . لقد تحول موقع سلاح الخدمات الطبية بمقر قيادة التحالف ببغداد الى اكبر موقع تحيطه السرية حتى لاتتسرب للقوات اعداد القتلى والجرحى وحتى لايعلم احد اين ينتهي المطاف بالاعداد الحقيقية للجثث. دورية العراق
بغداد - صابر شوكت
الوقائع والاعترافات التي جمعها هذا التقرير الخطيرحول تخلص القوات الامريكي من جثث جنودها بالقائها من الطائرات الى الانهار والصحاري المهجورة لتلتهمها الوحوش الكاسرة او تتحلل في روافد الانهار، تؤكد انها ستظل جريمة انسانية وسبة في جبين امريكا العظمى التي تدعي انها بلد الحضارة الانسانية المعاصرة .
فوجيء الامريكان بجثثهم ترد اليهم !
وشاءت عدالة السماء ان يقوم اناس بسطاء من اهل العراق بجمع هذه الجثث التي تخيلت القوات الامريكية انها تخلصت منها ودفنها في مقابر جماعية في عدة مناطق منها شاطيء نهر ديالى ومنطقة الثرثار بسامراء ووادي حيران الصحراوي بمنطقة الرطبة. وربما القيادات التي اصدرت امر التخلص من جثث قتلاها بهذه الوحشية تخيلت ان هذه الجريمة قد توارت في احداث العراق المتلاطمة ولكنهم لايتخيلون ان عدالة السماء بالمرصاد لهم في هذه اللحظة . وان من جمع الجثث من الانهار والوديان باسم الانسانية والرحمة من اهالي العراق ودفنوهم في مقابر جماعية باكياسهم السوداء يعلمون انهم جمعوا ادلة هذه الجريمة المروعة لتبقى شاهدة على مر الزمان على وحشية قادة ومسؤولي جيش الاحتلال الامريكي بالعراق.
لذلك عندما ذهبت الى منطقة ديالى على بعد 60 كم شرق بغداد لوقوف على حقيقة المقابر الجماعية لجثث الجنود الامريكان هناك ، اكد كبير الصيادين ويدعى ف. س . على عدم تصويرهم او ذكر اسمائهم وزملائه خوفا من انتقام قوات الاحتلال الامريكي منهم لو علموا انهم وراء كشف جريمتهم. وسر هذا الخوف ان صيادي نهر ديالى في باديء الامر منذ نهاية شهر آب/اغسطس اصطادوا في شباكهم اكياسا سوداء بها 3 جثث لجنود امريكان وابلغوا القوات الامريكية التي تسلمتها منهم ومن زملاء صيادين من مناطق اخرى من نهر دجلة وفي ناطق نائية وكانت الجثث مشوهة المعالم ومنها جثث نساء . وكانت اغلب الجثث عارية والنيران قد اتت تماما على ملامح وجوهها، ولكنهم فوجئوا بعد ذلك ان القوات الامريكية تعلن ان هؤلاء الجنود انتحروا باغراق انفسهم في النهر. (ووضعوا انفسهم في اكياس سوداء قبل ان يرموا انفسهم في النهر – دورية العراق) .
عندذاك ادرك الصيادون ان القوات الامريكية تخفي جريمة لاتريد لأحد ان يكشف عنها ، بل ان بعض الصيادين تخيل مكافأة القوات الامريكية لهم عند تسليمهم جثث زملائهم ولكنهم فوجئوا بأنه في بعض الاحيان وجه اليهم الاتهام بقتلهم.
بعد ذلك عزف الصيادون عن تسليم جثث القتلى الامريكان وقرروا دفن ماتصيده شباكهم في مقابر جماعية بعد تزايد عدد الاكياس التي تلقيها المروحيات فجرا وبداخلها الجنود الامريكان خوفا من تلوث مياه النهر بتحلل جثث القتلى.
شباك الصيادين تمتليء بصيد الفجر
نهر ديالى نهر صغير ينبع من ايران ويصب في دجلة ومناطق الصيد البدائي تقع في مناطق نائية لايطرقها سوى المزارعين والصيادين فهي شبه معزولة والصيادون من اهالي ديالى طيبون ويعيشون بالفطرة ولم يصدقوا ان آخر ماتفعله امريكا التي جاءت بدعوى تحريرهم من طغيان حاكم ، تلقي بفلذات اكبادها في نهرهم المهجور لأنها جثث مشوهة. ويؤكد الصيادون ان الامر بدأ في شهر آب/اغسطس حيث يتجمع الصيادون فجرا لبدء الصيد كأفضل موعد له وكانوا يفاجأون بالمروحيات الامريكية تلقي اكياسا ضخمة في ظلمة الفجر ولايتخيل الطيارون ان هناك صيادين على الشاطيء يصطادون في هذه اللحظات وكان الصيادون يلقون شباكهم فتخرج فيها ماتلقيه المروحيات بدلا من الاسماك وعلى الشاطيء كان الصيادون يفتحون الاكياس السوداء فيفاجأون بداخلها بجثث متفحمة تماما ومنهم فتيات وجميع الجثث عارية ولكن بقي منهم بعض معالم تؤكد انهم ليسوا عراقيين وانهم اجانب ومن ملامح جنسيات مختلفة. وكانت رائحة الجثث نتنة ولأن الصيادين يعيشون بالفطرة مع نهرهم الصغير وببساطة الاناس المسالمين يعلمون ان للموتى حرمة وان الجثث يجب ان تدفن في التراب ولا تذوب في مياه النهر فحفروا لهم حفرة جماعية ودفنوهم فيها في عدة مواقع على شاطيء نهر ديالى.
عندما اقترحت نبش أي حفرة لمعرفة مابداخلها كاد الصيادون يفتكون بي على هذا الاقتراح السخيف مؤكدين على حرمة الموتى وان بها عددا كبيرا من نساء الجيش الامريكي فكيف اطلع على عورات الموتى.
واكد الصيادون ان لديهم اكثر من 65 جثة لجنود الجيش الامريكي في مقابرهم الجماعية التي دفنوهم فيها وهم على استعداد لكشف اسرارها فقط لمنظمات دولية محايدة لنقل هؤلاء الضحايا الى اسرهم وامهاتهم في امريكا لتستريح قلوب الامهات الثكالى .
الذئاب دلت عليهم !
يؤكد ع.ي. من تكريت ويعيش في سامراء ان شقيقه يعمل في الدفاع المدني مع قوات الاحتلال الامريكي وان شقيقه يتولى مع زملائه نقل القتلى والجرحى من الجنود الامريكان التي تخلفها عمليات المقاومة العراقية واكد له شقيقه ان عدد القتلى الذين تعلن عنهم قيادة الاحتلال بعد أي عملية للمقاومة العراقي – اقل من الحقيقة كثيرا – وكان اخرها عملية اسقاط مروحية امريكية في الفلوجة في بداية رمضان حيث اعلنت قيادة الاحتلال ان عدد القتلى الامريكان 13 جنديا بينما الحقيقة ان شقيقه جمع مع زملائه جثث اكثر من ثلاثين جندي امريكي اغلبهم اتت النيران على ملامح وجوههم وتفحموا . واكد (ع. ي.) ان منطقة ثرثارة المهجورة في صحراء سامراء اكتشف بها بعض الاهالي من البدو الرحل جثث جنود امريكان في اكياس سوداء وكذلك في منطقة وادي حيران الصحراوية . لقد لاحظ سكان مدينة الرطبة تزايد عدد الذئاب في المنطقة بسبب كثرة عدد الجثث التي تلقيها المروحيات الامريكية في الصحراء على امل ان تلتهمها الذئاب ووحوش الصحراء، ولكن الاهالي جمعوا كثيرا من بقايا هذه الجثث ودفنوها في مقابر جماعية رحمة بالموتى وكذلك للتخلص من الذئاب التي تجمعت حول الجثث. وكان اهالي الرطبة قد قاموا بنفس هذا الموقف في بداية الحرب على العراق حيث كان بمنطقتهم عدد من المجاهدين العرب في خنادق بالصحراء لمقاومة الغزو الامريكي وابادتهم الطائرات الامريكية عن آخرهم ولم يعلم اهالي الرطبة بتناثر جثثهم الا عندما تزايد عدد الذئاب فانتشروا بالصحراء وقاموا بدفنهم بمقابر جماعية وتدور الايام بعد شهور ليقوم الاهالي بدفن جثث الامريكان بنفس المنطقة ولكنه يتساءلون بحيرة لماذا تلقي المروحيات الامريكية بجثث ابنائهم في الجيش الامريكي في الصحراء والانهار للتخلص منها ولايرسلونها الى اهاليهم في امريكا ليدفنوا هناك كما تقضي بذلك الانسانية وجميع الشرائع السماوية؟ هل هذه هي الحضارة التي يريدون نشرها في العراق ؟
انقض علي كالوحش الهائج
كان لابد من البحث عن اجابة لهذا السؤال؟
الجنود الامريكان في شوارع بغداد مدججون بالسلاح حتى الاسنان متحصنون بمدرعاتهم ودباباتهم ويدهم المرتعشة على الزناد دائما جاهزة للانطلاق وقتل الابرياء باسم حمايةارواحهم من عمليات المقاومة – ولذلك لايسمحون لنا بالاقتراب منهم والتحاور معهم ، فهم في حالة رعب مستمر ، خلف فندق فلسطين المحاط بسياج منالاسلاك الشائكة والاجراءات الامنية المشددة – كانت سيارتان مدرعتان في فترة راحة والجنود بداخلها مستغرقون في النوم في حالة اعياء وارهاق عندما اقتربت محاولا تصوير السائق بجوار الباب المفتوح ورشاشه ملقى امامه وشعر بي وانقض علي كالوحش الهائج ويده على الزناد وانا ارفع يدي بالكاميرا مستسلما حتى جاء قائده وانقذني واخذ الفيلم من الكاميرا وهو يسبني . حاولت الحصول على الاجابة على السؤال المحير فنهرني وطردني من ساحة الفندق تماما.
سنحت لي فرصة التحدث مع احدهم صباح احد الايام في شارع السعدون . بدأت الحوار مع بيرد المجندة الامريكية من تكساس واكدت ان عملها مركز على مراقبة الجنود الامريكان ومدى انضباطهم اثناء الدوريات بشوارع بغداد وكذلك يفعل زملاؤها في جميع محافظات العراق.
وسألتها عن حقيقة هروب بعض المجندين وتسللهم من الحدود فأجابت في تحفظ ان هؤلاء لاينتمون حقيقة الى الجيش الامريكي ولكنهم مرتزقة متطوعون بأجر وعقود خاصة منذ بداية الحرب وهم من جنسيات متعددة من انحاء العالم ممن يحلمون بالحصول على الجنسية الامريكية وعندما انضموا الى الجيش الامريكي استجابة الى اعلانات نشرت في العام الماضي قبل الحرب انضموا بشروط معينة وهي حصولهم على راتب ومميزات طوال فترة الحرب على العراق وبعد النصر والعودة الى الولايات المتحدة يستحقون تغيير هويتهم من جرين كارد الى الجنسية الامريكية.
قالت المجندة بيرد انه للاسف معد ان اعلن الرئيس بوش في شهر مايس/ مايو نهاية الحرب على العراق والعمليات العسكرية اصبح من حق هؤلاء الجنود انهاء خدمتهم والتسلل من الحدود حول العراق دون التعرض الى عقوبة الهروب من ميدان المعركة وقد ازداد هروب هؤلاء بعد تزايد اعمال المقاومة في الفترةالاخيرة وكثير منهم عندما يضبطون يتعللون بانتهاء المعارك الحربية وانهم لم يفروا أنه لاتوجد هناك معركة! فنلقي بهم في السجن وبعضهم نعيده الى القيادة في قطر للتصرف معهم. وقالت ان بوليس الانضباط يركز عمله في شوارع بغداد اساسا لمراقبة انضباط هؤلاء الجنود لأن اغلبهم يعمل تحت ضغط وليس عن اقتناع بقضية ما واغلبهم يريد الفرار بحياته والتضحية بالجنسية الامريكية التي انضم للجيش من اجلها.
مجندة تتهم زميلتها بالكذب!
وتجرأت مع المجندة بيرد وسألتها السؤال المحير : عن حقيقة الجثث التي تلقى من المروحيات الامريكية بالمناطق النائية في العراق ولماذا لاتعاد الجثث الى امريكا؟
اجابت بارتباك : ان مثل هذه القصص تسربت الى معسكرات الجنود وتسببت في انهيار حالتهم النفسية بسبب رعب هذه القصص ، ولكنني اؤكد انها مجرد شائعات وهكذا يؤكد لنا قادتنا الضباط.
في هذه الاثناء كانت زميلة بيرد المجندة مارتا تجلس على مدفعها بالقرب منا ترقب الحوار ، ثارت فجأة في هستريا وهي تؤكد لبيرد انها كاذبة وانها تعلم حقيقة ان زملاءها من الجنود الذين تضيع معالم وجوههم بفعل النيران التي تأتي على الجثث ولاتستطيع قوات النجدة الامريكية انقاذ جثثهم من التفحم يتم التخلص منها في مجاهل العراق بطرق غامضة، واعتبارهم مفقودين خشية من اعادتهم لذويهم في امريكا الذين لن يستطيعوا القاء نظرة الوداع الاخيرة على وجوههم لأنهم اصبحوا جثث بلا ملامح وحتى الترميم لايفلح معهم.
قالت المجندة بيرد في ارتباك ان زميلتها مارتا في حالة نفسية سيئة بسبب فقدها صديق بالجيش تفحمت معالمه وبالفعل لم يتم ارسال جثته الى اسرته ولانعرف بالضبط اين تم دفنه بالعراق ! وقالت ان مارتا صغيرة عمرها 20 عاما ونحن نشفق لحالها بعد فقد صديقها، ونحن حقيقة في حيرة خاصة الفتيات وانا مثلهم . فنحن نحب الحياة ، وكمقاتلين نحن ننتمي لأقوى جيش بالعالم وننفذ الاوامر بانضباط ونستطيع قهر أي قوة عسكرية في أي معركة ولكننا هنا في العراق لاندري بالضبط ماهو المطلوب منا ، فقد انجزنا مهمة تحرير شعب العراق وانقاذ العالم كله من وحشية صدام حسين ومفروض ان نكافأ ونعود الى بلادنا لننعم بالحياة فنحن هنا وسط مدنيين ، نحارب اشباح لانعرفها ونقتل مدنيين ابرياء منهم اطفالا . نحن هنا حقيقة لانفعل شيئا سوى الحفاظ على حياتنا فقط من اشباح مجهولين لايعلنون عن انفسهم ولانعرف من هم .
قالت المجندة مارتا في هستريا : نحن لانعرف بالضبط مايريده بوش ورامسفيلد منا في العراق. اننا هنا لانفعل شيئا سوى فقدان اعزاء من زملائنا كل يوم ، تحصد ارواحهم اشباح لانراها . حتى جثث زملائنا لاننعم بتوديعها بعد تفحمها وضياع ملامحها. وتكون مكافأتهم القاءهم بالانهار ليلا والتخلص منهم . قالت مارتا : هل تعرف اقصى امنية لي الان ؟ هي ان اعود الى وطني بسرعة لاعيش بين اسرتي واقصى امنية ان قتلت بالعراق ان اقتل بالرصاص فقط ولاتتفحم جثتي حتى يمكن ان اعود الى وطني وتراني امي لآخر مرة . ان هذه امنيتنا الغالية هنا _ جميعنا نتمنى ان نعود احياء او جثثا ولانلقى المصير المرعب بالتخلص من جثثنا ليلا.
ليسوا زملاءنا
على باب جامعة بغداد تقف دبابة امريكية للحراسة وعليها احدى المجندات وقد دخلت في صداقة مع شقيقة سائق سيارتي التي سألتها بالنيابة عن : كيف وامريكا بلد الحضارة وحقوق الانسان تسمحون بالتخلص من جثث زملائكم بالجيش والقائهم بالانهار والصحارى المهجورة ؟ اجابتها المجندة في غطرسة واحباط : هؤلاء ليسوا زملاءنا. انهم متطوعون مرتزقة انضموا الينا بعقود وروط خاصة على امل الحصول على الجنسيةالامريكية ومن ضمن الشروط التي وقعوا عليها هي عدم احقية اسرهم الذين يقيمون بطرق غير مشروعة في امريكا في المطالبة بجثثهم وارسالهم لذويهم في حالة تعذر ذلك ولكن ربما تنعم اسرهم بالقوز بالحلم الذي مات من اجله ابنهم وهوالحصول على الجنسية الامريكية.
ومن بين اجابة المجندة الامريكية ان هؤلاء في رأيها لايستحقون العودة كجثث الى الوطن لأنهم في آخر الامر مرتزقة بلا قضية يقاتلون من اجلها مثلما تؤمن هي وزملاؤها من افراد الجيش الامريكي ، فهم درجة ثانية من الناس وليست لهم اية حقوق ويستحقون ان تلقى جثثهم في الصحاري. وهي تراهم نقطة ضعف كبيرة في الجيش الامريكي وافعالهم وهروب بعضهم سبب مباشر في انهيار الحالة النفسية للجيش الامريكي في العراق !
ماهو أكثر المواقع الامريكية سرية في العراق؟
في قصر المؤتمرات ببغداد مقر المركز الاعلامي الامريكي اجاب ضابط الاتصال تحت الحاحي على السؤال مؤكدا عدم ذكر اسمه قائلا : ان قرار التخلص من الجنود المشوهين وكذلك الجنود المرتزقة بهذه الطريقة الوحشية هو قرار داخلي كما يقال صادر عن القيادة العامة لقوات التحالف بمقرها بقطر ولاتعلم عنه الادارة الامريكية شيئا ولكنني اؤكد بيقين انه قرار اجمعت عليه الادارة الامريكية بكاملها . وذلك بحجة عدم انهيار شعبية الرئيس بوش في هذه المرحلة الحرجة من حملة الانتخابات لفترة رئاسة ثانية يحلم بها وحتى لايثور الرأي العام الامريكي في حالة ارسال جميع الجثث الى ذويهم ويتبينون ضخامة الخسائر في العراق وحتى لاتضيع احلام مؤيدي الرئيس بوش في فترة رئاسة ثانية وكذلك تضيع منهم كعكة العراق التي لم يهنأوا بالتهامها بعد بسبب تفجيرات خطوط النفط. اكد الضابط الامريكي ان مايجري لجثث الجنود الامريكان جريمة انسانية لايشفع لها أي مبرر وهو القرار الذي يتخفون وراءه بعدم ارسال الجثث المتفحمة الى اهاليهم في امريكا لأن النيران اتت على ملامحهم ولن تفيد معهم مراسم الوداع الاخير.
اكد الضابط الامريكي : ولكن اذا كان اخفاء الجثث من اجل اخفاء الحقائق يجعلهم يفلتون ، فإن ارسال الجرحى الى المستشفيات بأمريكا يوميا يفضحهم فنحن نرسل يوميا الىامريكا اكثر من 50 جريحا اغلبهم نجوا من الموت ولكنهم فقدوا اطرافهم واصبحوا بقايا بشر، ومنذ حرب فيتنام هذه اول اعداد ضخمة من الجرحى في الجيش الامريكي يسقطون يوميا في حرب لانعلم بالضبط ماهو المطلوب لإنهائها خاصة بعد تحقيق الهدف والقضاء على نظام صدام حسين ولايوجد الان مبرر لسقوط هذا العدد الهائل من ابناء الجيش يوميا والتخلص من الجثث بطرق غامضة . لقد تحول موقع سلاح الخدمات الطبية بمقر قيادة التحالف ببغداد الى اكبر موقع تحيطه السرية حتى لاتتسرب للقوات اعداد القتلى والجرحى وحتى لايعلم احد اين ينتهي المطاف بالاعداد الحقيقية للجثث. دورية العراق