- الجمعة مارس 22, 2013 6:24 pm
#60133
منير حداد
الحوار المتمدن-العدد: 4039 - 2013 / 3 / 22 - 00:17
تساس الدولة، وفق مناهج سياسية شاملة، تحيد الذاتي وترجح الدستوري، في انشاء علاقات طيبة، يوطدها القائمون على الدولة، مع المحيط الانساني من حول البلاد، ما يخدم مصلحة الشعب، الذي امنهم على قدره.
قادة العالم المتحضر، يميلون للسلام، ابتعادا عن الاحتقانات الاستفزازية، مع الدول والفئات والافراد، عملا بالمبدأ الاجتماعي اللطيف: (الف صديق ولا عدو واحد) المؤسس على الآية القرآنية الكريمة: (وادفع بالتي هي احسن؛ فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).
هذا على الصعيدين الاجتماعي والديني، اما على الصعيد السياسي؛ فان ابسط تعاريف الدبلوماسية، هي فن الذهاب الى اقصى الممكن في خلق المنفعة، وعلى طريقة الملك فيصل الاول ونوري السعيد: خذ وطالب!
كم جميل ان يلقى الشعب، خطوات اجرائية من رؤسائه وملوكه، يفنون ذواتهم خلالها في مصلحة الشعب، كما فعل سنغور في مالي، والملك حسين في الاردن والشيخ زايد في الامارات.. رحمهما الله.
لكن التخبطات الشخصية، والتفرد بالقرار، اقترانا بالصلاحيات المطلقة للطاغية المقبور صدام حسين في رقاب الناس، التي يتمتع بها رئيس الوزراء نوري المالكي الان بالالتفاف على قوانين الدستور، ولوي نصوصها، باتجاه يخدم نوازعه الشخصية، ومصلحة المحيطين به.
دورتان انتخابيتان مرتا ولم يحدد المالكي ملامح الدولة، ولم يرصن مؤسساتها التشيعية والتنفيذية والقذائية والعسكرية والاقتصادية والصناعية والاعلامية والخدمية وسواها كثير من شؤون اليلد مهمل، في حين صارت لعبة السلطة، هي الاولوية الاولى في منهج عمل الحكومة، تستنفد الوقت والاقتصاد فيها.
لم يتقدم المالكي ولا خطوة نحو حل المعضلات العالقة.. تترحل من عهد الطاغية، الى الحكومات المتعاقبة على العراق بعد 9 نيسان 2003.
لا عمل له سوى خلق الاعداء من الداخل والخارج،اغترارا بالقوة التنفيذية للسطلة وقيادة القوات المسلحة، ساعيا الى استعداء جهات.. داخل وخارج العراق.. ليس من مصلحة الشعب العراقي، فتح جبهة معهم.. ولا اظن ثمة مصلحة لاحد في الوجود، بافتعال العداوات؛ لأن السلم وحده، الذي يمكن الحكومات من استثمار وفورات الثروة، في تجذير الحضارة وبنائها وترصين اركانها بتدعيم البنية العامة للمجتمع.
أذن لا مصلحة للشعب ولا للحكومة، في خلق ازمة مع كردستان وجهات شيعية وسنية ودول اقليمية.
يبدو ان نظرية البيضة من الدجاجة والدجاجة من البيضة تنطبق على حال العراقيين، في علاقتهم برأس الحكم في كل زمن، فاما الشخصة غير السوية هي التي ترتقي مدارج النجاح، فتبلغ مآربها في السلطة، او انها تتقدم نحو السلطة، بشخصيات قويمة، تلتبس حالما يقمصها الله ثوب الحكم، فتتحول الى مجسات شوهاء، تنقل الواقع ممسوخان وتتعاطى معه بالتواءات تضر البلاد وتشتت جهد الارتقاء بها، بل تحارب من يسعى للاخلاص في عمله، كما حصل مع محافظ العمارة علي دواي لازم الذي قطعوا عنه حصة المحافظة من (البترودولار) في حرشة واضحة لأنه يعمل باخلاص من دون فساد.
الحكومة الان تتيه غرورا بالقوة البايلوجية المفاجئة، التي تنبعث في جسد اليافع؛ فيشعر انه قادر على صنع المعجزات؛ ما يسول له افتعال مشاكل داخل البيت والمدرسة ومع الجيران والمحيط الاجتماعي العام.
ما يمر به المالكي حاليا، نوع من مراهقة سياسية، لانه حل في موضع اكبر من احلامه، فهو لم يكن الرجل التالي على د. ابراهيم الجعفري، عندما تنحى وخلفه، في حين هناك آخرون اولى من المالكي بتبوئ منصب رئيس الوزراء.-اذن العراق ارض خصبة لنمو الشخصيات الاشكالوية.
وبعد ان رشحه الجعفري لخلافته في رئاسة الوزراء، تنكر له واقصاه من حزب الدعوة وتنصل من اتفاقات اربيل، التي مكنه خلالها الكرد من الامساك بناصية الدولة والحال تسري على موفق الربيعي، مستشار الامن القومي السابق، فبعد ان انقذ حياته، من جلطة دموية، اخلى المالكي مقر موفق بقوة الشرطة!
وتنكر لدور آل الحكيم في ترشيحه لمنصب رئاسة الوزراء، متوعدا: ساجعلهم منظمة مجتمع مدني، وافتعل مشكلة مع سماحة السيد مقتدى الصدر، واسفز جعفر محمد باقر الصدر، الذي اضطر للاستقالة توقيرا لتاريخ والده.. الشهيد الاول.
وانشأ (عصائب الحق) لاضعاف التيار الصدري.
أما (عملته) مع الكرد، فلا مثيل لها، اذ بعد ان مكنته اتفاقية اربيل من تبوئ المنصب الذي كاد يطيح بالعراق كله، من اجله، تنصل في بغداد من كل حرف وقع عليه اربيليا، وراح يكيل تهما مهينا لتاريخ عائلة البرزاني وفضلهم في تحرير العراق كاملا من كردستان الة الجنوب.
ولم يترفع عن افتعال خصومات مع افراد معظمهم ليسوا بقوة منصبه، بينهم كاتب السطور، اذ اسست المحكمة الجنئية العليا التي اعدمت صدام من خلالها؛ فلم الق من المالكي سوى الجحود، لفضل حسم قضية صدام، التي عدت منجزا للمالكي، شغلالرأي العام عن اهمال حكومته للشعب من دون ماء ولا كهرباء ولا سواها من الخدمات.
ليت المالكي بالاضافة لوظيفته، ينشغل بمصلحة العراق عن افتعال الخصومات ضد الدول والوان الطيف العراقي والافراد فيه.
الحوار المتمدن-العدد: 4039 - 2013 / 3 / 22 - 00:17
تساس الدولة، وفق مناهج سياسية شاملة، تحيد الذاتي وترجح الدستوري، في انشاء علاقات طيبة، يوطدها القائمون على الدولة، مع المحيط الانساني من حول البلاد، ما يخدم مصلحة الشعب، الذي امنهم على قدره.
قادة العالم المتحضر، يميلون للسلام، ابتعادا عن الاحتقانات الاستفزازية، مع الدول والفئات والافراد، عملا بالمبدأ الاجتماعي اللطيف: (الف صديق ولا عدو واحد) المؤسس على الآية القرآنية الكريمة: (وادفع بالتي هي احسن؛ فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).
هذا على الصعيدين الاجتماعي والديني، اما على الصعيد السياسي؛ فان ابسط تعاريف الدبلوماسية، هي فن الذهاب الى اقصى الممكن في خلق المنفعة، وعلى طريقة الملك فيصل الاول ونوري السعيد: خذ وطالب!
كم جميل ان يلقى الشعب، خطوات اجرائية من رؤسائه وملوكه، يفنون ذواتهم خلالها في مصلحة الشعب، كما فعل سنغور في مالي، والملك حسين في الاردن والشيخ زايد في الامارات.. رحمهما الله.
لكن التخبطات الشخصية، والتفرد بالقرار، اقترانا بالصلاحيات المطلقة للطاغية المقبور صدام حسين في رقاب الناس، التي يتمتع بها رئيس الوزراء نوري المالكي الان بالالتفاف على قوانين الدستور، ولوي نصوصها، باتجاه يخدم نوازعه الشخصية، ومصلحة المحيطين به.
دورتان انتخابيتان مرتا ولم يحدد المالكي ملامح الدولة، ولم يرصن مؤسساتها التشيعية والتنفيذية والقذائية والعسكرية والاقتصادية والصناعية والاعلامية والخدمية وسواها كثير من شؤون اليلد مهمل، في حين صارت لعبة السلطة، هي الاولوية الاولى في منهج عمل الحكومة، تستنفد الوقت والاقتصاد فيها.
لم يتقدم المالكي ولا خطوة نحو حل المعضلات العالقة.. تترحل من عهد الطاغية، الى الحكومات المتعاقبة على العراق بعد 9 نيسان 2003.
لا عمل له سوى خلق الاعداء من الداخل والخارج،اغترارا بالقوة التنفيذية للسطلة وقيادة القوات المسلحة، ساعيا الى استعداء جهات.. داخل وخارج العراق.. ليس من مصلحة الشعب العراقي، فتح جبهة معهم.. ولا اظن ثمة مصلحة لاحد في الوجود، بافتعال العداوات؛ لأن السلم وحده، الذي يمكن الحكومات من استثمار وفورات الثروة، في تجذير الحضارة وبنائها وترصين اركانها بتدعيم البنية العامة للمجتمع.
أذن لا مصلحة للشعب ولا للحكومة، في خلق ازمة مع كردستان وجهات شيعية وسنية ودول اقليمية.
يبدو ان نظرية البيضة من الدجاجة والدجاجة من البيضة تنطبق على حال العراقيين، في علاقتهم برأس الحكم في كل زمن، فاما الشخصة غير السوية هي التي ترتقي مدارج النجاح، فتبلغ مآربها في السلطة، او انها تتقدم نحو السلطة، بشخصيات قويمة، تلتبس حالما يقمصها الله ثوب الحكم، فتتحول الى مجسات شوهاء، تنقل الواقع ممسوخان وتتعاطى معه بالتواءات تضر البلاد وتشتت جهد الارتقاء بها، بل تحارب من يسعى للاخلاص في عمله، كما حصل مع محافظ العمارة علي دواي لازم الذي قطعوا عنه حصة المحافظة من (البترودولار) في حرشة واضحة لأنه يعمل باخلاص من دون فساد.
الحكومة الان تتيه غرورا بالقوة البايلوجية المفاجئة، التي تنبعث في جسد اليافع؛ فيشعر انه قادر على صنع المعجزات؛ ما يسول له افتعال مشاكل داخل البيت والمدرسة ومع الجيران والمحيط الاجتماعي العام.
ما يمر به المالكي حاليا، نوع من مراهقة سياسية، لانه حل في موضع اكبر من احلامه، فهو لم يكن الرجل التالي على د. ابراهيم الجعفري، عندما تنحى وخلفه، في حين هناك آخرون اولى من المالكي بتبوئ منصب رئيس الوزراء.-اذن العراق ارض خصبة لنمو الشخصيات الاشكالوية.
وبعد ان رشحه الجعفري لخلافته في رئاسة الوزراء، تنكر له واقصاه من حزب الدعوة وتنصل من اتفاقات اربيل، التي مكنه خلالها الكرد من الامساك بناصية الدولة والحال تسري على موفق الربيعي، مستشار الامن القومي السابق، فبعد ان انقذ حياته، من جلطة دموية، اخلى المالكي مقر موفق بقوة الشرطة!
وتنكر لدور آل الحكيم في ترشيحه لمنصب رئاسة الوزراء، متوعدا: ساجعلهم منظمة مجتمع مدني، وافتعل مشكلة مع سماحة السيد مقتدى الصدر، واسفز جعفر محمد باقر الصدر، الذي اضطر للاستقالة توقيرا لتاريخ والده.. الشهيد الاول.
وانشأ (عصائب الحق) لاضعاف التيار الصدري.
أما (عملته) مع الكرد، فلا مثيل لها، اذ بعد ان مكنته اتفاقية اربيل من تبوئ المنصب الذي كاد يطيح بالعراق كله، من اجله، تنصل في بغداد من كل حرف وقع عليه اربيليا، وراح يكيل تهما مهينا لتاريخ عائلة البرزاني وفضلهم في تحرير العراق كاملا من كردستان الة الجنوب.
ولم يترفع عن افتعال خصومات مع افراد معظمهم ليسوا بقوة منصبه، بينهم كاتب السطور، اذ اسست المحكمة الجنئية العليا التي اعدمت صدام من خلالها؛ فلم الق من المالكي سوى الجحود، لفضل حسم قضية صدام، التي عدت منجزا للمالكي، شغلالرأي العام عن اهمال حكومته للشعب من دون ماء ولا كهرباء ولا سواها من الخدمات.
ليت المالكي بالاضافة لوظيفته، ينشغل بمصلحة العراق عن افتعال الخصومات ضد الدول والوان الطيف العراقي والافراد فيه.