لن تكون لاسرائيل كلمة الفصل
مرسل: الجمعة مارس 22, 2013 6:38 pm
سعيد مضيه
الحوار المتمدن-العدد: 4039 - 2013 / 3 / 22 - 14:24
لن تكون لإسرائيل كلمة الفصل
إسرائيل بحاجة دوما لما يدعم اكاذيبها ؛ وكان هذا ما كسبته من زيارة أوباما الأخيرة للمنطقة :طمأن إسرائيل بيهودية دولتها ودعا العرب إلى التطبيع مع إسرائيل بينما هي تمعن في اغتصاب الأرض الفلسطينية ، ثم ألقى على القيادة الفلسطينية مسئولية "تفويت فرص تاريخية للسلام" ، وهو مضمون أكاذيب إسرائيل على شعبها بأن العرب لا يريدون السلام. بالمقابل، وكالعادة، على منوال بوش الابن عام 2008 وكلينتون عام 1998 قدم أوباما تمنيات بالسلام للطرف الفلسطيني، والتمنيات غيمات غير ماطرة، حزمة أوهام تشحن طاقة الانتظار بصبر أيوب .
"يجب عدم انتظار مبادرة سلام من أميركا . أما سبب ذلك فيصعب معرفته". بهذه العبارة ختم ناحوم غولدمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية رسالة بعث بها إلى صديقه أوري أفنيري. كان ذلك في يناير / كانون ثاني 1982 . يقول أفنيري، الذي التقطت ذاكرته هذه الرسالة، وهو يكتب عن زيارة اوباما العتيدة إلى المنطقة ، مؤكدا حدس الراحل غولدمان، أنه حصل بعد أشهر خمسة من وصول الرسالة غزو لبنان بموافقة ألكسندر هيغ وزير خارجية أميركا وربما بموافقة الرئيس ريغان . لكن الموقف الأميركي ظل لغزا بالنسبة للصديقين أفنيري وغولدمان؛ بينما لم تشْكل القضية على فطنة الكاتب الأميركي ألان هارت واطلاعاته الواسعة والعميقة، إذ أكد أن الرئيس الأميركي لن يطرح مبادرة سلام نظرا لأن" السياسة الأميركية وكذلك الامبريالية الأميركية يديرهما المحافظون الجدد" .
بالفعل وفد الرئيس الأميركي أوباما إلى المنطقة لالتقاط صور تذكارية وتزييت ماكنة الدعاية الإسرائيلية . فالإدارة الأميركية تخضع لسطوة اليمين المحافظ الأميركي واليمين الفاشي في إسرائيل. ونظرا لأن نتنياهو لا يطيق كلمة صدق تقال يظل يرتاب في الآخرين ولا يأمن لأحد قولا أو فعلا ولا يركن لوعد خارجي، حتى من أخلص الأصدقاء، يلهب الظهور بسياطه ينتزع التصريحات الداعمة لاختلاقات الصهيونية مثل الوطن التاريخي لليهود وأرض إسرائيل و..الخ. لم تذهب ظمأ نتنياهو امتناع مندوبة أميركا عن المشاركة في نقاشات مجلس حقوق الإنسان التي اعتبرت الاستيطان شكلا ل" الضم الزاحف" لأراضي الضفة والقدس الشرقية. ولم تتوقف أنات القلق الإسرائيلي طوال عامين مضيا، رغم أنها لم تتعرض لضغوط جادة بوقف الاستيطان . اكتفت دول الغرب المتنفذة في السياسة الدولية وعلى رأسها أميركا بتوجيه انتقادات باردة؛ وأميركا إن طلبت جادة إنهاء الاحتلال ينتهي ويسحب عشرات آلاف المستوطنين من أراضي الضفة . غير أن للولايات المتحدة مصلحة استراتيجية في الضم الزاحف.
لكي يقطع نتنياهو على أوباما احتمالات الخروج عن النص المقرر، استبق الزيارة بتشكيل وزارته من غلاة المستوطنين ، وأتبع ذلك بإشارة حازمة قاطعة أن حكومته غير معنية بالتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين. وأول ما أعلنت عنه حكومة نتنياهو اعتزامها إدخال تعديل على "القانون الأساس" يقضي بتغيير طابع الدولة القانوني لتغدو يهودية، ولو حمل التعديل جورا على طابعها الديمقراطي. وعلى حد تعبير الصحفي الإسرائيلي جوناثان كوك فما من فرصة لأن يوافق بينيت زعيم حزب البيت اليهودي على تجميد الاستيطان ، مثلما دعا أوباما في سالف الأيام. وقد أيد نتنياهو بحرارة خطة حزب "البيت اليهودي" ضم مناطق شاسعة من الضفة إلى إسرائيل. كما ان وزير الدفاع الجديد موشيه يعلون ليكودي يميني عرف بدعمه الحار للاستيطان أثناء توليه منصب رئاسة أركان الجيش. أما وزير التعليم، شاي بيرون، فهو أحد حاخامات الاستيطان .
وصرح زعيم المستوطنين بالضفة ، داني دافون لصحيفة نيويورك تايمز أن الوجود اليهودي عبر الخط الأخطر لا رجعة عنه؛ داعيا المجتمع الدولي التوقف عن " محاولاته العقيمة للتوصل إلى حل الدولتين ، وهو ما يستحيل بلوغه ". وتمظهر بالمتمنن فوعد "السلطة الفلسطينية " احتمال إعطائها "حكما ذاتيا على خمس كنتونات تحيط بخمس مدن بالضفة هي رام الله وجنين ونابلس وبيت لحم والخليل". يجسد زعيم المستوطنين في طرحه ما نوه إليه نتنياهو بشكل مبهم ،إذ وافق على إقامة دولة فلسطينية فى خطابه بجامعة بارايلان عام 2009، شريطة أن يحتفظ بنصف الضفة وتحل مشكلة اللاجئين خارج فلسطين والسيطرة على المجال الجوى الفلسطيني والحدود مع الأردن والاحتفاظ بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل. وربما يطرح أوباما أو وزير خارجيته في قادم الأيام على الجانب الفلسطيني اقتراحا لا يحمل طابع الجدية، لكنه يستجيب لضرورات إدارة الاحتلال، إذ يتوقع منه توريط الفلسطينيين من جديد في متاهة الإحباط . يتلاقى الطرح الأميركي مع طروحات نتنياهو. تفرج تصريحات المسئولين الأميركيين عن مقترح كيان يشمل قطاع غزة وجزءا من الضفة يضاف إليه أراض من سيناء. وتتردد أقاويل لا ينفيها المشمولون بها عن تجاوب حماس والإخوان المسلمين في مصر مع خطة توسيع قطاع غزة بأراض محاذية في سيناء.
اما الخطوة الجادة فقد بدر ت من اليمين الأميركي المحافظ. وهي تنسجم تماما مع اقتراح بنيامين نتنياهو . المبادرة صدرت من دانييل بايبس أحد كواسر المحافظين الجدد ، ويشغل منصب رئيس منبر الشرق الأوسط وهو بنك معلومات، مقره مدينة فيلادلفيا. دعا بايبس لعقد مؤتمر تحت عنوان " تغيير سياسة الولايات المتحدة تجاه الأونروا واللاجئين الفلسطينيين". افتتح المؤتمر بنفسه . وهاجم الأونروا بسبب مقاربتها لقضية اللاجئين ، باعتبارها " تخلق حكاية اضطهاد وتدفع نحو التطرف" .
في معرض حديث صحفي أجراه الكاتب الأميركي ، ألان هارت ، الذي ينتظر صدور كتابه الجديد في جزأين وألف ومائتي صفحة، سبر التحالف الحاكم في الولايات المتحدة وسياساته في العالم، خاصة الشرق الأوسط. تساءل الكاتب : تعتقدون أن العرب هم العدو الحقيقي لليهود؟ وأجاب، في الحقيقة، الصهيونية هي العدو الحقيقي لليهود. وقال أيضا ، "إن أعظم خرافات الصهيونية زعمها أنها دولة مسكينة وصغيرة عاشت تحت خطر الإبادة" مشيرا إلى تركيزه في الكتاب على أن معظم الذين يدخلون معركة الانتخابات للكونغرس والبيت الأبيض يعتمدون على أموال تجمعها هيئات يهودية.
تتوالى تأكيدات الرسميين الأميركيين بأن إسرائيل تشكل الحليف الأوثق للولايات المتحدة . وصرح أحد أقطاب إدارة اوباما ان التحالف الاستراتيجي الأميركي ـ الإسرائيلي يتعدى نطاق الشرق الوسط ليشمل العالم كله. وعلى إيقاع هذه التصريحات أقرت منظمة إيباك في مؤتمرها الأخير أوائل شهر آذار 2013 توصية لمجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين إصدار قرار بإقامة علاقة استراتيجية بين أميركا وإسرائيل . العلاقة قائمة منذ عقود؛ لكن يراد لها أن تغدو إحدى محددات القانون الدولي ضمن إطار النشاط العولمي لفرض الهيمنة الكونية للولايات المتحدة الأميركية، بمقتضاها تغدو إسرائيل دولة إقليمية ذات نفوذ ويتواصل تمزيق دول المنطقة ، خاصة المحيطة بإسرائيل. الرأسمالية الأميركية تواصل الإصرار على الاحتفاظ بمكانتها التي فرضتها قوتها المتفوقة بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية . ترفض الاحتكارات الأميركية عابرة القارات الرضوخ لمنطق توازن القوى الجديد، حيث هبطت نسبة قوتها عن ذي قبل. وإلى هذه التطلعات يشير الصحفي الأميركي، سيمور هيرش، الذي اكتسب شهرة عالمية في حربي الفيتنام والعراق. لاحظ ،سيمور، وهو يعد كتابه الذي سيصدر قريبا عن سنوات بوش ـ تشيني، أنه رأى فرقا ضئيلا بين تلك الفترة وفترة إدارة اوباما. فقد تواصلت حروب العدوان وأعمال التعذيب ضد المشبوهين بالإرهاب وتدبير الاغتيالات بواسطة الطائرات بدون طيار وكذلك الحشود العسكرية وإدخال التكنولوجيات العسكرية الحديثة. واتهم هيرش المحافظين الجدد، ممن عملوا في مكتب نائب الرئيس تشيني، والمعروفين ب" الصليبيين" باختطاف السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ويعملون حاليا ضمن طاقم العمليات الخاصة . وما أراد سيمور قوله أن ثمانية أو تسعة أفراد من المحافظين الجدد أو " الراديكاليين" استطاعوا قلب الحكومة الأميركية أو لنقل استولوا عليها . ليس هذا هو المهم ، يقول هيرش، أنما سهولة استيلاء المحافظين الجدد على الإدارة ، وكيف اختفى الكونغرس وكيف أذعن الجمهور وتواطأت الصحافة.
الولايات المتحدة وإسرائيل تتماهيان في أوجه عدة . كلاهما تزعمان أن الأرض منحهما إياه الرب ، رغم أن أغلبية زعمائهما ملحدون. وفي الدولتين مكان بارز للدين في السياسة ، خاصة لمنح الجرائم الحربية مضمونا مقدسا. والدولتان تمارسان الأنشطة العدوانية العسكرية باستمرار، وبالنتيجة يعاني كل من البلدين ضائقة اقتصادية وعجوزات في الموازنة . هرب نتنياهو من موازنة تعاني عجزا قيمته 38 مليار شيكل، ودعا إلى انتخابتات الكنيست كي لا تؤثر سلبا على شعبيته لو انتظرت الانتخابات حتى موعدها. منح نتنياهو وزارة المالية إلى حليفه يائير لبيد رئيس حزب " يوجد مستقبل"، كي يتحمل مسئولية التقتير على مخصصات الخدمات الاجتماعية في مخطط الموازنة الجديدة وتقليصها بمبلغ تسعة عشر مليار شيكل . والخدمات الحيوية تحت مسؤولية وزراء من الحزب . فأي مستقبل يتوقع لهذه الوزارات في ظل تقليصات كهذه. استطاعت البرجوازية الحاكمة في إسرائيل أن تغرق الاحتجاجات الشعبية على الأزمة الاقتصادية ، أولا عن طريق التعتيم على سبب الأزمة المتمثل في نفقات الاحتلال والاستيطان ، وثانيا عن طريق رشوة المتنفذين في الحركة الاحتجاجية بمقاعد مضونة في انتخابات الكنيست وأخيرا بتغيير وجوه الحكم.
أنقل عن إيهاب وهبة مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأمريكية تصريح أستاذ معروف فى أكاديمية العلوم الإسرائيلية أن بلاده "أشبه ما تكون الآن بمريض ينهش السرطان فى جسده، لكنه لا يريد الاعتراف بعلّته هذه القاتلة". ويستطرد بأن مشكلات المنطقة كلها تتعلق، إما بشكل مباشر أو غير مباشر، باستمرار الاحتلال الإسرائيلي. ويعلن أن المجتمع الإسرائيلي قد أضحى فى واقع الأمر مجتمعا عنصريا، متغطرسا، وميالا لممارسة العنف.
وباحث آخر فى صحيفة الجيروساليم بوست (المعروفة بميولها اليمنية)، كتب أن "لا سبيل لتبديد الاعتقاد السائد فى العالم الآن بأن إسرائيل هى دولة احتلال، وقوة غازية، تقمع شعبا اعزل، وتستبيح أراضيه!"
ومن جهة أخرى يقلق تحالف اوباما نتنياهو ـ حسب تعبير الصحفي جوناثان كوك ـ "منغصات تكمن في الطريق أكبر من الصداع، بما في ذلك سيناريو يوم الحساب ـ حسب تصور إسرائيل وواشنطون ـ يوم يتقدم الفلسطينيون من محكمة الجزائية الدولية طالبين التحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية".
وبتشنج جديد استقبلت الدولتان تقرير اللجنة الدولية لتقصى الحقائق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، الصادر في 31 يناير / كانون ثاني الماضي . لم يكتف التقرير بالتنديد بالجرائم الإسرائيلية التى ترتكبها فى الأراضي المحتلة وقيامها بتوطين أكثر من نصف مليون إسرائيلي فى المستعمرات التى تبنيها هناك، بل يؤكد إمكانية محاكمة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائمها هذه!
ونفس المطلب ألحت عليه هيئة محلفي محكمة راسل الدولية لمحاكمة ممارسات إسرائيل في الأراضي المحتلة. خلصت مداولات الهيئة بصدد جلسات المحكمة في برشلونة ولندن وكيب تاون ونيويورك، والتي أجريت في مدينة بروكسل وصدر عنها بيان يوم الأحد 17 آذار 2013 أكد أن الفلسطينيين في إسرائيل والأرضي المحتلة يعيشون تحت وطأة نظام مشابه للنظام الذي كان متبعا في جنوب إفريقيا. انتقد المشاركون ايضا "شركاء" إسرائيل في سياستها ، منددين في المقام الأول بالولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل، إضافة الى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. اعتمد ت الهيئة 26 توصية بشأن التحركات القادمة. وإضافة الى تعبئة الرأي العام "حتى توقف إسرائيل انتهاكاتها للقانون الدولي". طالبت هيئة المحلفين برفع دعوى ضد إسرائيل لدى المحكمة الجنائية الدولية، وقالت ان "المحكمة تدعم دعوات المجتمع المدني الفلسطيني الى قيام فلسطين باتخاذ هذه الخطوة فورا والى ان تفتح المحكمة الجنائية الدولية في الحال تحقيقا في الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي عرضت على المحكمة". وتوصي محكمة راسل كذلك بتشكيل لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة حول الابارتهايد كي تبحث هذه المرة وضع الفلسطينيين. كما طلبت المحكمة ايضا تعليق اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ووقف استيراد المنتجات الواردة من المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة. ومنذ حرب حزيران (يونيو) 1967 أقيمت 250 مستوطنة يقيم فيها نحو 520 الف مستوطن إسرائيلي .
من جهة أخرى صدر عن معهد أبحاث بروكينجز الأميركي المرموق تقرير رفعه إلى الرئيس إلى أوباما مع بدء ولايته الثانية، يدعوه فيه إلى صياغة مبادرة جديدة تستهدف تحقيق حق الدولتين، وفى إطار زمنى محدد.
وحسب شهادة إيهاب وهبة أيضا تشهد الساحة الأمريكية انتقادات للسطوة التى يتمتع بها اللوبى الصهيوني فى الولايات المتحدة، وافتضاح أساليبه فى الترويع والترهيب. تجلى ذلك أثناء استجواب المرشح لمنصب وزير الدفاع شاك هاجيل أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، وفى الضغوط التى مارسها هذا اللوبى على أحد معاهد العلم (وهى كلية بروكلين التابعة لجامعة نيويورك) لإثنائها عن عقد ندوة بحثية حول مقاطعة إسرائيل بسبب استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية. هدد أعضاء المجلس المحلى بقطع المساعدات المالية المذكورة إن هي سارت قدما فى عزمها عقد الندوة. الجديد فى الأمر أن عمدة نيويورك، المليونير اليهودي بلومبرج، تصدى إلى هذه الحملة، ودافع عن حق الجامعة فى مناقشة أى موضوع تراه مناسبا، ومعلنا رفضه التام لربط المساعدات المالية للمعاهد بنوع أنشطتها الأكاديمية. والمهم أن الحملة قد فشلت وتم عقد الندوة فى موعدها!
بالفعل دأبت الصهيونية على ترويع منتقدي ممارسات إسرائيل وتوجيه اتهامات فظة وكاذبة تشوه سمعتهم . نجحت إلى حد كبير في استغلا درائم المحرقة النازية لتجريم انتقاد إسرائيل. ولكن إسرائيل أمسكت مرارا شريكة للعدوانية الأميركية في الشرق الوسط وأدينت في عدوانها على لبنان وغزة . إن شراكة إسرائيل في العولمة الرأسمالية وترويج نهج الليبرالية قد فتح الأعين على جرائمها المتواترة ضد الجماهير الفلسطينية، وشعوب الدول المجاورة .
تتعاظم الضغوط على إسرائيل لوقف ممارسات الأبارتهايد في فلسطين، وتحاصرها بالإدانات الدولية. ومن المتعذر، وهي تعاني الحصار أن تفرض إرادتها وتنفذ مشيئتها، خاصة حين تستنفذ المقاومة الفلسطينية الاحتياطي المجمد وتتملص من الحظر الأميركي فتبادر إلى تقديم إسرائيل إلى المحاكمة الدولية.
الحوار المتمدن-العدد: 4039 - 2013 / 3 / 22 - 14:24
لن تكون لإسرائيل كلمة الفصل
إسرائيل بحاجة دوما لما يدعم اكاذيبها ؛ وكان هذا ما كسبته من زيارة أوباما الأخيرة للمنطقة :طمأن إسرائيل بيهودية دولتها ودعا العرب إلى التطبيع مع إسرائيل بينما هي تمعن في اغتصاب الأرض الفلسطينية ، ثم ألقى على القيادة الفلسطينية مسئولية "تفويت فرص تاريخية للسلام" ، وهو مضمون أكاذيب إسرائيل على شعبها بأن العرب لا يريدون السلام. بالمقابل، وكالعادة، على منوال بوش الابن عام 2008 وكلينتون عام 1998 قدم أوباما تمنيات بالسلام للطرف الفلسطيني، والتمنيات غيمات غير ماطرة، حزمة أوهام تشحن طاقة الانتظار بصبر أيوب .
"يجب عدم انتظار مبادرة سلام من أميركا . أما سبب ذلك فيصعب معرفته". بهذه العبارة ختم ناحوم غولدمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية رسالة بعث بها إلى صديقه أوري أفنيري. كان ذلك في يناير / كانون ثاني 1982 . يقول أفنيري، الذي التقطت ذاكرته هذه الرسالة، وهو يكتب عن زيارة اوباما العتيدة إلى المنطقة ، مؤكدا حدس الراحل غولدمان، أنه حصل بعد أشهر خمسة من وصول الرسالة غزو لبنان بموافقة ألكسندر هيغ وزير خارجية أميركا وربما بموافقة الرئيس ريغان . لكن الموقف الأميركي ظل لغزا بالنسبة للصديقين أفنيري وغولدمان؛ بينما لم تشْكل القضية على فطنة الكاتب الأميركي ألان هارت واطلاعاته الواسعة والعميقة، إذ أكد أن الرئيس الأميركي لن يطرح مبادرة سلام نظرا لأن" السياسة الأميركية وكذلك الامبريالية الأميركية يديرهما المحافظون الجدد" .
بالفعل وفد الرئيس الأميركي أوباما إلى المنطقة لالتقاط صور تذكارية وتزييت ماكنة الدعاية الإسرائيلية . فالإدارة الأميركية تخضع لسطوة اليمين المحافظ الأميركي واليمين الفاشي في إسرائيل. ونظرا لأن نتنياهو لا يطيق كلمة صدق تقال يظل يرتاب في الآخرين ولا يأمن لأحد قولا أو فعلا ولا يركن لوعد خارجي، حتى من أخلص الأصدقاء، يلهب الظهور بسياطه ينتزع التصريحات الداعمة لاختلاقات الصهيونية مثل الوطن التاريخي لليهود وأرض إسرائيل و..الخ. لم تذهب ظمأ نتنياهو امتناع مندوبة أميركا عن المشاركة في نقاشات مجلس حقوق الإنسان التي اعتبرت الاستيطان شكلا ل" الضم الزاحف" لأراضي الضفة والقدس الشرقية. ولم تتوقف أنات القلق الإسرائيلي طوال عامين مضيا، رغم أنها لم تتعرض لضغوط جادة بوقف الاستيطان . اكتفت دول الغرب المتنفذة في السياسة الدولية وعلى رأسها أميركا بتوجيه انتقادات باردة؛ وأميركا إن طلبت جادة إنهاء الاحتلال ينتهي ويسحب عشرات آلاف المستوطنين من أراضي الضفة . غير أن للولايات المتحدة مصلحة استراتيجية في الضم الزاحف.
لكي يقطع نتنياهو على أوباما احتمالات الخروج عن النص المقرر، استبق الزيارة بتشكيل وزارته من غلاة المستوطنين ، وأتبع ذلك بإشارة حازمة قاطعة أن حكومته غير معنية بالتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين. وأول ما أعلنت عنه حكومة نتنياهو اعتزامها إدخال تعديل على "القانون الأساس" يقضي بتغيير طابع الدولة القانوني لتغدو يهودية، ولو حمل التعديل جورا على طابعها الديمقراطي. وعلى حد تعبير الصحفي الإسرائيلي جوناثان كوك فما من فرصة لأن يوافق بينيت زعيم حزب البيت اليهودي على تجميد الاستيطان ، مثلما دعا أوباما في سالف الأيام. وقد أيد نتنياهو بحرارة خطة حزب "البيت اليهودي" ضم مناطق شاسعة من الضفة إلى إسرائيل. كما ان وزير الدفاع الجديد موشيه يعلون ليكودي يميني عرف بدعمه الحار للاستيطان أثناء توليه منصب رئاسة أركان الجيش. أما وزير التعليم، شاي بيرون، فهو أحد حاخامات الاستيطان .
وصرح زعيم المستوطنين بالضفة ، داني دافون لصحيفة نيويورك تايمز أن الوجود اليهودي عبر الخط الأخطر لا رجعة عنه؛ داعيا المجتمع الدولي التوقف عن " محاولاته العقيمة للتوصل إلى حل الدولتين ، وهو ما يستحيل بلوغه ". وتمظهر بالمتمنن فوعد "السلطة الفلسطينية " احتمال إعطائها "حكما ذاتيا على خمس كنتونات تحيط بخمس مدن بالضفة هي رام الله وجنين ونابلس وبيت لحم والخليل". يجسد زعيم المستوطنين في طرحه ما نوه إليه نتنياهو بشكل مبهم ،إذ وافق على إقامة دولة فلسطينية فى خطابه بجامعة بارايلان عام 2009، شريطة أن يحتفظ بنصف الضفة وتحل مشكلة اللاجئين خارج فلسطين والسيطرة على المجال الجوى الفلسطيني والحدود مع الأردن والاحتفاظ بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل. وربما يطرح أوباما أو وزير خارجيته في قادم الأيام على الجانب الفلسطيني اقتراحا لا يحمل طابع الجدية، لكنه يستجيب لضرورات إدارة الاحتلال، إذ يتوقع منه توريط الفلسطينيين من جديد في متاهة الإحباط . يتلاقى الطرح الأميركي مع طروحات نتنياهو. تفرج تصريحات المسئولين الأميركيين عن مقترح كيان يشمل قطاع غزة وجزءا من الضفة يضاف إليه أراض من سيناء. وتتردد أقاويل لا ينفيها المشمولون بها عن تجاوب حماس والإخوان المسلمين في مصر مع خطة توسيع قطاع غزة بأراض محاذية في سيناء.
اما الخطوة الجادة فقد بدر ت من اليمين الأميركي المحافظ. وهي تنسجم تماما مع اقتراح بنيامين نتنياهو . المبادرة صدرت من دانييل بايبس أحد كواسر المحافظين الجدد ، ويشغل منصب رئيس منبر الشرق الأوسط وهو بنك معلومات، مقره مدينة فيلادلفيا. دعا بايبس لعقد مؤتمر تحت عنوان " تغيير سياسة الولايات المتحدة تجاه الأونروا واللاجئين الفلسطينيين". افتتح المؤتمر بنفسه . وهاجم الأونروا بسبب مقاربتها لقضية اللاجئين ، باعتبارها " تخلق حكاية اضطهاد وتدفع نحو التطرف" .
في معرض حديث صحفي أجراه الكاتب الأميركي ، ألان هارت ، الذي ينتظر صدور كتابه الجديد في جزأين وألف ومائتي صفحة، سبر التحالف الحاكم في الولايات المتحدة وسياساته في العالم، خاصة الشرق الأوسط. تساءل الكاتب : تعتقدون أن العرب هم العدو الحقيقي لليهود؟ وأجاب، في الحقيقة، الصهيونية هي العدو الحقيقي لليهود. وقال أيضا ، "إن أعظم خرافات الصهيونية زعمها أنها دولة مسكينة وصغيرة عاشت تحت خطر الإبادة" مشيرا إلى تركيزه في الكتاب على أن معظم الذين يدخلون معركة الانتخابات للكونغرس والبيت الأبيض يعتمدون على أموال تجمعها هيئات يهودية.
تتوالى تأكيدات الرسميين الأميركيين بأن إسرائيل تشكل الحليف الأوثق للولايات المتحدة . وصرح أحد أقطاب إدارة اوباما ان التحالف الاستراتيجي الأميركي ـ الإسرائيلي يتعدى نطاق الشرق الوسط ليشمل العالم كله. وعلى إيقاع هذه التصريحات أقرت منظمة إيباك في مؤتمرها الأخير أوائل شهر آذار 2013 توصية لمجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين إصدار قرار بإقامة علاقة استراتيجية بين أميركا وإسرائيل . العلاقة قائمة منذ عقود؛ لكن يراد لها أن تغدو إحدى محددات القانون الدولي ضمن إطار النشاط العولمي لفرض الهيمنة الكونية للولايات المتحدة الأميركية، بمقتضاها تغدو إسرائيل دولة إقليمية ذات نفوذ ويتواصل تمزيق دول المنطقة ، خاصة المحيطة بإسرائيل. الرأسمالية الأميركية تواصل الإصرار على الاحتفاظ بمكانتها التي فرضتها قوتها المتفوقة بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية . ترفض الاحتكارات الأميركية عابرة القارات الرضوخ لمنطق توازن القوى الجديد، حيث هبطت نسبة قوتها عن ذي قبل. وإلى هذه التطلعات يشير الصحفي الأميركي، سيمور هيرش، الذي اكتسب شهرة عالمية في حربي الفيتنام والعراق. لاحظ ،سيمور، وهو يعد كتابه الذي سيصدر قريبا عن سنوات بوش ـ تشيني، أنه رأى فرقا ضئيلا بين تلك الفترة وفترة إدارة اوباما. فقد تواصلت حروب العدوان وأعمال التعذيب ضد المشبوهين بالإرهاب وتدبير الاغتيالات بواسطة الطائرات بدون طيار وكذلك الحشود العسكرية وإدخال التكنولوجيات العسكرية الحديثة. واتهم هيرش المحافظين الجدد، ممن عملوا في مكتب نائب الرئيس تشيني، والمعروفين ب" الصليبيين" باختطاف السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ويعملون حاليا ضمن طاقم العمليات الخاصة . وما أراد سيمور قوله أن ثمانية أو تسعة أفراد من المحافظين الجدد أو " الراديكاليين" استطاعوا قلب الحكومة الأميركية أو لنقل استولوا عليها . ليس هذا هو المهم ، يقول هيرش، أنما سهولة استيلاء المحافظين الجدد على الإدارة ، وكيف اختفى الكونغرس وكيف أذعن الجمهور وتواطأت الصحافة.
الولايات المتحدة وإسرائيل تتماهيان في أوجه عدة . كلاهما تزعمان أن الأرض منحهما إياه الرب ، رغم أن أغلبية زعمائهما ملحدون. وفي الدولتين مكان بارز للدين في السياسة ، خاصة لمنح الجرائم الحربية مضمونا مقدسا. والدولتان تمارسان الأنشطة العدوانية العسكرية باستمرار، وبالنتيجة يعاني كل من البلدين ضائقة اقتصادية وعجوزات في الموازنة . هرب نتنياهو من موازنة تعاني عجزا قيمته 38 مليار شيكل، ودعا إلى انتخابتات الكنيست كي لا تؤثر سلبا على شعبيته لو انتظرت الانتخابات حتى موعدها. منح نتنياهو وزارة المالية إلى حليفه يائير لبيد رئيس حزب " يوجد مستقبل"، كي يتحمل مسئولية التقتير على مخصصات الخدمات الاجتماعية في مخطط الموازنة الجديدة وتقليصها بمبلغ تسعة عشر مليار شيكل . والخدمات الحيوية تحت مسؤولية وزراء من الحزب . فأي مستقبل يتوقع لهذه الوزارات في ظل تقليصات كهذه. استطاعت البرجوازية الحاكمة في إسرائيل أن تغرق الاحتجاجات الشعبية على الأزمة الاقتصادية ، أولا عن طريق التعتيم على سبب الأزمة المتمثل في نفقات الاحتلال والاستيطان ، وثانيا عن طريق رشوة المتنفذين في الحركة الاحتجاجية بمقاعد مضونة في انتخابات الكنيست وأخيرا بتغيير وجوه الحكم.
أنقل عن إيهاب وهبة مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأمريكية تصريح أستاذ معروف فى أكاديمية العلوم الإسرائيلية أن بلاده "أشبه ما تكون الآن بمريض ينهش السرطان فى جسده، لكنه لا يريد الاعتراف بعلّته هذه القاتلة". ويستطرد بأن مشكلات المنطقة كلها تتعلق، إما بشكل مباشر أو غير مباشر، باستمرار الاحتلال الإسرائيلي. ويعلن أن المجتمع الإسرائيلي قد أضحى فى واقع الأمر مجتمعا عنصريا، متغطرسا، وميالا لممارسة العنف.
وباحث آخر فى صحيفة الجيروساليم بوست (المعروفة بميولها اليمنية)، كتب أن "لا سبيل لتبديد الاعتقاد السائد فى العالم الآن بأن إسرائيل هى دولة احتلال، وقوة غازية، تقمع شعبا اعزل، وتستبيح أراضيه!"
ومن جهة أخرى يقلق تحالف اوباما نتنياهو ـ حسب تعبير الصحفي جوناثان كوك ـ "منغصات تكمن في الطريق أكبر من الصداع، بما في ذلك سيناريو يوم الحساب ـ حسب تصور إسرائيل وواشنطون ـ يوم يتقدم الفلسطينيون من محكمة الجزائية الدولية طالبين التحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية".
وبتشنج جديد استقبلت الدولتان تقرير اللجنة الدولية لتقصى الحقائق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، الصادر في 31 يناير / كانون ثاني الماضي . لم يكتف التقرير بالتنديد بالجرائم الإسرائيلية التى ترتكبها فى الأراضي المحتلة وقيامها بتوطين أكثر من نصف مليون إسرائيلي فى المستعمرات التى تبنيها هناك، بل يؤكد إمكانية محاكمة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائمها هذه!
ونفس المطلب ألحت عليه هيئة محلفي محكمة راسل الدولية لمحاكمة ممارسات إسرائيل في الأراضي المحتلة. خلصت مداولات الهيئة بصدد جلسات المحكمة في برشلونة ولندن وكيب تاون ونيويورك، والتي أجريت في مدينة بروكسل وصدر عنها بيان يوم الأحد 17 آذار 2013 أكد أن الفلسطينيين في إسرائيل والأرضي المحتلة يعيشون تحت وطأة نظام مشابه للنظام الذي كان متبعا في جنوب إفريقيا. انتقد المشاركون ايضا "شركاء" إسرائيل في سياستها ، منددين في المقام الأول بالولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل، إضافة الى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. اعتمد ت الهيئة 26 توصية بشأن التحركات القادمة. وإضافة الى تعبئة الرأي العام "حتى توقف إسرائيل انتهاكاتها للقانون الدولي". طالبت هيئة المحلفين برفع دعوى ضد إسرائيل لدى المحكمة الجنائية الدولية، وقالت ان "المحكمة تدعم دعوات المجتمع المدني الفلسطيني الى قيام فلسطين باتخاذ هذه الخطوة فورا والى ان تفتح المحكمة الجنائية الدولية في الحال تحقيقا في الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي عرضت على المحكمة". وتوصي محكمة راسل كذلك بتشكيل لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة حول الابارتهايد كي تبحث هذه المرة وضع الفلسطينيين. كما طلبت المحكمة ايضا تعليق اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ووقف استيراد المنتجات الواردة من المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة. ومنذ حرب حزيران (يونيو) 1967 أقيمت 250 مستوطنة يقيم فيها نحو 520 الف مستوطن إسرائيلي .
من جهة أخرى صدر عن معهد أبحاث بروكينجز الأميركي المرموق تقرير رفعه إلى الرئيس إلى أوباما مع بدء ولايته الثانية، يدعوه فيه إلى صياغة مبادرة جديدة تستهدف تحقيق حق الدولتين، وفى إطار زمنى محدد.
وحسب شهادة إيهاب وهبة أيضا تشهد الساحة الأمريكية انتقادات للسطوة التى يتمتع بها اللوبى الصهيوني فى الولايات المتحدة، وافتضاح أساليبه فى الترويع والترهيب. تجلى ذلك أثناء استجواب المرشح لمنصب وزير الدفاع شاك هاجيل أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، وفى الضغوط التى مارسها هذا اللوبى على أحد معاهد العلم (وهى كلية بروكلين التابعة لجامعة نيويورك) لإثنائها عن عقد ندوة بحثية حول مقاطعة إسرائيل بسبب استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية. هدد أعضاء المجلس المحلى بقطع المساعدات المالية المذكورة إن هي سارت قدما فى عزمها عقد الندوة. الجديد فى الأمر أن عمدة نيويورك، المليونير اليهودي بلومبرج، تصدى إلى هذه الحملة، ودافع عن حق الجامعة فى مناقشة أى موضوع تراه مناسبا، ومعلنا رفضه التام لربط المساعدات المالية للمعاهد بنوع أنشطتها الأكاديمية. والمهم أن الحملة قد فشلت وتم عقد الندوة فى موعدها!
بالفعل دأبت الصهيونية على ترويع منتقدي ممارسات إسرائيل وتوجيه اتهامات فظة وكاذبة تشوه سمعتهم . نجحت إلى حد كبير في استغلا درائم المحرقة النازية لتجريم انتقاد إسرائيل. ولكن إسرائيل أمسكت مرارا شريكة للعدوانية الأميركية في الشرق الوسط وأدينت في عدوانها على لبنان وغزة . إن شراكة إسرائيل في العولمة الرأسمالية وترويج نهج الليبرالية قد فتح الأعين على جرائمها المتواترة ضد الجماهير الفلسطينية، وشعوب الدول المجاورة .
تتعاظم الضغوط على إسرائيل لوقف ممارسات الأبارتهايد في فلسطين، وتحاصرها بالإدانات الدولية. ومن المتعذر، وهي تعاني الحصار أن تفرض إرادتها وتنفذ مشيئتها، خاصة حين تستنفذ المقاومة الفلسطينية الاحتياطي المجمد وتتملص من الحظر الأميركي فتبادر إلى تقديم إسرائيل إلى المحاكمة الدولية.