- الاثنين إبريل 01, 2013 8:46 am
#60219
ولد عبد الله أوجلان لأسرة فلاحين عام 1949 في بلدة أوميزلي في محافظة سانلي الواقعة على الحدود التركية السورية. درس في جامعة أنقرة، وهناك بدأ نضاله. سجن سنة 1972 لمدة سبعة أشهر بحجة نشاطه المؤيد للأكراد.
في سنة 1978 أسس عبد الله أوجلان حزب العمال الكردستاني. وفي سنة 1980 غادر تركيا ليعمل من المنفى وخاصة من دمشق وسهل البقاع اللبناني، الذي يخضع للسيطرة السورية.
في سهل البقاع أقام أوجلان معسكرات التدريب لأعضاء حزبه، لكنّ هذه المعسكرات سرعان ما أغلقت بضغط من أنقرة.
حاول أوجلان إقناع حكومة تركيا بفتح حوار مع الأكراد وهو على رأسهم، وتعهّد بان يتم وقف إطلاق النار من حزب العمال الكردستاني إذا استجابت تركيا إلى هذا الطلب. لكنّ أنقرة ظلّت ترفض مطالبه ومطالب حزبه.
في تشرين أول 1998 تم إبعاد أوجلان من سوريا، وذلك تحت الضغوط التركية الشديدة، التي كادت أن تتحوّل إلى حرب بين البلدين، بحجة اتهام تركيا لسوريا انها تسمح لأوجلان ولحزب العمال الكردستاني بالتدرب والانطلاق من أراضيها ومن سهل البقاع اللبناني.
وقد اضطرّ أوجلان عندها أن يتوجه إلى أوروبا، حيث حاول الحصول على حق اللجوء السياسي لكنه أخفق.
وقد نجحت المخابرات التركية باعتقاله يوم 15 / 2 / 1999 في نيروبي، عاصمة كينيا. ويتهم الأكراد المخابرات الإسرائيلية بالضلوع في عملية رصده وتعقبه بواسطة الهاتف النقال (الهاتف النقال كان أيضاًسبب اغتيال المهندس يحيى عياش ).
محاكمته
بعد خطفه نقل عبد الله أوجلان إلى جزيرة امرالي وسط إجراءات أمنية مشددة. وقد دفع منظر أوجلان وهو مختطف ومكبّل أنصاره وأنصار القضية الكردية إلى التظاهر في العواصم الأوروبية أمام السفارات الإسرائيلية والأمريكية والتركية.
ودلّت هذه المظاهرات على مدى حب الشعب الكردي لزعيمه. أما الدول الأوروبية وإسرائيل فأخذت جميعها الحيطة والحذر من نقمة الأكراد. لا سيما وان لها باع في مثل هذه الأعمال.
وخلال المحاكمة قام أوجلان، وبصورة مفاجئة، بتقديم الاعتذار لأسر الضحايا من الأتراك الذين قتلوا في أعمال العنف التي نفّذها حزبه. كما طالب أعضاء حزبه بتسليم السلاح وترك أعمال المقاومة المسلحة، وأبدى استعداده لأن يكون وسيطا بين تركيا وبين الأكراد بشرط عدم إعدامه .
ورغم هذا العرض الرخيص من جانبه... إلا أن المحكمة العسكرية التركية، التي تمّ تشكيلها خصيصاً لمحاكمته، رفضت عرضه، وأصدرت عليه قرار الحكم بالإعدام شنقاً.
وقد لاقى هذا القرار الرضى والتأييد في تركيا ، وأيّدته الولايات المتحدة الأمريكية التي اعتبرت أن أوجلان هو " إرهابي دولي". وواضح طبعاً أن من تتهمه واشنطن بالعمالة لا بدّ أن يكون وطنياً ، وأن من تتهمه بالإرهاب هو حتماً مناضل معادٍ لها ولسياساتها.
أما الدول الأوروبية فطالبت بعدم تنفيذ حكم الإعدام خوفاً من قيام الأكراد بمظاهرات عارمة تهزّ أمن هذه الدول المضيفة لهم!!
حزب العمال الكردي
هو منظمة ماركسية ـ لينينية أسسها عبد الله أوجلان. ويسعى هذا الحزب إلى أقامة دولة كبرى للأكراد، الذين يبلغ عددهم نحو (22) مليون كردي، والذين يعيشون في الأراضي التركية والسورية والعراقية والإيرانية.
ويتّخذ الحزب من شمال العراق مقرا له لشنّ الهجوم على مواقع الجيش التركي، الذي ترفض حكومته العسكرية إجراء أي حوار مع الأكراد أو الاعتراف بهم كشعب.
وفي نفس الوقت يتعرّض الأكراد في شمال العراق لقصف القوات التركية.
وقد حظرت فرنسا وألمانيا نشاط حزب العمال الكردستاني على أراضيها، وذلك بعد عملياته ضد المصالح التركية عام 1993.
ويخشى الكثيرون أن يؤدي إعدام أوجلان، فيما لو تم تنفيذه، إلى ردود فعل عنيفة من قبل حزب العمال، رداً على إعدام زعيمه.
ومن جهة أخرى، من البديهي أن إعدام أوجلان هو ضربة قاصمة لهذا الحزب الذي سيفقد زعيمه التاريخي.
عبد الله أوجلان بين فكّي التاريخ
في نظري وفي نظر أبناء شعبه وفي نظر الشعوب التي تتطلّع إلى الحرية فإنّ عبد الله أوجلان هو إنسان وطني ومناضل يحبّ شعبه، ويناضل من اجل تحقيق حكم ذاتي لشعبه ومن ثم الانفصال عن الدولة التي تذلّ شعبه صباحاً ومساء ... وإقامة دولة للأكراد .
ويجتر العالم "الديمقراطي" الصمت، فيما يقوم الجيش التركي بذبح الأكراد لمجرّد رغبتهم بإنشاء وطن قومي على أرضهم... وما المانع في ذلك طالما أنهم شعب مثل باقي الشعوب ولهم لغة وحضارة وتاريخ يؤهلهم لان يكونوا أحراراً على أرضهم وان يتمتّعوا بحق تقرير المصير؟!
أما العالم الغربي فيصمت على جرائم تركيا الحديثة لأنها تنتمي للحلف الأطلس، وتحاول التقنّع بالقناع الغربي حتى يتم احتسابها دولة الرجل الأبيض وحتى تمحو من الذاكرة التاريخية أي علاقة لها بالإسلام والعرب والشرق.. وآسيا.
وللتذكير فقط فإن تركيا بثوبها القديم والجديد لا تحب الشعوب الأخرى وخاصة الشعوب الإسلامية منها. ولا ننسى أن تركيا تتحكّم بمياه الفرات وتحرم سوريا والعراق من مياهه ومن حصصهما الطبيعية من هذه المياه.
كما إننا لا ننسى تركيا في ظل حكم "تركيا الفتاة" أي تركيا الطورانية التي حاولت تتريك العرب وعممت سياسة الجهل والفساد في محيط الأمة العربية والدويلات التي وقعت تحت سيطرتها.
إنّ عدم تمتّع الاتراك بالقيم العليا جعلهم غير قادرين على حمل الرسالة التاريخية والإنسانية ورفع راية الإسلام بصدق.
وبعد انفصال المناطق العربية عن تركيا، وبعد تحطيم الحلم التركي الطوراني، ذلك الحلم الذي سعى إلى تتريك العرب والشعوب البلقانية وإنشاء المملكة التركية ما قبل الإسلام!! زاد الحقد التركي على الأمة العربية وصار يترجم يوميا من خلال علاقة تركيا بالعرب، والتي هي علاقات فاترة، ومن خلال عقد الاتفاقيات ضد العرب والتحالف الاستراتيجي مع الغرب ومع إسرائيل والتآمر على وحدة العراق واقتطاع لواء الاسكندرونة العربي من سوريا.
عبد الله أوجلان
أسير المؤامرات العالمية وسجين الحرية
إن اعدموا أوجلان فلن يعدموا شعباً يصل تعداده إلى (22) مليون نسمة.. أي نصف تعداد أتراك تركيا... ولن يستطيعوا القضاء على قضية إنسانية من الدرجة الأولى هي قضية شعب محروم من أدنى شروط العيش بكرامة مثل باقي الشعوب.
وصمت العالم الأوروبي والعربي والإسلامي.. مؤسف ومذلّ.. كما أن للأكراد ضلعاً في عدم انتشار قضيتهم بالشكل المطلوب والملائم، لأنهم لم يطوّروا اللغة الدبلوماسية والخطاب السياسي، ولم يسعوا لاستغلال الإعلام العالمي بالشكل الذي يضمن لهم تطور قضيتهم واستقطاب التأييد العالمي لها.
إن الكفاح المسلّح وحده لا يكفي، فالأكراد بحاجة لآلية حوار تخاطب العالم الأصم ... ولسنا ندري إن كان أوجلان فطن إلى ذلك فقط في زنزانته لإنقاذ رقبته كما يتهمه البعض ، أم لأنه فهم أن الحوار كفيل بإيجاد حل لقضية الشعب الكردي، خاصة وان الأتراك عرفوا بسالة المقاتلين الأكراد ، وعرفوا تصميمهم على التمسك بقضيتهم والنضال المستمر حتى إيجاد حل عادل لها.
في سنة 1978 أسس عبد الله أوجلان حزب العمال الكردستاني. وفي سنة 1980 غادر تركيا ليعمل من المنفى وخاصة من دمشق وسهل البقاع اللبناني، الذي يخضع للسيطرة السورية.
في سهل البقاع أقام أوجلان معسكرات التدريب لأعضاء حزبه، لكنّ هذه المعسكرات سرعان ما أغلقت بضغط من أنقرة.
حاول أوجلان إقناع حكومة تركيا بفتح حوار مع الأكراد وهو على رأسهم، وتعهّد بان يتم وقف إطلاق النار من حزب العمال الكردستاني إذا استجابت تركيا إلى هذا الطلب. لكنّ أنقرة ظلّت ترفض مطالبه ومطالب حزبه.
في تشرين أول 1998 تم إبعاد أوجلان من سوريا، وذلك تحت الضغوط التركية الشديدة، التي كادت أن تتحوّل إلى حرب بين البلدين، بحجة اتهام تركيا لسوريا انها تسمح لأوجلان ولحزب العمال الكردستاني بالتدرب والانطلاق من أراضيها ومن سهل البقاع اللبناني.
وقد اضطرّ أوجلان عندها أن يتوجه إلى أوروبا، حيث حاول الحصول على حق اللجوء السياسي لكنه أخفق.
وقد نجحت المخابرات التركية باعتقاله يوم 15 / 2 / 1999 في نيروبي، عاصمة كينيا. ويتهم الأكراد المخابرات الإسرائيلية بالضلوع في عملية رصده وتعقبه بواسطة الهاتف النقال (الهاتف النقال كان أيضاًسبب اغتيال المهندس يحيى عياش ).
محاكمته
بعد خطفه نقل عبد الله أوجلان إلى جزيرة امرالي وسط إجراءات أمنية مشددة. وقد دفع منظر أوجلان وهو مختطف ومكبّل أنصاره وأنصار القضية الكردية إلى التظاهر في العواصم الأوروبية أمام السفارات الإسرائيلية والأمريكية والتركية.
ودلّت هذه المظاهرات على مدى حب الشعب الكردي لزعيمه. أما الدول الأوروبية وإسرائيل فأخذت جميعها الحيطة والحذر من نقمة الأكراد. لا سيما وان لها باع في مثل هذه الأعمال.
وخلال المحاكمة قام أوجلان، وبصورة مفاجئة، بتقديم الاعتذار لأسر الضحايا من الأتراك الذين قتلوا في أعمال العنف التي نفّذها حزبه. كما طالب أعضاء حزبه بتسليم السلاح وترك أعمال المقاومة المسلحة، وأبدى استعداده لأن يكون وسيطا بين تركيا وبين الأكراد بشرط عدم إعدامه .
ورغم هذا العرض الرخيص من جانبه... إلا أن المحكمة العسكرية التركية، التي تمّ تشكيلها خصيصاً لمحاكمته، رفضت عرضه، وأصدرت عليه قرار الحكم بالإعدام شنقاً.
وقد لاقى هذا القرار الرضى والتأييد في تركيا ، وأيّدته الولايات المتحدة الأمريكية التي اعتبرت أن أوجلان هو " إرهابي دولي". وواضح طبعاً أن من تتهمه واشنطن بالعمالة لا بدّ أن يكون وطنياً ، وأن من تتهمه بالإرهاب هو حتماً مناضل معادٍ لها ولسياساتها.
أما الدول الأوروبية فطالبت بعدم تنفيذ حكم الإعدام خوفاً من قيام الأكراد بمظاهرات عارمة تهزّ أمن هذه الدول المضيفة لهم!!
حزب العمال الكردي
هو منظمة ماركسية ـ لينينية أسسها عبد الله أوجلان. ويسعى هذا الحزب إلى أقامة دولة كبرى للأكراد، الذين يبلغ عددهم نحو (22) مليون كردي، والذين يعيشون في الأراضي التركية والسورية والعراقية والإيرانية.
ويتّخذ الحزب من شمال العراق مقرا له لشنّ الهجوم على مواقع الجيش التركي، الذي ترفض حكومته العسكرية إجراء أي حوار مع الأكراد أو الاعتراف بهم كشعب.
وفي نفس الوقت يتعرّض الأكراد في شمال العراق لقصف القوات التركية.
وقد حظرت فرنسا وألمانيا نشاط حزب العمال الكردستاني على أراضيها، وذلك بعد عملياته ضد المصالح التركية عام 1993.
ويخشى الكثيرون أن يؤدي إعدام أوجلان، فيما لو تم تنفيذه، إلى ردود فعل عنيفة من قبل حزب العمال، رداً على إعدام زعيمه.
ومن جهة أخرى، من البديهي أن إعدام أوجلان هو ضربة قاصمة لهذا الحزب الذي سيفقد زعيمه التاريخي.
عبد الله أوجلان بين فكّي التاريخ
في نظري وفي نظر أبناء شعبه وفي نظر الشعوب التي تتطلّع إلى الحرية فإنّ عبد الله أوجلان هو إنسان وطني ومناضل يحبّ شعبه، ويناضل من اجل تحقيق حكم ذاتي لشعبه ومن ثم الانفصال عن الدولة التي تذلّ شعبه صباحاً ومساء ... وإقامة دولة للأكراد .
ويجتر العالم "الديمقراطي" الصمت، فيما يقوم الجيش التركي بذبح الأكراد لمجرّد رغبتهم بإنشاء وطن قومي على أرضهم... وما المانع في ذلك طالما أنهم شعب مثل باقي الشعوب ولهم لغة وحضارة وتاريخ يؤهلهم لان يكونوا أحراراً على أرضهم وان يتمتّعوا بحق تقرير المصير؟!
أما العالم الغربي فيصمت على جرائم تركيا الحديثة لأنها تنتمي للحلف الأطلس، وتحاول التقنّع بالقناع الغربي حتى يتم احتسابها دولة الرجل الأبيض وحتى تمحو من الذاكرة التاريخية أي علاقة لها بالإسلام والعرب والشرق.. وآسيا.
وللتذكير فقط فإن تركيا بثوبها القديم والجديد لا تحب الشعوب الأخرى وخاصة الشعوب الإسلامية منها. ولا ننسى أن تركيا تتحكّم بمياه الفرات وتحرم سوريا والعراق من مياهه ومن حصصهما الطبيعية من هذه المياه.
كما إننا لا ننسى تركيا في ظل حكم "تركيا الفتاة" أي تركيا الطورانية التي حاولت تتريك العرب وعممت سياسة الجهل والفساد في محيط الأمة العربية والدويلات التي وقعت تحت سيطرتها.
إنّ عدم تمتّع الاتراك بالقيم العليا جعلهم غير قادرين على حمل الرسالة التاريخية والإنسانية ورفع راية الإسلام بصدق.
وبعد انفصال المناطق العربية عن تركيا، وبعد تحطيم الحلم التركي الطوراني، ذلك الحلم الذي سعى إلى تتريك العرب والشعوب البلقانية وإنشاء المملكة التركية ما قبل الإسلام!! زاد الحقد التركي على الأمة العربية وصار يترجم يوميا من خلال علاقة تركيا بالعرب، والتي هي علاقات فاترة، ومن خلال عقد الاتفاقيات ضد العرب والتحالف الاستراتيجي مع الغرب ومع إسرائيل والتآمر على وحدة العراق واقتطاع لواء الاسكندرونة العربي من سوريا.
عبد الله أوجلان
أسير المؤامرات العالمية وسجين الحرية
إن اعدموا أوجلان فلن يعدموا شعباً يصل تعداده إلى (22) مليون نسمة.. أي نصف تعداد أتراك تركيا... ولن يستطيعوا القضاء على قضية إنسانية من الدرجة الأولى هي قضية شعب محروم من أدنى شروط العيش بكرامة مثل باقي الشعوب.
وصمت العالم الأوروبي والعربي والإسلامي.. مؤسف ومذلّ.. كما أن للأكراد ضلعاً في عدم انتشار قضيتهم بالشكل المطلوب والملائم، لأنهم لم يطوّروا اللغة الدبلوماسية والخطاب السياسي، ولم يسعوا لاستغلال الإعلام العالمي بالشكل الذي يضمن لهم تطور قضيتهم واستقطاب التأييد العالمي لها.
إن الكفاح المسلّح وحده لا يكفي، فالأكراد بحاجة لآلية حوار تخاطب العالم الأصم ... ولسنا ندري إن كان أوجلان فطن إلى ذلك فقط في زنزانته لإنقاذ رقبته كما يتهمه البعض ، أم لأنه فهم أن الحوار كفيل بإيجاد حل لقضية الشعب الكردي، خاصة وان الأتراك عرفوا بسالة المقاتلين الأكراد ، وعرفوا تصميمهم على التمسك بقضيتهم والنضال المستمر حتى إيجاد حل عادل لها.