القانون الطبيعي والعقد الإجتماعي لجون لوك
مرسل: الثلاثاء إبريل 02, 2013 8:49 pm
القانون الطبيعي والعقد الإجتماعي لجون لوك
مفهوم العقد : العقد أو الإتفاق كان هو الأساس الذي بنيت عليه عملية نشأة الدولة في نظرية العقد الإجتماعي والعقد هو ذلك الإتفاق الذي يأتي بين الأفراد الذين قرروا العيش في أمان .
أما العقد عند لوك فقد بنى نظريته من منطلق أن الناس أحرار و متساويين و العقد بين الأفراد فيما بينهم من جهة حيث يقول : " اتفق الناس طواعية أو تعاقدوا على أن يرتبطو و يتحدوا في مجتمع يحقق لهم حياة آمنة مطمئنة يسعدون فيه بما يملكون و يأمنون فيها مما يفوض ذلك..." وبين الأفراد و الحكومة من جهة اخرى ، واذا أخلّ أي طرف في العقد (الملك أو الشعب) فإنه يعاقب و إن كان الملك وجب عزله .
ينطلق لوك بدوره ' من الوضع الطبيعي للبشر ' أي من الحالة الطبيعية ويرى هذا الوضع بشكل مخالف لهوبز، وموافق لبوفندورف إن حالة الطبيعة بالنسبة له هي حالة حرية و مساواة : وليست حالة حرب محتملة الكل ضد الكل ، إنها ليست حالة إباحية : لأنها محكومة بحق طبيعي يفرض نفسه على الجميع . فالبشرية بأسرها لا تتعلم بأنه يجب أن لا يضر أحد بالغير في حياته وصحته وحريته و ماله ، باعتبار أن الجميع متساويين ومستقلين إلاّ من خلال الرجوع الى العقل ، الذي يجشد هذا الحق ، إن على كل فرد زيادة على ذلك أن يأمن تنفيذ هذا الحق الطبيعي بمعاقبته ، بطريقة فعالة لأولئك الذين ينتهكونه إن من المتصور في هذا الوضع حدوث وعود وتعهدات متبادلة بين الأفراد ، لأن حقيقة هذه الوعود واحترامها تعود للبشر بصفتهم أفرادا و ليس بصفتهم أعضاء في المجتمع .
ومن المهم أن نضيف الى ماسبق أن حق الملكية يشكل جزء لا يتجزأ من حالة الطبيعة هذه وفي هذا تتجلى لدى لوك ، قضية مركزية حقيقية تبعده أيضا عن هوبز .
إن كل فرد له الحق في الملكية ، سواء في المرحلة الأولى أو الثانية ، يبقى ملازما لوضعه الطبيعي فمن الطبيعة يستمد كل فرد القدرة على حماية ما يعود له .