صفحة 1 من 1

ماذا بعد احتفالية فتح في غزة

مرسل: السبت إبريل 06, 2013 6:27 pm
بواسطة أحمد الملحم(245)(9)
ماذا بعد احتفالية "فتح" في غزة
بقلم / دياب اللوح

كيف يمكن قراءة معالم المشهد الفلسطيني في عام (2013م) , بعد احتفالية حركة "فتــــــح" في قطاع غزة على أرض السَّرايا الحكومية , هذه الاحتفالية التي شارك فيها مئات الآلاف من أبناء حركة "فتـــــــح" وأنصارها ومُحِبيها وجماهيرها , فلقد استخدم الكتّاب والمراقبين تعبيرات مختلفة لوصف هذه الاحتفالية , فمنهم من وصفها بالطوفان الجماهيري , و تسونامي جماهيري , و مهرجان المليونية الفتحاوية , وعلى كافة الأحوال فهي حالة مد جماهيري شارك فيها الرجال , والشباب , والنساء , والشيوخ ، والأطفال , ولفت انتباهي وأنا موجود بين الجماهير على أرض السرايا بغزة وليس على منصة الحفل , أن هناك أناس كثيرون من ذوي الاحتياجات الخاصة , ونساء يحملن أطفالهن الرُضع , وشيوخ محملون على عربات خاصة , يشاركون في الاحتفال وتكاد الفرحة أن تقفز من عيونهم , جميع الناس كانوا فرحين , وخرجوا عن رضا وعن قناعة وعن إيمان , فهي احتفالية تجاوزت المليون مواطن (1,200,000) من أبناء شعبنا في قطاع غزة , ولفت انتباهي أيضاً أن نسبة المشاركين من الشباب تجاوزت الـــ (70%) , وهؤلاء الشباب كبروا وترعرعوا في مرحلة الانقسام , وجاءوا لأداء قسم الولاء والإخلاص لفتح ولفلسطين الذين رددوه بصوتٍ عالٍ ليبدؤا مرحلة جديدة في حياتهم على درب "فتــــــــــح" .
إن حركة "فتــــــــح" هي حركة كل فلسطيني مَنٌ لا حركة له ولا حزب له , هي حركة المقهورين والمُعذبين من أبناء الشعب الفلسطيني , واحتفالية غزة التي فاقت المليون , هي تعبير شفاف وصادق عن مدى جماهيرية حركة "فتــــــح" من كافة فئات وقطاعات الشعب الفلسطيني , ومن كافة المدن والقرى والمخيمات , وهي امتداد لوضع جماهيري وثوري راسخ في قطاع غزة لصالح فتـــــــح منذ انطلاقتها وحتى يومنا هذا , والذي يجب أن يكون حافزاً لقيادة حركة فتــــــــح بكافة مستوياتها لإعادة ترتيب أوضاعها الداخلية ، وسد كافة الثغرات والنواقص والاحتياجات التي تحدثنا عنها في المقال السابق (كشف حساب فتح مع نفسها , فالنجاح الجماهيري للحركة والتفاف الناس حولها لا يُسقط المسؤولية التنظيمية المُلقاة على عاتق القيادات والكوادر في الأُطر الحركية لمعالجة كافة المُعضلات الداخلية التي تواجه الحركة وخاصة أزمة القيادة , وعلى وجه الخصوص أزمة قيادة الحركة في قطاع غزة , وأن يتم تكليف قيادة جديدة للحركة في غزة حسب النظام الداخلي للحركة , فالحالة الجماهيرية لحركة فتــــــــح ثبت بالوقائع أنها أفضل مليون ومائتين ألف مرة من الحالة التنظيمية .
هذا الخروج الحاشد والمُبهر لمئات الآلاف من الناس في ذكرى انطلاقة حركة فتــــح , ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة , يعود الفضل فيه لأهل الفضل من الشرفاء والمخلصين من أبناء وقيادات وكوادر حركة فتـــــح , ومن الناس وللناس , هؤلاء الناس الذين أثبتوا أنهم حُماة الفكرة والثورة والقلاع والمبادئ والثوابت , وهم من كانوا ولازالوا مصدر العزة والفخار , هذا المشهد الذي تشرأب له الأعناق , يحمل رسائل عديدة من أهمها :
الأولى : أن حركة فتــــــح , كحركة وطنية , سياسية , ثورية , ديمقراطية , لازالت حركة جماهيرية حيَّة نابضة , حركة واحدة موحدة تحت قيادة واحدة , تحظى بثقة ودعم ومحبة الجماهير , هذه الجماهير التي عادت لفتـــــح التي لازالت تُمثل خيارها في النضال والدولة , والعيش بحرية وسلام وكرامة , فتــــح التي لازالت عامود الخيمة الوطنية وشراع سفينة الوطن .
الثانية : غزة لازالت قادرة على حمل راية الثورة والمقاومة والانتفاضة على طريق التحرير والعودة , من أجل أن تكون فلسطين نظيفة من الاحتلال والمستوطنين , ومن أجل تجسيد إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف على أرض الواقع جنباً إلى جنب مع دول وشعوب المنطقة والعالم.
الثالثة : جماهير غزة المشاركة في مهرجان الانطلاقة المجيدة , رددت وراء إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك , الذي أمّها في صلاة الجمعة على أرض السرايا , الشعب يريد إنها الانقسام , ورسالة الناس كل الناس في هذه المناسبة التاريخية العظيمة هي رسالة الوحدة والمحبة , لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية والمجتمعية والأهلية واستعادة الوحدة الوطنية .
الرابعة : إن فلسطين طرف رئيسي في المنطقة , وشريك أساسي في الحل , وهي رسالة واضحة المعالم السياسية لكل الأطرف ، وخاصة الطرف الإسرائيلي الذي يمعن في احتلاله ويتمادى في سياساته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني وقيادته ، بأن حل قضية الشعب الفلسطيني وتمكينه من إقامة دولته المستقلة المتصلة ذات السيادة ، يعتبر بوابة الأمن والسلام في الشرق الأوسط والعالم , وأن هذه المنطقة الأصغر مساحة في العالم والأقل سكاناً يجب أن تكون الأكثر عدلاً .
الخامسة: غزة لازالت قادرة على انتزاع دورها , وشغل مكانتها الوطنية والسياسية باقتدار , والتي هي جزء لا يتجزأ من المكانة السياسية والوطنية لفلسطين وشعبها المناضل وقيادته الوطنية ، في الوطن والشتات .
السادسة: قد حان الوقت , ودقت ساعة العمل , لإعادة صياغة منظومة العلاقات الوطنية , لاستنهاض منظمة التحرير الفلسطينية , وترتيب البيت الفلسطيني من الداخل , لتحويل إنجاز الدولة من كيان معنوي إلى دولة مستقلة ذات سيادة على جميع الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف , وذات عضوية كاملة في الأمم المتحدة .
المشهد الفلسطيني في عام (2013م) , يجب أن يتسم بـــــصفات ( الوحدة .. الدولة .. البناء ) , وأن يتم استثمار هذا النجاح الباهر لفتح في غزة ، والاستفادة من المناخ الوطني الجيد الذي نشأ بعد احتفالات حماس في الضفة واحتفالات فتح في غزة ، في ترجمة الإرادة السياسية العليا لكافة الأطراف الفلسطينية وخاصة طرفي الانقسام بالممارسة العملية الصادقة , لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية والمجتمعية والأهلية ، ومقارنة الأقوال بالأفعال لطي مرحلة الانقسام الأسود , ووضع الواقع الفلسطيني على أعتاب مرحلة جديدة من الوحدة والشراكة والتعاون المشترك والديمقراطية والبناء الوطني الشامل , وبناء مؤسسات واقتصاد الدولة الفلسطينية , دولة القانون والمؤسسات , دولة أبناء الشعب الفلسطيني الواحد الموحد في الوطن والشتات خلف راية ثورته المظفرة ، وحركته الوطنية المجيدة ، وقضيته العادلة ، وحقوقه الوطنية المشروعة .
طوبى لشعب فلسطين .. طوبى لشهداء الشعب الفلسطيني المناضل والأمة العربية المجيدة
في يوم الشهيـــــــــد الفلسطينـــــــــي
7/1/2013م