منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#60394
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
تفجرت الأزمة بين كوريا الشمالية وأمريكا وحلفاءها ..
فكيف نرى اتجاه الأزمة ؟ وهل لها علاقة بالربيع العربي وخطط الحرب العالمية الثالثة ؟
هنا نحاول الإجابة من خلال تحليل معمق :د

فجأة قفز التحدي للغرب من الشرق الأوسط نحو الشرق الأقصى , كوريا الشمالية كدولة محاصرة , فقيرة صغيرة , في آخر سلم العالم الثالث , لكن أمريكا لازالت تعيش بعصر بوش الأب وبيل كلينتون وبوش الإبن؛ حين كانت أمريكا سيدة العالم بينما روسيا والصين لاتزالان تحبوان نحو قمة العالم كلاعبين ثانويين , موقف الغرور الأمريكي مستمر, أوباما يرفض أن ينزل عن غرور القطب الأوحد ؛ ىبينما نجد روسيا والصين يقولان: إنزل قليلا عن الأهداب يا رجلا مازال يقتل أحلامي ويحييها , على حد قول نزار قباني .
بدأت أمريكا تغير وجه العالم العربي حتى وصلت نقطة التماس في العلاقات الروسية -الأمريكية في قلب دمشق , حيث كان يتبجح فورد سفير أمريكا بتحريضهللثورة علنا , حتى عالج السوريون غروره وغلوائه بالبيض والطماطم المنتنة, فاضطر أن يخرج من سوريا مطرودا ذليلا وهو يمسح الرائحة الكريهة عن بدلته الفارهه , وسط تشجيع الصين وروسيا للسوريين.
استمرت تركيا رغم التحذيرات الروسية تزود الثوار بالسلاح والرجال حتى أنها تعيد بالقوة أي مجاهد يريد العودة لبلاده , وكأنهم يقولون أنت مستعبدللمشروع الصليبي الأمريكي , يجب عليك القتال حتى الموت , فقررت روسيا والصين قلب الطاولة في وجه أمريكا وإذلالها من دولة صغيرة حقيرة تحت طوعهما.
فأعلن جيش كوريا الشمالية،أنه حصل على موافقة نهائية لشن ضربات " لاهوادة فيها "على امريكا تشمل إمكانية استخدام الأسلحة النووية "المتطورة".وقال رئيس أركان الجيش في البيان، إنه يبلغ واشنطن رسمياً أن التهديدات الأميركية يمكن أن " تسحق بوسائل ضاربة نووية متطورة أصغر وأخف ومتنوعة" وقال : إن " العملية التي لارحمة فيها لقواتنا المسلحة الثورية تمت دراستها بصورة نهائية والمصادقة عليها ". وبالطبع فإن هذه اللهجة تعمدت قيادة كوريا الشمالية أن تجعلها بصيغة وكأنها لارجعة فيها.
حذرت كوريا الشمالية من أن الاستفزازات العدائية ضدها قد تتصاعد لحرب شامل أو حتى نووية ، وفي هذه الحالة سيتم توجيه ضربة لقواعد عسكرية أمريكية بهاواي وغوام وكوريا الجنوبية ، وكذلك القواعد العسكرية الكورية الجنوبية ومقر الرئاسة بسيول.واكتفت موسكو باتخاذ موقفا سلبيا من تصعيد التوتر , وهو أمر غريب جدا في ظل معاهدة وقعت الشهر الماضي بين موسكو وبكين تعهدا فيها على العمل على حفظ السلم العالمي , ولكن فيما يبدو أنهما قررتا إنهاك وإذلال أمريكا حفظا للسلم العالمي فعلا .



من يدقق بوجه وزير الدفاع الأمريكي هيجل
يرى أنه قد حرم النوم منذ التصريح الكوري الشمالي وأنه يأخذ هذه التهديدات بمنتهى الجدية بغض النظرعن تطورها لحرب حقيقية وقال هيجل" إن التهديدات التي صدرت عن كوريا الشمالية مؤخرا تشكل "خطراحقيقيا وواضحا " لأمريكا وحليفتيها كوريا الجنوبية واليابان .
ويرى البعض في هذا تطورا خطيرا جدا في الشرق الأوسط , ويربط صديق لي بين ماحصل في عام 2003 من تهديد أمريكي لكوريا الشمالية ولكن الحرب وجهت لقلب العراق وبين مايحصل بكوريا الشمالية واحتمال توجيه ضربة أمريكية لقلب سوريا , معتمدا تفسير الأمر بأنه إشغال لروسيا والصين عن سوريا بكوريا الشمالية لتحقيق مفاجأة.
بالنسبة لي لا أميل لهذا التحليل, لأن الذي افتعل الأزمة هو كوريا الشمالية وهي ليست عميلة لأمريكا , بل عدوة حقيقية لها وصديقة لروسيا والصين واللذين هما المحركين للأزمة.
باعتقادي أن روسيا تحديدا بقيادة بوتين صنعت خطة شاملة تبدأ بالبحر الأسود بمناورات بحرية قرب السواحل التركية , ثم اتجت شرقا نحو الكوريتين لإشغال أمريكا بكوريا الجنوبية واليابان, ثم ضرب ضربته كضربة معلم جنوبا نحو اليمن حيث كسب هادي وعبدالله صالح نحو موسكو ضد المصالح الأمريكية , وبهذا ففي الوقت الذي اشغل أمريكا بثلاثة جبهات السورية والكوريتين الشمالية والجنوبية واليابان, والثالثة هي تركيا سرق بوتين اليمن من فم التنين الأمريكي , في هجوم صاعق سيكون له مابعده .
السؤال هل سيتطور الصراع الكوري الشمالي مع أمريكا وحلفائها إلى حرب يصعب التكهن بنتائجها, غير أنه في وقت يكره الصين وروسيا أن يتحول المشروع إلى حرب نووية فإنهما يأملان بالسيطرة على الأزمة , مع إذلال أمريكا التي أرسلت مبعوثا للصين طالبة التهدئة , معترفة بهذا أن مفتاح الأزمة بالصين ؛ بينما هدف روسيا والصين جر أمريكا لطاولة المفاوضات حول اقتسام جيو- سياسي جديد للعالم يتم من خلال تلك المحادثات إجبار العملاق الأمريكي بالاعتراف رسميا بتعدد الأقطاب , ومن ثم حل الأزمة السورية سلميا وقداعترفت أمريكا أن سوريا هي تابعة للجيو-سياسي روسي صيني ؛ بحيث تسقط مؤامرة الربيع الصهيوني بسوريا وإلى الأبد.
ولكن هل السلام هو شيء ممكن
,كلا ,
فحين تدار لعبة الحرب تصبح قعقعة السلاح هي اللعبة المفضلة في بدايتها حتى يغرق الجميع فلا يكون منها مناصا.
في تحليلنا ننطلق من كون الحكومة الخفية للعالم والنظام الدولي الجديد قد عزموا على أن عام 2013 هو عام الحرب العالمية الثالثة وقد صرح كيسنجر بذلك حيث أن احتلال منابع النفط في سبع دول عربية يليها ضرب روسيا والصين كخطة معتمدة, وهو ما ألمحت له السفيرة الأمريكية الصهيونية بالقاهرة قبل ايام .
والنظام الدولي الجديد يتكون من 12 ترليونير يهودي يمثلون أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا وقد لايزيد ممثلي روسيا وأوروبا الشرقية في النظام أكثر من 3-4 مندوبين,وكلهم قد قرروا الحرب , لذا فسيبلغ كل مندوب دولة الرئيس التابع له بقرار الحرب .
فأعضاء النظام الدولي المتحكمين بأمريكا سيبلغون أوباما , والمتحكمين بروسيا سيبلغون بوتين,وعلى الرؤساء أن يعملوا على تصعيد الأزمة نحو الحرب , وكل يرى الأزمة بمنظور دولته واعضاء النظام الدولي التابع له ذلك الرئيس ومصالح شركاته المتصارعة حول العالم .
لهذا فبوتين يكون مُؤَيدا من ثلة من اعضاء النظام الدولي يصيغون قرارهم وكأنهم يريدون مصلحة روسيا وشركات البترول والغاز التابعة لهم ومصالخها بسوريا , وهكذا يكون موقف أوباما وأعضاء النظام المتحكمين بأمريكا , فلا يكون أمام بوتين أو أوباما إلا تحضير القوانين وأدوات الحكم والشعب في بلديهما وكأن الحرب العالمية الثالثة قد فرضت عليهما , وأن الطرف الآخر هو المتسبب بها وأنه يدافع عن مصالح الشعب , بينما هم يستجيبون مرغمين لأوامر النظام النظام الدولي الجديد .
من هنا بدأت الأزمة وكأنها بسيطة وتافهة ,
ولكنها تبدو وكأنها في خطوط لارجعة فيها إلا أن يشاء الله سبحانه بوعده الذي إن شاء فعل وأوقفهم وإن شاء قدر وبدأت الحرب العالمية الثالثة وفق قدر الله سبحانه نتيجة لطغيان الفساد بالأرض, كما حصلت الحربين العالميتين قبل ذلك , ولا يمنعها إلا الله بقوله سبحانه " كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله " إنها بارقة الأمل الوحيدة .
من هنا نلخص الأمر ,
النظام الدولي الجديد قرر عام 2013 عام الحرب العالمية الثالثة لإعلان نفسه حاكما على العالم ,
وفق بروتوكولات حكماء صهيونقبيل نهاية العام , لذا فهم يسابقون الوقت لإعلان الحرب رغم أنه لايوجد اي مبررات منطقية لحتمية وقوعها, ولهذا برزت التهديدات الكورية دون سابق إنذار وعليه بقدر مانرى العالم لا مباليا حيال الحرب , وكأنها تهديدات طفل يقبض لعبة مسدس ؛ إلا أننا يجب أن نحذر ونرى الأمر بجدية حقيقية , وأننا مقبلون على تطورات غير محمودة العواقب , وقد تكون دراماتيكية , واختيار طفل صغير تسلم رئاسة كوريا الشمالية للعب قدْح الثقاب لهذه الحرب أمر خطير للغاية , وسلبية الصين وروسيا تجاه الأزمة وبرودهما في تحمل تبعات المسئولية الدولية وضغطهما على كوريا الشمالية , كما أن اصرار أمريكا والغرب واسرائيل على تدمير سوريا واستعمارها واستعدادهم للحرب منذعام 2012م وحشد اساطيل ينوء بها البحرالمتوسط بحيث أن مئات السفن وحاملات الطائرات والمدمرات كلها تنتظر ساعة الصفر بالمتوسط ؛
كل تلك أسباب مقلقة,
ولا يبقى من اي أمل بعودة الأمور للوراء إلا قدرالله ووعده سبحانه بالآية التي ذكرناهاإن لم يقدر الله سبحانه الحرب على البشر.
د.صالح السعدون