لماذا يصمت العالم عن تدمير سوريا؟
مرسل: الجمعة إبريل 12, 2013 12:35 pm
لماذا يصمت العالم عن تدمير سوريا؟
نضال نعيسة
الحوار المتمدن-العدد: 4060 - 2013 / 4 / 12 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
ماذا لو كانت قذائف الهاون، وصواريخ الستينغر، ومضادات الطائرات، وأجهزة الاتصارلات الغربية والإسرائيلية، والرشاشات الخفيفة والثقيلة المتطورة، وقاذفات الآربي بي جي، والعبوات الناسفة، وسيارات الدفع الرباعي، و"الدوشكا"، وعشرات آلالف الإرهابيين يتسللون من دول الجوار "العربي" (رجاء ممنوع الضحك)، وتركيا الأردوغانية، ويقصفون البلدات الآمنة بالكيماوي كما حدث في خان العسل (للعلم رفضت أمريكا والدول الغربية إجراء تحقيق بالموضوع)، ويفتكون بالشعب السوري، ويدمرون البني التحتية، ويرتكبون المذابح الجماعية، بحق الأطفال والنساء، والشيوخ، وتختطف الشبان، وتمارس الفظائع، نقول ماذا لو كان هذا الأمر يحدث للكيان الصهيوني الغاصب العنصري؟ وما علينا إلا أن نتذكر كيف هب العالم/ هبة رجل واحد، من أجل "كم" هاون بدائي، سقط على سيديروت من غزة. هل كان العالم سيواجه ذاك Mini"الميني" إرهاب بذات الصمت الذي يواجه به اليوم، ما يجري في سوريا؟ وهل لو كانت الضحية، تحمل الجنسية الصهيونية، أو تلك ذات العيون الملونة والشعر الأصفر، وتحمل الجواز الإسرائيلي، فهل كان العالم الغربي، ولن نتكلم عن ما يسمى بالعالم العربي، المعروف بـ"رهافة" حسه، سيتقبل مناظر الموت، المؤلمة الآتية من سوريا؟ وهل كانت الدبلوماسية الغربية الشغوفة بالأزمات وحلها ودس الإنف فيها، بذات البطء، والتكاسل، والترقب، والتوقع، وهدر الوقت، بمؤتمرات (اقرأها مؤامرات، أيضاً) الأصدقاء من استانبول، وحتى الدوحة، مروراً بالرباط، وكل عواصم "الأشقاء"؟
فما يجري اليوم في سوريا، لننس همروجة الثورة، مؤقتاً، هي جرائم حرب، جرائم إبادة، وحروب تهجير، واعتداء مباشر على دولة ذات سيادة، ومستقلة، وبكل ما في الكلمة من معنى، وتحت العنوان واليافطة القذرة، والمستهجنة، المسماة بـ"الربيع العربي"، وثورات الشعوب، والذي تبين أنه لم يكن سوى تغييراً لأنظمة حكم وتنصيب شخصيات، ترعرعت في الغرب، وفي الدوائر "إياها"، ومن تيار عقائدي وسياسي بعينه، فوق رقبة هذه الشعوب، وما يحصل في سوريا لا يبتعد كثيراً عن هذا، وما تنصيب واختيار غسان هيتو، ومعاذ الخطيب، إلا توثيقاً لهذا الزعم والكلام، ولن يكون مصير سوريا، بهذه الحال، بأفضل من حال مصر "الثورة"، ومحمد مرسي، وتونس الغنوشي، وليبيا، عبد الجليل والمجلس الانتقالي، حيث تنتشر الفوضى، والخراب، والدمار، وتتحول هذه الدول، إلى دول فاشلة، مشتتة، متفسخة، مقطعة الأوصال، بمعية، وحكم "الثوار" الجدد، تتناهشها الخلافات والصراعات.
ويبدو أن رعاة الإرهاب الدولي الجدد، أعراباً، وعثمانيين، وأطلسيين، مع أبواقهم، وطباليهم، وزماريهم، الذين تناسلوا كالجراد، في مواقع النت والفضائيات، ومواقع التواصل الاجتماعي، والإمبراطوريات الإعلامية، إياها، لشيطنة سوريا، وتأثيمها، وتشريرها، لم يرتووا بعد من دماء السوريين الأبرياء، ولمـّا تكتحل مآقيهم بكل مشاهد الدمار والخراب، والفوضى، وتدمير ممتلكات الشعب السوري، وهي ليست، بحال، ممتلكات لأحد، أو لحزب، ولنظام، وتجويع وحصار الشعب السوري قاطبة، والقضاء على كل المكتسبات المعاشية والحياتية التي راكمها طيلة عقود، وهذا الدمار والخراب والفوضى والبؤس والمعاناة، لا يصب، البتة، وتحت أية ذريعة ومسوغ، في صالح أي شعب، أو هدف، وشعار، ولا تكسبه "الألوان" البراقة والزاهية والأوركسترالية الإعلامية الكربلائية أية مصداقية ومشروعية، مقارنة بما كان سائداً من أجواء، ومناخات حياتية، سابقة، يحلم السوريون بها، ويمنـّون النفس بالعودة لها. لا بل إن السؤال المطروح، وعلى مستويات متعددة،ما هي الغاية من هذا الثمن الباهظ والكلفة العالية التي يدفعها الوطن والشعب السوري، وهل سيحظى القادم المأمول، أبداً، ولا سمح الله، بأية مشروعية ومصداقية وقبول، على أنقاض هذا الركام والكابوس الرهيب ومن هو صاحب المصلحة الحقيقية من وراء كل ما يحصل، وأرجو ألا يقولن لنا أحد الشعب السوري؟
صمت العالم، بهذا الشكل المخزي والمهين والمعيب، وكل يتواطأ بهذا الصمت، ويعمل على قلب الحقائق، وتزويرها، هو بشكل أو بآخر، يدعم الإرهاب الدولي، ويبرر هذا الإجرام، ويساعد على غزو وتدمير دولة آمنة ذات سيادة، وقتل شعب آمن بريء، إرهاب لن ينجو منه أبداً من يهلل، ويزوق، ويروج لهذا الإرهاب والعدوان، تحت مزاعم سخيفة، وباطلة ومكشوفة كـ"الثورة"، والأكثر سخفاً، وتهتكاً، وابتذالاً كـ "الربيع العربي"، التي اكتوت شعوب المنطقة بـ"أزاهيره"، وووروده"، ورياحينه".
نضال نعيسة
الحوار المتمدن-العدد: 4060 - 2013 / 4 / 12 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
ماذا لو كانت قذائف الهاون، وصواريخ الستينغر، ومضادات الطائرات، وأجهزة الاتصارلات الغربية والإسرائيلية، والرشاشات الخفيفة والثقيلة المتطورة، وقاذفات الآربي بي جي، والعبوات الناسفة، وسيارات الدفع الرباعي، و"الدوشكا"، وعشرات آلالف الإرهابيين يتسللون من دول الجوار "العربي" (رجاء ممنوع الضحك)، وتركيا الأردوغانية، ويقصفون البلدات الآمنة بالكيماوي كما حدث في خان العسل (للعلم رفضت أمريكا والدول الغربية إجراء تحقيق بالموضوع)، ويفتكون بالشعب السوري، ويدمرون البني التحتية، ويرتكبون المذابح الجماعية، بحق الأطفال والنساء، والشيوخ، وتختطف الشبان، وتمارس الفظائع، نقول ماذا لو كان هذا الأمر يحدث للكيان الصهيوني الغاصب العنصري؟ وما علينا إلا أن نتذكر كيف هب العالم/ هبة رجل واحد، من أجل "كم" هاون بدائي، سقط على سيديروت من غزة. هل كان العالم سيواجه ذاك Mini"الميني" إرهاب بذات الصمت الذي يواجه به اليوم، ما يجري في سوريا؟ وهل لو كانت الضحية، تحمل الجنسية الصهيونية، أو تلك ذات العيون الملونة والشعر الأصفر، وتحمل الجواز الإسرائيلي، فهل كان العالم الغربي، ولن نتكلم عن ما يسمى بالعالم العربي، المعروف بـ"رهافة" حسه، سيتقبل مناظر الموت، المؤلمة الآتية من سوريا؟ وهل كانت الدبلوماسية الغربية الشغوفة بالأزمات وحلها ودس الإنف فيها، بذات البطء، والتكاسل، والترقب، والتوقع، وهدر الوقت، بمؤتمرات (اقرأها مؤامرات، أيضاً) الأصدقاء من استانبول، وحتى الدوحة، مروراً بالرباط، وكل عواصم "الأشقاء"؟
فما يجري اليوم في سوريا، لننس همروجة الثورة، مؤقتاً، هي جرائم حرب، جرائم إبادة، وحروب تهجير، واعتداء مباشر على دولة ذات سيادة، ومستقلة، وبكل ما في الكلمة من معنى، وتحت العنوان واليافطة القذرة، والمستهجنة، المسماة بـ"الربيع العربي"، وثورات الشعوب، والذي تبين أنه لم يكن سوى تغييراً لأنظمة حكم وتنصيب شخصيات، ترعرعت في الغرب، وفي الدوائر "إياها"، ومن تيار عقائدي وسياسي بعينه، فوق رقبة هذه الشعوب، وما يحصل في سوريا لا يبتعد كثيراً عن هذا، وما تنصيب واختيار غسان هيتو، ومعاذ الخطيب، إلا توثيقاً لهذا الزعم والكلام، ولن يكون مصير سوريا، بهذه الحال، بأفضل من حال مصر "الثورة"، ومحمد مرسي، وتونس الغنوشي، وليبيا، عبد الجليل والمجلس الانتقالي، حيث تنتشر الفوضى، والخراب، والدمار، وتتحول هذه الدول، إلى دول فاشلة، مشتتة، متفسخة، مقطعة الأوصال، بمعية، وحكم "الثوار" الجدد، تتناهشها الخلافات والصراعات.
ويبدو أن رعاة الإرهاب الدولي الجدد، أعراباً، وعثمانيين، وأطلسيين، مع أبواقهم، وطباليهم، وزماريهم، الذين تناسلوا كالجراد، في مواقع النت والفضائيات، ومواقع التواصل الاجتماعي، والإمبراطوريات الإعلامية، إياها، لشيطنة سوريا، وتأثيمها، وتشريرها، لم يرتووا بعد من دماء السوريين الأبرياء، ولمـّا تكتحل مآقيهم بكل مشاهد الدمار والخراب، والفوضى، وتدمير ممتلكات الشعب السوري، وهي ليست، بحال، ممتلكات لأحد، أو لحزب، ولنظام، وتجويع وحصار الشعب السوري قاطبة، والقضاء على كل المكتسبات المعاشية والحياتية التي راكمها طيلة عقود، وهذا الدمار والخراب والفوضى والبؤس والمعاناة، لا يصب، البتة، وتحت أية ذريعة ومسوغ، في صالح أي شعب، أو هدف، وشعار، ولا تكسبه "الألوان" البراقة والزاهية والأوركسترالية الإعلامية الكربلائية أية مصداقية ومشروعية، مقارنة بما كان سائداً من أجواء، ومناخات حياتية، سابقة، يحلم السوريون بها، ويمنـّون النفس بالعودة لها. لا بل إن السؤال المطروح، وعلى مستويات متعددة،ما هي الغاية من هذا الثمن الباهظ والكلفة العالية التي يدفعها الوطن والشعب السوري، وهل سيحظى القادم المأمول، أبداً، ولا سمح الله، بأية مشروعية ومصداقية وقبول، على أنقاض هذا الركام والكابوس الرهيب ومن هو صاحب المصلحة الحقيقية من وراء كل ما يحصل، وأرجو ألا يقولن لنا أحد الشعب السوري؟
صمت العالم، بهذا الشكل المخزي والمهين والمعيب، وكل يتواطأ بهذا الصمت، ويعمل على قلب الحقائق، وتزويرها، هو بشكل أو بآخر، يدعم الإرهاب الدولي، ويبرر هذا الإجرام، ويساعد على غزو وتدمير دولة آمنة ذات سيادة، وقتل شعب آمن بريء، إرهاب لن ينجو منه أبداً من يهلل، ويزوق، ويروج لهذا الإرهاب والعدوان، تحت مزاعم سخيفة، وباطلة ومكشوفة كـ"الثورة"، والأكثر سخفاً، وتهتكاً، وابتذالاً كـ "الربيع العربي"، التي اكتوت شعوب المنطقة بـ"أزاهيره"، وووروده"، ورياحينه".