- الأربعاء إبريل 08, 2009 9:51 pm
#15225
تبدأ القصة بعد صلح الحديبية الشهير الذي عاهد فيه النبي صلى الله عليه وسلم الكفار على الصلح لعشر سنين ,وجاء من ضمن بنوده .. اي شخص من مكة يقصد المسلمين ليدخل في الاسلام ، على المسلمين ان يعيدوه الى قريش دون تأخير .. وليس على قريش ان تعيد من يقصدها من المسلمين .. وعلى قسوته واجحافه وافق الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون عليه وعلى بنود الصلح .
ولم تمض اياما حتى كان الاختبار من الله تعالى لنبيه والمسلمون لهذا الشرط على وجه الخصوص .. حين يفلت احد المسلمين الجدد .. من مكة ميمما صوب المدينه مهاجرا بدينه الى حبيبه واخوته في الاسلام وما ان علمت قريش بالامر حتى استنفرت شياطينها طلبا له .. فاوفدت رجلين للعودة به اليها وفق الشرط انف الذكر ..
وما كان لمحمد الانسان ان يغدر او ينكث بعهد فكيف وهو النبي صلى الله عليه وسلم .. تذكر عهده اليهم ..فدعا الرجل وقال له :
ـــ إن هؤلاء القوم قد صالحونا على ما قد علمت وإنا لا نغدر فالحق بقومك...
ـــ يا رسول الله .. تردني إلى المشركين يفتنوني في ديني؟!!
قالها الرجل والدهشة تعلو محياه ..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـــ اصبر واحتسب فإن الله جاعلا لك ولمن معك من المستضعفين من المؤمنين فرجا ومخرجا .
وامتثل الرجل لامر الرسول صلى الله عليه وسلم وخرج مع الرجلان الا ان الله تعالى لا يمكن ان يضيع عباده المؤمنين كما وعده النبي ..
في الطريق يستريح الرجلان وسجينيهما من عناء السفر ، فالهمه الله تعالى ان يحتال عليهما حتى تمكن من التغلب على احدهما فقتله ثم لاحق الثاني الذي بدوره فر الى المدينه .
وما ان وصل حتى هرع الى الرسول صلى الله عليه وسلم طلبا لحمايته مما ادهشه ومعه الصحابة من عودته وحيدا خائفا فلما اطل السجين متوشحا السيف ادرك النبي والصحابه ان صاحبهم قد غير قواعد اللعبة..
فبادر الصحابي الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا
ـــ يا رسول الله قد اوفى الله ذمتك .. ردتتني اليهم ثم انجاني الله منهم .. فضمني اليكم ..
فعقب النبي صلى الله عليه وسلم
ــ ويل امه ، مسعر حرب لو كان معه رجال
بما معناه " يا لك من رجل تثير حربا لو كان معك رجال " ثم تذكر العهد مع قريش الا انه لم يأمر يتقيده لتسليمه الى قريش فالعهد ان تسترد قريش من تريد لا ان يسلمه لها ، وسدا لباب التذرع امرصاحبه بالخروج من المدينه واللجوء الى الجبال .. و مرة اخرى يطيع الصحابي .. ( لاحظ الطاعة العمياء والثقة بالقائد .. رغم الوضع المستحيل .. فلم يعارضه او ينقلب عليه ) ..
ووجد نفسه في حيرة .. فالعودة الى مكة مستحيلة لوجود من يطلبه وكذلك المدينه لوجود العهود التي تمنعه .. فقرر ان ينتقم لدينه ونفسه .. ففكر واهداه تفكيره الى ان يكمن في طريق قوافل قريش في تجارتها الى الشام وراح يغير على من يمر بالطريق فسمع به من اسلم جديدا في مكة فلحق به ما يقارب ثلاثمائة رجلا وراح الصحابي ومن معه يغيرون على القوافل حتى قطعوا تجارة قريش مما اضطر ابو سفيان الى اللجوء الى الرسول صلى الله عليه وسلم لينهي هذه الامر بدعوة ابو بصير ومن معه للتوقف والكف عما يفعلوه مما تسبب لهم بخسائر .. فبادرهم الرسول صلى الله عليه وسلم .. اني ملتزم بما عاهتدتموني عليه وليس لكم ما هو اكثر .. ففهموا من الرد انه لن يتدخل .. وحاولوا ان يحلوا الامر بانفسهم بقتلا المتمردين الا انهم فشلوا لامتناع الصحابي ومن معه بالجبال فعادوا للجوء الى النبي صلى الله عليه وسلم مكررين الطلب ولكن هذه المرة لالغاء الشرط برمته .. وبالفعل وافق النبي صلى الله عليه وسلم .
كان ذلك الصحابي الجليل هو ابو بصير .. ( عتبة بن أسيد بن جارية بن أسيد بن عبدالله بن سلمة الثقفي مشهور بكنيته ) .. اول قائد لحرب العصابات في الاسلام وبتعريف عصري اول ارهابي في الاسلام .
وهكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم في معاهدته .. لم ينكث بها وبالمقابل لم يسلم او يعين على اصحابه بل على العكس كان عونا غير مباشر وهذه احدى نتائج صلح الحديبية التي يزعم البعض ان نأخذه كمثال فهل يا ترى نستطيع ؟!!!
تبدأ القصة بعد صلح الحديبية الشهير الذي عاهد فيه النبي صلى الله عليه وسلم الكفار على الصلح لعشر سنين ,وجاء من ضمن بنوده .. اي شخص من مكة يقصد المسلمين ليدخل في الاسلام ، على المسلمين ان يعيدوه الى قريش دون تأخير .. وليس على قريش ان تعيد من يقصدها من المسلمين .. وعلى قسوته واجحافه وافق الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون عليه وعلى بنود الصلح .
ولم تمض اياما حتى كان الاختبار من الله تعالى لنبيه والمسلمون لهذا الشرط على وجه الخصوص .. حين يفلت احد المسلمين الجدد .. من مكة ميمما صوب المدينه مهاجرا بدينه الى حبيبه واخوته في الاسلام وما ان علمت قريش بالامر حتى استنفرت شياطينها طلبا له .. فاوفدت رجلين للعودة به اليها وفق الشرط انف الذكر ..
وما كان لمحمد الانسان ان يغدر او ينكث بعهد فكيف وهو النبي صلى الله عليه وسلم .. تذكر عهده اليهم ..فدعا الرجل وقال له :
ـــ إن هؤلاء القوم قد صالحونا على ما قد علمت وإنا لا نغدر فالحق بقومك...
ـــ يا رسول الله .. تردني إلى المشركين يفتنوني في ديني؟!!
قالها الرجل والدهشة تعلو محياه ..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـــ اصبر واحتسب فإن الله جاعلا لك ولمن معك من المستضعفين من المؤمنين فرجا ومخرجا .
وامتثل الرجل لامر الرسول صلى الله عليه وسلم وخرج مع الرجلان الا ان الله تعالى لا يمكن ان يضيع عباده المؤمنين كما وعده النبي ..
في الطريق يستريح الرجلان وسجينيهما من عناء السفر ، فالهمه الله تعالى ان يحتال عليهما حتى تمكن من التغلب على احدهما فقتله ثم لاحق الثاني الذي بدوره فر الى المدينه .
وما ان وصل حتى هرع الى الرسول صلى الله عليه وسلم طلبا لحمايته مما ادهشه ومعه الصحابة من عودته وحيدا خائفا فلما اطل السجين متوشحا السيف ادرك النبي والصحابه ان صاحبهم قد غير قواعد اللعبة..
فبادر الصحابي الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا
ـــ يا رسول الله قد اوفى الله ذمتك .. ردتتني اليهم ثم انجاني الله منهم .. فضمني اليكم ..
فعقب النبي صلى الله عليه وسلم
ــ ويل امه ، مسعر حرب لو كان معه رجال
بما معناه " يا لك من رجل تثير حربا لو كان معك رجال " ثم تذكر العهد مع قريش الا انه لم يأمر يتقيده لتسليمه الى قريش فالعهد ان تسترد قريش من تريد لا ان يسلمه لها ، وسدا لباب التذرع امرصاحبه بالخروج من المدينه واللجوء الى الجبال .. و مرة اخرى يطيع الصحابي .. ( لاحظ الطاعة العمياء والثقة بالقائد .. رغم الوضع المستحيل .. فلم يعارضه او ينقلب عليه ) ..
ووجد نفسه في حيرة .. فالعودة الى مكة مستحيلة لوجود من يطلبه وكذلك المدينه لوجود العهود التي تمنعه .. فقرر ان ينتقم لدينه ونفسه .. ففكر واهداه تفكيره الى ان يكمن في طريق قوافل قريش في تجارتها الى الشام وراح يغير على من يمر بالطريق فسمع به من اسلم جديدا في مكة فلحق به ما يقارب ثلاثمائة رجلا وراح الصحابي ومن معه يغيرون على القوافل حتى قطعوا تجارة قريش مما اضطر ابو سفيان الى اللجوء الى الرسول صلى الله عليه وسلم لينهي هذه الامر بدعوة ابو بصير ومن معه للتوقف والكف عما يفعلوه مما تسبب لهم بخسائر .. فبادرهم الرسول صلى الله عليه وسلم .. اني ملتزم بما عاهتدتموني عليه وليس لكم ما هو اكثر .. ففهموا من الرد انه لن يتدخل .. وحاولوا ان يحلوا الامر بانفسهم بقتلا المتمردين الا انهم فشلوا لامتناع الصحابي ومن معه بالجبال فعادوا للجوء الى النبي صلى الله عليه وسلم مكررين الطلب ولكن هذه المرة لالغاء الشرط برمته .. وبالفعل وافق النبي صلى الله عليه وسلم .
كان ذلك الصحابي الجليل هو ابو بصير .. ( عتبة بن أسيد بن جارية بن أسيد بن عبدالله بن سلمة الثقفي مشهور بكنيته ) .. اول قائد لحرب العصابات في الاسلام وبتعريف عصري اول ارهابي في الاسلام .
وهكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم في معاهدته .. لم ينكث بها وبالمقابل لم يسلم او يعين على اصحابه بل على العكس كان عونا غير مباشر وهذه احدى نتائج صلح الحديبية التي يزعم البعض ان نأخذه كمثال فهل يا ترى نستطيع ؟!!!