اخطاء الثورة المصرية وسبل العلاج (رؤية اسلامية )
مرسل: الثلاثاء إبريل 16, 2013 2:40 pm
اخطاء الثورة المصرية وسبل العلاج (رؤية اسلامية )
لازلنا نعيش الحالة الثورية علي الرغم من مرور تلك الفترة التي ليست بالقصيرة منذ اندلاعها في يناير 2011
ارتكبت أخطاء ساهمت في تأخير الوصول للتغيير المنشود الجميع ساهم بقصد أو بدون في الاساءة للثورة والقيم التي قامت من أجلها ولن يتسني لنا الاصلاح ووضع الثورة في مسارها الصصحيح الا بالوقوف علي مكامن تلك الأخطاء وكيفية الخروج منها من أجل ذلك سأحاول نقل رؤية مفكرينا في هذا الشان والذين أرقهم منذ أمد بعيد واقع الأمة وحاولوا اصلاحه بل وتجاوزوا ذلك الي استشراف المستقبل وماقد يعيق مسيرة استكمال نجاح الثورات فلنطلع علي رؤاهم ونحاول الاستفادة منها في معالجة الجراحات التي تمر بها ثورتنا الآن ومنها :
" خطأ الأسلوب الاصلاحي في وقت الثورات لأنه يعني التوسط بين تراث الحاكم والمحكوم ...ولم تستعمل حركة الاصلاح الا تراثا متوسطا بين تراث الحاكم وتراث المحكوم وهو تراث الطبقة المتوسطة الذي يعتمد علي الاصلاح والتنوير والعلم...أما العمل السياسي فانه يعني تطوير المجتمعات ونقلها من مرحلة الي مرحلة حيث تعني السياسة هنا كل مايتعلق بقضايا التغير الاجتماعي كالدفاع عن الحريات والعدالة الاجتماعية والمساواة ضد سوء توزيع الثروة ويعني العمل السياسي أيضا كيفية ادارة الصراع من أجل مواجهة هذه القضايا ودور ثقافة الجماهير ونوعية قياداتها " ( دراسات فلسفية : د حسن حنفي ص154 ، 155 ) وكمثال عملي لنطلع علي نموذج عمر بن عبد العزيز وسياسته في ادارة مرحلة تتقاطع مع مرحلتنا في كثير من الأمور
ثم نري دكتور محمود قاسم يحلل خطاب الكواكبي في طبائع الاستبداد كاشفا عن الوسائل التي تؤدي لافشال الثورات واجهاضها ويف يمكن لنا أن نتجنب الوقوع فيها والا كانت العواقب وخيمة وأظننا نشاهد تلك العواقب ولكن لازال الأمل قويا في نفوسنا بأن الثورة في النهاية سيكتب لها النجاح اذا أخلصنا في الأعمال وترفعنا عن ذواتنا وأنانيتها والتحمنا مرة أخري حول الأهداف النبيلة متمسكين بضرورة الانفتاح علي بعضنا وأن يخرج كل منا أجمل مافيه في تلك اللحظات الحرجة التي ساهمنا بسوء ادارتنا في أن يطل علينا المناخ الذي رزحنا في ظله عقود حيث جرأة وبلطجة أزلام النظام تسفر عن وجهها القبيح وراء وياللأسف عباءة من هم كانوا رفقاء الثورة بالأمس
" النجاح الأول للثورة ليس الا مقدمة لكثير من المشاكل التي تعترض الأمة التي تخرج من الظلام فجأة الي نور يكاد يغشي بصرها أو يذهب به ومهارة القادة تتجلي حينئذ في دفع هذه الأمة الحائرة نحو مصيرها في غير هوادة أو رفق لأن التردد في تحقيق نتائج هذا النصر يذهب بروعته ويوشك أن يثير رغبة الغدر والنكوص لدي ضعاف القلوب أو أصحاب المنافع الخاصة كذلك لايكفي أن تنجح ثورة من الثورات في القضاء علي القديم ومساوئه وأعوانه الذين لاتخلوا منهم أمة من الأمم بل يجب أن تحدد أهدافها منذ البدء تحديدا واضحا ومفصلا ذلك أن الأهداف الغامضة تفضي عادة الي انقسام القائمين بأمر الثورة واذا حدث أن انقسم هؤلاء فيما بينهم فان رؤوس الخونة تطل من مخابئها تنفث السم في نفوس الأمة وتحاول أن تفيد من هذا الخلاف وكلما زاد الخلاف عدة أصبح الخونة أكبر أملا في اثارة الفتنة وأطول باعا في اختراع الأكاذيب لتهييج نفوس السذج سواء أكانوا من الخاصة أم من العامة وكلما اشتد ساعد الخيانة رجحت عوامل الشر في هذا المجتمع الذي لم يسترد بعد حالته الطبيعية من اثر الهزة الكبري التي قلبت فيه الأوضاع رأسا علي عقب أما اذا عظم الخلاف ففرق بين القائمين بأمر الثورة دون رجعة فمما لاريب فيه أن أنصار النظام القديم لن يترددوا في اثارة الفتن الداخلية التي ربما كانت أشد خطرا علي كيان الأمة من طغيان المستبدين وجبروتهم فمن الواجب اذا أن يحكم الثائرون خطواتهم وأن يجيدوا تحديد برامجهم وأن يشركوا الشعب كله في الحماس معهم لتحقيق هذه الأهداف وأن يشعروه دائما أنه مسئول عن مصيره وأن يجعلوه يعمل ويشعر أنه يعمل حقيقة اذ ليس أفتك بحيوية الشعوب من البطالة والفراغ وهذا هو السبب في نجاح الثورات الكبري كالثورة الفرنسية فانها كانت ثورة شعب بأسره وقد استطاع قادتها أن يشعروه بأنه هو الذي سينشر مبادئ الحرية والمساواة والاخاء بين بقية الشعوب الأوربية بعد أن تتخلص مثله من الاستبداد السياسي والروحي ( الاسلام بين أمسه وغده : د محمود قاسم نقلا عن طبائع الاستبداد للكواكبي )
لازلنا نعيش الحالة الثورية علي الرغم من مرور تلك الفترة التي ليست بالقصيرة منذ اندلاعها في يناير 2011
ارتكبت أخطاء ساهمت في تأخير الوصول للتغيير المنشود الجميع ساهم بقصد أو بدون في الاساءة للثورة والقيم التي قامت من أجلها ولن يتسني لنا الاصلاح ووضع الثورة في مسارها الصصحيح الا بالوقوف علي مكامن تلك الأخطاء وكيفية الخروج منها من أجل ذلك سأحاول نقل رؤية مفكرينا في هذا الشان والذين أرقهم منذ أمد بعيد واقع الأمة وحاولوا اصلاحه بل وتجاوزوا ذلك الي استشراف المستقبل وماقد يعيق مسيرة استكمال نجاح الثورات فلنطلع علي رؤاهم ونحاول الاستفادة منها في معالجة الجراحات التي تمر بها ثورتنا الآن ومنها :
" خطأ الأسلوب الاصلاحي في وقت الثورات لأنه يعني التوسط بين تراث الحاكم والمحكوم ...ولم تستعمل حركة الاصلاح الا تراثا متوسطا بين تراث الحاكم وتراث المحكوم وهو تراث الطبقة المتوسطة الذي يعتمد علي الاصلاح والتنوير والعلم...أما العمل السياسي فانه يعني تطوير المجتمعات ونقلها من مرحلة الي مرحلة حيث تعني السياسة هنا كل مايتعلق بقضايا التغير الاجتماعي كالدفاع عن الحريات والعدالة الاجتماعية والمساواة ضد سوء توزيع الثروة ويعني العمل السياسي أيضا كيفية ادارة الصراع من أجل مواجهة هذه القضايا ودور ثقافة الجماهير ونوعية قياداتها " ( دراسات فلسفية : د حسن حنفي ص154 ، 155 ) وكمثال عملي لنطلع علي نموذج عمر بن عبد العزيز وسياسته في ادارة مرحلة تتقاطع مع مرحلتنا في كثير من الأمور
ثم نري دكتور محمود قاسم يحلل خطاب الكواكبي في طبائع الاستبداد كاشفا عن الوسائل التي تؤدي لافشال الثورات واجهاضها ويف يمكن لنا أن نتجنب الوقوع فيها والا كانت العواقب وخيمة وأظننا نشاهد تلك العواقب ولكن لازال الأمل قويا في نفوسنا بأن الثورة في النهاية سيكتب لها النجاح اذا أخلصنا في الأعمال وترفعنا عن ذواتنا وأنانيتها والتحمنا مرة أخري حول الأهداف النبيلة متمسكين بضرورة الانفتاح علي بعضنا وأن يخرج كل منا أجمل مافيه في تلك اللحظات الحرجة التي ساهمنا بسوء ادارتنا في أن يطل علينا المناخ الذي رزحنا في ظله عقود حيث جرأة وبلطجة أزلام النظام تسفر عن وجهها القبيح وراء وياللأسف عباءة من هم كانوا رفقاء الثورة بالأمس
" النجاح الأول للثورة ليس الا مقدمة لكثير من المشاكل التي تعترض الأمة التي تخرج من الظلام فجأة الي نور يكاد يغشي بصرها أو يذهب به ومهارة القادة تتجلي حينئذ في دفع هذه الأمة الحائرة نحو مصيرها في غير هوادة أو رفق لأن التردد في تحقيق نتائج هذا النصر يذهب بروعته ويوشك أن يثير رغبة الغدر والنكوص لدي ضعاف القلوب أو أصحاب المنافع الخاصة كذلك لايكفي أن تنجح ثورة من الثورات في القضاء علي القديم ومساوئه وأعوانه الذين لاتخلوا منهم أمة من الأمم بل يجب أن تحدد أهدافها منذ البدء تحديدا واضحا ومفصلا ذلك أن الأهداف الغامضة تفضي عادة الي انقسام القائمين بأمر الثورة واذا حدث أن انقسم هؤلاء فيما بينهم فان رؤوس الخونة تطل من مخابئها تنفث السم في نفوس الأمة وتحاول أن تفيد من هذا الخلاف وكلما زاد الخلاف عدة أصبح الخونة أكبر أملا في اثارة الفتنة وأطول باعا في اختراع الأكاذيب لتهييج نفوس السذج سواء أكانوا من الخاصة أم من العامة وكلما اشتد ساعد الخيانة رجحت عوامل الشر في هذا المجتمع الذي لم يسترد بعد حالته الطبيعية من اثر الهزة الكبري التي قلبت فيه الأوضاع رأسا علي عقب أما اذا عظم الخلاف ففرق بين القائمين بأمر الثورة دون رجعة فمما لاريب فيه أن أنصار النظام القديم لن يترددوا في اثارة الفتن الداخلية التي ربما كانت أشد خطرا علي كيان الأمة من طغيان المستبدين وجبروتهم فمن الواجب اذا أن يحكم الثائرون خطواتهم وأن يجيدوا تحديد برامجهم وأن يشركوا الشعب كله في الحماس معهم لتحقيق هذه الأهداف وأن يشعروه دائما أنه مسئول عن مصيره وأن يجعلوه يعمل ويشعر أنه يعمل حقيقة اذ ليس أفتك بحيوية الشعوب من البطالة والفراغ وهذا هو السبب في نجاح الثورات الكبري كالثورة الفرنسية فانها كانت ثورة شعب بأسره وقد استطاع قادتها أن يشعروه بأنه هو الذي سينشر مبادئ الحرية والمساواة والاخاء بين بقية الشعوب الأوربية بعد أن تتخلص مثله من الاستبداد السياسي والروحي ( الاسلام بين أمسه وغده : د محمود قاسم نقلا عن طبائع الاستبداد للكواكبي )