صفحة 1 من 1

سورياوالمشكلة في لبنان على حساب إيران

مرسل: الخميس إبريل 09, 2009 11:36 pm
بواسطة احمد الضبعان(6)
هل تستطيع سوريا حل المشكلات في لبنان بمعزل عن إيران؟

نتائج الانفتاح الأميركي تبدأ بالظهور بعد الانتخابات
تعتقد مصادر ديبلوماسية ان الانفتاح الاميركي على كل من سوريا وايران لن تظهر نتائجه او ملامح صورته الا بعد الانتخابات النيابية في لبنان وبعد الانتخابات الرئاسية في ايران، اي بعد حزيران المقبل، لان سوريا تفضل الانتظار لمعرفة من سيفوز بالاكثرية النيابية في مجلس النواب العتيد في لبنان، والولايات المتحدة الاميركية تفضل انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية في ايران كي يبني كل طرف على الشيء مقتضاه.

وفي المعلومات ان سوريا في حال فوز قوى 8 آذار والمتحالفين معها في الانتخابات النيابية المقبلة، فانها ستجعل من هذا الفوز ورقة ضغط ومساومة عند بدء المحادثات مع الولايات المتحدة الاميركية وتكون في موقع قوي قد يمكّنها من الحصول على ما تريد في لبنان وفي الجولان. اما اذا فازت قوى 14 آذار بالاكثرية، فان سوريا تلجأ عندئذ عبر حلفائها الى اشتراط تشكيل حكومة وحدة وطنية لهم فيها "الثلث المعطل" كي تتحكم بالقرارات التي تصدر عن مجلس الوزراء، وهو ما تحاول سوريا ان تفعله في فلسطين ايضا عبر حركة "حماس"، التي تطالب باعادة النظر في تركيبة منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية بحيث تصبح اكثر تمثيلا لكل الفصائل الفلسطينية، وان تتشكل حكومة وحدة وطنية فلسطينية يكون لـ"حماس" فيها "الثلث المعطل"، كما في لبنان، كي تعود سوريا وتمسك بالقرارات اللبنانية والفلسطينية، وتحكم كلا من البلدين بصورة غير مباشرة، بعدما حكمت لبنان بصورة مباشرة من خلال وصايتها عليه مدة ثلاثين عاما، وتنازعت الورقة الفلسطينية خلال هذه المدة مع منظمة التحرير الفلسطينية وتحديدا مع زعيمها ياسر عرفات.

اما الولايات المتحدة الاميركية فقد تكون محادثاتها ناجحة مع القيادة الايرانية اذا فاز في الانتخابات رئيس للجمهورية غير الرئيس الحالي المتشدد، وبفوزه يمكن التوصل الى حل لمشكلة الملف النووي ولدور ايران في المنطقة، ولاسيما في لبنان وفي فلسطين، وقد سبق لمسؤولين ايرانيين ان اعلنوا ان الحل في لبنان وفي فلسطين وفي العراق وفي افغانستان هو في ايران، من دون ان يدخلوا في التفاصيل. اما اذا فاز الرئيس الحالي محمد احمدي نجاد بولاية جديدة، فان هذه المحادثات قد تكون صعبة وشاقة، خصوصا اذا ظلت القيادة الايرانية متمسكة برأيها في موضوع الملف النووي، وقد تصبح سوريا نفسها عاجزة عن المساعدة على ايجاد حل للمشكلات القائمة في لبنان اذا ظلت العلاقات متوترة بين ايران واميركا، وان كان هذا هو موضوع جدل في الاوساط الرسمية والسياسية والشعبية، اذ ثمة من يرى ان في استطاعة سوريا حل المشكلات في لبنان بمعزل عن ايران، وثمة من يرى خلاف ذلك. فاذا رفضت ايران حل هذه المشكلات بمعزل عنها لئلا تفقد ما تملك من اوراق ضغط في لبنان خصوصا من خلال "حزب الله" اذا ما التزمت سوريا تنفيذ القرار 1701 الذي يقضي بسيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الاراضي اللبنانية وفق احكام القرارين 1559 و1680 والاحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف، وان تمارس كامل سيادتها حتى لا تكون هناك اي اسلحة دون موافقة الحكومة ولا سلطة غير سلطتها، وترسيم الحدود المشتركة بين لبنان وسوريا خصوصا في المناطق التي تعتبر فيها الحدود غير مؤكدة او محل نزاع، اشارة الى مزارع شبعا، واتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع دخول الاسلحة الى لبنان او ما يتصل بها من عتاد من كل الانواع والذخائر.

وهذا يطرح السؤال الآتي: هل في استطاعة سوريا مساعدة لبنان على تنفيذ القرار 1701 سواء فازت قوى 8 آذار باكثرية المقاعد في مجلس النواب العتيد او فازت قوى 14 آذار وكان لها في حكومة الوحدة الوطنية "الثلث المعطل بمعزل عن نتائج المحادثات بين اميركا وايران كي تحصل سوريا في مقابل ذلك على دور سياسي في لبنان وعلى استعادة الجولان توصلا الى توقيع اتفاق سلام مع اسرائيل؟

ثمة من يقول ان سوريا لا تستطيع ان تساعد على تنفيذ ما هو مطلوب منها في لبنان من دون موافقة ايرانية، وهذه الموافقة مرتبطة بالتوصل الى تفاهم مع الولايات المتحدة الاميركية على موضوع الملف النووي، وهو موضوع يهم اسرائيل اكثر من سلاح "حزب الله" وسلاح حركة "حماس" لان السلاح النووي يهدد مصيرها وكيانها مستقبلا ويخل بالتوازن العسكري، وبدرجة تفوق اسرائيل الذي يشكل الضمانة الاساسية لها.

ومن جهة اخرى فان اسرائيل لا يهمها من يحكم لبنان؟ هل تحكمه اكثرية قوى 8 او 14 آذار، لانها قادرة على ممارسة ضغط سياسي وعسكري على اي حكومة في لبنان اذا حركت جبهة الجنوب لاي سبب من الاسباب، او اتخذت قرارات تهدد امنها، بل يهمها التوصل الى تفاهم حول موضوع الملف النووي الايراني، وعندما يتم التوصل الى هذا التفاهم يتوقف ارسال الاسلحة الايرانية الى "حزب الله" والى حركة "حماس" والى اي مجموعات عسكرية متطرفة فتفقد قدرتها على القيام بعمليات جدية ضد اسرائيل، وتتحول بحكم الواقع الجديد احزابا سياسية تخضع للمنافسة الديموقراطية مع الاحزاب الاخرى، ولا تعود مشاركتها في السلطة تشكل مصدر خوف وقلق ولا سببا مانعا للحصول على المساعدات المالية وفرض حصار او عقوبات تصبح شديدة التأثير مع وجود الازمة المالية العالمية.

لذلك، فلا حل في نظر اصحاب هذا الرأي للمشكلات القائمة في لبنان وفي فلسطين وحتى في العراق وافغانستان، ما لم يبدأ بالتوصل الى تفاهم بين الولايات المتحدة الاميركية وايران لان سوريا المتحالفة مع ايران لا تستطيع المساعدة في حل هذه المشكلات بمعزل عن حليفتها ايران حتى ولو انتقل الحكم في لبنان الى حلفائها في قوى 8 آذار وباتت تقع عليهم مسؤولية تنفيذ القرارات الدولية ولاسيما القرار 1701، واستطاعت عبر مفاوضاتها المباشرة او غير المباشرة مع اسرائيل استعادة الجولان ثمنا لتغيير سلوكها حيال لبنان وحيال فلسطين لانها تخشى ان ينتقل الخوف على امنها القومي من لبنان الى ايران وهو الخوف الاشد الذي لا يزول الا بتغيير النظام او الحكم في هذا البلد...

Re: سورياوالمشكلة في لبنان على حساب إيران

مرسل: الجمعة إبريل 10, 2009 12:04 pm
بواسطة مهند الدسيماني 8
مشكور اخوي على مووضوعك
بجد هذه مشكله
تقبل مروري
تحياتي

Re: سورياوالمشكلة في لبنان على حساب إيران

مرسل: الأحد مايو 15, 2011 12:06 am
بواسطة عبدالله المطيري(84)
أشكرك أخوي على الموضوع المميز والقيم