محمد أنور السادات.. قائد بدأ حكمه بالحرب وأنهاه بالسلام
مرسل: الخميس إبريل 18, 2013 7:55 pm
يرتبط اسم الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بحدثين فاصلين في تاريخ مصر والأمة العربية عامة، فهو الذي قاد الجيش المصري إلى أول انتصار عسكري على الجيش الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 1973، وهو الذي رسم أيضا للقادة العرب بداية الطريق نحو وضع السلاح وامتطاء نهج التفاوض والسلام مع إسرائيل.
بعد حرب أكتوبر اعتبر المصريون والعرب السادات "قائد الانتصار العظيم"، لكنه فقد هذا اللقب بعد وضعه السلاح ولاحقته منهم تهمة الخيانة، في حين رأى قادة إسرائيل وكثير من القادة والسياسيين الغربيين في ثالث رجل حكم مصر بعد الانقلاب الذي نفذه تنظيم الضباط الأحرار في يوليو/تموز 1952، "رجل السلام".
الحرب لأجل السلام
فرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن، الذي ساهم في تأسيس منظمة الأرغون، وهي إحدى أبرز المنظمات الصهيونية التي كانت تشن هجماتها على القرى الفلسطينية، قال عن السادات إنه "قائد حرب عظيم وقائد سلام عظيم"، واعتبر زيارته للقدس في 19 نوفمبر/تشرين الثاني من "أعظم أحداث هذا العصر".
أما المستشار النمساوي (رئيس الدولة) آنذاك برونو كرايسكي فقال إن السادات "يعرف تمامًا قيمة سلاح الحرب وفاعليته كما يدرك في الوقت نفسه معنى السلم وحسناته"، مضيفا أن الرئيس المصري الراحل "أراد أن ينجز كل شيء على أحسن وجه، فكانت الحرب كاملة وكان السلام كاملا".
وبالنسبة لوزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر، فإن السادات –الذي رأى النور في بلدة ميت أبو الكوم بإحدى قرى محافظة المنوفية على دلتا نهر النيل يوم 25 ديسمبر/كانون الأول 1918- "رجل لا يمكن الاستغناء عنه في الجهود الدبلوماسية في الشرق الأوسط"، وقد استحق من بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني وصف "رجل السلام"، ومن لجنة نوبل جائزتها للسلام التي تقاسمها مع بيغن سنة 1978.
منذ بداية تولي السادات رئاسة مصر في أكتوبر/تشرين الأول عام 1970 وهو يعد العدة للحرب على إسرائيل، لكن الحرب عنده هي في النهاية وسيلة للسلام، فحتى بعد النصر الذي حققه في حرب أكتوبر بتنسيق مع الجيش السوري واسترجع به جزءا من شبه جزيرة سيناء المصرية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، جاء إلى مجلس الشعب المصري وألقى خطابا قال فيه من بين ما قال "حاربنا من أجل السلام... لسنا مغامري حرب وإنما نحن طلاب سلام". وهو ما اعتبره كثيرون دونية وهرعا غير مبرر إلى السلام مع العدو.
الحاج محمد
تربى السادات في كنف والد كان موظفا بأحد المستشفيات العسكرية، ووسط أسرة عدد أفرادها 13، وكان سياسيا نشطا منذ شبابه، حيث اعتقلته سلطات الاحتلال البريطاني مرتين، إحداهما بتهمة العلاقة مع ضباط في الجيش الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية.
ومن المفارقات المثيرة في حياة محمد أنور السادات أن بعض أفراد الحركة الوطنية المصرية اتهموه بالتعامل مع الإنجليز، في حين اتهمته السلطات البريطانية بالانتماء إلى تنظيم سري اغتال وزير المالية في حكومة الوفد رئيس جمعية الصداقة المصرية البريطانية أمين عثمان، وهو ما قاده إلى السجن من جديد بعد أن كان قد أفلح في الهروب منه والتخفي بالعمل حمالا على سيارة نقل تحت اسم مستعار هو الحاج محمد.
وبالإضافة إلى هذا العمل والعمل العسكري الذي دشنه بالتخرج من الكلية الحربية المصرية عام 1938، عمل السادات أيضا مراجعا صحفيا بمجلة المصور بعد خروجه من السجن وحتى ديسمبر/كانون الأول من عام 1948، قبل أن يساعده صديقه الدكتور يوسف رشاد الطبيب الخاص للملك فاروق في العودة إلى الجيش.
وقذف العمل العسكري السادات من جديد إلى العمل الصحفي، فبعد أن نفذ تنظيم الضباط الأحرار -الذي كان عضوا فيه- انقلابه على الملك فاروق، أنشأ مجلس قيادة الثورة عام 1953 صحيفة الجمهورية وأسند إليه رئاسة تحريرها، كما أسند إليه من قبل قراءة البيان الأول للثورة على أمواج الإذاعة، ومهمة حمل وثيقة التنازل عن العرش إلى الملك.
السادات اغتيل في عرض عسكري للاحتفال بذكرى حرب أكتوبر (الفرنسية-أرشيف)
حياة دسمة
وكما عرفته الثكنات وصفحات الجرائد وغرف أخبارها، ألفته المؤسسة التشريعية أيضا، حيث انتخب عضوا بمجلس الشعب لمدة ثلاث دورات منذ عام 1957، وانتخب في 21 يوليو/تموز 1960 رئيسا للمجلس إلى غاية 27 سبتمبر/أيلول 1961، ثم لفترة ثانية من 29 مارس/آذار 1964 إلى 12 نوفمبر/تشرين الثاني 1968، قبل أن يختاره الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر نائبا له خلال فترتي 1964-1967، و1969-1970.
الكثير من الأحداث التي عايشها أو شارك في صناعتها السادات جعلت حياته مادة دسمة لأفلام مصرية وأخرى أجنبية، فهو أول رئيس عربي يزور إسرائيل ويلقي خطابا أمام الكنيست عام 1977، وأول من جهر من القادة العرب برغبته في السلام مع إسرائيل ووقع معها في 26 مارس/آذار 1979 اتفاقية كامب ديفد التي كلفته مقاطعة عربية وتم على إثرها نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس.
ولم تكن هذه هي الضريبة الوحيدة التي أداها السادات مقابل نهج السلام مع إسرائيل، بل في اليوم الذي كان يحتفل فيه بذكرى نصر جيشه على إسرائيل، اغتالته مجموعة مسلحة وهو يحضر استعراضا عسكريا في 6 أكتوبر/تشرين الأول عام 1981.
بعد حرب أكتوبر اعتبر المصريون والعرب السادات "قائد الانتصار العظيم"، لكنه فقد هذا اللقب بعد وضعه السلاح ولاحقته منهم تهمة الخيانة، في حين رأى قادة إسرائيل وكثير من القادة والسياسيين الغربيين في ثالث رجل حكم مصر بعد الانقلاب الذي نفذه تنظيم الضباط الأحرار في يوليو/تموز 1952، "رجل السلام".
الحرب لأجل السلام
فرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن، الذي ساهم في تأسيس منظمة الأرغون، وهي إحدى أبرز المنظمات الصهيونية التي كانت تشن هجماتها على القرى الفلسطينية، قال عن السادات إنه "قائد حرب عظيم وقائد سلام عظيم"، واعتبر زيارته للقدس في 19 نوفمبر/تشرين الثاني من "أعظم أحداث هذا العصر".
أما المستشار النمساوي (رئيس الدولة) آنذاك برونو كرايسكي فقال إن السادات "يعرف تمامًا قيمة سلاح الحرب وفاعليته كما يدرك في الوقت نفسه معنى السلم وحسناته"، مضيفا أن الرئيس المصري الراحل "أراد أن ينجز كل شيء على أحسن وجه، فكانت الحرب كاملة وكان السلام كاملا".
وبالنسبة لوزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر، فإن السادات –الذي رأى النور في بلدة ميت أبو الكوم بإحدى قرى محافظة المنوفية على دلتا نهر النيل يوم 25 ديسمبر/كانون الأول 1918- "رجل لا يمكن الاستغناء عنه في الجهود الدبلوماسية في الشرق الأوسط"، وقد استحق من بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني وصف "رجل السلام"، ومن لجنة نوبل جائزتها للسلام التي تقاسمها مع بيغن سنة 1978.
منذ بداية تولي السادات رئاسة مصر في أكتوبر/تشرين الأول عام 1970 وهو يعد العدة للحرب على إسرائيل، لكن الحرب عنده هي في النهاية وسيلة للسلام، فحتى بعد النصر الذي حققه في حرب أكتوبر بتنسيق مع الجيش السوري واسترجع به جزءا من شبه جزيرة سيناء المصرية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، جاء إلى مجلس الشعب المصري وألقى خطابا قال فيه من بين ما قال "حاربنا من أجل السلام... لسنا مغامري حرب وإنما نحن طلاب سلام". وهو ما اعتبره كثيرون دونية وهرعا غير مبرر إلى السلام مع العدو.
الحاج محمد
تربى السادات في كنف والد كان موظفا بأحد المستشفيات العسكرية، ووسط أسرة عدد أفرادها 13، وكان سياسيا نشطا منذ شبابه، حيث اعتقلته سلطات الاحتلال البريطاني مرتين، إحداهما بتهمة العلاقة مع ضباط في الجيش الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية.
ومن المفارقات المثيرة في حياة محمد أنور السادات أن بعض أفراد الحركة الوطنية المصرية اتهموه بالتعامل مع الإنجليز، في حين اتهمته السلطات البريطانية بالانتماء إلى تنظيم سري اغتال وزير المالية في حكومة الوفد رئيس جمعية الصداقة المصرية البريطانية أمين عثمان، وهو ما قاده إلى السجن من جديد بعد أن كان قد أفلح في الهروب منه والتخفي بالعمل حمالا على سيارة نقل تحت اسم مستعار هو الحاج محمد.
وبالإضافة إلى هذا العمل والعمل العسكري الذي دشنه بالتخرج من الكلية الحربية المصرية عام 1938، عمل السادات أيضا مراجعا صحفيا بمجلة المصور بعد خروجه من السجن وحتى ديسمبر/كانون الأول من عام 1948، قبل أن يساعده صديقه الدكتور يوسف رشاد الطبيب الخاص للملك فاروق في العودة إلى الجيش.
وقذف العمل العسكري السادات من جديد إلى العمل الصحفي، فبعد أن نفذ تنظيم الضباط الأحرار -الذي كان عضوا فيه- انقلابه على الملك فاروق، أنشأ مجلس قيادة الثورة عام 1953 صحيفة الجمهورية وأسند إليه رئاسة تحريرها، كما أسند إليه من قبل قراءة البيان الأول للثورة على أمواج الإذاعة، ومهمة حمل وثيقة التنازل عن العرش إلى الملك.
السادات اغتيل في عرض عسكري للاحتفال بذكرى حرب أكتوبر (الفرنسية-أرشيف)
حياة دسمة
وكما عرفته الثكنات وصفحات الجرائد وغرف أخبارها، ألفته المؤسسة التشريعية أيضا، حيث انتخب عضوا بمجلس الشعب لمدة ثلاث دورات منذ عام 1957، وانتخب في 21 يوليو/تموز 1960 رئيسا للمجلس إلى غاية 27 سبتمبر/أيلول 1961، ثم لفترة ثانية من 29 مارس/آذار 1964 إلى 12 نوفمبر/تشرين الثاني 1968، قبل أن يختاره الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر نائبا له خلال فترتي 1964-1967، و1969-1970.
الكثير من الأحداث التي عايشها أو شارك في صناعتها السادات جعلت حياته مادة دسمة لأفلام مصرية وأخرى أجنبية، فهو أول رئيس عربي يزور إسرائيل ويلقي خطابا أمام الكنيست عام 1977، وأول من جهر من القادة العرب برغبته في السلام مع إسرائيل ووقع معها في 26 مارس/آذار 1979 اتفاقية كامب ديفد التي كلفته مقاطعة عربية وتم على إثرها نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس.
ولم تكن هذه هي الضريبة الوحيدة التي أداها السادات مقابل نهج السلام مع إسرائيل، بل في اليوم الذي كان يحتفل فيه بذكرى نصر جيشه على إسرائيل، اغتالته مجموعة مسلحة وهو يحضر استعراضا عسكريا في 6 أكتوبر/تشرين الأول عام 1981.