صفحة 1 من 1

الحرب العالمية الثانية

مرسل: الجمعة إبريل 10, 2009 3:44 pm
بواسطة محمد فابد الرشيدي6
الحرب العالمية الثانية نزاع دولي مدمر بدأ في 7 يوليو 1937 في آسيا و1 سبتمبر 1939 في أوروبا وانتهى في عام 1945 باستسلام اليابان. قوات مسلحة من سبعون دولة شاركت في معارك جوية بحرية و أرضية.

تعد الحرب العالمية الثانية من الحروب الشموليةً وأكثرها كُلفة في تاريخ البشريةً لاتساع بقعة الحرب وتعدد مسارح المعارك والجبهات،شارك فيها أكثر من 100 مليون جندي, فكانت أطراف النزاع دولاً عديدة والخسائر في الأرواح بالغة، و قد أزهقت الحرب العالمية الثانية زهاء 70 مليون نفسٍ بشريةٍ بين عسكري ومدني.

تكبّد المدنيون خسائر في الأرواح إبّان الحرب العالمية الثانية أكثر من أي حرب عبر التاريخ، ويعزى السبب للقصف الجوي الكثيف على المدن والقرى الذي ابتدعه الجيش النازي مما استدعى الحلفاء الرّد بالمثل، فسقط من المدنيين من سقط من كلا الطرفين، أضف إلى ذلك المذابح التي ارتكبها الجيش الياباني بحق الشّعبين الصيني والكوري إلى قائمة الضحايا المدنيين ليرتفع عدد الضحايا الأبرياء والجنود إلى 51 مليون قتيل، أي ما يعادل 2% من تعداد سكان العالم في تلك الفترة
الأسباب
يعتبر السلام الناتج عن مقررات مؤتمر باريس لسنة 1919 إهانة كبرى بالنسبة إلى ألمانيا لأن معاهدة فرساي مزقت وحدتها الإقليمية والبشرية كذلك أدى هذا المؤتمر إلى خيبة أمل كبرى بالنسبة إلى إيطاليا لأنه تجاهل طموحاتها الاستعمارية .

وقد ترتب على هذا السلام المنقوص بروز عدة مناطق توتر بسبب تأجج الشعور القومي وخاصة بمنطقتي السوديت والممر البولوني ولذلك يعتبر السلام المنقوص لسنة 1919 وما خلفه من ضغائن وأحقاد من الأسباب العميقة للحرب العالمية الثانية .

اعتمدت الأقطار المتضررة من أزمة الثلاثينات الاقتصادية القومية الاقتصادية وهي تنظيم اقتصادي يرتكز على الحد من الاستيراد وتشجيع التصدير عبر التخفيض من قيمة النقد وقد أدى ذلك إلى قيام حرب تجارية ساهمت بقسط كبير في توتر العلاقات الدولية .

كما أبرز أزمة الثلاثينات التفاوت الاقتصادي الكبير بين الأنظمة الديمقراطية (فرنسا ، بريطانيا ، الولايات المتحدة الأمريكية) التي كانت تحتكر بمفردها 80% من الرصيد العالمي للذهب وتملك إمبراطوريات استعمارية ومناطق نفوذ شاسعة والأنظمة الدكتاتورية (إيطاليا ، ألمانيا ، اليابان) التي اعتبرت نفسها دولا فقيرة وطالبت بإعادة تقسيم المستعمرات لضمان ما أسمته بالمجال الحيوي الأمر الذي أدى إلى تضارب المصالح وتزايد حدة التوتر في العلاقات الدولية وشكل تهديدا مباشرا للسلام العالمي .

سعت عصبة الأمم إلى تحقيق السلام العالمي والأمن المشترك بين جميع بلدان العالم عن طريق الحوار والتحكيم عاملة على الحد من التسلح إلا أن تلك المنظمة لم تحقق النجاح المؤمل في حل مختلف الأزمات الدولية وقد تجلى ذلك بالخصوص لدى :

احتلال مقاطعة منشوريا الواقعة بالشمال الشرقي للصين من قبل اليابان سنة 1931 دون أن يصدر عن المنظمة الدولية أي رد فعل حاسم .
فشل مؤتمر جنيف لنزع السلاح والحد من خطورة التسابق نحو التسلح وانسحاب ألمانيا من عصبة الأمم سنة 1933 تعبيرا عن تمسكها بشرعية مطلبها في إعادة بناء قوتها العسكرية وإلغاء ما تضمنته معاهدة فرساي من بنود مجحفة في حقها .
احتلال إثيوبيا من قبل إيطاليا سنتي 1935 و 1936 وفشل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بعد أن انسحبت كل من ألمانيا واليابان من عصبة الأمم وامتنعت فرنسا عن تطبيق تلك العقوبات .
وهكذا تزايدت قوة الأنظمة الدكتاتورية في الوقت الذي تراجعت فيه هيبة الأنظمة الديمقراطية .

اتسمت مواقف الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا إزاء التطرف الذي طغى على سياسات النظام العسكري في اليابان و الفاشي في إيطاليا و النازي في ألمانيا بكثير من اللامبالاة والسلبية . فقد عادت الولايات المتحدة إلى تطبيق سياسة الانعزال تجاه مشاكل القارة الأوروبية وبقية العالم . كما اعتبر المحافظون بعد وصولهم إلى السلطة في بريطانيا أن مطالب المستشار الألماني أدولف هتلر محدودة ويمكن مناقشتها والتوصل إلى اتفاق معه في شأنها . أما في فرنسا حيث سعت الأحزاب اليسارية إلى التقرب من الاتحاد السوفييتي والأحزاب اليمينية إلى التحالف من بينيتو موسوليني فإن الرأي العام الفرنسي قد اعتقد بأن فرنسا غير قادرة على مواجهة ألمانيا منفردة .

وهكذا فقد مثل تراجع هيبة الأنظمة الديمقراطية أمام تحديات الأنظمة الدكتاتورية دليلا واضحا على فشل سياسة الأمن المشترك المتبعة من قبل عصبة الأمم .

برز هذا التحالف بوضوح بمناسبة اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939) عندما قاد الجنرال فرانسيسكو فرانكو بدعم من المحافظين انقلابا على الجبهة الشعبية التي فازت في انتخابات سنة 1936 ووعدت بإرساء نظام ديمقراطي .

وقد انتصر فرانكو بعد أن حصل على دعم الأنظمة الدكتاتورية (إيطاليا وألمانيا) سواء بالجنود أو بالسلاح في حين لم يتلق الجمهوريون من بريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفييتي سوى دعم ضئيل اعتبارا من رغبة هذه الدول في دخول مواجهة مسلحة مع ألمانيا وإيطاليا .

وهكذا فقد دعم وصول فرانكو إلى السلطة بإسبانيا جبهة الأنظمة الدكتاتورية بأوروبا .

كما أدى امتناع ألمانيا عن تطبيق العقوبات الاقتصادية المتخذة في حق إيطاليا بعد غزوها لإثيوبيا إلى التقارب بين هتلر و موسوليني وإعلان الدولتين عن تكوين محور روما-برلين سنة 1936 . في حين تشكل حلف مضاد للشيوعية بين ألمانيا واليابان تلك التي كانت تخشى وقوف الاتحاد السوفييتي ضد سياستها التوسعية في الصين . وهو حلف تدعم بانضمام إيطاليا الفاشية إليه .

بدأ المستشار الألماني هتلر في تطبيق سياسته التوسعية من خلال :

ضم النمسا إلى ألمانيا في مارس 1938 وذلك بعد وصول الزعيم النمساوي النازي إنكارت إلى الحكم ودعوته للجيوش الألمانية إلى ضم النمسا إلى الوطن الأم .
ضم السوديت التي كان يعيش بها قرابة 3 ملايين من الألمان وذلك على إثر مؤتمر ميونخ في سبتمبر 1938 والذي حضرته كل من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وأدى إلى تلبية أطماع هتلر الإقليمية .
كان لهذا المؤتمر أثر سلبي مباشر على وحدة أراضي تشيكوسلوفاكيا . فما أن حصل هتلر على منطقة السوديت دون أي ردة فعل من الدول الديمقراطية حتى انقض البولنديون والمجريون على الأراضي التشيكية المحاذية لأراضيهم وسكانها من بولندا و المجر واحتلوها . وهكذا لم يبق من تشيكوسلوفاكيا سوى منطقة سلوفاكيا التي سوف يحتلها الألمان في بداية الحرب العالمية الثانية .

أما في أوروبا الغربية فقد رحب الكثيرون بنتائج المؤتمر ظنا منهم بأن مطالب هتلر ستتوقف عند هذا الحد ويعم السلام أوروبا بعد أن حصل على مجاله الحيوي في الشرق . لكن الأمور سارت على عكس ما اعتقدوا لأن هتلر وجد في الموقف الضعيف للدول الديمقراطية في مؤتمر ميونخ تشجيعا له في سياسته التوسعية الأمر الذي سيدفع بالعالم إلى أتون حرب عالمية جديدة .

في مارس 1939 ضم هتلر منطقة ميمل التشيكية إلى أراضيه . وفي أبريل من نفس السنة اجتاح موسوليني ألبانيا ثم وقع مع هتلر معاهدة عسكرية أطلق عليها اسم الحلف الفولاذي . عندئذ وبعد حذر وتردد طويلين شعر الإنجليز والفرنسيون بالخطر فأعلنوا ضمان حدود بولندا ورغبتهم في توقيع معاهدة صداقة مع جوزيف ستالين ولكن الحذر وعدم الثقة بين الديمقراطيات الغربية وستالين دفعا هتلر للالتفات على هذه التحركات وتوقيع معاهدة عدم اعتداء مع الاتحاد السوفييتي في 23 أغسطس 1939 . ومن أخطر ما احتوته هذه المعاهدة بند سري يقضي بتقاسم بولندا ودول البلطيق بين الاتحاد السوفييتي وألمانيا النازية .

نشأت بولندا كدولة مستقلة إثر الحرب العالمية الأولى . وكانت معاهدة فرساي مع ألمانيا المنهزمة اقتطعت من أراضيها منطقة دانزيغ وجعلتها تحت إشراف عصبة الأمم منطقة حرة ترتبط ببولندا عبر اتحاد جمركي فشكلت هذه المنطقة مع الممر البولندي الذي اقتطع أيضا من ألمانيا بموجب معاهدة فرساي وأعطي لبولندا كمنفذ لها على بحر البلطيق فاصلا منطقة بروسيا الشرقية عن الوطن الأم ألمانيا وبما أن هتلر سعى لجمع الشعب الألماني في دولة واحدة فقد راح يطالب بولندا بإعادة دانزيغ والممر البولندي إلى ألمانيا وهذا ما رفضته بولندا بشدة في البداية مستندة إلى دعم كل من فرنسا وبريطانيا وبينما كانت الدول تسعى لإيجاد مخرج لهذه الأزمة فاجأ هتلر العالم في صبيحة 1 سبتمبر 1939 باجتياح أراضي بولندا فوجهت بريطانيا إنذارا إلى ألمانيا بوجوب سحب قواتها من بولندا فورا وإلا اعتبرت الحرب قائمة بين البلدين وحذت فرنسا حذو بريطانيا فانقسم العالم إلى معسكرين الحلفاء والمحور وهكذا كانت بداية الحرب العالمية الثانية التي دامت حوالي ست سنوات .


نظرة شمولية
تعد الحرب العالمية الثانية من أكبر المعارك الحربية بين الجيوش في شتى بقاع الأرض في التاريخ الحديث، ويمكننا أن نقسم الحرب إلى جزأين:

الجزء الأول كان في قارة آسيا عام 1937 (الحرب اليابانية).
الجزء الثاني كان في قارة أوروبا عام 1939 وبدء بالغزو الألماني على بولندا، أدى هذا التشابك العسكري إلى انقسام العالم إلى طرفين أو قوتين، الحلفاء Allies والمحور Axis.
- تشكلت في الحرب العالمية أكبر جيوش الأرض عددا وذلك مايقارب نحو 100 مليون جندي عسكري، ذلك أدى إلى أن تكون هذه الحرب الأكبر مساحة وانتشارا في تاريخ الحروب العسكرية الحديثة، كما أدى قيام الحرب العالمية الثانية إلى تقليص مفهوم المدنية ، فقد قامت البلاد المشاركة باستخدام المدنيين في خوض المعارك كجنود وفيالق في ساحات الحرب، كما تشير التقارير أن ثلثي الذين قتلوا كانوا من المدنين.

- أدت الحرب العالمية الثانيه إلى وجود نشاط أو تقدم ملحوظ في الكثير من المجالات الإقتصادية والصناعية وحتى على صعيد القدرات العلمية والتي سخرت جميعها في خدمة الحرب، وتقدر الكلفة المالية للحرب بـ تريليون دولار أمريكي (قدرت عام 1944)، مما جعلها أغلى حرب من حيث التكاليف والأرواح.


تسلسل الأحداث تاريخيا
- انتصر الحلفاء في الحرب العالمية الثانية وكنتيجة لذلك قامت الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتي بتشكيل أكبر قوتين في العالم والذي أدى إلى قيام مايسمى بالحرب الباردة بينهما والتي امتدت إلى 45 عاما انتهت بسقوط الإتحاد السوفياتي عام 1989.

- قامت اليابان بغزو مدينة منشوريا الصينية عام 1931 وسيطرت عليها، بعدها بعامين 1933قام الحزب النازي في ألمانيا تحت قيادة الزعيم النازي أدولف هتلر، الذي جعل ألمانيا تعود من جديد إلى التسلح كما غيرت من سياستها الخارجية، في عام 1938 بدأ هتلر بالتحرك لتوسيع الإقليم الشرقي لألمانيا.

- في عام 1937، قامت اليابان بغزو شامل للأراضي الصينية، بدءا بالقصف المركز على مدينتي شنغهاي وجانزوهو وحدوث مجزرة النانكنج.

- في ذلك الوقت في أوروبا، قامت ألمانيا وقد انضمت إليها إيطالي في تصعيد اللهجة والخطاب السياسي الخارجي.

- الحكومة البريطانية تحت قيادة نيفيل تشامبرلين، وصفت الإتحاد السوفياتي بأكبر قوة معادية ومهددة في أوروبا، كما قامت بريطانيا وفرنسا باستخدام سياسة الاسترضاء، أملا بأن تكون ألمانيا درعا في مواجهة الإتحاد السوفياتي وإيقاف انتشار نفوذه.

- أخيرا، في سبتمبر عام 1939، قامت ألمانيا بغزو بولندا بالاشتراك مع الإتحاد السوفياتي، مما أدى ذلك إلى نشوب الحرب مرة أخرى في أوروبا.

- بداية لم تقم فرنسا أو بريطانيا بإعلان الحرب على ألمانيا، بل حاولتا الاتصال مع هتلر عن طريق القنوات الدبلوماسية، ولكن هتلر لم يستجب إطلاقا لهذه النداءات، بعدها قامت بريطانيا وفرنسا بإعلان الحرب ضد ألمانيا. خلال عامي 1939 - 1940، قامت هناك بعض المناوشات بين الطرفين ولكن لم ينوي أحد الجانبين الالتحام مباشرة بالطرف الآخر، وسميت هذه الفترة بالحرب المزيفة.

- في ربيع عام 1940، قامت ألمانيا بغزو الدنمارك والنرويج، بعدها فرنسا وبعض الدول الأخرى مبكرا في الصيف.إيطاليا أيضا قامت بإعلان الحرب ضد بريطانيا وفرنسا عام 1940.

- وجهت ألمانيا سهامها لبريطانيا، وقامت بمحاولة قطع سبل المعونات والمعونات الجوية حتى تقوم بعمل حصار بحري على الجزيرة البريطانية.

- لم تستطع ألمانيا فرض حصار بحري على بريطانيا، عوضا عن ذلك كثفت ألمانيا الهجمات على الأراضي البريطانيه خلال الحرب. من جهتها حاولت بريطانيا بتركيز المواجهة مع القوات الألمانية والإيطالية في حوض البحر المتوسط *.

- استطاع الجيش البريطاني تحقيق نجاح محدود في حوض البحر المتوسط، رغم ذلك، فشلوا في منع المحور من احتلال منطقة البلقان*.

- استطاع البريطانيون النجاح بصعوبه في مسرح البحر المتوسط، وذلك بإحداث أضرار بالغه في الأسطول البحري الإيطالي، وبأول هزيمة أحدثوها للجيش الألماني في معركة بريطانيا*.

- زادت حدة الحرب في يونيو 1941 وذلك عندما قامت ألمانيا بغزو الإتحاد السوفياتي، الذي أجبر الأخيرة على انضمامها كحليف لبريطانيا في الحرب، كانت الهجمات الألمانيه ناجحه جدا وبنتائج جيده على صعيد الأراضي السوفياتيه إلى حين حلول الشتاء بدأت هذه الهجمات تتعثر.

- بعد غزو الأراضي الصينية والصين الفرنسية عام 1940، اليابان كانت على موعد بزيادة العقوبات الإقتصادية عليها من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة وهولندا. حاولت اليابان تقليل هذه العقوبات من خلال القنوات الدبلوماسيه مع الأطراف وذلك بالمفاوضات، هذه المفاوضات لم تسفر عن شئ الأمر الذي دفع وتيرة الحرب إلى الزيادة عندما قامت اليابان بشن هجمات سريعه على أراضي الولايات المتحدة بما تسمى حادثة بيرل هاربر أو ميناء بيرل والمستعمرات البريطانيه في جنوب شرق آسيا، بعد الهجمة على بيرل هاربر، قامت ألمانيا بإعلان الحرب على الولايات المتحدة أيضا، وبحدوث ذلك دخلت الولايات المتحدة في توتر عسكري مع اليابان، الأمر الذي أدى إلى توحيد الحرب في آسيا وأوروبا إلى حرب عالمية واحدة.

- بدلا من أن يقوم المحور بجني نتائج إيجابية، في عام 1942 بدأ التراجع عندما قامت الولايات المتحدة بالفوز في معركة ميدواي Midway أمام اليابان غير أن 4 من حاملات الطائرات اليابانية تدمرت، الألمان أيضا تراجعوا أمام الهجمات الأنجلو أمريكية في إفريقيا، والألمان أيضا جددوا هجماتهم على الإتحاد السوفياتي في الصيف ولكن لم تكن كذي قبل.

- أدى ذلك عام 1943 إلى هزيمة الألمان في معركة ستالينجراد من قبل الجنود السوفييت، وبعدها في معركة كورسك (أكبر معركة تستخدم فيها المدرعات الثقيلة في التاريخ الحديث) كما بدأت القوات الألمانيه بالتقهقر من إفريقيا، وبدأت قوات الحلفاء في التقدم لشمال إيطاليا من خلال صقلية، أجبر ذلك إيطاليا على توقيع معاهدة استسلام عام 1943. وعلى صعيد المحيط الهادي، بدأت القوات اليابانيه بفقد السيطرة على الأراضي التي احتلتها وذلك لأن القوات الأمريكيه بدأت تسيطر على جزيرة تلو الأخرى في المحيط الهادئ.

- في عام 1944، بدأت كواليس الحرب واضحة وذلك بأن دول المحور قد فقدت زمام الأمور، ألمانيا بدأت تتقهقر من هجمات الإتحاد السوفياتي من خلال ضغط الهجمات على الأراضي السوفياتيه المحتلة وبولندا ورومانيا من الشرق، ومن الغرب قامت قوات الحلفاء بغزو عمق أوروبا أدى ذلك إلى تحرير فرنسا والوصول إلى حدود ألمانيا الغربية، في نفس الوقت استطاعت اليابان شن هجمات ناجحه على الصين، كان الأسطول الياباني يعاني الأمرين في المحيط الهادئ، ذلك أدى إلى إحكام القوات الأمريكية السيطرة على المطارات وذلك من خلال قصف بعيد المدى لطوكيو.

- أخيرا انتهت الحرب عام 1945 وذلك في معركة الثغرة (آخر هجمة مرتدة من ألمانيا للجهة الغربية) في وقت سيطرت القوات السوفياتيه على برلين في شهر مايو، هذه الخسائر أدت إلى استسلام ألمانيا، المسرح الآسيوي أيضا شهد سيطرة القوات الأمريكية على الجزر اليابانيه (أيوجيما، أوكيناوا، في نفس الوقت كانت القوات البريطانيه قد أحكمت سيطرتها على جنوب شرق آسيا، مما أدى ذلك إلى استسلام اليابان. أخيرا كان الغزو السوفياتي لمانشوكو ، وقامت الولايات المتحدة برمي قنابل ذرية على الأراضي اليابانية (هيروشيما وناجازاكي).


المسرح الأوروبي
بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، وضعت معاهدة فرساي بعض العقوبات والشروط على هذه الدولة، بما فيها تعويضات مالية كبيرة (دفعت ألمانيا البعض منها) وفقدان بعض الأراضي (مؤقتا)، هذا غير الانهيار الاقتصادي والتضخم الذي عانته ألمانيا بعد فترة الحرب العالمية الأولى من شروط المعاهدة، كل ذلك أدى إلى تضخم مشاعر الاستياء لدى الألمان مما جعل أدولف هتلر هو وحزبه الوصول لحكم ألمانيا.

في نفس الوقت، استطاع الزعيم الفاشي بينيتو موسوليني الوصول إلى حكم إيطاليا وذلك عام 1923، مما أدى إلى تحويل إيطاليا إلى دولة فاشية، هذا وقد أدى تقارب الأفكار بين حزب هتلر وموسيليني إلى تكوين علاقة قوية بين الزعيمين، بعد أن أخذ هتلر الحكم في ألمانيا، اتفق الأخير هو وموسيليني على إنشاء حلف يسمى بالمحور بين روما وبرلين، تحت مسمى "الحلف الصلب أو الميثاق الصلب"، بعدها شاركت اليابان في الحلف مع الأطراف السابقة، كما وقعت اليابان معاهدة مع ألمانيا عام 1939 تسمى بـ ضد الشيوعية والتي كانت موجهة ضد الاتحاد السوفيتي بالتحديد، بعد ذلك قامت بعض القوى الأخرى الصغيرة بالالتحاق بصفوف دول المحور.

كانت ألمانيا النازية، والإتحاد السوفياتي يعتبروا من أشد الأعداء اتجاه بعضهم البعض، رغم ذلك تم توقيع اتفاقية ميونيخ بين الطرفين والذي اقتضى بتسليم تشيكوسلوفاكيا إلى ألمانيا، كما أن الواقع السياسي جعل الإتحاد السوفياتي أن يوقع اتفاقية عدم اعتداء بينه وبين ألمانيا the Molotov-Ribbentrop Pact، تشمل هذه الاتفاقية بتقسيم بولندا، وجمهوريات البلطيق وفنلندا بين الطرفين.

بدأت الحرب فعليا في أوروبا في 1 سبتمبر عام 1939، عندما قام الجيش الألماني النازي باستخدام تكتيك يسمى "بالحرب الخاطفة" Blitzkrieg، وهو تكتيك يستخدمه الجيش بالهجوم على خصمه بسرعة وأخذه غرة حتى لايستطيع الخصم أن يهيئ نفسه لملاقاة عدوه، وقد استخدم تكتيك الحرب الضوئية عام 1939 في بولندا والتي قد تعهدت إليها فرنسا وبريطانيا بتقديم ضمانات، في 3 سبتمبر من نفس العام، أعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا، كما بدأت بريطانيا بإرسال جيوشها إلى فرنسا، بالرغم من ذلك، لم يقم الجيش الفرنسي أوالبريطاني بتقديم أي مساعدة فعليه للبولندين خلال غزو ألمانيا لهم، وبقيت الحدود الفرنسية الألمانية هادئة.

في 17 سبتمبر، قام الإتحاد السوفياتي بغزو بولندا من الشرق، وبعدها بساعات، بدأت الحكومة البولندية بإخلاء سكانها إلى رومانيا، سقطت بولندا خلال 5 شهور بعدما استخدمت كل جيوشها وعتادها أمام القوات الغازية، كما استسلمت في 5 أكتوبر بعد معركة كوك Battle of Kock.

بعدما انتهت حملة بولندا في سبتمبر، قام هتلر بعرض معاهدة سلام مع بريطانيا وفرنسا ضمن الواقع الجديد لألمانيا في الشرق وهو احتلال بولندا. في 12 أكتوبر، استطاع هتلر أن يتلقى إشارة ايجابيه من المملكة المتحدة "بريطانيا".

لم تصمت بولندا وبدأت حكوماتها السابقة بتكوين أكبر خلايا وشبكات مقاومة عرفها العالم في محاولة لإسقاط الحكم النازي.

بالرغم من الحملة السريعة في الشرق، بقت الحدود الألمانيه الفرنسية رغم إعلان الحرب بينهما هادئة حتى تاريخ 19 مايو 1940 وتسمى هذه الفترة بالحرب المزيفة.

في ذلك الزمن، دخلت بعض الدول إلى التوتر العسكري أيضا، في 28 سبتمبر عام 1939، لم يكن هناك أي خيار لجمهوريات البلطيق سوا أن يستضيفوا القواعد السوفيتية وجيوشها داخل بلدانهم، وقد تم احتلالهم من الإتحاد السوفياتي في مايو 1940، وتم ضمهم إلى الإتحاد السوفياتي في أغسطس عام 1940.

قام الإتحاد السوفياتي في ذلك الوقت بعرض نفس ماحدث لجمهوريات البطليق إلى فنلندا، ولكن فنلندا رفضت تسليم أراضيها للجيش السوفياتي، مما أدى إلى غزوها في 30 نوفمبر ويعرف ذاك الوقت "بحرب الشتاء"، بعد ثلاث شهور من المعارك الشديدة والخسائر الفادحة للأطراف، تخلى الإتحاد السوفياتي عن فكرة غزو فنلندا، فقامت معاهدة سلام موسكو في 12 مارس 1940، والتي ينص شرط منها بأن تسلم فنلندا 10% من أراضيها للإتحاد السوفياتي، الطريف بالموضوع بأن فنلندا خسرت نسبة أراضي بسبب الاتفاقية أكثر من خسارتها لأراضيها في المعارك! في ظل عدم وجود أي تعاطف أو مساندة من دول العالم الأخرى.

في 9 أبريل عام 1940 قامت ألمانيا بما تسمى عملية Weserübung لاحتلال الدنمارك والنرويج، حاولت بريطانيا وفرنسا بعمل مناورة دفاعية بالسيطرة على المناطق السويديه التي يتواجد بها الخامات كالحديد في شمال الأطلسي، بعد فشلت بريطانيا في حملة النرويج، فعليا - السويد وفنلندا تم قطعهم من الغرب بعدها، حاولت ألمانيا أن تمارس ضغطا على السويد التي كانت دولة محايدة في ذلك الوقت بأن تزود جنودها بالموارد والإحتياجات قبل الخروج، بعدها اتجهت ألمانيا إلى فنلندا والتي وجدت حدودها مليئة بالألغام الأمر الذي يعتبر خطوة في تقدم الجيش الفنلندي حين ذاك

في 10 مايو، انتهت الحرب المزيفة بين الأطراف وذلك بقيام ألمانيا بغزو بلجيكا، هولندا ولوكسمبورج، وفي 13 مايو تم غزو ألمانيا لفرنسا، وذلك بدخول جيوشها من خلال غابات الأردين Ardennes، جاء ذلك التوغل نتيجة خطأ فادح من الفرنسيون عندما تركوا هذه المنطقة بدون أي حماية، لإعتقادهم بأن طبيعة هذه المنطقة الجغرافية تجعل من المستحيل أن تتحرك بها الدروع الحربية الألمانية لمهاجمتهم، كان معظم قوات التحالف تتمركز في منطقة فلاندرز وهي منطقة مابين فرنسا وبلجيكا، قام الألمان بإعادة تنفيذ خطة عسكرية اسمها Schlieffen Plan وهي ابتكار من أحد الجنرالات الألمان قديما في الحرب العالمية الأولى، وهكذا استطاع الألمان التوغل في منتصف فرنسا وقطع هذه المناطق، الأمر الذي أثقل كفة الألمان واستطاعوا أن ينهوا معركة فرنسا بوقت قصير لم يتوقعه الحلفاء وهو 6 أسابيع يشمل ذلك قصف باريس في 3 مايو الأمر الذي أدى إلى استسلام فرنسا.

من أجل إذلال الشعب الفرنسي أكثر، قام هتلر بإصدار وثيقة تم توقيعها في نفس المكان الذي وقع به الألمان وثيقة استسلامهم في الحرب العالمية الأولى، والتي تنص على استسلام فرنسا وتقسيمها إلى طرفين، الطرف الشمالي يحكمه الحزب النازي والطرف الجنوبي يحكمه الفرنيسون والذين كانت عاصمته فيشي. الكثير من الجنود الفرنسيون هربوا إلى بريطانيا، حينها قام الجنرال الفرنسي ديغول بتنصيب نفسه كقائد للمقاومة الفرنسية الحرة ودعاهم لاستكمال القتال، كما أعلنت إيطاليا الحرب أيضا في 10 مايو وتبدأ دخولها في ساحات المعارك مع ألمانيا.

فيشسلاف مولوتوف رئيس الوزراء في الإتحاد السوفياتي والذي كان مقيد باتفاقية عدم الاعتداء بينه وبين ألمانيا، قامت بتهنئة الألمان وحاول أن يشاركهم النصر وذلك بتصريحه الآتي: "إن القيادة السوفيتيه تبعث بأحر التهاني إلى ألمانيا وذلك لنجاحها في حملاتها، إن الدبابات الألمانية التي غزت شمال فرنسا كانت معبأه بالبنزين السوفياتي، إن القاذفات الألمانيه التي سحقت روتردام كانت مليئة "بيروكسلين" السوفياتي (مواد كيميائية تستخدم في صناعة المتفجرات)، إن الرصاص الذي قتل الجنود البريطانين، كان بارودا سوفياتيا ..."

في وقت لاحق من شهر أبريل أقام الإتحاد السوفياتي علاقات دبلوماسية مع حكومة فيشي (المنطقة التي لم تحتل من قبل الألمان في فرنسا).

بعد سقوطها، تركت فرنسا بريطانيا وحيدة في ساحات المعركة أمام المارد الألماني، الأمر الذي جعل رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشاميرلين يقدم استقالته خلال المعارك المندلعة مع الألمان ليأخذ مكانه ونستون تشرشل، لحسن حظ البريطانيون، الكثير من الجنود قد استطاعوا الهرب من شمال فرنسا باستخدام الآلاف من القوارب المدنية الصغيرة لتهريب الجنود إلى الشاطئ البريطاني، كما هناك الكثير من التأويل حول إمكانية تهريب الجنود بأن هتلر قد أمر بإيقاف وحدات المدرعات استنادا إلى نصيحة وزير الجو، والذي نصح هتلر بإيقاف الهجوم لإعادة تهيئة الوحدات بعد استهلاكها، الأمر الذي فتح نافذة إلى بريطانيا لتهريب جنودها من ساحات المعركة في شمال فرنسا، كما يشار بأن بريطانيا قد استفادت كثيرا وذلك باستخدام نفس الجنود في يوم إنزال نورمندي.

رفض البريطانيون مقترحات كانت قد تقدمت بها ألمانيا كتفاهمات سلام، بعدها قامت ألمانيا بتوجيه طائراتها إلى شمال فرنسا استعدادا إلى ضربة موجهة اتجاه بريطانيا، سميت هذه العملية بـ Seelöwe (أسد البحر) وذلك لأهمية الضربة الجوية في المعركة مع بريطانيا، كما سميت الهجمات الجوية من سلاح الجو الألماني Luftwaffe إلى سلاح الجو الملكي البريطاني بمعركة بريطانيا، Battle of Britain. كانت وجهة نظر الألمان العسكرية هي بتدمير سلاح الجو البريطاني على مطارته، والتي تحولت إلى قصف المدن البريطانية في محاولة لاستدراج الطائرات وتدميرها، لكن لم تنجح أي من المحاولتين في تدمير الطيران الملكي.

خلال المعركة، تم قصف كل المدن الصناعية في بريطانيا وخاصة لندن التي عانت الأمرين من القصف الألماني المركز بالطائرات عليها (كل ليلة خلال أكثر من شهر)، كما تركز القصف الجوي على مدينتي برمنجهام وكوفنتري (مدن ذات أهمية استراتجية لدى بريطانيا) مثلها مثل القاعدة البحرية البريطانية بورتسموث وميناء كنجستون.

ذلك أدى إلى عدم وجود مواجهة خلال المعركة بين الجيوش المشاه، الحرب الجوية جلبت أنظار العالم، امتدت المعارك حتى الأطنطلي، بعدها استخدمت بريطانيا بعض القوات الخاصة "كوماندوز" في ضرب بعض المناطق في أوروبا المحتلة، الأمر الذي جعل تشرشل يفخر بنفسه ويشيد بأفراد الجيش البريطاني
الحرب الجوية في المسرح الأوروبي الحربي بدأت عامة في عام 1939، لكن بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، بدأت في 4 يونيو 1942، عندما بدأت الولايات المتحدة بالدخول إلى المعركة الأوروبية وذلك بإنزال جيوشها في إنجلترا لمشاركتها في المعارك ضد ألمانيا. انتهت الهجمات الجوية رسميا في 5 يوليو 1944، وتم استبدالها بالحرب البرية والتي بدأت في 6 يوليو 1944، من هذا اليوم، الهجمات بسلاح الجو الأمريكي بدأت بالتنسيق مع جيش المشاه لدعم الهجمات البرية في المعارك.

في السابق، كان هناك اعتماد كبير جدا على الطائرات اعتقادا من الخبراء العسكريين بأن الطائرات عندما تقصف المدن العدوة، ستؤدي إلى قهقرة العدو والتشتت، كنتيجة لذلك، قام الطيران الملكي البريطاني بابتكار قاذفات قنابل إستراتيجية، بينما كان الجيش الألماني يسخر غالب سلاح الطائرات لديه لدعم الجيش على الأرض، غير أن القاذفات الألمانية كانت أصغر حجما من البريطانية، كما أن الألمان لم يحاولوا أن يطوروا قاذفتهم لتصبح بأربع محركات عكس خصمهم البريطاني عندما طور قاذفات B-17 و B-24.

التركيز الأكبر لدى الألمان في قصف المدن البريطانية كان ما بين خريف 1940 وربيع 1941، بعد ذلك وجهت ألمانيا سلاح الطائرات لديها في المعارك ضد الإتحاد السوفياتي، لاحقا بقيت ألمانيا تستخدم القصف ضد بريطانيا بواسطة طائرات V1 Flying Bomb وصورايخ V-2 البالستيه.

بالرغم من ذلك، خف مقياس القصف الألماني وذلك بفضل الطيران الملكي البريطاني ومطورينه.

في حلول عام 1942 استطاع الخبراء في بريطانيا بأن يجعلوا 1000 قاذفة قنابل تقصف فوق مدينة ألمانية واحدة، وعندما جاءت الولايات المتحدة إلى الحرب عام 1942، بدأت بريطانيا وأمريكا بتبادل القصف بينهم ليكون قصفا بريطانيا في الليل يتبعه قصفا أمريكيا في النهار على المدن الألمانية، في 14 فبراير 1945، سجلت أكبر الحرائق في التاريخ على مدينة دريسدن وذلك بتكوين عاصفة نار إثر القصف أدت إلى مقتل مابين 25,000 - 35,000 إنسان، غير أن القصف على مدينة هامبورغ يوليو 24 - 29 عام 1943 والقصف على مدينة طوكيو اليابانية 6 اغسطس عام 1945 وناجازاكي 9 اغسطس عام 1945 بالقنابل الذرية قتلت أناسا أكثر بضربة واحدة.

قامت إيطاليا بغزو ألبانيا في أبريل عام 1939، وضمتها لها رسميا، بعدها قام نظام موسيليني بإعلان الحرب على بريطانيا وفرنسا في 11 يونيو عام 1940، وقام بغزو اليونان في 28 أكتوبر من نفس العام، بالرغم من ذلك، لم تكن القوات الإيطالية بنفس مستوى الجيش الألماني على صعيد النجاح الذي قام به الألمان في شمال أوروبا.

قام الطيران الإيطالي بحصار مالطا في 12 يونيو والذي وصف بأنه حصار غير ناجح، حتى استسلام فرنسا لم يساعد قوات المحور كثيرا في معارك البحر المتوسط، والذي توصف كمأساة للأسطول الحربي الإيطالي والأسطول الفرنسي الفيشي (المواليين للمحور)، والذين قد تأثروا بأضرار بالغة من الأسطول البريطاني والأسترالي، خاصة في معارك :

Mers-el-Kebir في 3 يوليو.
Battle of Taranto في 11 نوفمبر.
على صعيد آخر، كانت المملكة اليوغسلافية تعاني مشكلة في عدم وجود قيادة لها، وقد تم إعطاء الحكم للأمير بفالي Pavle Karađorđević بالوصاية على العرش، والذي قام بعمل اتفاقية مع ألمانيا في 25 مارس 1941، وقد تم ترجيح سبب الاتفاقية بأن هتلر قام بوعد اليوغسلافيين بأنه لو سمحوا له بأن يستخدم أراضي يوغوسلافيا للهجوم على اليونان، سيقوم بإعطائهم مناطق من شمال اليونان ويشمل ذلك "سولنكيا"، بالرغم من ذلك، وبعد احتجاج الرأي العام اليوغسلافي وقيام المظاهرات ضد الاتفاقية، قام الجنرال دوسان سيموفتش Dušan Simović بالقيام بانقلاب عسكري ليتولى الحكم بدلا من الوصي على العرش ليخلص يوغوسلافيا من الفاشيين.

انتصار اليونان الوشيك على القوات الإيطالية دفع الألمان للتدخل في 6 أبريل عام 1941، قامت القوات الألمانية بالتعاون مع القوات الإيطالية، المجرية والبلغارية أيضا اشتركوا جميعهم في معركة مع الجيش اليوناني وبسرعة شديدة قاموا بعدها بغزو يوغوسلافيا، قامت قوات الحلفاء (بريطانيا، أستراليا ونيوزلندا) بدفع الكثير من الجنود من مصر إلى اليونان، ولكن الحلفاء لم يحالفهم الحظ وكانت هناك مشكلة بالتنسيق بين الجيوش المشتركة، والذي خسرت المعارك وتم تهريبها إلى كريت. على صعيد الطرف الآخر، قامت قوات المحور بقبض سيطرتها على العاصمة اليونانية أثينا وذلك في 27 أبريل عام 1941 وتم وضع أغلب أراضيها تحت الاحتلال.

بعدما تم احتلال اليونان، قامت ألمانيا بغزو كريت وسميت بمعركة كريت وذلك في 20 مايو - 1 يونيو 1941، بدلا من أن يكون الحصار بريا كما كان متوقع، قامت ألمانيا باستخدام الغارات والمظليين، والذين لم ينجحوا إطلاقا في تطبيق أهداف المعركة، الأمر الذي جعل ألمانيا لاتستخدم المظليين مرة أخرى خلال الحرب، بالرغم من ذلك، قامت القوات الألمانية بغزو كريت، مجبرة قوات الحلفاء بما فيها الملك جورج الثاني اليوناني والحكومة اليونانية بالهرب جميعهم إلى مصر في 1 يونيو عام 1941.

بعدما تم السيطرة على البلقان من جانب المحور، قامت أكبر عملية عسكرية في التاريخ الحديث، عندما قامت ألمانيا بغزو أراضي الإتحاد السوفياتي. صادفت ألمانيا الكثير من المشاكل، حيث أن الحملة على البلقان أدت إلى تعثر العمليات ضد السوفييت، والمقاومة الشرسة في يوغوسلافيا واليونان جعلت ألمانيا ترسل أفضل كوادر الجيش إلى هناك، هذه الظروف، أدت إلى وجود أمل لدى السوفييت في صد العدوان عليهم.

قامت ألمانيا بغزو الإتحاد السوفياتي والتي سميت بعملية بارباروسا، هذا الغزو الذي سجل كأكبر غزو في التاريخ والذي كان بداية لأكبر دموية شهدها العالم، كانت الجبهة الشرقية من أوروبا الأ€كثر دموية في الحرب العالمية الثانية، وقد تم التوافق بين المؤرخين بأنها الأكثر كلفة من الناحية البشرية، والتي راح ضحيتها 30 مليون إنسان تقريبا والتي تعد أيضا أكبر التحام بري في الحرب العالمية الثانية، وقد كان هناك تجاهلا واضحا لحق الإنسان في الحياة من الطرفين.

زعيم الإتحاد السوفياتي، جوزيف ستالين، قد كان يعلم سابقا بوجود حملة عسكرية ضد بلاده وذلك من خلال شبكة المخابرات السوفايتية، ولكنه تجاهل هذه المعلومات وذلك لوجود تضارب في معلومات المخابرات، علاوة على ذلك، قبل ليالي من الهجوم على السوفييت، تم الإعلان عن مستند عسكري موقع من المارشال تومشينكو وقائد الجيش السوفياتي جورجي جوكوف Georgi Zhukov، والذي احتوى على أوامر تحث الجيش بعدم الانجرار لأي استفزاز من قبل الجنود الألمان، وعدم القيام بأي شئ دون أوامر عسكرية، نتيجة لذلك، سقطت أعداد ضخمة من فيالق الجنود السوفيت في يد الألمان، والذي تم بمشاركة من الجيش الإيطالي، الهنغاري والجيش الروماني الذين دخلوا إلى الحملة العسكرية مع ألمانيا، بالنسبة لفنلندا فقد كانت في البداية قد أعلنت الحياد، رغم ذلك، وبوجود الجيش الألمانية والسوفياتي على أراضيها، أخيرا جاء قرار فنلندا بإرسال الجيش ليشترك مع ألمانيا ضد الإتحاد السوفياتي، والذي تم مهاجمته في 25 يونيو.

يسمى التوتر العسكري في فترة ما بين عام 1941 - 1944 بالحرب المستكملة، وذلك بربطها بحرب الشتاء.

إن عملية بارباروسا عانت من البداية ببعض أساسياتها من بعض هذه الأخطاء هي الخطأ اللوجستي خلال الهجمات، إن توغل الألمان إلى مسافات شاسعة داخل الأراضي السوفياتية أثر على وصول الإمدادات لهم، لذلك تم تجمد الهجمات الألمانية في الإتحاد السوفياتي قبل الوصول إلى موسكو في 5 ديسمبر عام 1941، لم يستطع الجيش الألماني التقدم بكل ماتحوي الكلمة من معنى، وذلك لعدم وجود أي إمدادات للهجمات أو لصد الهجمات المتردة من السوفيات، إن الزمن المتوقع لعملية باربروسا كان يكفي لشل السوفييت في اعتقاد الخبراء العسكريين الألمان، وذلك قبل حلول الشتاء، عدم نجاح ذلك أدى إلى فشل فادح في خطط الألمان.

خلال التراجع السوفياتي، استخدم السوفييت سياسة الأرض المحروقة، فقد كانوا يحرقون المحاصيل والمرافق العامة والخدماتيه خلال تراجعهم من قبل ألمانيا، كل ذلك ساهم في المشكلة الألمانية اللوجستيه التي عانت منها ألمانيا خلال الغزو، الأهم من ذلك، استطاع السوفييت أن ينقلوا مناطقهم الصناعيه بعيدا عن وطيس الحرب إلى الشرق.

أدى طول الفترة الزمنية للحملة الألمانية على الإتحاد السوفياتي بأضرار بالغة على الجيش الألماني، حيث أصيب مئات الآلاف من الجنود الألمان بحمى ونزلات البرد نتيجة البرد القارس للشتاء السوفياتي، وزاد ذلك الضرر من خلال الهجمات المرتدة للوحدات السوفياتية.

مع كل تلك الأضرار التي جابهت الألمان خلال الحملة، استطاع الألمان أن يسيطروا على مساحات شاسعة من شرق الإتحاد، أدى ذلك إلى خسائر فادحة للجيش السوفياتي.

بعد بداية الغزو بنحو ثلاث شهور، قامت الجيوش الألمانية بضرب حصار شديد على مدينة لينينجراد (والمعروف بحصار لينينجراد)، ساعدتها من الشمال القوات الفنلندية، ومن الجنوب القوات الألمانية، قامت القوات الفنلندية بوقف هجومها عند نهر سيفر وامتنعت عن مهاجمة المدينة، بينما أصدر هتلر أوامره بأن تمسح مدينة لينجراد عن وجه الأرض، فقام بقع إمدادات المؤن الغذائية والمعدات الطبية للمدينة حتى حصلت مجاعه في البلاد، و في أثناء ذلك ركز القصف الجوي والمدفعي على المدينة، أدى حصار لينينجرادلموت نحو مليون مدني تحت وطئته؛ 800 ألف منهم ماتوا بسبب المجاعة والحصار الذي استمر نحو 506 أيام، جدير بالذكرأن المنفذ الوحيد الموجودة للمدينة كان بحيرة لودجا والتي تقع بين معسكرات الجنود الألمان والفنلندين.

بعد الشتاء الممتد بين 1941 - 1942، أعد الجيش الألماني لعملية هجومية، كانت من أكبر المشاكل التي عانى منها الجيش الألماني هي قلة المحروقات (البنزين)، لذلك قررت القيادة الألمانية التوقف عن الوصول إلى موسكو.

وفي صيف 1942، تغير اتجاه الحرب لتصبح في الجنوب، وذلك للوصول إلى حقول البترول في القفقاس Caucasus، كما قام هتلر بتقسيم جيشه إلى مجموعتين في الجنوب، مجموعة للهجوم على القفقاس والمجموعة الثانية للهجوم على ستالينغراد (والتي تسمى الآن بفلوججراد).

رغم تردد هتلر، والمعارضة بين ضباطه، ومع زيادة الدعم لخطوط المعركة في شوارع ستالينغراد، استطاع الألمان أن يحتلوا 90% من مساحة المدينة، لكن استنفذت قوى الجيش الألماني وذلك لانجراره لحرب شوارع مع بقايا الجيش السوفياتي في صراع مباشر ومرير، ومع تركه القوات الرومانيه والهنغارية لحراسة الأماكن المسيطر عليها، استطاع السوفيات التغلب بسهولة على ماتبقى من جيوش المحور خلال عملية سميت أورانس، الجنود الألمان الذي تبقوا في المدينة حوصروا وتم قطع جميع الإمدادات العسكرية عنهم، رغم ذلك ورغم حصول مجاعة بينهم؛ أمرهم هتلر بالقتال حتى آخر جندي يتبقى لديهم، قاتل هؤلاء الجنود وأظهروا صمودا وثباتا لايوصف وشجاعة رغم كل الظروف الصعبة الذي مروا بها.

بسبب النقص في الغذاء و العتاد العسكري و الوقود ، بدأت وتيرة الحرب لدى الألمان تقل ، ذلك أدى إلى استسلام جزئي من القوات الألمانية المحاربة في 2فبراير عام 1943 ، في محاولة يائسة من هتلر ليمنع الاستسلام ، قام بترقية القائد فريدرش باولوس قائد الجيش السادس إلى مارشال ، لأن لا يوجد أي ضابط يحمل هذه الرتبة قد استسلم ابدا .

أدت المعارك في ستانليجراد إلى خسائر فادحة بين الطرفين ، و التي صورت بأكبر معركة دموية في التاريخ ، قتل ما يقارب عن مليون و نصف إنسان ، 100,000 منهم من المدنين العزل .
بعد معركة ستانليجراد ، المبادرة سقطت من ايدي الألمان و لكنها لم تصل السوفييت بعد ، في محاولة يائسة ، قامت الجيوش الألمانية بشن هجمة مرتدة في ربيع عام 1943 ، اوقفت تقدم السوفييت مؤقتا ، و التي أدت إلى أكبر معركة مدرعات ثقيلة في التاريخ في كورسك .

كانت كورسك هي آخر هجمة من الجيش الألماني في الجبهة الشرقية ، لكن السوفيتين كان لديهم جواسيس عده و كانوا على علم ما يخطط له من الجانب الألماني ، فقاموا بإنشاء درع دفاعي للمدينة ، و استطاعوا ايقاف الهجمة الألمانية من بعد 17 ميل . بعد معركة كورسك ، لم يتوقف الجيش الأحمر عن الهجوم و الغزو حتى وصوله إلى برلين و السيطرة عليها و ذلك في مايو 1945 .

ان الإتحاد السوفياتي قد تحمل العبء الأكبر في الحرب العالمية الثانية ، والتي لم تكن الجبهة الغربية قد بدأت حتى يوم دي ( The D-DAY ) ، كما أن أعداد القتلى من المدنين السوفيات كانت أكثر من كل الدول التي مرت بها الحرب ! ، تقريبا قتل 27 مليون سوفيتي ، منهم 20 مليون مدني قتلوا فقط في الغزو الألماني للإتحاد السوفياتي ، تم احراق الكثير من المدنين أو تم إعدامهم بدم بارد خلال احتلال الألمان للمدن ، و ذلك لإعتبارهم نصف آدميين في ايدلوجية الحزب النازي .

قتل نحو 7 مليون جندي من الجيش الأحمر في المواجهات مع الألمان و حلفائهم في الجبهة الشرقية ، اما من جانب المحور فقد قتل لهم 6 مليون جندي و ذلك خلال المعارك أو تأثر من الإصابة ، مرض أو المجاعة ) بعض مئات الآلاف وصفوا كأسرى حرب و تم إعدامهم في Soviet gulags ( معسكرات ، سجون ) .

قامت أمريكا بإنشاء برنامج ليند - ليس Lend Lease الداعم من جهة بريطانيا أيضا ، و الذي استفادت منه القوات السوفياتية ، فقد تم توصيل الكثير من المعدات العسكرية إلى الموانئ السوفياتيه بمخاطرة كبيرة .


القوات البريطانية في معركة العلمين بمصر.حرب العلمين أو معركة العلمين الثانية هي المعركة التي وقعت في العلمين التي تبعد 90 كيلو متر عن الإسكندرية و تقع قرب أرض المعركة بلدة العلمين.

جرت معركة العلمين في مدينة العلمين غربي الإسكندرية في مصر في 1942 بين ألمانيا بقيادة رومل ثعلب الصحراء وبريطانيا إذ تمكن الجيش البريطاني الثامن بمساعدة الفرقة التاسعة من الجيش الأسترالي من وقف زحف رومل.

معركة العلمين هي من أهم معارك التحول في الحرب العالمية الثانية والتي كانت بين القوات ألمانية والإيطالية بقيادة رومل وبين القوات البريطانية بقيادة مونتجومري. وكانت من أهم معارك الدبابات على مدار التاريخ وبعد انتصار القوات الألمانية في معارك الصحراء، وكانت المشكلة عند الألمان هو النقص الكبير في الوقود بسب اغراق البريطانين لحاملة النفط الإيطالية مما شل حركة تقدم الدبابات وبالتالي استطاعت القوات البريطانيه طردهم إلى ليبيا، ومن كل أفريقيا وصولا إلى مالطة. شهدت هذه المعركة بدايه الخسائر التي الحقت بالألمان.

وقد عمل البريطانيين على ضم المصريين إلى تلك المعركة غصبا ودارت المعركة بين المصريين والبريطانيين ضد الألمان والإيطاليين. مما جعل مصر تخسر خسائر فادحه في حرب ليست لهم علاقه بها وكان هذا سبباً كبيراً لقيام ثورة في مصر بعد الحرب العالميه الثانيه ضد بريطانيا من أجل اعتراف بريطانيا بمصر والتخلي عنها.

وفي 2 نوفمبر 1942م بدأ البريطانيون زحفاً مضاداً أثمر عن هزيمة الجيش الألماني وسقوط أسطورة رومل.

ان نجاح الحلفاء في حملات شمال أفريقيا جعلهم يسيطرون على جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط ليستخدموه كلوح قفز لقوات الحلفاء إلى إيطاليا ، مركز قوات الحلفاء في شمال أفريقيا قرر شن هجمات ما سماها تشرتشل " نقطة ضعف " أوروبا .

أول ما قم به الحلفاء في ذلك الوقت بالسيطرة على جزيرة صقيلة ، و التي سميت ب عملية هيوسكي في 10 يوليو عام 1943 ، و الذي أثار استياء الشديد من قيادة موسوليني ، فقد تم خلعه في يوليو 25 عام 1943 من خلال المجلس الفاشي و تم وضعه تحت الإقامة الإجبارية في منتجع في باحد الجبال المنعزلة .

تم استبدال موسوليني ، بالجنرال بييترو بادوليو ، و الذي قام بمفاوضات استسلام مع الحلفاء في سبتمبر 8 عام 1943 ، لكن الألمان تحركوا بسرعة لإنقاذ الموقف ، و تم نزع تشكيلة السلاح الإيطالي و تغير شكله لتبدء مرحلة الدفاع عن إيطاليا .

قامت قوات الحلفاء بغزو الأراضي الإيطالية في سبتمبر 3 عام 1943 ، دخولا من صقيلة ، كما قامو بالإنزال في مناطق ساليرونو و تارنتو في سبتمر 9 ، ادى ذلك بإيطاليا ـ و التي كانت مستاءة مسبقا من موسوليني ، بالإشتراك مع حلفاء الغرب .

قامت فرقة كوماندوز ألمانية بعملية أواك و التي تم بها انقاذ موسوليني ، و تم تنصيبه من قبل النازيين كوزير للعلاقات الخارجية في شمال إيطاليا و التي سميت بجمهورية إيطالية.

قام الألمان بإنشاء دفاعات داخل الجبال و قد سمي الخط الدفاعي الرئيسي ب خط الشتاء ، و الذي قابله الحلفاء في شتاء 1943 و لم يستطيعوا اختراقة ، فتم الإنزال في منطقة انزيو فقامت القوات أخير باختراق خط الدفاع الحديدي ، بالرغم من ذلك ، استطاع الألمان ان يقفوا قوات الحلفاء ، و ذلك عن خط جوستاف ( الدرع الرئيسي في خط الشتاء للدفاع ) الذي بقي صامدا ، اخيرا تم اختراق الخطوط الدفاعية الألمانية في مايو 1944 ، في خلال المحاولة الرابعة في مدة أربعة شهور ، الأمر الذي فتح الطريق إلى روما .

استطاع الحلفاء اخيرا الدخول إلى روما في 4 يونيو عام 1944 ، قبل يومين فقط من الإنزال في نورماندي ، قام الألمان بتراجع عسكري في خط الجوسيك شمال فلورنزا ،من سبتمبر 10 عام 1944 حتى آخر العام ، قامت قوات الحلفاء بمهاجمة الخط في أكبر المعارك شراسة خلال الحرب ، و استطاعوا اختراق خط الجوسك و لكن لم يستطيعوا التوغل داخل مزارع اللومباردي ، استكمل الهجوم من قبل قوات الحلفاء و بعض القوات الإيطالية في ابريل عام 1945 حتى استلمت ألمانيا في إيطاليا في ابريل 29 عام 1945 ، قبل يومين من اعتقال موسوليني و قبل يوم من انتحار هتلر .


قوات الحلفاء على سواحل نورماندى.سقوط روما السريع ، ادى إلى غزو فرنسا الذي طال انتظاره ، عملية نورماندي المشهورة ، التي تم بها إنزال جنود الحلفاء في يونيو 6 عام 1944 ، و التي استمرت أكثر من شهرين ، اشترك في العملية : أمريكا ، بريطانيا ، أستراليا و القوات الكندية أيضا ، تم الهجوم بوتيرة بطيئة حيث كانت الحصون الألمانية قوية جدا ، ليتم اخيرا الغزو من خلال القوات الأمريكية و التي تسابقت ألويته في التوغل بأنحاء فرنسا مجبرة القوات الألمانية في نورماندي على الوقوع في فخ الحصار .

القصف الشديد للمرافق و المدن الألمانية ادى إلى التشتت و التقهقر من جانب الألمان ، داخليا ، نجا هتلر من الاغتيال أكثر من مرة ، اخطرها كانت في يوليو 20 من خلال مؤامرة ، و التي اعدت من كلوس شتافونبرج و اشترك مع ايروين روميل و الفرد ديلب ، المؤامرة خططت على أساس وضع قنبلة موقوتة في مكان معين لقتل هتلر ، و لكن الكثير من العوامل أدت إلى فشل المؤمراة ، و التي اصيب بها هتلر بجروح طفيفة .

عملية اوفرلورد خططت على أساس غزو فرنسا من الجنوب في اغسطس 15 عام 1944 ، و التي سميت بكود التنين ، بحلول سبتمبر 1944 ، كانت 3 فيالق من جيوش الحلفاء في مواجهة مباشرة مع خصمهم ألمانيا في الغرب ، كان هناك اعتقادا بأن الحرب ستنتهي بحلول الكريسماس عام 1944 .

في محاولة لتغيير مجرى الأمور ، قامت عملية ماركت جاردن ، و التي استطاع بها الحلفاء السيطرة على الجسور من خلال قصف جوي ، و ذلك لفتح الطريق لتحرير شمال هولندا ، لكن مع وجود عدد كثيف من القوات الألمانية هناك ، تم تدمير وحدة السرب الأول من الطيران البريطاني بكامله .

تغير حالة الجو في عام 1944 ادى إلى مشاكل كبيرة لدى قوات الحلفاء خلال المعارك في الجبهة الغربية ، استمر الأمريكان في بشن الهجمات على الدرع الدفاعي في معركة غابة هورتجين ( من سبتمر 13 عام 1944 ، حتى فبراير 10 عام 1945 ) مع ذلك صمد الألمان في دفاعهم ، ادى ذلك إلى صعوبة تقدم قوات الحلفاء .

ذلك الوضع قد تغير عندما قامت ألمانيا بشن هجمة مرتدة ، في ديسمبر 16 عام 1944 ، هجمة الأردنيس ، و التي سميت أيضا بمعركة بلوج ، و التي استسلم بها بعض الوحدات الأمريكية ، مع ذلك استطاع الحلفاء أن يغيروا مجرى المعركة و التي اوضحت بأنها آخر هجمة ألمانية في الحرب ، انتهت المعركة رسميا ب يانير 27 عام 1945 ،

آخر تحدي للحلفاء كان عند نهر الريهان ، و الذي تم تجاوزه في مارس عام 1945 ، و تم فتح الطريق إلى قلب ألمانيا ، كانت آخر القوات الألمانية قد حوصرت في روهر .

في ابريل 27 عام 1945 ، اقترب الحلفاء كثيرا من ميلان ، و تم القبض على موسوليني من قبل المحاربين الإيطاليين ، و الذي كان يحاول الهرب من إيطاليا إلى سويسرا ثم السفر إلى ألمانيا مع الوحدة المضادة للجو الألمانية ، في ابريل 28 ، تم اعتقال موسوليني و بعض الفاشيين الآخرين معه و تم اخذه إلى دنجو ليتم إعدامه هناك ، ثم اخذت جثثهم و تم تعليقها امام محطة للوقود .

هتلر ، الذي عرف بموت موسوليني ، اقتنع اخيرا انه هذه هي نهاية الحرب ، مع ذلك بقي في برلين ، بالرغم من حصار القوات السوفياتيه للمدينة ، بالنهاية قام ادولف هتلر مع زوجته ايفا براون بالإنتحار داخل ملجئه ، موليا الأدميرال كارل دونتز من خلال وصيته ، كمستشار لألمانيا ، و لكن ألمانيا بقيت تحت حكم دونتز لسبعة أيام فقط حتى قام بإعلان استسلام غير مشروط في مايو 8 عام 1945 .

المسرح الآسيوي

قامت القوات اليابانية بغزو الصين قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية مما حدى بالولايات المتحدة وحلفائها إلى فرض مقاطعة اقتصادية على اليابان ، وعلى إثره، قررت اليابان ضرب ميناء "بيرل هاربر" في 7 ديسمبر 1941، بلا سابق إنذار وبدون إعلان للحرب على الولايات المتحدة. تسبب الهجوم على ميناء بيرل هاربر بأضرار جسيمة للأسطول الأمريكي، إلا أن حاملات الطائرات الأمريكية لم تُصب بأذى لكون الحاملات في عرض المحيط الهادي لأداء مهمّات لها. كما قامت القوات اليابانية بغزو جنوب آسيا تزامناً مع قصف بيرل هاربر وبالتحديد، ماليزيا ، و إندونيسيا ، و الفلبين بمحاولة من اليابان للسيطرة على حقول النفط الإندونيسية. ووصف رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل حادثة سقوط سنغافورة في أيدي القوات اليابانية بأنه "من أكثر الهزائم مهانة على الإطلاق".

بالحرب العالمية الثانية على دحر وهزيمة ألمانيا النازية، إلا أن جدول أعمال الولايات المتحدة وبعض من دول التحالف ومن ضمنها أستراليا، دأبوا على استرجاع الأراضي التي استولت عليها اليابان في منتصف العام 1942. ثم قامت الولايات المتحدة بقيادة الجنرال "دوجلاس مكارثر" بالهجوم ومحاولة استرجاع "غينيا الجديدة"، و جزر سليمان ، وبريطانيا الجديدة ، [وإيرلندا الجديدة،] و الفلبين. وتنامت الضغوط على اليابان بهجوم الولايات المتحدة على السفن التجارية اليابانية وحرمان اليابان من المواد الأولية اللازمة للمجهود الحربي، واشتدّت حدة الضغوط باحتلال الولايات المتحدة للجزر المتاخمة لليابان.

استيلاء الحلفاء على جزيرتي "إيوجيما" و "أوكيناوا" اليابانية جعل اليابان في مرمى طائرات وسفن التحالف دون أدنى مشقّة. وإعلان الاتحاد السوفييتي الحرب على اليابان في بداية 1945 ومن ثمّة مهاجمة "منشوريا"



النتائج

النتائج البشرية والاقتصادية
تجاوز عدد ضحايا الحرب في العالم من العسكريين والمدنيين 62 مليون نسمة أي ما يعادل 2% من ساكنة العالم وكان نصفهم من المدنيين . يضاف إلى هذا العدد عشرات الملايين من الجرحى والمشوهين وقد شهدت هذه الفترة تعديات خطيرة على حقوق الإنسان فمات الملايين من الأبرياء نتيجة للغارات الجوية وفي معسكرات الإبادة والتعذيب زيادة على اعتقال الأطفال والنساء وارتكبت المجازر في حق العديد من الشعوب واستعملت ضدها الأسلحة الكيماوية والذرية . وقد كان كل من الاتحاد السوفييتي وبولندا وألمانيا من أكثر البلدان الأوروبية تضررا من ويلات تلك الحرب .

لقد أنتج انشغال الآباء بالحرب انحلالا كبيرا في الحياة العائلية فانخفضت نسبة الولادات مقابل ارتفاع ملحوظ في نسبة الوفيات كما برزت المشكلات الاجتماعية المترتبة على كثرة عدد المشوهين والأرامل واليتامى والمحرومين من العمل بسبب تفشي البطالة وتزايد عدد الإناث بالقياس إلى الذكور كما كثر عدد المشردين وتضخمت المشاكل النفسية واحتد التساؤل حول مبررات اللجوء إلى العنف وتقتيل الأبرياء من الناحية الأخلاقية اعتبارا لطابع الإفناء الذي رافق المواجهات العسكرية وما خلفته من مآس شملت المدنيين أساسا الأمر الذي أدى إلى ازدياد الشك والنفور من كل تقدم علمي والخوف مما يخبئه المستقبل .

كانت نفقات الحرب باهظة جدا وهو ما اضطر العديد من الدول الأوروبية المشاركة فيها إلى الاقتراض وتكديس الديون كما كانت الخسائر المادية كبيرة فقد أصاب الدمار المساكن والمصانع ووسائل النقل والمزارع وانقلبت دول أوروبا من دول مصدرة إلى دول مستوردة لذلك فقدت الدول القوية مكانتها لصالح الولايات المتحدة الأمريكية خاصة بعد أن تمكنت هذه الأخيرة من تجاوز الصعوبات الاقتصادية لأزمة الثلاثينات وتضاعف إنتاجها الصناعي وتجمع عندها ما يعادل 80% من الرصيد العالمي للذهب وأصبح الدولار عملة تبادل عالمية .

ترتبت على الحرب العالمية الثانية اختراعات علمية وتقنية هامة غير أن توظيف تلك الاختراعات الجديدة تم بطرق متباينة منها ما هو سلبي مثل القنبلة الذرية ومنها ما هو إيجابي كتطوير وسائل النقل والمواصلات (الطائرة وجهاز الراديو والرادار) واختراع ما يخدم الإنسان كالعقاقير الطبية واللقاحات والمضادات الحيوية ومن أهمها البنسيلين .

النتائج السياسية
أسفرت الحرب العالمية الثانية عن هزيمة الدكتاتوريات في إيطاليا وألمانيا واليابان وتراجعت مكانة القارة الأوروبية فلم تعد فرنسا وبريطانيا تهيمنان على العالم بل برز قطبان جديدان هما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي كما تغيرت أنظمة الحكم بأوروبا الوسطى والشرقية حيث نشأت الديمقراطيات الشعبية وتطورت المستعمرات خارج أوروبا واتضحت المطالب المشروعة لحركات التحرر من الاستعمار وانقسم العالم إلى كتلتين متنافستين الكتلة الغربية برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية والكتلة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفييتي ثم ظهرت على إثر حصول العديد من المستعمرات على استقلالها الدول النامية التي شكلت ما سمي بالعالم الثالث وقد كان للدول العربية الإسلامية دور فعال ضمن هذه المجموعة .

كان من نتائج الحرب العالمية الثنية عودة جميع بلدان أوروبا إلى حدودها القديمة باستثناء بولندا التي توسعت على حساب ألمانيا وانقسمت أوروبا إلى منطقتي نفوذ سوفييتية في الشرق وأمريكية في الغرب كما قسمت ألمانيا إلى دولتين واحدة في الشرق وعاصمتها برلين والثانية في الغرب وعاصمتها بون .

تأسست الأمم المتحدة على إثر انعقاد مؤتمر سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية في يونيو 1945 وقد حضر هذا المؤتمر نواب عن خمسون دولة محبة للسلام .

تمثلت أهداف منظمة الأمم المتحدة في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين ، تطوير التعاون الدولي ، ضمان حق الشعوب في تقرير مصيرها ، وحماية حقوق الإنسان .

اتفق واضعو ميثاق منظمة الأمم المتحدة على اتخاذ مدينة نيويورك مقرا رئيسيا لها وتتألف أجهزة هذه المنظمة من الهيئات التالية :

مجلس الأمن : تكون هذا المجلس في الأصل من 11 عضو (15 حاليا) من بينهم خمس أعضاء دائمين (الولايات المتحدة الأمريكية ، الاتحاد السوفييتي ، بريطانيا ، فرنسا ، والصين) وتتمتع هذه الدول بحق النقض أو الفيتو وينتخب باقي الأعضاء لمدة سنتين ويعد مجلس الأمن صاحب السلطة الفعلية في المنظمة إذ تخول له قوانينها صلاحية استعمال القوة المسلحة للحفاظ على السلم .
المجلس الاقتصادي والاجتماعي : ينسق جهود الدول الأعضاء في المجلات الاجتماعية والاقتصادية .
محكمة العدل الدولية : مقرها لاهاي بهولندا ومهمتها حل النزاعات التي تنشب بين الدول .

النتائج الاقتصادية والمادية
دمرت مدنا بكاملها وأحدثت خسائر بشرية كبرى، فقد استعملت في الحرب مدافع ثقيلة وقنابل بكثافة حيث بلغ ضحايا الحرب (قتلى، جرحى، مشردين) أكثر من 80 مليون نسمة وأدت بالتالي إلى نقص كبير في اليد العاملة وتجني الولادات وتغيير هدم الأعمار للدول.

أما الآثار الإقتصادية فتتمثل في تراجع القوة الإقتصادية لأوربا المدمرة لصالح الولايات المتحدة فكثرت مديونيتها، وانخفضت قيمة عملاتها وارتفعت أسعار السلع فيها وذلك نتيجة تحطم البنية الإنتاجية بطرق مواصلات وأراضي زراعية .

عالم من الخراب
في نهاية الحرب،كان هناك ملايين اللاجئين المشردين، إنهار الاقتصاد الأوروبي ودمر 70% من البنية التحتية الصناعية فيها.

طلب المنتصرون في الشرق أن تدفع لهم تعويضات من قبل الأمم التي هزمت، وفي معاهدة السلام في باريس عام 1947، دفعت الدول التي عادت الاتحاد السوفييتي وهي المجر، فنلندا ورومانيا 300 مليون دولار أمريكي (بسعر الدولار لعام 1938) للاتحاد السوفييتي. وطلب من إيطاليا أن تدفع 360 مليون دولار تقاسمتها وبشكل رئيس اليونان ويوغوسلافيا والاتحاد السوفييتي.

على عكس ما حدث في الحرب العالمية الأولى، فإن المنتصرين في المعسكر الغربي لم يطالبوا بتعويضات من الأمم المهزومة. ولكن على العكس، فإن خطة تم إنشاؤها على يد سكرتير الدولة جورج مارشال، سميت "برنامج التعافي الأوروبي" والمشهور بمشروع مارشال، وطلب من الكونجرس الأمريكي أن يوظف مليار دولار لإعادة إعمار أوروبا، وذلك كجزء من الجهود لإعادة بناء الرأسمالية العالمية ولإطلاق عملية البناء لفترة ما بعد الحرب، وطبق نظام بريتون وودز الاقتصادي بعد الحرب.

و كان الهدف من الاصلاحات الأمريكية بأوروبا هو كسب دعم الدول الاوربية للقطب الغربي ومساهمتها في منع انتشار الشيوعية باروبا، خصوصا بعد ظهور مظاهر الحرب الباردة بزعامة الاتحاد السوفياتي -القطب الشرقي- و الولايات المتحدة الأمريكية-القطب الغربي-ابتداءمن سنة1946 ،إضافة إلى أن الاصلاحات كانت تهدف إلى اصلاح العلاقة ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول المنهزمة في الحرب العالمية الثانية عكس الاتحاد السوفياتي الدي كان يطمح في فكرة الانتقام من دول المحور التي كبدت الاتحاد السوفياتي خسائر بشرية واقتصادية فادحة كماان هذه الاصلاحات تعتبر من العوامل الأساسية للقرن20 التي حافظت على النظام الراسمالي بأوروبا الغربية واعتبرت من العراقيل التي حالت دون انتشار الشيوعية بأوروبا الغربية ومستعمراتها بافريقية أدت الحرب أيضاً إلى زيادة قوة الحركات الانفصالية بين القوى الأوروبية، والمستعمرات في أفريقيا، آسيا وأمريكا، وحصل معظمها على الاستقلال خلال العشرين عاما التي تلت.


تم إنشاء الأمم المتحدة كنتيجة مباشرة للحرب العالمية الثانيةالأمر الذي ادى إلى سيطرة جديده على العالم من جهة الدول المنتصرة على الشعوب الأخرى المنهزمة منها ولضعيفه

بدء الحرب الباردة

يرى العديدون أن نهاية الحرب العالمية الثانية كانت نهاية بريطانيا كقوة عظمى في العالم، وبداية لتحول الولايات الأمريكية المتحدة والإتحاد السوفييتي لأكبر قوتين في العالم. كانت الاختلافات تتنامى بين هاتين القوتين قبل نهاية الحرب، وبانهيار ألمانيا النازية تدنت العلاقات بينهما إلى الحضيض.

في المناطق التي احتلتها قوات الحلفاء الغربية، تم إنشاء حكومات ديمقراطية؛ وفي المناطق المحتلة من قبل القوات السوفييتية، من ضمنها أراضي حلفاء سابقين كبولندا، أنشئت حكومات شيوعية وصفت بأنها شكلية، واعتبر البعض وخاصة في تلك الدول الشرقية بأنه ذلك خيانة من قبل قوات الحلفاء لهم. وكان الكثيرون في الغرب قد إنتقدوا ذلك معتبرين بأن معاملة روزفلت وتشرتشل لستالين وكأنه حليف ديمقراطي ولاموهم لتعاملهم مع ستالين في يالطا بذات الشكل من المهادنة الذي عومل به هتلر قبل الحرب، وبالتالي عدم تعلمهم من الخطأ السابق وتسليمهم شرق أوروبا للشيوعيين.(تشرتشل ذاته قال بعد بدء الحرب الباردة ما معناه "قتلنا الخنزير الخطأ.")

قُسّمت ألمانيا إلى أربع مناطق محتلة، جُمعت الأمريكية والبريطانية والفرنسية لتشكل ما عرف بألمانيا الغربية، وعرفت المنطقة السوفييتية بألمانيا الشرقية. تم فصل النمسا عن ألمانيا وقسمت هي الأخرى لأربعة مناطق محتلة، والتي عادت لتتحد لاحقا مكونة الدولة النمساوية الحالية. وكوريا أيضا تم تقسيمها على خط عرض 38 شمال.

كانت التقسيمات غير رسمية؛ ولكنها كانت توضح مناطق التأثير، وساءت العلاقات بين المنتصرين بشكل مستمر لتصبح خطوط التقسيم أمرا واقعا وتمثل الحدود الدولية. وبدأت الحرب الباردة، وبسرعة أصبح العالم منقسما إلى حلفين، حلف الناتو وحلف وارسو مع بقاء بعض دول المعروفة بدول عدم الانحياز أشهرها مصر والهند.


أثر الحرب العالمية الثانية على الوطن العربي
خلال الحرب وقفت البلدان العربية بجانب الحلفاء في مواجهة الدول الدكتاتورية ، كانت تونس والمغرب وموريتانيا تحت الاستعمار الفرنسي فيما اعتبرت فرنسا الجزائر أرضا فرنسية وقد فرضت فرنسا على جميع الدول العربية التي كانت تسيطر عليها سياسة الفرنسية وجندت شباب العرب في جيشها وظلت فرنسا إلى ما بعد سقوطها بيد الألمان تسيطر على مستعمراتها أما مصر فقد كانت تحت النفوذ البريطاني بموجب معاهدة 1936 وقد امتد ليشمل ليبيا بعد طرد الإيطاليين والألمان منها بعد هزيمتهم في معركة العلمين . كانت المملكة العربية السعودية واليمن مستقلتين وظلتا على الحياد فيما كانت بريطانيا تسيطر على جنوب الجزيرةالعربية وعلى معظم مناطق الخليج العربي لكن لم تصل الحرب إلى الخليج العربي لكنه أصبح طريق مرور للمساعدات الأمريكية والبريطانية إلى الاتحاد السوفييتي عبر إيران .

وقعت بريطانيا مع العراق معاهدة 1930 التي تمنحهم حق إقامة قواعد عسكرية فيه وخلال الحرب قام رئيس الوزراء رشيد عالي الكيلاني بثورة أبريل 1941 ضد بريطانيا بالتعاون مع الألمان لكن البريطانيين قضوا على ثورته واحتفظوا بوجودهم في البلاد .

بعد سقوط فرنسا خضع لبنان وسوريا لسيطرة حكومة فيشي الموالية لألمانيا ولكن في مطلع صيف 1941 استولى الحلفاء على البلدين وانتقل الحكم فيهما إلى حركة فرنسا الحرة التي يتزعمها الجنرال ديغول . أعلنت حركة فرنسا الحرة استقلال سوريا في سبتمبر 1941 ثم استقلال لبنان في 26 نوفمبر 1941 لكن هذا الاستقلال ظل اسميا واستمر الحكم الفعلي بيد الفرنسيين وطالب الشعبان باستقلال صحيح فتحقق لهما الاستقلال سنة 1943 واستكمل اللبنانيون والسوريون استقلالهم باستلام المصالح التي يديرها الفرنسيون وتحقيق جلال الجيوش الفرنسية عن أراضيهم سنة 1946 .

وبرغم الظروف العسكرية الضاغطة انتهز العرب فرصة هزيمة الحلفاء في بداية الحرب ليجهروا بمطالبهم الاستقلالية فلجأ الحلفاء في أكثر من منطقة إلى إغداق الوعود إليهم من أجل امتصاص النقمة الداخلية التي لاقت دعما كبيرا من الألمان الذين دخلوا بدورهم بعض المناطق العربية وأحدثوا فيها تغييرات سياسية وعسكرية لمصلحتهم وخصوصا في العراق وشمال أفريقيا .

ومع ظهور انتصار الحلفاء في المرحلة الثانية من الحرب راحت وعودهم للعرب بالاستقلال تتلاشى وازدادت ممارستهم القمعية وتشددوا في حكمهم للمناطق العربية المستعمرة مما كان له أبعد الأثر في ردود فعل العرب المناهضة لهم .

حدثت في العالم بعد الحرب العالمية الثانية تغيرات سياسية كبرى تمثلت في أفول النجم الأوروبي وبروز الجبارين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي اللذين سيطرا على المقدرات السياسية للعالم وقامت هيئة دولية جديدة على أسس واضحة ترعى السلام وحقوق الإنسان وتدعم تحرر البلدان الخاضعة للاستعمار .

تلك هي منظمة الأمم المتحدة التي أصبحت منبرا لكل النزاعات الدولية وقد ساعد ذلك الدول المستعمرة ومنها الدول العربية في كفاحها من أجل التحرر والاستقلال فلجأ العرب إلى كافة السبل الدبلوماسية والعسكرية لنيل استقلالها والتحرر من السيطرة الخارجية وانتهى ذلك باستقلال بعض الدول العربية التي راحت تدعم شقيقاتها التي كانت ما تزال تقاوم الاستعمار .

بدأت تظهر ملامح تضامن عربي فعال عبر التفكير بقيام هيئة عربية توحد الموقف العربي فجرت اتصالات بين الدول العربية المستقلة في ذلك الوقت وانعقد مؤتمر في الإسكندرية سنة 1944 ضم مصر وسوريا ولبنان والعراق والسعودية واليمن وشرق الأردن وتم على إثره وضع بروتوكول الإسكندرية الذي مهد لقيام جامعة الدول العربية سنة 1945 فجعل مقرها في القاهرة وراحت الدول العربية الأخرى تنضم إليها تباعا بعد استقلالها .

ومن مساوئ الحرب العالمية الثانية على الوطن العربي ظهور قضية جديدة شغلت وما تزال تشغل الحيز الأكبر من اهتمام العرب الذين جندوا لها الكثير من طاقاتهم هي القضية الفلسطينية فقد كانت بريطانيا قد شجعت على دخول اليهود إلى فلسطين خلال فترة الانتداب بهدف تطبيق وعد بلفور الذي نص على إعطائهم وطنيا قوميا في فلسطين فأدى ذلك إلى صراع بين العرب واليهود . وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية رفعت بريطانيا النزاع العربي اليهودي في فلسطين إلى هيئة الأمم المتحدة وبدأت مأساة الشعب الفلسطيني عندما أقرت هيئة الأمم تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية في سنة 1947 .

وفي سنة 1948 أعلن الصهاينة قيام دولة إسرائيل فهب العرب إلى منع ذلك ودخلت جيوشهم إلى المناطق التي احتلها اليهود لكن مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم أعلن الهدنة بين الطرفين المتقاتلين فسمح ذلك للصهاينة بفرض الأمر الواقع وتكريس الكيان الصهيوني جسما غريبا في قلب الوطن العربي يعمل على تهجير الشعب الفلسطيني وتهديد أمن العرب