البرنامج النووي الإيراني
مرسل: الأربعاء إبريل 24, 2013 4:13 pm
يستحوذ البرنامج النووي الإيراني على حيز كبير من اهتمامات الحكومات الإيرانية المتعاقبة منذ أواخر الثمانينات. وقد أثير موضوع البرنامج النووي الإيراني مجددا مع تأكيد مسؤولين إسرائيليين وغربيين على أن إيران سوف تستطيع أن تمتلك سلاحا نوويا بحلول عام 2001. هناك قدر كبير من الغموض يحيط بالبرنامج النووي الإيراني. مازالت كافة المؤشرات تشير إلى أن البرنامج النووي الإيراني لم يستكمل بعد عملية إنشاء البنية الأساسية والتكنولوجية اللازمة في محطة بوشر. ومن ناحية أخرى يثير البرنامج النووي الإيراني قدرا واسعا من الشكوك والجدل بين إيران وكل من الولايات المتحدة وإسرائي, فبينما تؤكد غيران أن برنامجها النووي يندرج بالكامل في إطار الاستخدامات السلمية للطاقة النووية, فإن كل من الولايات والمتحدة وإسرائيل تؤكدان على أن هذا البرنامج يهدف إلى امتلاك السلاح النووي, وهو ما يمكن أن يؤدي إلى نتائج وانعكاسات استراتيجية بالغة الأهمية في الشرق الأوسط. ولذلك تتخذ الولايات المتحدة وإسرائيل موقفا بالغ العنف ضد البرنامج النووي الإيراني.
أولا: تطورات البرنامج النووي الإيراني:
1- المرحلة الأولى: مرحلة النشأة وإقامة البنية الأساسية خلال الفترة 1968-1978, حيث ترجع البداية الحقيقية للبرنامج النووي الإيراني إلى عهد الشاه محمد رضا بهلوي, وكان الاهتمام بالطاقة النووية يمثل جزءا من جهود الشاه الرامية إلى تحويل إيران إلى قوة إقليمية عظمى. وقام الشاه رضا بهلوي في بداية السبعينيات بإنشاء منظمة للطاقة النووية , علاوة على الاتفاق على البدء في إنشاء مفاعلات نووية كبيرة الحجم. وكانت الولايات المتحدة والدول الغربية قد شجعت إيران على ارتياد المجال النووي. وعند قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979, كان نظام الشاه قد استثمر حوالي 6 مليارات دولار في بناء المنشئات النووية, وكانت الشركات الألمانية قد انتهت من إنشاء البنية التحتية ووعاء الاحتواء الفولاذي لأحد المفاعلات في بوشهر.
2- المرحلة الثانية: مرحلة عدم الاكتراث أو اللامبالاة بالطاقة النووية 1978- 1985 مع قيام الثورة الإسلامية حيث اتخذ القادة الثوريون الإيرانيون, وفي مقدمتهم آية الله الخميني, موقفا سلبيا تجاه الطاقة النووية. أضف إلى ذلك أن الولايات المتحدة وألمانيا والدول الغربية رفضت التعاون مع إيران في المجال النووي, وفرضت حظرا شاملا ضد إيران في كافة مجالات التسليح, كما تعرضت المنشآت النووية الإيرانية للقصف الجوي والصاروخي العراقي أثناء الحرب.
3- المرحلة الثالثة: مرحلة الاهتمام الجزئي 1985-1991 حيث بدأ البرنامج النووي الإيراني يشهد منذ بداية الثمانينات مزيدا من قوة الدفع. ومن الواضح أن تطورات الحرب العراقية الإيرانية في منتصف الثمانينات أدت إلى إحداث تحولات جذرية في التفكير الاستراتيجي الإيراني عموما, وفي المجال النووي خصوصا. القيادة النووية وجدت أن من الحيوي بالنسبة لها أن تهتم بإعادة إحياء البرنامج النووي, ونفذت إيران وقتذاك كثيرا من الأنشطة المتعلقة بتصميم الأسلحة ودورة الوقود اللازمة لصنع السلاح النووي, كما قامت الحكومة الإيرانية بتقوية منظمة الطاقة النووية, وتقديم أموال جديدة إلى مركز أمير آباد بالإضافة إلى تأسيس مركز أبحاث نووية جديد في جامعة أصفهان عام 1984 بمساعدة فرنسا. وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية, اكتسبت الجهود الإيرانية في المجال النووي المزيد من قوة الدفع, واعتمدت إيران بقوة على كل من روسيا الاتحادية والصين, إلا أن من الثابت أن إيران لم تلجأ إلى التعاون مع هاتين الدولتين إلا بعد أن فشلت جهودها الرامية للتعاون مع دول غرب أوروبا.
4- المرحلة الرابعة: مرحلة الاهتمام الكثيف بالطاقة النووية خلال التسعينات, حيث شهد البرنامج النووي الإيراني نشاطا مكثفا في كافة المجالات, وأصبحت إيران تمتلك في الوقت الراهن بنية أساسية كافية لإجراء الأبحاث النووية المتقدمة. فمن المعروف أن جامعة شريف للتكنولوجيا في جامعة طهران تعتبر مهد البرنامج النووي الإيراني. وقد أشارت بعض المصادر إلى أن الأنشطة النووية نقلت من هذه الجامعة بعد أن خضعت للمراقبة الغربية , وبعد أن شاعت مخاوف من بامكانية تعرض الجامعة لهجوم جوي. وفي أعقاب ذلك قامت الحكومة الإيرانية بنشر المنشآت النووية الإستراتيجية على مساحة واسعة , وأحاطتها بجدار هائل من السرية, وذلك على سبيل التحسب إزاء أية ضربات عسكرية. وفي الوقت الحالي, تعتبر منطقة بوشهر بمثابة المعقل الرئيسي للبرنامج النووي الإيراني, حيث توجد بها محطتان غير مكتملتان للطاقة النووية, ويضمان مفاعلين نووين قوة كل منهما 1200 ميجاوات, وتقوم روسيا في الوقت الحالي باستكمال بناء هذه المحطات. وقد سعت إيران أيضا إلى الاستفادة من حالة التفكك التي أصابت جمهوريات آسيا الوسطى عقب انهيار الاتحاد السوفييتي, وذلك من أجل الحصول على السلاح النووي, بالإضافة إلى التفاوض مع حكومة <نوب أفريقيا في هذا الشأن.
ثانيا: الأهداف والدوافع المحركة للبرنامج النووي الإيراني:
تتحرك السياسة النووية الإيرانية في إطار مجموعة معقدة من الدوافع والنوايا, بعضها معلن والبعض الآخر منها غير معلن, إلا أم المسؤولين الإيرانيين يشددون دوما على أن البرنامج النووي الإيراني يندرج فقط في إطار الرغبة في الإفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية بالرغم من أن بعض القادة الإيرانيون أطلقوا في بعض الفترات تصريحات تعكس الاهتمام الواضح بإنتاج السلاح النووي.
1- الدوافع الاقتصادية: البرنامج النووي الإيراني يرمي إلى تأمين 20% من طاقتها الكهربائية بواسطة المواد النووية, وذلك لتخفيض استهلاكها من الغز والنفط, كما ن إيران أنفقت جزئ كبير من الثروة القومية خلال فترة حكم الشاه على شراء هذه المعدات. ومع ذلك, فإن الأهداف المشار إليها لا تبدو منطقية . فالمفاعلات سوف تكلف مليارات الدولارات بالعملة الصعبة, وهي ليست ذات فائدة كبيرة من الناحية الإقتصادية لدولة مثل غيران تمتلك مخزونا ضخما من النفط والغاز الطبيعي يمكن استخدامه لتوليد الكهرباء بتكلفة لا تتعدى 18-20 % من تكلفة الكهرباء النووية, علاوة على أن إيران ركزت إنشاء مفاعلاتها النووية في منطقة واحدة جنوب البلاد بعيدا عن المدن الإيرانية والمنشآت الصناعية في شمال البلاد , وهو ما يقلل إمكانية الاستفادة من هذه المفاعلات في توليد الطاقة لخدمة الاحتياجات الاستهلاكية.
2- الدوافع العسكرية: هناك ما يشبه الإجماع على أن هناك دوافع عسكرية وراء البرنامج النووي الإيراني, استنادا إلى أن الفكر الاستراتيجي الإيراني ركز بشدة على الدروس المستفادة من الحرب العراقية- الإيرانية والتهديدات الأمريكية الإسرائيلية لإيران, وأبرزها أن إيران لابد أن تستعد لأية احتمالات في المستقبل, كما أن إيران استنتجت أنها لا يجب أن تعتمد كثيرا على القيود الذاتية التي قد يفرضها الخصوم على أنفسهم أو على تمسكهم بالالتزامات الدولية.
3- الدوافع الاستراتيجية: تندرج عملية تطوير القدرات النووية الإيرانية في إطار تصور متكامل للسياسة الخارجية الإيرانية على الأصعدة الإقليمية والدولية, كما تندرج ضمن برنامج متكامل لإعادة بناء القوات المسلحة الإيرانية. وترتكز السياسة الخارجية الإيرانية على الاستحواذ على مكانة متميزة على الساحة الإقليمية, وتذهب بعض التقديرات إلى أن القيادة الإيرانية تعمل في إطار هذا التصور على القيام بأدوار متعددة تبدأ بالمشاركة في ترتيبات أمن الخليج, وتحقيق الاستقرار في منطقة شمال غرب آسيا, وتصل الرؤى الرسمية الإيرانية إلى تصور إمكانية الإفادة من التحولات الهيكلية الجارية في المنظومة الدولية في وضع استراتيجية استقطابية هدفها الأول ملء الفراغ الأيديولوجي في العالم الثالث عقب انهيار الاتحاد السوفييتي, والثاني استمرار المواجهة مع الولايات المتحدة على أساس نظام قيمي مستمد من الإسلام, ويستوعب الطاقات والخبرات والتجارب التي أفرزتها حقبة الثمانينات والتسعينات, ولذلك, فإن السلاح النووي يمكن أن يقدم لإيران أداة بالغة الأهمية لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.
ثالثا: التعقيدات وردود الفعل الدولية:
يثير البرنامج النووي الإيراني ردود أفعال عاصفة عي العديد من الدول الغربية وبالذات الولايات المتحدة وإسرائيل خوفا من أن يؤدي تطوير القدرة النووية الإيرانية إلى تمكين إيران من إنتاج السلاح النووي. ومع ذلك, فإن كثيرا من الدول الغربية الأخرى تأخذ بتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تشير إلى أن جولات التفتيش التي قام بها مفتشو الوكالة لم تكسف عن وجود أي انتهاك من جانب إيران لمعاهدة منع الانتشار النووي أو إنتاج إيران للأسلحة النووية. وفي الوقت نفسه, برز العديد من المؤشرات على إمكانية إقدام الولايات المتحدة أو إسرائيل أو كليهما معا على توجيه ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية. وفي المقابل, تركز الخطط العسكرية الإيرانية على التحسب لاحتمالات وقوع مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة. وترتكز الخطط الإيرانية في هذا الصدد على العديد من الركائز , أبرزها أن إيران يمكن أن تصبح الهدف التالي للولايات المتحدة في الخليج بعد الانتهاء من تدمير القوة العسكرية العراقية في حرب الخليج الثانية.
أولا: تطورات البرنامج النووي الإيراني:
1- المرحلة الأولى: مرحلة النشأة وإقامة البنية الأساسية خلال الفترة 1968-1978, حيث ترجع البداية الحقيقية للبرنامج النووي الإيراني إلى عهد الشاه محمد رضا بهلوي, وكان الاهتمام بالطاقة النووية يمثل جزءا من جهود الشاه الرامية إلى تحويل إيران إلى قوة إقليمية عظمى. وقام الشاه رضا بهلوي في بداية السبعينيات بإنشاء منظمة للطاقة النووية , علاوة على الاتفاق على البدء في إنشاء مفاعلات نووية كبيرة الحجم. وكانت الولايات المتحدة والدول الغربية قد شجعت إيران على ارتياد المجال النووي. وعند قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979, كان نظام الشاه قد استثمر حوالي 6 مليارات دولار في بناء المنشئات النووية, وكانت الشركات الألمانية قد انتهت من إنشاء البنية التحتية ووعاء الاحتواء الفولاذي لأحد المفاعلات في بوشهر.
2- المرحلة الثانية: مرحلة عدم الاكتراث أو اللامبالاة بالطاقة النووية 1978- 1985 مع قيام الثورة الإسلامية حيث اتخذ القادة الثوريون الإيرانيون, وفي مقدمتهم آية الله الخميني, موقفا سلبيا تجاه الطاقة النووية. أضف إلى ذلك أن الولايات المتحدة وألمانيا والدول الغربية رفضت التعاون مع إيران في المجال النووي, وفرضت حظرا شاملا ضد إيران في كافة مجالات التسليح, كما تعرضت المنشآت النووية الإيرانية للقصف الجوي والصاروخي العراقي أثناء الحرب.
3- المرحلة الثالثة: مرحلة الاهتمام الجزئي 1985-1991 حيث بدأ البرنامج النووي الإيراني يشهد منذ بداية الثمانينات مزيدا من قوة الدفع. ومن الواضح أن تطورات الحرب العراقية الإيرانية في منتصف الثمانينات أدت إلى إحداث تحولات جذرية في التفكير الاستراتيجي الإيراني عموما, وفي المجال النووي خصوصا. القيادة النووية وجدت أن من الحيوي بالنسبة لها أن تهتم بإعادة إحياء البرنامج النووي, ونفذت إيران وقتذاك كثيرا من الأنشطة المتعلقة بتصميم الأسلحة ودورة الوقود اللازمة لصنع السلاح النووي, كما قامت الحكومة الإيرانية بتقوية منظمة الطاقة النووية, وتقديم أموال جديدة إلى مركز أمير آباد بالإضافة إلى تأسيس مركز أبحاث نووية جديد في جامعة أصفهان عام 1984 بمساعدة فرنسا. وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية, اكتسبت الجهود الإيرانية في المجال النووي المزيد من قوة الدفع, واعتمدت إيران بقوة على كل من روسيا الاتحادية والصين, إلا أن من الثابت أن إيران لم تلجأ إلى التعاون مع هاتين الدولتين إلا بعد أن فشلت جهودها الرامية للتعاون مع دول غرب أوروبا.
4- المرحلة الرابعة: مرحلة الاهتمام الكثيف بالطاقة النووية خلال التسعينات, حيث شهد البرنامج النووي الإيراني نشاطا مكثفا في كافة المجالات, وأصبحت إيران تمتلك في الوقت الراهن بنية أساسية كافية لإجراء الأبحاث النووية المتقدمة. فمن المعروف أن جامعة شريف للتكنولوجيا في جامعة طهران تعتبر مهد البرنامج النووي الإيراني. وقد أشارت بعض المصادر إلى أن الأنشطة النووية نقلت من هذه الجامعة بعد أن خضعت للمراقبة الغربية , وبعد أن شاعت مخاوف من بامكانية تعرض الجامعة لهجوم جوي. وفي أعقاب ذلك قامت الحكومة الإيرانية بنشر المنشآت النووية الإستراتيجية على مساحة واسعة , وأحاطتها بجدار هائل من السرية, وذلك على سبيل التحسب إزاء أية ضربات عسكرية. وفي الوقت الحالي, تعتبر منطقة بوشهر بمثابة المعقل الرئيسي للبرنامج النووي الإيراني, حيث توجد بها محطتان غير مكتملتان للطاقة النووية, ويضمان مفاعلين نووين قوة كل منهما 1200 ميجاوات, وتقوم روسيا في الوقت الحالي باستكمال بناء هذه المحطات. وقد سعت إيران أيضا إلى الاستفادة من حالة التفكك التي أصابت جمهوريات آسيا الوسطى عقب انهيار الاتحاد السوفييتي, وذلك من أجل الحصول على السلاح النووي, بالإضافة إلى التفاوض مع حكومة <نوب أفريقيا في هذا الشأن.
ثانيا: الأهداف والدوافع المحركة للبرنامج النووي الإيراني:
تتحرك السياسة النووية الإيرانية في إطار مجموعة معقدة من الدوافع والنوايا, بعضها معلن والبعض الآخر منها غير معلن, إلا أم المسؤولين الإيرانيين يشددون دوما على أن البرنامج النووي الإيراني يندرج فقط في إطار الرغبة في الإفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية بالرغم من أن بعض القادة الإيرانيون أطلقوا في بعض الفترات تصريحات تعكس الاهتمام الواضح بإنتاج السلاح النووي.
1- الدوافع الاقتصادية: البرنامج النووي الإيراني يرمي إلى تأمين 20% من طاقتها الكهربائية بواسطة المواد النووية, وذلك لتخفيض استهلاكها من الغز والنفط, كما ن إيران أنفقت جزئ كبير من الثروة القومية خلال فترة حكم الشاه على شراء هذه المعدات. ومع ذلك, فإن الأهداف المشار إليها لا تبدو منطقية . فالمفاعلات سوف تكلف مليارات الدولارات بالعملة الصعبة, وهي ليست ذات فائدة كبيرة من الناحية الإقتصادية لدولة مثل غيران تمتلك مخزونا ضخما من النفط والغاز الطبيعي يمكن استخدامه لتوليد الكهرباء بتكلفة لا تتعدى 18-20 % من تكلفة الكهرباء النووية, علاوة على أن إيران ركزت إنشاء مفاعلاتها النووية في منطقة واحدة جنوب البلاد بعيدا عن المدن الإيرانية والمنشآت الصناعية في شمال البلاد , وهو ما يقلل إمكانية الاستفادة من هذه المفاعلات في توليد الطاقة لخدمة الاحتياجات الاستهلاكية.
2- الدوافع العسكرية: هناك ما يشبه الإجماع على أن هناك دوافع عسكرية وراء البرنامج النووي الإيراني, استنادا إلى أن الفكر الاستراتيجي الإيراني ركز بشدة على الدروس المستفادة من الحرب العراقية- الإيرانية والتهديدات الأمريكية الإسرائيلية لإيران, وأبرزها أن إيران لابد أن تستعد لأية احتمالات في المستقبل, كما أن إيران استنتجت أنها لا يجب أن تعتمد كثيرا على القيود الذاتية التي قد يفرضها الخصوم على أنفسهم أو على تمسكهم بالالتزامات الدولية.
3- الدوافع الاستراتيجية: تندرج عملية تطوير القدرات النووية الإيرانية في إطار تصور متكامل للسياسة الخارجية الإيرانية على الأصعدة الإقليمية والدولية, كما تندرج ضمن برنامج متكامل لإعادة بناء القوات المسلحة الإيرانية. وترتكز السياسة الخارجية الإيرانية على الاستحواذ على مكانة متميزة على الساحة الإقليمية, وتذهب بعض التقديرات إلى أن القيادة الإيرانية تعمل في إطار هذا التصور على القيام بأدوار متعددة تبدأ بالمشاركة في ترتيبات أمن الخليج, وتحقيق الاستقرار في منطقة شمال غرب آسيا, وتصل الرؤى الرسمية الإيرانية إلى تصور إمكانية الإفادة من التحولات الهيكلية الجارية في المنظومة الدولية في وضع استراتيجية استقطابية هدفها الأول ملء الفراغ الأيديولوجي في العالم الثالث عقب انهيار الاتحاد السوفييتي, والثاني استمرار المواجهة مع الولايات المتحدة على أساس نظام قيمي مستمد من الإسلام, ويستوعب الطاقات والخبرات والتجارب التي أفرزتها حقبة الثمانينات والتسعينات, ولذلك, فإن السلاح النووي يمكن أن يقدم لإيران أداة بالغة الأهمية لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.
ثالثا: التعقيدات وردود الفعل الدولية:
يثير البرنامج النووي الإيراني ردود أفعال عاصفة عي العديد من الدول الغربية وبالذات الولايات المتحدة وإسرائيل خوفا من أن يؤدي تطوير القدرة النووية الإيرانية إلى تمكين إيران من إنتاج السلاح النووي. ومع ذلك, فإن كثيرا من الدول الغربية الأخرى تأخذ بتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تشير إلى أن جولات التفتيش التي قام بها مفتشو الوكالة لم تكسف عن وجود أي انتهاك من جانب إيران لمعاهدة منع الانتشار النووي أو إنتاج إيران للأسلحة النووية. وفي الوقت نفسه, برز العديد من المؤشرات على إمكانية إقدام الولايات المتحدة أو إسرائيل أو كليهما معا على توجيه ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية. وفي المقابل, تركز الخطط العسكرية الإيرانية على التحسب لاحتمالات وقوع مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة. وترتكز الخطط الإيرانية في هذا الصدد على العديد من الركائز , أبرزها أن إيران يمكن أن تصبح الهدف التالي للولايات المتحدة في الخليج بعد الانتهاء من تدمير القوة العسكرية العراقية في حرب الخليج الثانية.