صفحة 1 من 1

مفهوم الصراع العربي

مرسل: الجمعة إبريل 26, 2013 4:37 am
بواسطة عبدالله عبدالسلام245
مفهوم الصراع العربي

تحدثنا في موضوع سابق عن تحديد مفهوم القضية الفلسطينية وذكرت الشعارات التي رفعناها فترة من الزمن لحل تلك القضية وللأسف جاءت كل هذه الشعارات مخيبة للآمال ، ولم يبق سوى الحل الإسلامي والذي اختاره الشعب الفلسطيني بتصويت أغلبيته لحركة حماس ، ولاستكمال الصورة نحو تحديد مفهوم القضية لابد وأن نضع أيدينا على حقيقة الصراع بين الصهيونيين والفلسطينيين أو بين اليهودية والإسلام بشكل أكبر ، وللأسف تاه الكثير من السياسيين والمفكرين في أبعاد هذه القضية نظرا لعدم وضع أيديهم على حقيقة الصراع ومن ثم اختيار الدواء المناسب للداء ، فهناك من يرى أن الصراع بكل أبعاده صراع قومي على أرض فلسطين بين مغتصبين أيا كانوا وبين أصحاب الأرض ، وهناك من يرى أن الصراع هو فقط مع الصهاينة وليس مع اليهود ، وفى رأيي الشخصي المتواضع أرى أن كل تلك الآراء وإن احتوت على جانب من الصحة إلا أنها ليست من الدقة بمكان لوضع يديها على حقيقة هذا الصراع ، فالله سبحانه وتعالى يقول فى كتابه الكريم (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ )[المائدة :82]
هذه الآية الكريمة توضح لنا أن القضية هي قضية صراع بين الأيمان والكفر ، فإذا كان هناك فرق بين الصهيوني وبين اليهودي فإنهم على الجملة يشتركون في العداوة لأهل الإيمان ، فإذا علمنا ذلك لم يكن هناك أي اندهاش عندما رأينا الحركة الاستعمارية الغربية تضع يدها في يد الحركة الصهيونية العالمية وهم يجمعهم هدف مشترك هو الحرب على الإسلام وتخليص القدس من أيدي المسلمين ، ولذلك يوم سقطت (مالقا) في يد الاستعمار الغربي أقيم في روما قداس شكر ، قال فيه أحد خطبائهم : (إن هذه المعركة ستسهل استعادة القدس ) فحلم اليهود والنصارى على الدوام إخراج القدس من السيطرة الإسلامية ، ويؤكد على حقيقة التحالف بين الغرب الصليبي والحركات الصهيونية ما أعلنه ( يوجين روستو) – مستشار الرئيس الأمريكى الأسبق جونسون- حيث قال (..ولا تستطيع أمريكا إلا أن تقف هذا الموقف في الصف المعادى للإسلام وإلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية ، لأنها إن فعلت غير هذا فإنها تتنكر للغتها وفلستا وثقافتها ومؤسستها ) ، بل الأمر الأكثر خطورة أن الحركة الصهيونية الحديثة لم تعد ربيبة الاستعمار الغربي فحسب بل إنها باتت تمثل مناوئا له بل فاقت أطماعها أطماع الحركة الاستعمارية الغربية ، فيمكن القول أن حقيقة الصراع هو صراع بين الكفر بكافة ملله وعقائده وبين الإسلام ، فعندما سقطت القدس عام 1917 فى يد المرشال اللنبى ، خطب قائلا : ( الآن انتهت الحروب الصليبية) ، إنهم يفهمون طبيعة الصراع جيدا فليس صراع حضارات وليست أطماع جغرافية إنها حروب دينية وهم وإن بدوا علمانيين في توجهاتهم إلا أن دينهم مسيطر على تفكيرهم ، يقول الرئيس الأمريكي "جيمي كارتر" في مقدمة كتابه "مصادر القوة" Sources of Strength إن كتابه هذا هو حصيلة دروس تفسير "الكتاب المقدس" التي كان يقدمها في إحدى الكنائس المعمدانية بواشنطن خلال فترة رئاسته. بمعنى أن كارتر قرر أن يظل يلقي دروسه الدينية في كل الظروف، وأن لا ينقطع عنها حتى وهو رئيس للولايات المتحدة، قد يبدو هذا الكلام غريبا من رئيس دولة المفروض إنها علمانية لكن الحقيقة أنه عادةً ما تتم التفرقة عندهم بين العقائد التي يؤمن بها الإنسان والشعائر أو الطقوس التي يؤديها ، و( جيمى كارتر) معروف بتدينه بل بتعصبه لمذهبه الكنسي وهذا ما ظهر عليه أثناء رئاسته ثم تحول بعدها إلى داعية دؤوب يتنقل بين أفغانستان وأثيوبيا وإسرائيل وسوريا مروراً بالسعودية وغيرها من دول الخليج حاملاً معه مشروعات كثيرة لوأد الجهاد الإسلامي والصحوة الإسلامية ولذلك فهم يخشون حقا أن ينبعث الإسلام من جديد وأن يقاتل المسلمون تحت راية الإسلام ، يقول بن جوريون ( إن علينا واجبا مقدسا في الحيلولة بين الإسلام والحياة) ، وهم يعملون من أجل ذلك فخطرهم خطر منتشر يعمل من خلال منظومة كاملة تتحرك خلف ستار الانشطة كأندية الروتارى والليونز بهدف ضرب الإسلام عقائديا وأخلاقيا وثقافيا واجتماعيا ، وعليه فإن أخطر الأسلحة فتكا في السياسة الصهيونية الغزو الثقافي والفكري الذي تعتمده في إفساد الشعوب, وترويض الأذهان وإخضاعها للمقولات والمبادئ التي تتفنن الصهيونية في إخراجها والدعاية لها, بواسطة مؤسسات وتنظيمات وشخصيات تصطنعها لهذا الغرض, وتنفق الأموال الطائلة لإبرازها على المستويات المحلية والعالمية، فمحصلة القول أنهم أصبحوا قوة واحدة صليبية يهودية كما أخبرنا الله تعالى في آيات كثيرة، منها قوله تعالى: ( وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا )[البقرة:217] (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ )[المائدة:51] فهم الآن بعضهم أولياء بعض، ويشكلون قوة دولية واحدة في وجه الإسلام ، فهل يكون هذا التحدي والتأمر باعثاً على تغيير الأساليب العربية المألوفة والمعروفة ولكنى أظن أن هذا لن يحدث في ظل وجود الوجوه التي ألفناها على كراسي الحكم العربية .