صفحة 1 من 1

لا تركنن إلى الزمان

مرسل: السبت إبريل 27, 2013 3:52 am
بواسطة إبراهيم الحديثي 1
.




.




لاَ تَرْكَنَنَّ إِلَى الزَّمَانِ؛ فَرُبَّمَا… خدعتْ مخيلتهُ الفؤادَ الغافلا

وَ اصبرْ على ما كانَ منهُ ؛ فكلما… ذهبَ الغداة َ أتى العشية َ قافلا

كفلَ الشقاءَ لمنْ أناخَ بربعهِ… وَ كفى ابنَ آدمَ بالمصائبِ كافلا

يَمْشِي الضَّرَاءَ إِلَى النُّفُوسِ، وَتَارَة ً… يسعى لها بينَ الأسنة ِ رافلا

لاَ يَرْهَبُ الضِّرْغَامَ بَيْنَ عَرِيِنِهِ… بَأْسَاً، وَلاَ يَدَعُ الظِّبَاءَ مَطَافِلاَ

بينا ترى نجمَ السعادة ِ طالعا… فوقَ الأهلة ِ إذْ تراهُ آفلا

فَإِذَا سَأَلْتَ الدَّهْرَ مَعْرِفَة ً بِهِ… فاسألْ لتعرفهُ النعامَ الجافلا

فَالدَّهْرُ كَالدُّولاَبِ، يَخْفِضُ عَالِياً… مِنْ غَيْرِ مَا قَصْدٍ، وَيَرْفَعُ سَافِلاَ







نبذة عن قائل الأبيات :
ولد محمود سامي البارودي في 6 أكتوبر عام 1839 في حي باب الخلق بالقاهرة .

- بعد أن أتم دراسته الإبتدائية عام 1851 إلتحق بالمرحلة التجهيزية من " المدرسة الحربية المفروزة " وانتظم فيها يدرس فنون الحرب ، وعلوم الدين واللغة والحساب والجبر .

- تخرج في " المدرسة المفروزة " عام 1855 ولم يستطع إستكمال دراسته العليا ، والتحق بالجيش السلطاني .

- عمل بعد ذلك بوزارة الخارجية وذهب إلى الأستانة عام 1857 وأعانته إجادته للغة التركية ومعرفته اللغة الفارسية على الإلتحاق " بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية التركية " وظل هناك نحو سبع سنوات (1857-1863 ) .

- بعد عودته إلى مصر في فبراير عام 1863 عينه الخديوي إسماعيل " معيناً " لأحمد خيري باشا على إدارة المكاتبات بين مصر والآستانة .

- ضاق البارودي بروتين العمل الديواني ونزعت نفسه إلى تحقيق آماله في حياة الفروسية والجهاد ، فنجح في يوليو عام 1863 في الإنتقال إلى الجيش حيث عمل برتبة " البكباشي " العسكرية وأُلحقَ بآلاي الحرس الخديوي وعين قائداً لكتيبتين من فرسانه ، وأثبت كفاءة عالية في عمله .

- تجلت مواهبه الشعرية في سن مبكرة بعد أن استوعب التراث العربي وقرأ روائع الشعر العربي والفارسي والتركي ، فكان ذلك من عوامل التجديد في شعره الأصيل .

- اشترك الفارس الشاعر في إخماد ثورة جزيرة كريد عام 1865 واستمر في تلك المهمة لمدة عامين أثبت فيهما شجاعة عالية وبطولة نادرة .

- كان أحد أبطال ثورة عام 1881 الشهيرة ضد الخديوي توفيق بالاشتراك مع أحمد عرابي ، وقد أسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية في فبراير عام 1882 .

- بعد سلسلة من أعمال الكفاح والنضال ضد فساد الحكم وضد الإحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882 قررت السلطات الحاكمة نفيه مع زعماء الثورة العرابية في ديسمبر عام 1882 إلى جزيرة سرنديب .

ظل في المنفى أكثر من سبعة عشر عاماً يعاني الوحدة والمرض والغربة عن وطنه ، فسجّل كل ذلك في شعره النابع من ألمه وحنينه .

- بعد أن بلغ الستين من عمره اشتدت عليه وطأة المرض وضعف بصره فتقرر عودته إلى وطنه مصر للعلاج ، فعاد إلى مصر يوم 12 سبتمبر عام 1899 وكانت فرحته غامرة بعودته إلى الوطن وأنشد " أنشودة العودة " التي قال في مستهلها :

أبابلُ رأي العين أم هذه مصرُ فإني أرى فيها عيوناً هي السحرُ

- توفي البارودي في 12 ديسمبر عام 1904 بعد سلسلة من الكفاح والنضال من أجل إستقلال مصر وحريتها وعزتها .

- يعتبر البارودي رائد الشعر العربي الحديث الذي جدّد في القصيدة العربية شكلاً ومضموناً ، ولقب بإسم " فارس السيف والقلم " .