- السبت إبريل 27, 2013 11:18 pm
#61055
ظاهرة الحرب في الإسلام ليست مجرد صدام عضوي فرضه منطق الدفاع عن النفس ضد عدوان خارجي، ولكنها ـ في التصور الأصولي الذي نعني هنا بالكشف عن حقيقته ـ حقيقة فكرية تتبع وتتحدد بمجموعة من المبادئ التي وضعتها الأصول التأسيسية، هذه المبادئ هي: 1 ـ الاتصال هو محور ومقدمة التعامل الخارجي. 2 ـ الحرب ليست مجرد قتال ومواجهة ولكنها تخضع لمجموعة من الأخلاقيات. 3 ـ العدالة هي جوهر الممارسة والتعامل. 4 ـ وحدة قيم التعامل في الداخل والخارج. 5 ـ احترام كرامة الإنسان، وإنسانية الوجود السياسي. مبادئ خمسة تحكم العلاقات الخارجية للدولة الإسلامية في وقت الحرب، وهي في حقيقتها تأكيد للتصور الأصولي لمبرر الحرب وغايتها. فالحرب ـ في التصور الأصولي ـ هي إرادة حضارية بمعنى أداة تحقيق الوظيفة الاتصالية التي تدور حول مفهوم نشر الدعوة. وهذه المبادئ الخمسة ليست سوى تعبير عن الطبيعة الحضارية والعالمية والإنسانية للدعوة الإسلامية. فالدعوة العالمية يجب أن تنبع من إنسانية الفرد ومن النظر للدولة ـ الخصم ـ كتجمع بشري، وأن تخضع أساليب الممارسة لقيم واحدة دون تفرقة بين الداخل والخارج ودون تمييز بين حالة السلم وحالة الحرب، وأن تجعل من العدالة المحور الأول للممارسة، وأن تفترض أخلاقية المواجهة، ثم أخيراً أن تنطلق في التعامل من مبدأ الاتصال والحوار والإقناع. والدعوة الإسلامية ـ كدعوة عالمية ذات وظيفة حضارية ـ انطلقت في تعاملها مع المجتمعات الخارجية في وقت الحرب من هذه المبادئ: أولاً: فالتعامل الخارجي في وقت الحرب ليس أساسه فقط القتال، بل إن القتال هو الأداة الأخيرة من أدوات التعامل والتي لا بد وأن تسبقها أدوات وخطوات أخرى أولها الاتصال والدعوة. وثانيها عدم مباغتة الطرف الآخر حتى بعد إبلاغه الدعوة وإنما يجب تمكينه من التدبر وتقييم الموقف، ثم ثالثاً فإن الطرف الآخر يجب أن يكون هو البادئ بالقتال. ثانياً: إذا أصبح القتال ضرورة، فإن التعامل مع الطرف الآخر يجب أن يخضع لمجموعة من القيم والأخلاقيات التي يفرضها هدف المواجهة وارتباطها بوظيفة نشر الدعوة. موضوعات الكتاب - الدعوة إلى الإسلام قبل القتال - العدل في المحاربين - الإجارة والأمان - الوفاء بالعهود - الأسرى
الرابط http://www.eiiit.org/resources/eiiit/st ... roduct=168
الرابط http://www.eiiit.org/resources/eiiit/st ... roduct=168