تقرير كامل عن الحرب العالمية الاولى الجزء الرابع
مرسل: الأحد إبريل 28, 2013 11:54 am
الدردنيل
عندما بدأت الحرب العالمية الأولى أعلنت الإمبراطورية العثمانية إغلاق الطريق المائي بين بحر إيجة والبحر الأسود وبذلك سدت طريق البحر إلى جنوب روسيا.
وفي فبراير ومارس 1915م هاجمت السفن الحربية الروسية والفرنسية والإنجليزية مضيق الدردنيل وكان الحلفاء يأملون في إيجاد طريق مدد إلى روسيا ورغم ذلك فإن الألغام أوقفت الهجوم.
وفي أبريل 1915م أنزل الحلفاء قوات في شبه جزيرة جاليبولي على الشاطئ الغربي للدردنيل وأدت قوات من أستراليا ونيوزيلندا دورا رئيسيا في هذا الإنزال.
وسرعان ما أصبحت القوات العثمانية والحليفة متورطة في حرب خنادق وفشل هجوم ثانٍ في أغسطس عند خليج سوفلا في الشمال في إنهاء الجمود وفي ديسمبر بدأ الحلفاء في إجلاء قواتهم بعد أن خسروا 250 ألفا من ضحاياهم في الدردنيل
أوروبا الشرقية
اخترقت جيوش ألمانيا والنمسا ـ المجر في مايو 1915م الخطوط الروسية في جاليسيا في النمسا ـ المجر وهي المقاطعة التي غزتها روسيا سنة 1914م وانسحب الروس نحو 480 كم قبل أن يكونوا خط دفاع جديدا.
وعلى الرغم من هذا التقهقر فإن القيصر نيقولا الثاني شن هجومين لتخفيف الضغط على الحلفاء في الجبهة الغربية وفشل الهجوم الروسي الأول في مارس 1916م في أن يدفع بالقوات الألمانية بعيدا عن فردان
بدأ الهجوم الروسي الثاني في يونيو 1916م تحت قيادة الجنرال ألكسي بروسيلوف وأجبر جيش بروسيلوف قوات النمسا ـ المجر على التقهقر 80كم. وخلال أسبوع أسر الروس 200 ألف جندي ولإيقاف الهجوم كان على النمسا ـ المجر أن تسحب قواتها من الجبهة الإيطالية إلى الجبهة الشرقية وهكذا أخرج الهجوم الروسي النمسا ـ المجر من الحرب ولكنه أرهق روسيا وأصيب كل جانب بنحو مليون إصابة.
بلغاريا
دخلت بلغاريا الحرب العالمية الأولى في أكتوبر 1915م لمساعدة النمسا ـ المجر كي تهزم صربيا.
وكانت بلغاريا تأمل أن تستعيد أرضا فقدتها في الحرب البلقانية الثانية.
وفي محاولة لمساعدة صربيا أنزل الحلفاء قوات في سالونيك في اليونان لكن القوات لم تصل أبدا إلى صربيا وانسحب الجيش الصربي إلى ألبانيا.
رومانيا
انضمت رومانيا إلى الحلفاء في أغسطس 1916م وكانت تأمل في أن تحصل على بعض الأراضي من النمسا ـ المجر إذا كسب الحلفاء الحرب وفي نهاية 1916م خسرت رومانيا معظم جيشها وسيطرت ألمانيا على حقول القمح الغنية وحقول النفط.
الحرب في البحر
سببت سيطرة بريطانيا على البحار أثناء الحرب العالمية الأولى مشاكل جسيمة لألمانيا.
فقد سد الأسطول البريطاني مياه ألمانيا ومنع المدد من الوصول إلى الموانئ الألمانية.
وبحلول سنة 1916م عانت ألمانيا من نقص الطعام والبضائع الأخرى.
وحاربت ألمانيا القوة البحرية البريطانية بغواصاتها المسماة قوارب اليو (U).
وفي فبراير 1915م أعلنت ألمانيا حصارا بالغواصات على الجزر البريطانية محذرة بأنها ستهاجم أية سفينة تحاول أن تخترق هذا الحصار وبالفعل دمرت قوارب اليو (U) كميات ضخمة من البضائع المتجهة إلى بريطانيا.
وفي 7 مايو 1915م ضرب قارب طوربيد من قوارب اليو (U) وبدون إنذار سفينة الركاب البريطانية لوسيتانيا على ساحل أيرلندا وقتل نتيجة لذلك 1198 راكباً منهم 128 أمريكيا. وكان غرق لوسيتانيا دافعاً لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس ودرو ولسون ليحث ألمانيا على أن تكف عن حرب الغواصات غير المحدودة.
وفي سبتمبر وافقت ألمانيا على عدم مهاجمتها سفنا محايدة أو سفن ركاب.
حاولت ألمانيا أن تجعل بريطانيا تعاني من الجوع وتستسلم بإغراق سفن الشحن المتوجهة إلى موانئها وهذه السفينة التي نراها في الصورة قد أطلق على مقدمتها طوربيد من غواصة ألماني
الحرب الجوية
حدث تقدم كبير في الطيران من جانب الحلفاء والدول الوسطى خلال الحرب العالمية الأولى.
كان كل جانب يسعى لصنع طائرات أحسن من الآخر.
وقد استخدمت الطائرات بشكل رئيسي لمراقبة نشاط العدو.
وكان الطيارون يحملون مدافع رشاشة لإسقاط الطائرات المعادية؛ ولكنهم كانوا بهذا يجازفون بقتل أنفسهم بأنفسهم إذا ما حدث أن ارتدت رصاصاتهم إلى نحورهم بفعل مراوح طائراتهم.
الطيارون أدوا دورا مهما في الحرب العالمية الأولى وقد حارب هؤلاء الطيارون في القوة الجوية البريطانية طائرات ألمانيا
واستمر القصف الجوي في مراحله الأولى خلال الحرب العالمية الأولى وفي سنة 1915م بدأت ألمانيا قذف لندن وبعض المدن البريطانية الأخرى من سفن زبِّلن الهوائية لكن القذف كان قليل التأثير في الحرب.
المرحله الاخيرة
هزائم الحلفاء
في مارس 1917م كان القادة العسكريون الفرنسيون والإنجليز ما يزالون يعتقدون أن هجوما ناجحا قد يكسب الحرب لكن القادة الألمان استغلوا الجمود على الجبهة الفرنسية ليحسنوا دفاعاتهم.
وفي مارس 1917م تقهقرت القوات الألمانية إلى خط معركة جديد محصن بقوة في شمال فرنسا سمي بخط سيجفريد لدى الألمان وبخط هندنبرج لدى الحلفاء.
لقد حاصر خط سيجفريد الجبهة الفرنسية ووضع المدفعية الألمانية والمدافع الآلية في وضع أفضل وأدى إلى فشل هجوم دبره الفرنسيون.
حل الجنرال روبرت نيفيل في ديسمبر 1916م محل جوفر كقائد للقوات الفرنسية وأعد نيفيل هجوما ضخما قرب نهر آين.
وتنبأ بأنه سوف يخترق خط الألمان خلال يومين.
وأنعش إحساس نيفيل القوات الفرنسية ولم يزعزع ثبات الألمان في خط سيجفريد من ثقة نيفيل.
جنود روس أنهكتهم الحرب يتراجعون في صيف عام 1917م بعد أن علموا بأن الألمان قد سحقوا جبهتهم الحربية. وقد توقفت روسيا عن المعارك في أواخر تلك السنة.
وبدأ هجوم نيفيل في 16 أبريل 1917م وفي نهاية اليوم كان واضحا أن الهجوم قد فشل لكن القتال استمر في مايو وانتشر التمرد بين القوات الفرنسية بعد فشل هجوم نيفيل.
لقد نزفت القوات دماء كثيرة لاحد لها في الجبهة الفرنسية.
ورفض الرجال الذين قاتلوا بشجاعة معظم السنوات الثلاث أن يستمروا في الحرب وحل بيتان بطل فردان محل نيفيل في مايو 1917م وحسن بيتان من الظروف المعيشية للجنود وأعاد النظام ووعد أن تظل فرنسا في وضع دفاعي إلى أن تصبح مستعدة لكي تقاتل مرة أخرى.
وظل دور الدفاعات الأخرى على الجبهة الغربية مسؤولية بريطانيا.
كان الجنرال هيج يأمل أن يؤدي الهجوم البريطاني قرب إيبرو إلى النصر وبدأت المعركة الثالثة عند إيبرو وكانت تعرف بمعركة باشندال في 31 يوليو 1917م.
واستمرت القوات البريطانية وقوة فرنسية صغيرة تضرب الألمان في معركة رهيبة لأكثر من ثلاثة أشهر ولقد عمل قصف الحلفاء بالمدفعية الثقيلة الذي تقدم هجوم المشاة على تدمير شبكات الصرف الصحي حول إيبرو وحول المطر الغزير الأرض المبللة إلى مستنقع غرق فيه آلاف من الجنود الإنجليز ثم أوقف الثلج والبرد المعركة المدمرة نهائيا في 10 نوفمبر.
وفي أواخر الشهر نفسه استخدمت بريطانيا الدبابات لاختراق خط سيجفريد لكن الفشل عند إيبرو أنهك القوات التي كانت بريطانيا تحتاج إليها لمتابعة النجاح.
في سنة 1917م رأت بريطانيا وفرنسا آمالهما في النصر تتحطم وأجلت النمسا ـ المجر الإيطاليين من أراضيها في معركة كابوريتو في الخريف وانعدم أمل أكثر الحلفاء بعد قيام ثورة في روسيا.
الثورة الروسية
عانى الشعب الروسي كثيرًا خلال الحرب العالية الأولى وخلال سنة 1917م لم يعد كثير منهم قادرًا على تحمل الخسائر العديدة والنقص الخطير في الطعام وأخذوا ينحون باللائمة على القيصر نيقولا الثاني ومستشاريه فيما يتعلق بمشكلات البلاد.
وفي أوائل 1917م أطاحت ثورة في بتروغراد (حاليًا بيترسبيرج) بالعرش واستمرت الحكومة الجديدة في الحرب.
ولكي تضعف ألمانيا من مجهود روسيا الحربي فقد ساعدت ف. ل. لينين، وهو ثائر روسي كان يعيش آنذاك في سويسرا في العودة إلى بلده في أبريل 1917م.
وبعد سبعة أشهر قاد لينين ثورة تمكن بها من السيطرة على حكم روسيا وطالب في الحال بمعاهدة سلام مع ألمانيا وانتهت الحرب على الجبهة الشرقية.
وأملت ألمانيا شروط صلح قاسية على روسيا في معاهدة صلح وقِّعت في برست ـ ليتوفسك في 3 مارس 1918م وأجبرت معاهدة برست ـ ليتوفسك روسيا على أن تتنازل عن مساحات كبيرة من الأرض تشمل فنلندا وبولندا وأوكرانيا وبسارابيا ودول البلطيق: أستونيا وليفونيا (لاتفيا حاليا) ولتوانيا ومكن انتهاء القتال على الجبهة الشرقية القوات الألمانية من أن تنتقل إلى الجبهة الغربية.
وبدا أن العقبة الوحيدة أمام إحراز الألمان للنصر هو دخول الولايات المتحدة الحرب
الولايات المتحدة الأمريكية تدخل الحرب
أعلن الرئيس ولسون رئيس الولايات المتحدة حياد الولايات المتحدة في بداية الحرب؛ فقد عارض معظم الأمريكيين تورط الولايات المتحدة في حرب أوروبية لكن غرق السفينة لوسيتانيا وبعض أعمال ألمانيا الأخرى ضد المدنيين أحدث تعاطفا مع الحلفاء.
في 2 أبريل دعا ولسون إلى الحرب قائلاً: "إن العالم لابد أن يصل آمنا إلى الديمقراطية" وأعلن الكونجرس الحرب على ألمانيا في 6 أبريل. وتوقع قليل من الناس أن تفعل الولايات المتحدة الكثير من أجل إنهاء الحرب.
الرماة الأمريكيون يزحفون خلال منطقة مزقتها الحرب في شمال شرقي فرنسا أثناء خريف عام 1918م حيث جرى الهجوم الأخير خلال الحرب العالمية الأولى.
وتقع المنطقة بين نهر الميوز وغابة أرجون.
وقد اشتركت في هذا القتال قوات أمريكية كثيرة وعرف هذا الهجوم باسم هجوم ميوز ـ أرجون.
يتبع :
عندما بدأت الحرب العالمية الأولى أعلنت الإمبراطورية العثمانية إغلاق الطريق المائي بين بحر إيجة والبحر الأسود وبذلك سدت طريق البحر إلى جنوب روسيا.
وفي فبراير ومارس 1915م هاجمت السفن الحربية الروسية والفرنسية والإنجليزية مضيق الدردنيل وكان الحلفاء يأملون في إيجاد طريق مدد إلى روسيا ورغم ذلك فإن الألغام أوقفت الهجوم.
وفي أبريل 1915م أنزل الحلفاء قوات في شبه جزيرة جاليبولي على الشاطئ الغربي للدردنيل وأدت قوات من أستراليا ونيوزيلندا دورا رئيسيا في هذا الإنزال.
وسرعان ما أصبحت القوات العثمانية والحليفة متورطة في حرب خنادق وفشل هجوم ثانٍ في أغسطس عند خليج سوفلا في الشمال في إنهاء الجمود وفي ديسمبر بدأ الحلفاء في إجلاء قواتهم بعد أن خسروا 250 ألفا من ضحاياهم في الدردنيل
أوروبا الشرقية
اخترقت جيوش ألمانيا والنمسا ـ المجر في مايو 1915م الخطوط الروسية في جاليسيا في النمسا ـ المجر وهي المقاطعة التي غزتها روسيا سنة 1914م وانسحب الروس نحو 480 كم قبل أن يكونوا خط دفاع جديدا.
وعلى الرغم من هذا التقهقر فإن القيصر نيقولا الثاني شن هجومين لتخفيف الضغط على الحلفاء في الجبهة الغربية وفشل الهجوم الروسي الأول في مارس 1916م في أن يدفع بالقوات الألمانية بعيدا عن فردان
بدأ الهجوم الروسي الثاني في يونيو 1916م تحت قيادة الجنرال ألكسي بروسيلوف وأجبر جيش بروسيلوف قوات النمسا ـ المجر على التقهقر 80كم. وخلال أسبوع أسر الروس 200 ألف جندي ولإيقاف الهجوم كان على النمسا ـ المجر أن تسحب قواتها من الجبهة الإيطالية إلى الجبهة الشرقية وهكذا أخرج الهجوم الروسي النمسا ـ المجر من الحرب ولكنه أرهق روسيا وأصيب كل جانب بنحو مليون إصابة.
بلغاريا
دخلت بلغاريا الحرب العالمية الأولى في أكتوبر 1915م لمساعدة النمسا ـ المجر كي تهزم صربيا.
وكانت بلغاريا تأمل أن تستعيد أرضا فقدتها في الحرب البلقانية الثانية.
وفي محاولة لمساعدة صربيا أنزل الحلفاء قوات في سالونيك في اليونان لكن القوات لم تصل أبدا إلى صربيا وانسحب الجيش الصربي إلى ألبانيا.
رومانيا
انضمت رومانيا إلى الحلفاء في أغسطس 1916م وكانت تأمل في أن تحصل على بعض الأراضي من النمسا ـ المجر إذا كسب الحلفاء الحرب وفي نهاية 1916م خسرت رومانيا معظم جيشها وسيطرت ألمانيا على حقول القمح الغنية وحقول النفط.
الحرب في البحر
سببت سيطرة بريطانيا على البحار أثناء الحرب العالمية الأولى مشاكل جسيمة لألمانيا.
فقد سد الأسطول البريطاني مياه ألمانيا ومنع المدد من الوصول إلى الموانئ الألمانية.
وبحلول سنة 1916م عانت ألمانيا من نقص الطعام والبضائع الأخرى.
وحاربت ألمانيا القوة البحرية البريطانية بغواصاتها المسماة قوارب اليو (U).
وفي فبراير 1915م أعلنت ألمانيا حصارا بالغواصات على الجزر البريطانية محذرة بأنها ستهاجم أية سفينة تحاول أن تخترق هذا الحصار وبالفعل دمرت قوارب اليو (U) كميات ضخمة من البضائع المتجهة إلى بريطانيا.
وفي 7 مايو 1915م ضرب قارب طوربيد من قوارب اليو (U) وبدون إنذار سفينة الركاب البريطانية لوسيتانيا على ساحل أيرلندا وقتل نتيجة لذلك 1198 راكباً منهم 128 أمريكيا. وكان غرق لوسيتانيا دافعاً لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس ودرو ولسون ليحث ألمانيا على أن تكف عن حرب الغواصات غير المحدودة.
وفي سبتمبر وافقت ألمانيا على عدم مهاجمتها سفنا محايدة أو سفن ركاب.
حاولت ألمانيا أن تجعل بريطانيا تعاني من الجوع وتستسلم بإغراق سفن الشحن المتوجهة إلى موانئها وهذه السفينة التي نراها في الصورة قد أطلق على مقدمتها طوربيد من غواصة ألماني
الحرب الجوية
حدث تقدم كبير في الطيران من جانب الحلفاء والدول الوسطى خلال الحرب العالمية الأولى.
كان كل جانب يسعى لصنع طائرات أحسن من الآخر.
وقد استخدمت الطائرات بشكل رئيسي لمراقبة نشاط العدو.
وكان الطيارون يحملون مدافع رشاشة لإسقاط الطائرات المعادية؛ ولكنهم كانوا بهذا يجازفون بقتل أنفسهم بأنفسهم إذا ما حدث أن ارتدت رصاصاتهم إلى نحورهم بفعل مراوح طائراتهم.
الطيارون أدوا دورا مهما في الحرب العالمية الأولى وقد حارب هؤلاء الطيارون في القوة الجوية البريطانية طائرات ألمانيا
واستمر القصف الجوي في مراحله الأولى خلال الحرب العالمية الأولى وفي سنة 1915م بدأت ألمانيا قذف لندن وبعض المدن البريطانية الأخرى من سفن زبِّلن الهوائية لكن القذف كان قليل التأثير في الحرب.
المرحله الاخيرة
هزائم الحلفاء
في مارس 1917م كان القادة العسكريون الفرنسيون والإنجليز ما يزالون يعتقدون أن هجوما ناجحا قد يكسب الحرب لكن القادة الألمان استغلوا الجمود على الجبهة الفرنسية ليحسنوا دفاعاتهم.
وفي مارس 1917م تقهقرت القوات الألمانية إلى خط معركة جديد محصن بقوة في شمال فرنسا سمي بخط سيجفريد لدى الألمان وبخط هندنبرج لدى الحلفاء.
لقد حاصر خط سيجفريد الجبهة الفرنسية ووضع المدفعية الألمانية والمدافع الآلية في وضع أفضل وأدى إلى فشل هجوم دبره الفرنسيون.
حل الجنرال روبرت نيفيل في ديسمبر 1916م محل جوفر كقائد للقوات الفرنسية وأعد نيفيل هجوما ضخما قرب نهر آين.
وتنبأ بأنه سوف يخترق خط الألمان خلال يومين.
وأنعش إحساس نيفيل القوات الفرنسية ولم يزعزع ثبات الألمان في خط سيجفريد من ثقة نيفيل.
جنود روس أنهكتهم الحرب يتراجعون في صيف عام 1917م بعد أن علموا بأن الألمان قد سحقوا جبهتهم الحربية. وقد توقفت روسيا عن المعارك في أواخر تلك السنة.
وبدأ هجوم نيفيل في 16 أبريل 1917م وفي نهاية اليوم كان واضحا أن الهجوم قد فشل لكن القتال استمر في مايو وانتشر التمرد بين القوات الفرنسية بعد فشل هجوم نيفيل.
لقد نزفت القوات دماء كثيرة لاحد لها في الجبهة الفرنسية.
ورفض الرجال الذين قاتلوا بشجاعة معظم السنوات الثلاث أن يستمروا في الحرب وحل بيتان بطل فردان محل نيفيل في مايو 1917م وحسن بيتان من الظروف المعيشية للجنود وأعاد النظام ووعد أن تظل فرنسا في وضع دفاعي إلى أن تصبح مستعدة لكي تقاتل مرة أخرى.
وظل دور الدفاعات الأخرى على الجبهة الغربية مسؤولية بريطانيا.
كان الجنرال هيج يأمل أن يؤدي الهجوم البريطاني قرب إيبرو إلى النصر وبدأت المعركة الثالثة عند إيبرو وكانت تعرف بمعركة باشندال في 31 يوليو 1917م.
واستمرت القوات البريطانية وقوة فرنسية صغيرة تضرب الألمان في معركة رهيبة لأكثر من ثلاثة أشهر ولقد عمل قصف الحلفاء بالمدفعية الثقيلة الذي تقدم هجوم المشاة على تدمير شبكات الصرف الصحي حول إيبرو وحول المطر الغزير الأرض المبللة إلى مستنقع غرق فيه آلاف من الجنود الإنجليز ثم أوقف الثلج والبرد المعركة المدمرة نهائيا في 10 نوفمبر.
وفي أواخر الشهر نفسه استخدمت بريطانيا الدبابات لاختراق خط سيجفريد لكن الفشل عند إيبرو أنهك القوات التي كانت بريطانيا تحتاج إليها لمتابعة النجاح.
في سنة 1917م رأت بريطانيا وفرنسا آمالهما في النصر تتحطم وأجلت النمسا ـ المجر الإيطاليين من أراضيها في معركة كابوريتو في الخريف وانعدم أمل أكثر الحلفاء بعد قيام ثورة في روسيا.
الثورة الروسية
عانى الشعب الروسي كثيرًا خلال الحرب العالية الأولى وخلال سنة 1917م لم يعد كثير منهم قادرًا على تحمل الخسائر العديدة والنقص الخطير في الطعام وأخذوا ينحون باللائمة على القيصر نيقولا الثاني ومستشاريه فيما يتعلق بمشكلات البلاد.
وفي أوائل 1917م أطاحت ثورة في بتروغراد (حاليًا بيترسبيرج) بالعرش واستمرت الحكومة الجديدة في الحرب.
ولكي تضعف ألمانيا من مجهود روسيا الحربي فقد ساعدت ف. ل. لينين، وهو ثائر روسي كان يعيش آنذاك في سويسرا في العودة إلى بلده في أبريل 1917م.
وبعد سبعة أشهر قاد لينين ثورة تمكن بها من السيطرة على حكم روسيا وطالب في الحال بمعاهدة سلام مع ألمانيا وانتهت الحرب على الجبهة الشرقية.
وأملت ألمانيا شروط صلح قاسية على روسيا في معاهدة صلح وقِّعت في برست ـ ليتوفسك في 3 مارس 1918م وأجبرت معاهدة برست ـ ليتوفسك روسيا على أن تتنازل عن مساحات كبيرة من الأرض تشمل فنلندا وبولندا وأوكرانيا وبسارابيا ودول البلطيق: أستونيا وليفونيا (لاتفيا حاليا) ولتوانيا ومكن انتهاء القتال على الجبهة الشرقية القوات الألمانية من أن تنتقل إلى الجبهة الغربية.
وبدا أن العقبة الوحيدة أمام إحراز الألمان للنصر هو دخول الولايات المتحدة الحرب
الولايات المتحدة الأمريكية تدخل الحرب
أعلن الرئيس ولسون رئيس الولايات المتحدة حياد الولايات المتحدة في بداية الحرب؛ فقد عارض معظم الأمريكيين تورط الولايات المتحدة في حرب أوروبية لكن غرق السفينة لوسيتانيا وبعض أعمال ألمانيا الأخرى ضد المدنيين أحدث تعاطفا مع الحلفاء.
في 2 أبريل دعا ولسون إلى الحرب قائلاً: "إن العالم لابد أن يصل آمنا إلى الديمقراطية" وأعلن الكونجرس الحرب على ألمانيا في 6 أبريل. وتوقع قليل من الناس أن تفعل الولايات المتحدة الكثير من أجل إنهاء الحرب.
الرماة الأمريكيون يزحفون خلال منطقة مزقتها الحرب في شمال شرقي فرنسا أثناء خريف عام 1918م حيث جرى الهجوم الأخير خلال الحرب العالمية الأولى.
وتقع المنطقة بين نهر الميوز وغابة أرجون.
وقد اشتركت في هذا القتال قوات أمريكية كثيرة وعرف هذا الهجوم باسم هجوم ميوز ـ أرجون.
يتبع :