عقدة المطر!
مرسل: الأحد إبريل 28, 2013 2:54 pm
النعمة تحولت إلى نقمة، أصبحت الأمطار عقدة تستقر في نفوسنا، أُصبنا بـ«فوبيا» المطر، والسبب أن الفساد اختار عدم المحاسبة في صفه، وقال للإهمال: «تقابلني في صكة بلوت»! تلفّت الإهمال حوله يبحث عن شريك، فلم يجد أفضل من سوء التنفيذ، اختاره إلى صفه، ومن تلك اللحظة وهم: «هات يا صك بلوت»!
الأمطار عقدة العقد للأجهزة الرسمية، وخطر على العامة، وخير عميم للأرض، ورذاذ يطفئ جمرة في النفوس. ما هذه المفارقة؟
كل أسبوع يجتهد إمام وخطيب الجمعة في الدعاء طالباً المولى المغيث الكريم أن يغيث البلاد والعباد، وقد يُنادى لإقامة صلاة الاستسقاء، لقد بلغ الجفاف حده، وانخفض منسوب المياه الجوفية، وأُلحقت المواسير بالمواسير، ورفعت قدرات المضخات، وماتت نخيل وهي واقفة، وحين يمن الكريم بالعطاء وتتبلد السماء بالغيوم، تصف وكالة الأنباء الرسمية الحال... بـ«سوء الأحوال الجوية»!
أول ما بدأت نذر أخطار السيول داخل المدن على العامة، بدأت من طرق صممت وشيدت في أودية أشهرها مخرج 13 في الرياض. قيل وقتها: «ربما للرقم دور»!، رقم المخرج لا رقم كلفة الإنشاء، الرقم الأخير يستخدم جيداً في وسائل الإعلام لسد عيون الحساد، لاحقاً ظهرت حقيقة أن لبعد النظر دوراً، وأن للـــهندسة مع التنفيذ والإشراف دوراً مكمّلاً، تكرر التــــحذير، ثم انتقل بعد أعوام إلى إنــــفاق هنا وهناك، لكن أجراس الإنذار تلك لم تجـــد آذاناًَ تستجيب لخطورة الأمر. الـــنظر إليها حصر في موقــــعه المحدد مثل «حال فردية»، كما يقال للتخفيف من حدة ظاهرة، وبعد تلك الإنذارات الصـــغيرة جاء الطوفان، كارثة سيول جدة، شاهدنا المركبات مثل ألعاب أطفال بلاستيكية في مسبح، غرق من غرق وتهدم ما تهدم، وبقيت الحلول مجتزأة. استمر تعليق النقاط بعيداً عـــن الحروف، تاهت الأخيرة، فلا جمل مفيدة، وبقــــي الفساد متربعاً يتضامن مع عدم المحاسبة فــــي «صـــكة البلوت»، أما «الإهمال» فهو مسؤول تدوين النتيجة، يحمل ملف الحساب الختامي، ترسّخت عقدة المطر في النفوس، وأصبحت من سوء الأحوال الجوية!
* نقلا عن "الحياة" اللندنية
الأمطار عقدة العقد للأجهزة الرسمية، وخطر على العامة، وخير عميم للأرض، ورذاذ يطفئ جمرة في النفوس. ما هذه المفارقة؟
كل أسبوع يجتهد إمام وخطيب الجمعة في الدعاء طالباً المولى المغيث الكريم أن يغيث البلاد والعباد، وقد يُنادى لإقامة صلاة الاستسقاء، لقد بلغ الجفاف حده، وانخفض منسوب المياه الجوفية، وأُلحقت المواسير بالمواسير، ورفعت قدرات المضخات، وماتت نخيل وهي واقفة، وحين يمن الكريم بالعطاء وتتبلد السماء بالغيوم، تصف وكالة الأنباء الرسمية الحال... بـ«سوء الأحوال الجوية»!
أول ما بدأت نذر أخطار السيول داخل المدن على العامة، بدأت من طرق صممت وشيدت في أودية أشهرها مخرج 13 في الرياض. قيل وقتها: «ربما للرقم دور»!، رقم المخرج لا رقم كلفة الإنشاء، الرقم الأخير يستخدم جيداً في وسائل الإعلام لسد عيون الحساد، لاحقاً ظهرت حقيقة أن لبعد النظر دوراً، وأن للـــهندسة مع التنفيذ والإشراف دوراً مكمّلاً، تكرر التــــحذير، ثم انتقل بعد أعوام إلى إنــــفاق هنا وهناك، لكن أجراس الإنذار تلك لم تجـــد آذاناًَ تستجيب لخطورة الأمر. الـــنظر إليها حصر في موقــــعه المحدد مثل «حال فردية»، كما يقال للتخفيف من حدة ظاهرة، وبعد تلك الإنذارات الصـــغيرة جاء الطوفان، كارثة سيول جدة، شاهدنا المركبات مثل ألعاب أطفال بلاستيكية في مسبح، غرق من غرق وتهدم ما تهدم، وبقيت الحلول مجتزأة. استمر تعليق النقاط بعيداً عـــن الحروف، تاهت الأخيرة، فلا جمل مفيدة، وبقــــي الفساد متربعاً يتضامن مع عدم المحاسبة فــــي «صـــكة البلوت»، أما «الإهمال» فهو مسؤول تدوين النتيجة، يحمل ملف الحساب الختامي، ترسّخت عقدة المطر في النفوس، وأصبحت من سوء الأحوال الجوية!
* نقلا عن "الحياة" اللندنية