عبقرية القائد.. ومعجزة التوحيد
مرسل: الأحد إبريل 28, 2013 3:27 pm
يوسف الكويليت
لا توجد شخصية حاضرة في التاريخ، والذهنية الشعبية، مثل شخصية الملك عبدالعزيز الذي حوّل أفقر بلد بمساحاته الهائلة، إلى أمل بالثروة، ثم تدفقها وإنشاء دولة حديثة بالمعايير والمواصفات العالمية..
عظمة المؤسس ليست بتوحيد المملكة التي عاشت حالات افتقارها للأمن والتواصل بين أجزائها في وحدة شاملة، لكن الزمن الذي بدأت فيه هذه الخطوات كان مضطرباً عربياً وعالمياً، حين كانت نذر الحرب العالمية الأولى تدق أجراسها في كل مكان، وهنا كانت عبقرية الملك عبدالعزيز، الخروج بدولته إلى بر الأمان..
فتوحيد الداخل، والتغلب على الظروف الصعبة التي تكفل استمرار الدولة، يحتاج إلى موارد كبيرة، وهذه لا تأتي إلا من إمكانات البلد، والعلاقات الخارجية، ومع ذلك أدار الدولة بعقلية التعامل مع الإمكانات وفق الحياة الضرورية، والتي كانت تعتمد على مصدر الحج، وغيث السماء، وحتى النفط الذي تدفق في تلك المرحلة لم يكن السلعة الرائجة، والمربحة..
في زمن الحروب الكبرى، لا حياد بين المتقاتلين، لكن الملك عبدالعزيز الذي قرأ، بشكل دقيق، الظرف الداخلي، والخارجي، اختار أن يكون بعيداً عن لعبة الأعداء والأصدقاء، فجنب بلده أخطر المراحل، وهذا الخيار كان واعياً ودقيقاً لدولة حديثة، لكن رجل المرحلة، استطاع كسب الموقف سياسياً وأمنياً، وليست عبقرية هذا القائد تقف على الحدود السياسية العالمية فقط عندما يطرح الأسئلة الدقيقة على مستشاريه من الدول العربية، والإسلامية وغيرها، ويختار القرار المفاجئ للجميع، بل كان يحيط مجالسه بحكماء بلده الذين، رغم أميتهم، أصحاب رؤية نافذة، فالصراحة لا تغضبه طالما تصب في المصلحة العامة، والمكاشفة تعطيه بعداً في صياغة القرار، ومن يطلع على مكاتباته مع كل الفئات، يرى أنه لا يستثني أحداً وهو ما صاغ استراتيجية بعيدة المدى لبلد كان طرفه الشمالي، يجهل طرفه الجنوبي أو الشرقي مع الغربي، لكنه استطاع أن يخلق التجانس، والوحدة بروح رجل لا يعرف اليأس..
حاضرنا امتداد لماضينا، وذكرى اليوم الوطني، ليست مناسبة نقرأ من خلالها تلك الملحمة العظيمة، وإنما استشرافها، واعتبارها خط التأسيس للمستقبل، أي أن جيل الأجداد والآباء، حملونا مسئولية كبرى في المحافظة على مكاسبنا الكبيرة، فالعطاء لا يتم بالتجزئة والفردية، بل بجماعية العمل، وتحريره من عقدة اليأس، أي أن الجيل الجديد، والذي أصبح عالمياً في وعيه وتفاعله، يجب أن يدرك أن المرحلة سباق عقول وفكر واغتنام الفرص المتاحة، أي أن كسب المعرفة وتحويلها إلى منتج، مهمة معقدة، وتجاوزها يعني أننا في طور مختلف عن الماضي، ولعل الملك عبدالله الذي يقود رحلة التحديث وتبني المعرفة كطريق للتنمية البشرية، يفرض أن نقارب بين البدايات واللانهايات، والصورة مبشرة أننا أبناء عبدالعزيز الذي حقق لنا الوحدة، ونحن من يتحمل مسئولية ما بعدها..
لا توجد شخصية حاضرة في التاريخ، والذهنية الشعبية، مثل شخصية الملك عبدالعزيز الذي حوّل أفقر بلد بمساحاته الهائلة، إلى أمل بالثروة، ثم تدفقها وإنشاء دولة حديثة بالمعايير والمواصفات العالمية..
عظمة المؤسس ليست بتوحيد المملكة التي عاشت حالات افتقارها للأمن والتواصل بين أجزائها في وحدة شاملة، لكن الزمن الذي بدأت فيه هذه الخطوات كان مضطرباً عربياً وعالمياً، حين كانت نذر الحرب العالمية الأولى تدق أجراسها في كل مكان، وهنا كانت عبقرية الملك عبدالعزيز، الخروج بدولته إلى بر الأمان..
فتوحيد الداخل، والتغلب على الظروف الصعبة التي تكفل استمرار الدولة، يحتاج إلى موارد كبيرة، وهذه لا تأتي إلا من إمكانات البلد، والعلاقات الخارجية، ومع ذلك أدار الدولة بعقلية التعامل مع الإمكانات وفق الحياة الضرورية، والتي كانت تعتمد على مصدر الحج، وغيث السماء، وحتى النفط الذي تدفق في تلك المرحلة لم يكن السلعة الرائجة، والمربحة..
في زمن الحروب الكبرى، لا حياد بين المتقاتلين، لكن الملك عبدالعزيز الذي قرأ، بشكل دقيق، الظرف الداخلي، والخارجي، اختار أن يكون بعيداً عن لعبة الأعداء والأصدقاء، فجنب بلده أخطر المراحل، وهذا الخيار كان واعياً ودقيقاً لدولة حديثة، لكن رجل المرحلة، استطاع كسب الموقف سياسياً وأمنياً، وليست عبقرية هذا القائد تقف على الحدود السياسية العالمية فقط عندما يطرح الأسئلة الدقيقة على مستشاريه من الدول العربية، والإسلامية وغيرها، ويختار القرار المفاجئ للجميع، بل كان يحيط مجالسه بحكماء بلده الذين، رغم أميتهم، أصحاب رؤية نافذة، فالصراحة لا تغضبه طالما تصب في المصلحة العامة، والمكاشفة تعطيه بعداً في صياغة القرار، ومن يطلع على مكاتباته مع كل الفئات، يرى أنه لا يستثني أحداً وهو ما صاغ استراتيجية بعيدة المدى لبلد كان طرفه الشمالي، يجهل طرفه الجنوبي أو الشرقي مع الغربي، لكنه استطاع أن يخلق التجانس، والوحدة بروح رجل لا يعرف اليأس..
حاضرنا امتداد لماضينا، وذكرى اليوم الوطني، ليست مناسبة نقرأ من خلالها تلك الملحمة العظيمة، وإنما استشرافها، واعتبارها خط التأسيس للمستقبل، أي أن جيل الأجداد والآباء، حملونا مسئولية كبرى في المحافظة على مكاسبنا الكبيرة، فالعطاء لا يتم بالتجزئة والفردية، بل بجماعية العمل، وتحريره من عقدة اليأس، أي أن الجيل الجديد، والذي أصبح عالمياً في وعيه وتفاعله، يجب أن يدرك أن المرحلة سباق عقول وفكر واغتنام الفرص المتاحة، أي أن كسب المعرفة وتحويلها إلى منتج، مهمة معقدة، وتجاوزها يعني أننا في طور مختلف عن الماضي، ولعل الملك عبدالله الذي يقود رحلة التحديث وتبني المعرفة كطريق للتنمية البشرية، يفرض أن نقارب بين البدايات واللانهايات، والصورة مبشرة أننا أبناء عبدالعزيز الذي حقق لنا الوحدة، ونحن من يتحمل مسئولية ما بعدها..