صفحة 1 من 1

مفهوم العلاقات الدولية و مفهومها في الاسلام

مرسل: الأحد إبريل 28, 2013 8:11 pm
بواسطة محمد الحربي1
تعريف العلاقات الدولية
هي علم يلاحظ و يحلل بهدف التفسير و التنبؤ لمسير العلاقات بين الدول . كما تُعرف أيضاً بأنها دراسة التفاعلات بين أصناف محددة من الكيانات الاجتماعية و تشمل أيضاً دراسة الظروف المناسبة التي تحيط بهذه التفاعلات.و العلاقات الدولية هي علاقات شاملة تنطوي على مختلف الجماعات في مجال العلاقات الدولة سواء كانت هذه العلاقات الدولية رسمية أو علاقات دولية غير رسمية.وينطوي مفهوم العلاقات الدولية على جميع الاتصالات بين الدول وجميع حركات الشعوب و سلعو أفكار الدول عبر الحدود الوطنية.

السياسة الخارجية و العلاقات الدولية و السياسة الدولية:
السياسة الخارجية"

هي مجموعة القرارات التي تحدد الأهداف الخارجية للدولة ، و الإجراءات التي يتم اتخاذها من أجل تنفيذ هذه القرارات.كما أنها النشاط الذي تقوم به الحكومات الموجه نحو الخارج.
السياسة الدولية"
هي تلك السياسة التي تتعلق بالتفاعل و التداخل بين دولتين أو أكثر كما أن هي الأفعال وردود هذه الأفعال والتداخلات بين الوحدات المعروفة باسم الدول القومية.
ونستطيع أن نستنتج مما سبق أن الفرد الذي يعني بتحليل سلوك دولة ما تجاه البيئة الخارجية هو فرد يهتم بالسياسة الخارجية أما الفرد الذي يرى أفعل دولة ما مجرد جزء من عملية تتألف من أفعال تقوم بها دولة ما وردود أفعال الدول الأخرى فهو فرد يهتم بالسياسة الدولية.
فنجد أنه في مجال السياسة الدولية و مجال السياسة الخارجية يتم التركيز بشكل أساسي على الدولة ، أما مصطلح العلاقات الدولية فهو يهتم بكافة أشكال التداخل بين الوحدات المعروفة بالدول القومية بجانب المنظمات الدولية و الشركات متعددة الجنسيات و التجارة الدولية.

المنظومة الدولية:
هي عبارة عن مجموعة من الوحدات السياسية المستقلة حيث تتفاعل هذه الوحدات فيما بينها بانتظام ولذلك من أجل أن يكون هناك منظومة دولية لابد من وجود مجموعة من الوحدات المستقلة تعمل جميعها وفق مبدأ الاعتماد المتبادل فيما بينها.

النظام الدولي:
هو عبارة عن تنظيم العلاقات بين الدول في وقت محدد ، ويعرف أيضاً بأنه النموذج القادر على ضمان القيام بفعاليات المختلفة وفقاً لمجموعة من القواعد بين اللاعبين الدوليين.


سمات النظام الدولي:
1. الشمولية
2. التباين حيث ينطوي على العديد من الدول التي تحمل قيم وأيدلوجيات مختلفة.
3. رفض الانعزال حيث يعتبر أن العالم ما هو إلا قرية صغيرة.
4. عدم وجود سلطة دولية حيث لا يوجد ما يسمى بالحكومة العالمية.

وحدات النظام الدولي
1. الدولوهي المحور الأساسي في المجتمع الدولي حيث أن لها السيادة مما يعني عدم خضوعها لأي سلطة من السلطات الخارجية ويتم تصنيف الدول وفقاً لمجموعة من المعايير أهمها:
• السكان
• الموقع الجغرافي
• القوة الاقتصادية

فنجد الدول العظمىمثل :الولايات المتحدة الأمريكية.
الدولالكبرى مثل: فرنسا.
الدول المتوسطة مثل : البرازيل.
الدول الصغرى التي تحاول حماية نفسها من الاحتلال الخارجي.

2. المنظمات الدولية
تلعب المنظمات الدولية دوراً كبيراً على المسرح الدولي حيث تؤثر في مجرى الأمور و الأحداث كما أنها تساهم أيضاً في صناعتها. ويتم تصنيف المنظمات الدولية وفقاً لثلاثة اعتبارات على النحو التالي:
من حيث الموقع الجغرافي:
• منظمات دولية: وهي منظمات مفتوحة العضوية أمام جميع دول العالم
• منظمات إقليمية: وهي منظمات تمنح عضويتها لدول مجددة فقط وفقاً لموقع جغرافي معين.
• منظمات عبر إقليمية: وهي منظمات تمنح عضويتها لدول محددة وفقاً لاعتبارات معينة سوا كانت هذه الاعتبارات سياسية أو اعتبارات اقتصادية.....إلخ.

من حيث نوعية الدول الأعضاء:
• منظمات حكومية: وهي منظمات تمنح عضويتها لحكومات دول محددة.
• منظمات غير حكومية: وهي منظمات تمنح عضويتها للمنظمات أو الهيئات الغير حكومية.

3. الشركات العالمية
و هي عبارة عن شركات تجارية يقوم بممارسة الدور الإداري فيها وممارسة أنشطة الإنتاج و التسويق أكثر من دولة.
4. الحركات التي تدعو للتحرير الوطني
تؤثر هذه الحركات على المسرح الدولي تأثيراً بالغاً حيث تلعب دوراً كبيراً في توجيه السياسة الدولية ومن أبرز الأمثلة على ذلك منظمة التحرير الفلسطينية حيث أدى اكتسابها للشرعية إلى جعلها أحد المحاور الأساسية في إيجاد حلول على وجه العموم لأزمة الشرق الأوسط و بوجه خاص للقضية الفلسطينية.

4- العلاقات الدولية في الاسلام:
أهمية العلاقات الدولية في الإسلام
الإسلام الرسالة الخاتمة دين أُنزل للبشرية جمعاء، تبدت عالميته في قدرته على التعايش مع كل الجماعات البشرية غير المحاربة؛ من نصارى ويهود.. ملوك وفقراء.. سود وبيض... إلخ، وفق ضوابط معلومة وقواعد محددة، من أهمها:

ـ الاعتراف أن الاختلاف بين بني البشر في الدين واقع بمشيئة الله تعالى: فقد منح الله البشر الحرية والاختيار في أن يفعل ويدع.. أن يؤمن أو يكفر.

ـ وحدة الأصل الإنساني والكرامة الآدمية: انطلاقا من قوله سبحانه وتعالى )يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ( (الحجرات: 13)، وقوله عز وجل )وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ( (الإسراء: 70).

ـ التعارف: لقوله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ} (الحجرات: 13)، وكما ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة: ((... أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة...)). (جزء من حديث رواه أبو داود)؛ فالتعارف أساس دعا إليه القرآن، وضرورة أملَتْها ظروف المشاركة في الدار أو الوطن بالتعبير العصري، وإعمالا لروح الأخوة الإنسانية بدلا من إهمالها.

التعايش: إذ إن حياة المتشاركين لا تقوم بغير تعايش سمح: بيعا وشراء.. قضاء واقتضاء.. ظعنا وإقامة.
وتاريخ المسلمين حافل بصور التعامل الراقي مع غير المسلمين ، وقد حدّد الله سبحانه وتعالى أساس هذا التعايش بقوله: {لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (الممتحنة:

التعاون: كثير من القضايا العامة تشكل قاسما مشتركا بين المسلمين وغيرهم، ويمكن التعاون فيها، كما أن الأخطار التي تتهددهم معا ليست قليلة، ويمكن أن تشكل هذه القواسم المشتركة منطلقا للتعايش والتعاون، وأهم هذه القواسم المشتركة ما يلي::

ـ الإعلاء من شأن القيم الإنسانية والأخلاق الأساسية؛ فالعدل والحرية والمساواة والصدق والعفة كلها قيم حضارية تشترك فيها الأديان والحضارات، وترسيخها في المجتمعات هدف مشترك يمكن التعاون عليه.

ـ مناصرة المستضعفين في الأرض، وقضايا العدل والحرية ومحاربة الظلم، ومن ذلك اضطهاد السود والملونين في أمريكا، واضطهاد الأقليات الدينية وسائر الشعوب المقهورة في فلسطين وكوسوفا والشيشان ونحوه؛ فالإسلام يناصر المظلومين من أي جنس ودين.

والرسول صلى الله عليه وسلم قال عن (حلف الفضول) الذي تم في الجاهلية: (لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً ما أحبّ أنّ لي به حُمر النّعم، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت) (سيرة ابن هشام، والكلام عن هذا الحلف ذكر في البداية لابن كثير بإسناد صحيح، وفي دلائل البيهقي ورواه الحميدي، وابن سعد عن طريق الواقدي

أهداف العلاقات الدولية في الإسلام:
إنَّ صياغة أهداف العلاقات الدولية يجب أن تتم في ضوء المنهج الإسلامي للعلاقات الخارجية الذي حددته الأحكام الشرعية؛ فلا ينبغي أن تضع الدول أهدافها للعلاقات الخارجية في غيبة من الإسلام، ويمكن تفصيل أهداف العلاقات الدولية في الإسلام على النحو التالي:

أولا: أهداف عامة مشتركة:
ـ حماية الدولة: وهو ما يعرف في واقعنا المعاصر بالأمن القومي، ويتطلب سيادة الدولة على أراضيها، وحفظها لحدودها الجغرافية، وبعدها عن تدخل الدول الأخرى عسكريا أو سياسيا.

ـ رعاية المصالح المتبادلة: إذ تسعى كل دولة إلى توفير موارد ذاتية تغنيها عن الحاجة إلى عون خارجي، لكن هذا في واقع الحال صعب المنال؛ لذلك تلجأ الدول إلى أن تكمل نقصها عبر علاقاتها الخارجية، وتبادل المنافع مع الدول الأخرى.

ـ الأمن المشترك: فالأمن هو أحد الضروريات التي يحتاجها كل نظام سياسي يسعى إلى الاستقرار، وإذا كان الأمن الداخلي مسألة خاصة بكل دولة فهناك أمن خارجي مشترك بين دول العالم، تحكمه اتفاقيات تضمن عدم اعتداء دولة على أخرى، وقد تتحالف دول معينة وتتفق على التصدي لأي عدوان يهدد دولة في الحلف.

ـ السلام العالمي: إن الخلافات بين الدول تهدد أمن العالم؛ لذلك اقتضت المصلحة أن يقوم نظام عالمي لرعاية السلام العالمي، ومنع حدوث خلافات بين الدول، وتوفير آلية لحل الخلافات بينها؛ حفظا للأمن والسلام العالميين، وفي واقعنا المعيش تقوم منظمة الأمم المتحدة وروافدها بهذا الدور.

ثانيا: أهداف خاصة:
ـ نشر الدعوة الإسلامية: فالدولة الإسلامية هي دولة دعوة، تحمل رسالة الإسلام وتبشر بها وتدعو إليها، وتحمل لواء خلافة الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة والبلاغ.

ـ حماية الأقليات المسلمة: يطلق على المجموعات التي تعيش في دولة أخرى غير التي تقيم بها اسم (الأقليات)، والقانون الدولي يعرف الأقليات القومية، ولا ينظر للأقليات الدينية مع إنه حفظ لها حقوقها المتعلقة بشعائرها الشخصية، أما الإسلام فلا تقف العنصرية أو العرقية حاجزاً أمام الانتماء الأوسع له، ومهمة الدولة الإسلامية تقتضي حفظ حقوق الأقليات المسلمة دون النظر إلى أصولها العرقية أو العنصرية.

ـ درء الأخطار عن الأمة الإسلامية: إن الأمة الإسلامية مطالبة بنشر هذا الدين والذود عنه، وحماية معتنقيه والدفاع عن حرماتهم، وإزالة كل العوائق التي تمنعهم من أن يؤدوا فرائض دينهم؛ بل والتي تحول بين غير المسلمين وقبول الإسلام.


مميزات العلاقات الدولية في الإسلام:
ـ النظام الإسلامي للعلاقات الدولية يتميز بثبات المصادر (القرآن، والسنة، واجتهاد الفقهاء)، وعدم خضوعها للمتغيرات والأحداث، كما يتميز بالمرونة في الاستجابة لمتغيرات الزمان والمكان والحال.

ـ للشريعة الإسلامية أو الدين مكان واضح في مفهوم العلاقات الدولية؛ فالشريعة بمثابة الباعث المحرك لأهداف العلاقات الدولية؛ لذلك لا يتصور فصل الدين عن العلاقات الدولية كما يحدث في الديانات الأخرى.

ـ العلاقات الدولية في الإسلام ليست انفعالية بل مبدئية تنطلق من قيم العدل والسلام والتسامح والحرية ومساعدة المظلوم والوفاء بالعهود ونحوه.

ـ العلاقات الدولية في الإسلام مفهومها متسع، ولا يقتصر على الدول؛ بل يشمل المؤسسات والأفراد؛ إذ يستطيع فرد أن يعطي الأمان لآخر (ويسعى بذمتهم أدناهم) .

ـ العلاقات الدولية في الإسلام شمولية تخاطب الناس جميعا؛ أفرادا وجماعات، انطلاقا من شمول الإسلام.

ـ وسائل العلاقات الدولية في الإسلام نبيلة سامية، ومبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) لا وجود له في التصور الإسلامي.
ـ المصالح العامة للبشرية (كالسلام العالمي) من الأهداف الرئيسية للدولة الإسلامية، خلافاً لما عليه الحال في كثير من الدول الغربية التي تقدم مصالحها الذاتية على المصالح العامة للبشرية.
ـ الإسلام لا يعرف الازدواجية في العلاقات الدولية كما يلاحظ في المؤسسات الدولية العالمية كالأمم المتحدة وروافدها.
ـ الإسلام سبق كل النظريات المعاصرة في وجوب مواجهة الطغيان بقوة تردعه، وهو ما يطلق عليه اليوم (الردع)، أو (القوة الرادعة).

ـ العلاقات الدولية في الإسلام تنبع من الإسلام، ولا يحكمها أي مؤثر خارجي؛ الأمر الذي يوفر لأي دولة استقلالا كاملاً في اتخاذ مواقفها الخارجية والداخلية.