- الاثنين إبريل 29, 2013 3:54 pm
#61299
بقلم: عدنان الأحمد-افتتاحية مجلة بى ت (pêt )
فقد النظام شرعيته في سورية نتيجة تعامله مع ثورة الشباب مستخدماً جميع ادوات القتل والتنكيل بصورة مروعة، نشهدها من نظامه الأمني وبوحشيته المفرطة التي لم تحصل في وقت الامبراطورية العثمانية وصولاً إلى عصرنا الحديث كالتعامل الاسرائيلي مع الشعب الفلسطيني، فهذا النظام كان ومازال الأعنف على الاطلاق حيث تعامل مع هذه الثورة الشبابية بأبشع الطرق التقليدية، بداية بإنكار الثورة السلمية وعدم الاعتراف بها كلياً إلى قتل واعتقال وتشريد كل من قال: لا للظلم، ونادى للحرية والكرامة، حتى دفع بالثورة السلمية إلى التسليح للدفاع عن أنفسهم وأطفالهم وأعراضهم تحت أسم "الجيش السوري الحر"، الذي أصبح الممثل الشرعي في معظم أجزاء سورية، باستثناء المناطق الكردية المناهضة للنظام التي اعلنت عن رفضها للنظام وبشكل علاني في انتفاضة عارمة بتاريخ 12-3-2004 التي غطت جميع أجزاء كردستان سوريا وصولاً لقلب العاصمة دمشق، إلى أن أخمد النظام هذه الانتفاضة بقوة السلاح وكانت النتيجة استشهاد العشرات من الشباب الكرد، واعتقال كل من كان يحمل أسماً كردياً، واتباع سياسة تجويع وتفقير الكرد ومحاربتهم فكرياً حتى يومنا هذا .
بقيام الثورة الشبابية في سورية، كان الشابة والشاب الكردي من السباقين الذين نزلوا إلى الشوارع مطالبين بإسقاط النظام، والحفاظ على سلمية الثورة، رافضين دخول أية قوى أخرى إلى المنطقة الكردية، فالكرد أولى بالدفاع عن مناطقهم وحمايتها، في ظل الدولتين القائمتين على أرض سورية (الجيش الاسدي الهرم، والجيش الحر الفتي) .
وما حدث في "سرى كانية" بدخول الجماعات المتطرفة التكفيرية (كجبهة النصرة، كتيبة غرباء الشام) من الحدود التركية، قام الكرد بجميع اتجاهاته على رفض دخول هذه الجماعات إلى المناطق الكردية، ولكن من وقف في وجه هذه الجماعات فعلياً هم أهالي سرى كانية \رأس العين\ و وحدات الحماية الشعبية (YPG ) الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديموقراطي ((PYD ، دون الرجوع إلى الهيئة الكردية العليا الذي مازال أسماً على ورق ومازال في مرحلة التنديد فقط، أليس من الاجدر في هذه المرحلة الحرجة أن تكون هناك قوى كردية مسلحة تحت راية الهيئة الكردية العليا للوقوف في وجه أي تدخل في شؤون المناطق الكردية؟ ، باعتبارها الممثل الشرعي لأكراد سوريا، أم أنها هيئة إعلامية لاستمالة عاطفة الشباب الكرد، وتشتيت وعيه الثوري الحديث المناهض لأي فكر تقليدي هرم، وأي حزب شمولي لم يستفد من التجارب الحزبية الفاشلة مروراً بالبلشفية وصلاً إلى البعثية الزائلة.....
الهيئة الكردية العليا التي تضم حزب الاتحاد الديمقراطي ( PYD ) الذي يهتدي بفكر الزعيم الكردي عبد الله أوجالان ومن خلفه حزب العمال الكردستاني ( PKK )، والمجلس الوطني الكردي وهو مؤلف من مجموعة احزاب، منهم من يميل إلى حزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة الزعيم الكردي الأخر مسعود برزاني، وأخرون مع الزعيم جلال طالباني، واحزاب كردية في سوريا نراها مستقلة من الجهات آنفة الذكر، ولكن حتى الآن لم تعمل بحيوية وديناميكية في الساحة السياسية، حتى بات الشاب الكردي الثوري يتساءل ما هو الحزب الذي يفكر باستقلالية، ويحضن الفكر الشبابي المتوافق مع الحالة الوطنية؟، لا أن يضع امامه الصعوبات ويقيده بمبادئ حزبوية ودكتاتورية، عكس أسمائها باعتبار معظم الاحزاب الكردية تصف نفسها بالديموقراطية في أسمائها لتصبح متشابهة حتى اصبحت تعرف بأسماء اشخاصها، ويتساءل ذاك الثوري، ماذا يفعل بعض زعماء الأحزاب خارج الوطن في هذه الظروف الحرجة؟ أم أن دمهم مهدور من قبل هذا النظام المجرم بسبب مواقفهم البطولية !!! ولكن ألم يكونوا منذ أربعة عقود واقفين ضد هذا النظام ويعقدون اجتماعات حزبية، أم أن النظام الاسدي كان ديموقراطياً سابقاً، والآن دموي، أم أنها كانت مجرد احزاب تثقيفية .
رغم توحيد الاحزاب تحت عباءة الهيئة الكردية العليا، بعد اتفاقية هولير، بجهود من الزعيم الكردي مسعود برزاني وخروج الاف الاكراد إلى الشوارع بمسيرات حاشدة تهتف بهذا التوحيد، كما هتفت سابقاً بالمجلس الوطني الكردي ومجلس الشعب غرب كوردستان، ولكن حتى وقتنا الراهن وفي هذه المرحلة التي تستلزم من الكرد الوحدة، نرى كل حزب يعمل لوحده ويدعي بأنه "المنقذ الوحيد للكرد"، هذا وغير الاتهامات والاشاعات التي يتبادلونها على الساحة السياسية، ضاربين اتفاقية هولير عرض الحائط، وكثيراً ما نقرا هذه الاتهامات في إعلامهم، باعتبار جميع الصحف السورية دون استثناء هي صحف حزبية، وتعبر عن وجهة نظر الحزب ويعطي انطباعاً زائفاً بالتعددية والتنوع وحرية التعبير .
أليس من المفترض أن يكون هناك إعلاماً مستقلاً، وصحفيين موضوعيين، وتغطية إعلامية خالية من التحيز الايديولوجي ؟ . بشكل يتناسب مع الموجة الفكرية الحديثة التي تعصف بالأنظمة الديكتاتورية، لبناء أنظمة ديمقراطية تعددية مدنية . وإذا كان ما يتفاءل به الكرد بعد اسقاط الدكتاتورية الاسدية ببداية تبلور اقليم كردستاني ضمن وحدة البلاد، طبعاً يحصل ذلك بعد استفتاء شعبي، ومن حق أي شعب تقرير مصيره وفقاً للعهود والمواثيق الدولية، فهناك أمران اساسيان لأي استقلالية شعبية في العصر الحديث هما الجيش والإعلام، وهما الاضعف عند الكرد حتى الآن :
اولاً: الجيش المكون على قاعدة حزبية للأحزاب الكردية، وحتى يتطوع الشباب في صفوف الجيش يجب أن يمر بالبوابات الحزبية التي كثرت اعدادها، وهذا يزعزع بنيان المؤسسة العسكرية الحديثة التي تكون مهمتها حماية الحدود من أي عدوان .
ثانياً: الإعلام الكردي يعبر عن السياسة الحزبية التي تنحصر في مفاهيم حزبية ضيقة، وهذا لا يتطابق مع مقومات ارثاء الديمقراطية التي تساعد الامم في التقدم والتطور .
الصحافة يجب أن تقوم بشكل اساسي على التعددية والتنوع، وتعبر عن الاتجاهات السياسية والفكرية المختلفة، وضرورة السعي إلى تحقيق التوازن الكامل الذي يجعل اصحاب الآراء ووجهات النظر المختلفة في دائرة الضوء الشعبية، لضرورة المرحلة الثورية الشبابية، بسلميتها ستقف ضد هذا النظام حتى اسقاطه، وضد أي متسلق يسعى لهدم البنية التحتية للدولة، والشباب في قناعة تامة بأن الثورة لا تنجح بثرثرة رجال السياسة، بل بسواعد شبابها .
2013-2-9
فقد النظام شرعيته في سورية نتيجة تعامله مع ثورة الشباب مستخدماً جميع ادوات القتل والتنكيل بصورة مروعة، نشهدها من نظامه الأمني وبوحشيته المفرطة التي لم تحصل في وقت الامبراطورية العثمانية وصولاً إلى عصرنا الحديث كالتعامل الاسرائيلي مع الشعب الفلسطيني، فهذا النظام كان ومازال الأعنف على الاطلاق حيث تعامل مع هذه الثورة الشبابية بأبشع الطرق التقليدية، بداية بإنكار الثورة السلمية وعدم الاعتراف بها كلياً إلى قتل واعتقال وتشريد كل من قال: لا للظلم، ونادى للحرية والكرامة، حتى دفع بالثورة السلمية إلى التسليح للدفاع عن أنفسهم وأطفالهم وأعراضهم تحت أسم "الجيش السوري الحر"، الذي أصبح الممثل الشرعي في معظم أجزاء سورية، باستثناء المناطق الكردية المناهضة للنظام التي اعلنت عن رفضها للنظام وبشكل علاني في انتفاضة عارمة بتاريخ 12-3-2004 التي غطت جميع أجزاء كردستان سوريا وصولاً لقلب العاصمة دمشق، إلى أن أخمد النظام هذه الانتفاضة بقوة السلاح وكانت النتيجة استشهاد العشرات من الشباب الكرد، واعتقال كل من كان يحمل أسماً كردياً، واتباع سياسة تجويع وتفقير الكرد ومحاربتهم فكرياً حتى يومنا هذا .
بقيام الثورة الشبابية في سورية، كان الشابة والشاب الكردي من السباقين الذين نزلوا إلى الشوارع مطالبين بإسقاط النظام، والحفاظ على سلمية الثورة، رافضين دخول أية قوى أخرى إلى المنطقة الكردية، فالكرد أولى بالدفاع عن مناطقهم وحمايتها، في ظل الدولتين القائمتين على أرض سورية (الجيش الاسدي الهرم، والجيش الحر الفتي) .
وما حدث في "سرى كانية" بدخول الجماعات المتطرفة التكفيرية (كجبهة النصرة، كتيبة غرباء الشام) من الحدود التركية، قام الكرد بجميع اتجاهاته على رفض دخول هذه الجماعات إلى المناطق الكردية، ولكن من وقف في وجه هذه الجماعات فعلياً هم أهالي سرى كانية \رأس العين\ و وحدات الحماية الشعبية (YPG ) الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديموقراطي ((PYD ، دون الرجوع إلى الهيئة الكردية العليا الذي مازال أسماً على ورق ومازال في مرحلة التنديد فقط، أليس من الاجدر في هذه المرحلة الحرجة أن تكون هناك قوى كردية مسلحة تحت راية الهيئة الكردية العليا للوقوف في وجه أي تدخل في شؤون المناطق الكردية؟ ، باعتبارها الممثل الشرعي لأكراد سوريا، أم أنها هيئة إعلامية لاستمالة عاطفة الشباب الكرد، وتشتيت وعيه الثوري الحديث المناهض لأي فكر تقليدي هرم، وأي حزب شمولي لم يستفد من التجارب الحزبية الفاشلة مروراً بالبلشفية وصلاً إلى البعثية الزائلة.....
الهيئة الكردية العليا التي تضم حزب الاتحاد الديمقراطي ( PYD ) الذي يهتدي بفكر الزعيم الكردي عبد الله أوجالان ومن خلفه حزب العمال الكردستاني ( PKK )، والمجلس الوطني الكردي وهو مؤلف من مجموعة احزاب، منهم من يميل إلى حزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة الزعيم الكردي الأخر مسعود برزاني، وأخرون مع الزعيم جلال طالباني، واحزاب كردية في سوريا نراها مستقلة من الجهات آنفة الذكر، ولكن حتى الآن لم تعمل بحيوية وديناميكية في الساحة السياسية، حتى بات الشاب الكردي الثوري يتساءل ما هو الحزب الذي يفكر باستقلالية، ويحضن الفكر الشبابي المتوافق مع الحالة الوطنية؟، لا أن يضع امامه الصعوبات ويقيده بمبادئ حزبوية ودكتاتورية، عكس أسمائها باعتبار معظم الاحزاب الكردية تصف نفسها بالديموقراطية في أسمائها لتصبح متشابهة حتى اصبحت تعرف بأسماء اشخاصها، ويتساءل ذاك الثوري، ماذا يفعل بعض زعماء الأحزاب خارج الوطن في هذه الظروف الحرجة؟ أم أن دمهم مهدور من قبل هذا النظام المجرم بسبب مواقفهم البطولية !!! ولكن ألم يكونوا منذ أربعة عقود واقفين ضد هذا النظام ويعقدون اجتماعات حزبية، أم أن النظام الاسدي كان ديموقراطياً سابقاً، والآن دموي، أم أنها كانت مجرد احزاب تثقيفية .
رغم توحيد الاحزاب تحت عباءة الهيئة الكردية العليا، بعد اتفاقية هولير، بجهود من الزعيم الكردي مسعود برزاني وخروج الاف الاكراد إلى الشوارع بمسيرات حاشدة تهتف بهذا التوحيد، كما هتفت سابقاً بالمجلس الوطني الكردي ومجلس الشعب غرب كوردستان، ولكن حتى وقتنا الراهن وفي هذه المرحلة التي تستلزم من الكرد الوحدة، نرى كل حزب يعمل لوحده ويدعي بأنه "المنقذ الوحيد للكرد"، هذا وغير الاتهامات والاشاعات التي يتبادلونها على الساحة السياسية، ضاربين اتفاقية هولير عرض الحائط، وكثيراً ما نقرا هذه الاتهامات في إعلامهم، باعتبار جميع الصحف السورية دون استثناء هي صحف حزبية، وتعبر عن وجهة نظر الحزب ويعطي انطباعاً زائفاً بالتعددية والتنوع وحرية التعبير .
أليس من المفترض أن يكون هناك إعلاماً مستقلاً، وصحفيين موضوعيين، وتغطية إعلامية خالية من التحيز الايديولوجي ؟ . بشكل يتناسب مع الموجة الفكرية الحديثة التي تعصف بالأنظمة الديكتاتورية، لبناء أنظمة ديمقراطية تعددية مدنية . وإذا كان ما يتفاءل به الكرد بعد اسقاط الدكتاتورية الاسدية ببداية تبلور اقليم كردستاني ضمن وحدة البلاد، طبعاً يحصل ذلك بعد استفتاء شعبي، ومن حق أي شعب تقرير مصيره وفقاً للعهود والمواثيق الدولية، فهناك أمران اساسيان لأي استقلالية شعبية في العصر الحديث هما الجيش والإعلام، وهما الاضعف عند الكرد حتى الآن :
اولاً: الجيش المكون على قاعدة حزبية للأحزاب الكردية، وحتى يتطوع الشباب في صفوف الجيش يجب أن يمر بالبوابات الحزبية التي كثرت اعدادها، وهذا يزعزع بنيان المؤسسة العسكرية الحديثة التي تكون مهمتها حماية الحدود من أي عدوان .
ثانياً: الإعلام الكردي يعبر عن السياسة الحزبية التي تنحصر في مفاهيم حزبية ضيقة، وهذا لا يتطابق مع مقومات ارثاء الديمقراطية التي تساعد الامم في التقدم والتطور .
الصحافة يجب أن تقوم بشكل اساسي على التعددية والتنوع، وتعبر عن الاتجاهات السياسية والفكرية المختلفة، وضرورة السعي إلى تحقيق التوازن الكامل الذي يجعل اصحاب الآراء ووجهات النظر المختلفة في دائرة الضوء الشعبية، لضرورة المرحلة الثورية الشبابية، بسلميتها ستقف ضد هذا النظام حتى اسقاطه، وضد أي متسلق يسعى لهدم البنية التحتية للدولة، والشباب في قناعة تامة بأن الثورة لا تنجح بثرثرة رجال السياسة، بل بسواعد شبابها .
2013-2-9