منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#61307
لوأن الخارج أراد للأزمة أن تنتهي, لتوحد الكرد في جبهة ،والمعارضة السورية

في جبهة ، وتم حمع الجبهتين كل ذلك في أقل من عشرة أيام ، كمية وحجم الخراب والخسائر ، في البنية التحتية والأنفس، في كل يوم الآن تعادل حجم الخسائر في شهرين قبل الآن ،






خرج الناس بهدف تغيير النظام بكل مسمياته ،كمنظومة سياسية ، وإجتماعية، وإقتصادية، وأخلاقية ,ما يطلب اليوم هو رحيل رأس النظام ، مع غض الطرف عن جسمه المكون له أي إسقاط النظام بكل مرتكزاته ومؤسساته ،وطغيان شعارات لا تمت إلى تلك التي من أجلها إنطلقت الثورة ، وأتت بكل هذه التضحيات الجسيمة.








الواقع يقول والتجربة أثبتت صحة البرهان ، في مصر ، وتونس ، وليبيا ، وها هي المعارضة ، تسلك الدرب نفسه في سورية .النظام هو الدولة ، والدولة هي النظام ، إسقاط النظام يعني سقوط الدولة حكماً .






سقوط الدولة بسقوط النظام ، لا يعني إنتهاء حالة الصراع ، إن لم يكن هناك توافق دولي على النتائج التي ستعقب السقوط ،فالذي يجري الآن ، ليس إلا سقوط للدولة والمجتمع ، واقع يتلمسه الجميع ،يتم فعله من قبل الجميع ، وفي كل يوم .




لن ينتهي الصراع إن لم يتفق السوريون على معالجة أسباب الصراع ،


حل الصراع لا يكون إلا بإقتسام السلطة ، والثروة ، وإعادة الثقة المتبادلة ، بعد أن غيبت ،وإزالة الخوف والشحن الطائفي، والمذهبي ، والعرقي ، إن أردنا توصيف الحالة ، دون أن نكون في وارد تزييف الوعي ، أو القيام بدور المصلح الإجتماعي ،




إن إستمرار السلطة الموجودة بحكم القوة ، والأمر الواقع ، وأبديتها ، في عائلة ، أو شخص ، أو فئة ، بات أمرا مستحيلاً وحكماً مبرماً ، يدركه من كان الأمر يعنيه ، إشارة ، أم رمزاً


ولكن أين الحل ، وأين المشكلة ؟






أن تقول روسيا إن رأس النظام باق ومن الإستحالة بمكان إبعاده عن أي حل سياسي ، لا يأتي من باب التنجيم ، أو الإفتراض في الرؤية ، وتوقع حدث غير متوقع ، إنما هو في حقيقته، قراءة للوضع بمجمله من حيث خواتمه ، وقول في الشيء عن معرفة ودراية وتبصر .




تورط الفرنسيين في وحل مالي وما سيتبعه من غرق وإستغراق في الحالة المالية ، ربما لن تكون أقل إبلاماً على حلفاء فرنسا من الحالة الأفغانية ، تقدم الدليل ، الواضح والجلي ، على إن الحالة السورية متروكة للرياح التي تعصف بها ، والمراسي ستنتهي في الميناء الذي تم إختياره عن علم ويقين .




توجه الحكومة التركية صوب إمرالي والحديث عن حل متوقع للمشكلة الكردية والإفرازات التي ترشحت عن ذاك التحرك الذي أريد له أن يكون عبر أجهزة الأمن ، يفقد النية التركية مصداقية الطرح في تناول المسألة الكردية ، فالقضية سياسية في جوهرها ، وبالتالي فولوجها من حيث المبدأ ،من باب السياسة ،عبر مؤسسات الدولةبواسطة وزراء مختصين .والإعلان عن المفاوضات ونتائجها شيئاً بشيء ، هي القاعدة ، في حالات أخرى سبقتها ،




الدولة التركية ، تهرب إلى الأمام ، إذ أن تحركها وإن تضمن رغبة في سلام باتت بحاجة له أكثر من أي زمن آخر ليس إلا محاولات لإيجاد واقع أرادت له أن يكون ، إلا أن المفرزات التي أظهرتها الأحداث على الأرض رسمت حقائق باتت بحكم الأمر الواقع وجوداً ملموساً ، بعد أن أدرك الساسة الترك ، من أن جميع التصورات التي كان قد جرى التخطيط لها ، صادفت عكسها ،وإن سورية جديدة ستكون على الخريطة السياسية ، والأمرفي ذلك سيان ، سقط النظام عنوة ، أم بالمفاوضات ، أم بقيت الحالة السورية كما هو الأمر عليه الآن .فالذي كانت تخافه تركيا في عمقها وتتهرب منه ، بات يواجهها في سوريا ، وأصبح الكرد قوة سياسية ، وعسكرية ، لهم وجودهم على الأرض ، ولم تنفع تلك المحاولات التي أرادت التسويق لها ، وفرضها على الأرض ، من خلال تواطؤ أطراف متعددة ، من المعارضة السورية ، على أن لا يكون للكرد في سورية أي وجود فاعل على الساحة السياسية ، وحصر القضية برمتها في إطار حدود المواطنة ، والتركيز على عدم تبني أي مطلب للكرد كشعب ، ينتمي إلى أمة وله من الحقوق، ما للقومية الأخرى العربية ،




سعت تركيا إلى تبني مفهوم المواجهة العسكرية ، إلا أن رفض القوى الغربية والأمريكية لهذه المحاولات دفعها إلى تبني مفهوم ، مواجهة الكرد وحربهم بالوكالة ، وإجهاض أي قوة سياسية تمثلهم ، ورصدت لذلك الملايين من الدولارات ،ودخل معها في هذا المخطط ، أفراد وجماعات ، من المنطقة وخارجها ، ولكنها جميعاً أصيبت بالفشل وكانت الهزائم العسكرية والسياسية من نصيبها ،وتم إجهاض المشروع في مهده ، على الأرض.





والآن إن لم تكن الرغبة التركية في اللقاء الذي جرى صادقة تماماً ترى ما الدافع له ،إن تعقد الوضع السوري ، بعد أن أصبح الجميع في زقاق مسدود ،

مع إدراك الكثير من الدول المتورطة بوعي أو غيره أن البلل بات يتسرب إلى مجالسهم من تحت جوانب خيمهم المهزوزة أصلاً ، وذلك لتشابه الوضع السوري وتطابقه مع حالة الوضع ، في كيان ، كل دولة من الدول المجاورة





















إن ما أدركته تركيا ، وما لمح إليه لافروف ، وحركات الإبراهيمي ، وتصريحات وزير خارجية السعودية وإعلانه إلتزام المملكة بالحل السياسي ، وما أعقبه من تصريح وزير خارجية قطر حول ضرورة إرسال قوات سلام عربية ، ليست إلا إقرار بالعجز وإعتراف خفي ومستور بما صرح به لافروف علناً.






الكل يطالب الأسد بالرحيل ، والجميع يدرك ويقول أن الأسد ليس براحل ، والأسد نفسه يعلن الكرة بعد الأخرى تمسكه بالسلطة .ويدعو المعارضة إلى الحوار .




مبادرة الخطيب ، ليست إلا مبادرة المجتمع الدولي برمته ، الغرب منه أو الشرق ، أو العرب وقد أكد أوباما صحة هذه النظرية ، إذ قال في خطابه الأخير ، إن أمريكا ستدعم تلك الجهات في المعارضة ، ممن يعملون على تحقيق مصالح كل السوريين، وكان قد سبق موقفه هذا بآخر حين قال يومها ، إن أمريكا لن تقدم المساعدات إلا إلى الجهات التي ستعمل من أجل الحلول السلمية ، والمطلع على السياسة الأمريكية بعد تدخلها المباشر في العراق ، وأفغانستان ، وإكتفائها بدور الظهير في ليبيا ، وما يجري في مالي ، يدرك أن الأطراف الدولية كانت وما زالت شبه متيقنة ، أن الحالة السورية ، ليست قابلة لأي تدخل خارجي مباشر ،لعدة أسباب ، ربما كان الأول منها ، إن حسم الصراع لصالح أي طرف بواسطة التدخل الخارجي إن هو إلا غوص في رمال متحركة ، لن تخرج منها تلك الدول لعقود من الزمن ، في الحين الذي تلملم نفسها للخروج من أوحال أفغانستان ، والمتاهة العراقية ، والحالة المالوية الآن بعد أن تورطت فرنسا بها ،ليصبح صوتها يكاد أن يكون غير مسموع ، بعد أن كان هو الطاغي من بين من أطلق عليهم أصدقاء الشعب السوري .






إن المعارك التي تدور اليوم على الأرض السورية ، تزداد قوة وشراسة وبطشاً وإلتهاماً لمقدرات الشعب والدولة ، مزقت النسيج الوطني ، وبات السوريون اليوم عرضة لثقافة الموت ، ودبيب الروح الطائفية أخذت تندس في رحم الوطن برمته ، وأصبحت الفظائع، والمجازر ، وقطع الرقاب وصور القتل شبه إعتيادية بعد سنتين من دخول المجتمع السوري في عالم القصابة والجزارة ، حيث أن أجيالاً عديدة باتت اليوم مهددة بالإنقراض ، سيما إذا علمنا أن الملايين من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن إثنا عشرة سنة معرضون للموت في الأحوال العادية دون وجود حروب أو كوارث بنسبة تقدر بعشرين في المائة ، كيف تكون النسبة هذه حيث البرد والمرض وقلة الغذاء يهدد الجميع بالموت ، والعاهات المستديمة في الأجساد، وعقد في النفوس قد لا تستطيع عشرات السنين، إيجاد الداء لها ، فتكون الكارثة البشرية بعد الإقتصادية ، والإنسانية ، والثقافية .




قد يكون هناك نصر عسكري ما ، لصالح هذا الجانب ، أو للأخر ، لكن حقيقة الأوضاع لا تدل على أن النتائج ستكون وفق التصورات .




إن التناقضات التي كان يمكن حلها في مجتمعنا السوري ، بالحوار ، والتفاوض بين المعارضة والسلطة ، النظام ، باتت اليوم أكثر شدة ، وتعقيداً ، والأطراف أكثر تنافراً ، وتضاداً من قبل ،




فالحرب في سوريا تقودها الدول الإقليمية بشكل غير مباشر ، والسند الدولي للمحورين الإقليميين واضح وصريح تركيا والسعودية وقطر ، والآخر الإيراني والعراقي وحزب الله . وستكون نتائج هذا الصراع المدخل الرئيسي والأساسي لرسم خارطة المنطقة برمتها ، ولن تكون الغلبة لمحور ، على آخر ، وستقود إلى خيارات ، الحالة اللبنانية ، أو الأفغانية ، أو العراقية ، وهي أقرب للوضع السوري وإن كان ذلك سيكون بعد أن تكون الدولة ، قد سقطت كمفهوم سياسي، وإجتماعي ، وإستمرت في حالتها ما قبل الدولة الوطنية .إن لم تتفق مكونات المجتمع على صيغة للعيش المشترك ، وفق قاعدة الإعتراف المتبادل بالمصالح المشتركة ، ومواجهة واقع جديد ، بات أمراً ملموساً ولا يمكن تجاوزه أو التحايل عليه بشعارات ، باتت لا تغني ولا تسمن .






يوسف خالدي