موقف امريكا من الثورة السورية
مرسل: الاثنين إبريل 29, 2013 4:05 pm
كان الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003م هو الاحتلال الأمريكي الأول لدولة عربية بالكامل، وبالرغم من عدم وجود أسباب قانونية ولا سياسية ولا أخلاقية تبرر الاحتلال، وبالرغم من تلقي الإدارة الأمريكية للكثير من النصائح الدولية بعدم دخول الحرب، سواء من رؤساء الدول بما فيها الدول الأوروبية ، أو من القيادات السياسية الأكاديمية والحزبية والفردية في أمريكا وخارجها إلا أن الإدارة الأمريكية في عهد جورج بوش الابن دفعت الجيش الأمريكي إلى الحرب دفعاً ، سواء في توريطه بالحرب أو خداعه بالأكاذيب عن العدو، أو قيامه بالحرب وكالة عن الغير دون أن ينتفع بها الجيش الأمريكي ولا الشعب الأمريكي ايضاً، لقد تورط الجيش الأمريكي بهذه الحرب من خلال قياداته العسكرية العليا من الرئيس بوش إلى نائبه ديك تشيني إلى وزير دفاعه رامسفيلد إلى غيرهم من أصحاب المصالح الاقتصادية العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، بما يمتلكونه ويمثلونه من شركات نفط وأسلحة وأدوية وإعلام وصحافة وبنوك وغيرها.
هذه المحاور الثلاث : توريط الجيش وخداع الشعب والحرب بالوكالة هي المحاور التي يستخدمها البيت الأبيض في الحروب الدولية وهي نفسها التي حركت أمريكا لاحتلال العراق، وهي نفسها التي يمكن أن تحرك الجيش الأمريكي للتدخل في أي دولة عربية في المستقبل، بالرغم من صعوبة ذلك بعد الخسائر الفادحة التي منيت بها الولايات المتحدة الأمريكية على مستوى مكانتها وسمعتها الدولية أو على مستوى الخسائر العسكرية والمالية والبشرية التي أضعفت الاقتصاد الأمريكي وصنعت له الأزمات الاقتصادية والمالية المتتالية داخلياً وخارجياً، حتى قال وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت غيتس وهو الذي تخضرم بين عهدي الرئاسة الأمريكية في عهد بوش الابن الذي أعلن الحرب على العراق 2003 وفي عهد باراك اوباما الذي أعلن الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011، فكان غيتس وزير دفاع مشترك وانتقالي بين العهدين وقد أدرك أخطاء الحرب ومخاطرها وخسائرها على الشعب الأمريكي فقال في محاضرة له في إحدى الكليات العسكرية العام الماضي 2011:" إن أي رئيس أمريكي يخطط لخوض حرب مع دولة عربية، عليه أن يخضع لفحص في قواه العقلية ".
إن التدخل الأمريكي في أي قضية تحكمه المصالح من وجهة نظر الحزب الأمريكي الحاكم، وأوباما صرح منذ بداية الثورة السورية إن على الرئيس الأسد أن يتنحى ، لأنه أدرك بصفته الشخصية ما لم يدركه الأسد، أنه طالما خرج الشعب العربي إلى الشوارع في مظاهرات علنية تهتف: يسقط يسقط الرئيس ، فإن النتيجة الحتمية هي سقوط الرئيس ، وقد استفاد أوباما من دروس تونس ومصر وليبيا واليمن ، فلم يتراجع شعب عربي عن قراره باسقاط الرئيس، ولكن الأسد كابر وجحد وقال أنه لا يخشى مصير مبارك ولا القذافي، لأنه مطمئن إلى أن أوباما والحزب الديمقراطي الحاكم في أمريكا ، وهو الذي سحب الجيش الأمريكي من العراق ، لن يتورط في حروب مع العرب مرة أخرى، وعندما كاد أن يستدرج في التدخل في ليبيا عسكريا سارع إلى الانسحاب من هذه الحرب وترك الشأن الليبي إلى الدول الأوروبية، لأن أمريكا تعاني اليوم من عقدة الحرب ضد العرب أو المسلمين، ومن هنا فإن التردد الأمريكي مرده إلى عقدة التدخل في العراق واحتلاله عام 2003م أولاً، وعلى قدرات الإدارة الأمريكية أن تخدع الشعب وتورط الجيش بحرب نيابة عن الآخرين طالما أن مصالحها غير مهددة من تلك الدولة.
هذه الرؤية تؤكدها التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي أوباما يوم الاثنين 20/8/2012م، والتي قال فيها : "إن الرئيس الأسد فقد شرعيته وينبغي ان يتنحى عن السلطة"، وحتى الآن لا جديد في موقف أمريكا وأقوال أوباما، ولكن الجديد هو قوله: "ستكون هناك عواقب وخيمة إذا رأينا أن مجموعةكاملة من الأسلحة الكيماوية تتحرك أو تستخدم فهذا خط أحمر بالنسبة لنا... فهذا سيغير أي حسابات."
هذه التصريحات الجديدة خطيرة جداً، لأنها تدخل في نطاق الخطوة الأولى وهي محاولة توريط الجيش الأمريكي بعمل عسكري يضرب قطاعات معينة من الجيش السوري، يمكن أن تضعف القوة العسكرية للجيش السوري ودون ان تؤدي إلى إسقاط الأسد بالضرورة، ويكون الهدف مرة أخرى الحرب بالوكالة لصالح الدولة الإسرائيلية، فالخط الأحمر الذي يحرك إدارة أوباما ليس القتل والتشريد والمجازر والمذابح والاغتصاب وقتل الأطفال والشيوخ والنساء الذي تواصل لأكثر من سبعة عشر شهراً، ولا حقوق الإنسان ، ولا الدفاع عن الحرية ولا الديمقراطية، وإنما تحريك مجموعات كاملة من الأسلحة الكيماوية ـ على فرض وجودها ـ، والملاحظة الأخرى أن تغير الحسابات الأمريكية ليس على قتل الشعب السوري بها ، وإنما على استخدام هذه الأسلحة المفترضة دون ان يحدد ضد من يمكن أن تستخدم ، فكيف يمكن أن يكون مجرد تحريكها خطاً أحمر ، إلا خوفاً من محاولة تهريبها أو إخفائها من مكان إلى آخر ، وهذا يؤكد أيضاً أن ما يحكم الموقف الأمريكي في سوريا هي المصالح الأمريكية والإسرائيلية معا، فمجرد تصريح أوباما بأن تحريك الأسلحة الكيماوية هو خط أحمر وهو الذي سيغير أي حسابات مع سوريا ، يفيد بأن هناك حسابات أمريكية مع بشار الأسد حكمت العلاقات بينهما طوال سبعة عشر شهراً من عمر الثورة السورية، لم يكن يستطيع بشار أن يتحرك في سوريا من دونها، أي أن التحذير الأخير جاء لمنع الأسد من تجاوز الخطوط الحمراء فقط وليفعل بعد ذلك ما يشاء مع الشعب والمعارضة السورية، فهذه ليست تجاوزاً للخطوط الحمراء.
وما عبارة أوباما الأولى:"إن الأسد فقد شرعيته وعليه أن يتنحي، وأنأمريكا تجري مشاورات مع المجتمع الدولي للتحضير من أجل الانتقال السياسي فيسوريا"، إلا ضوءاً أخضر لإطالة أمد الأزمة حتى ترتب أمريكا أوضاعها مع المواقف الإسرائيلية أولاً ، ومن أجل الضغط على إيران ثانياً، في محاور: منعها من صناعة أسلحة نووية ، وتنسيق مواقفهما في الاحتلال المشترك للعراق، وتنسيق مواقفهما في لبنان وسوريا في حالة تمكن المعارضة السورية من إسقاط الأسد، وغيرها من القضايا التي تستخدم فيها أمريكا التهديدات الإيرانية في إخافة دول المنطقة ، وإخضاعها لوصايتها ونفوذها وهيمنتها، وزيادة مبيعات الأسلحة للعرب وطلب الحماية الخارجية الأمريكية.
من هنا يمكن تحليل الموقف الأمريكي الجديد على أنه نوع جديد من الخداع وخلط الأوراق التي قد توهم قوى وأحزاباً ومنظمات الثورة السورية بأن التدخل الأمريكي قادم ، وبالتالي الركون إلى هذا الدعم الخارجي ، وهو وهم وقعت فيه أغلب قوى الثورة السورية في الأشهر الأولى من الثورة، ولكنه لم يؤت أوكله في ذلك الحين ولن يؤت أوكله هذه المرة أيضاً لأن الإدارة الأمريكية تواصل تأكيداتها علىاستبعاد العمل العسكري وضرورة السير في الخيارات الدبلوماسية في سوريا،والضغط على الأسد سياسياً لدفعه إلى مغادرة السلطة، وهو الأمر الذي يجعل بشار الأسد صاحب القرار ، وبالتالي مواصلة القتل، وجعل الأزمة السورية حرب استنزاف لكل المشاركين فيها من العرب والإيرانيين من السنة والشيعة معا.
إن التهديد الأمريكي يهدف إلى إيهام السوريين والعالم بأن التدخل الأمريكي القادم سيكون فقط من أجل حماية الأسلحة الكيماوية، وهذا يعني أن أمريكا بدأت تحضر إلى لحظة سقوط بشار وتدخلها العسكري في سوريا بحجة حماية الأسلحة الكيماوية، أي أن لحظة سقوط نظام الأسد سوف تكون أخطر اللحظات، حيث من الممكن أن تتدخل فيها قوى عديدة منها الولايات المتحدة الأمريكية عسكرياً ، بحجة منع نقل القدرات العسكرية التي يملكها الجيش السوري إلى قوى المعارضة وبالأخص الأسلحة الكيماوية المفترضة، ولكن الأهم منها هي مخاوف انتقال القدرات العسكرية الصاروخية وقدرات الدفاع الجوي القوية والخفيفة، أي أن الهدف هو السيطرة على القدرة العسكرية للجيش السوري بعد سقوط بشار، وتأمين عدم انتقال هذه الأسلحة لقوى تصفها أمريكا بالأيدي الخطرة أو الإرهابية، فهل يدرك محور المقاومة هذه الخطورة ويعمل على نقل السلطة إلى الأيدي الوطنية من أبناء الجيش السوري الأحرار، حتى لا تضيع هذه القوة العسكرية السورية، بل يتم الحفاظ على الدولة وجيشها قويا، سواء سقط الرئيس بانتقال سلمي للسلطة أو باستسلامه لقوى الثورة السورية، فالأصل أن يكون الهدف المشترك لقيادة الجيش السوري هو الحفاظ على سوريا وقوتها وهيبتها وعدم إضعافها بعد سقوط بشار ، وأن لا يكون همها من يحكم سوريا لأن سوريا مليئة بالرجال المخلصين والأقوياء، لقد آن الأوان منذ الآن أن يفتح الشعب السوري صدره للمصالحة الوطنية وحماية سوريا من التدخلات الخارجية.
الكاتب والمحلل السياسي
عمران نزال
هذه المحاور الثلاث : توريط الجيش وخداع الشعب والحرب بالوكالة هي المحاور التي يستخدمها البيت الأبيض في الحروب الدولية وهي نفسها التي حركت أمريكا لاحتلال العراق، وهي نفسها التي يمكن أن تحرك الجيش الأمريكي للتدخل في أي دولة عربية في المستقبل، بالرغم من صعوبة ذلك بعد الخسائر الفادحة التي منيت بها الولايات المتحدة الأمريكية على مستوى مكانتها وسمعتها الدولية أو على مستوى الخسائر العسكرية والمالية والبشرية التي أضعفت الاقتصاد الأمريكي وصنعت له الأزمات الاقتصادية والمالية المتتالية داخلياً وخارجياً، حتى قال وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت غيتس وهو الذي تخضرم بين عهدي الرئاسة الأمريكية في عهد بوش الابن الذي أعلن الحرب على العراق 2003 وفي عهد باراك اوباما الذي أعلن الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011، فكان غيتس وزير دفاع مشترك وانتقالي بين العهدين وقد أدرك أخطاء الحرب ومخاطرها وخسائرها على الشعب الأمريكي فقال في محاضرة له في إحدى الكليات العسكرية العام الماضي 2011:" إن أي رئيس أمريكي يخطط لخوض حرب مع دولة عربية، عليه أن يخضع لفحص في قواه العقلية ".
إن التدخل الأمريكي في أي قضية تحكمه المصالح من وجهة نظر الحزب الأمريكي الحاكم، وأوباما صرح منذ بداية الثورة السورية إن على الرئيس الأسد أن يتنحى ، لأنه أدرك بصفته الشخصية ما لم يدركه الأسد، أنه طالما خرج الشعب العربي إلى الشوارع في مظاهرات علنية تهتف: يسقط يسقط الرئيس ، فإن النتيجة الحتمية هي سقوط الرئيس ، وقد استفاد أوباما من دروس تونس ومصر وليبيا واليمن ، فلم يتراجع شعب عربي عن قراره باسقاط الرئيس، ولكن الأسد كابر وجحد وقال أنه لا يخشى مصير مبارك ولا القذافي، لأنه مطمئن إلى أن أوباما والحزب الديمقراطي الحاكم في أمريكا ، وهو الذي سحب الجيش الأمريكي من العراق ، لن يتورط في حروب مع العرب مرة أخرى، وعندما كاد أن يستدرج في التدخل في ليبيا عسكريا سارع إلى الانسحاب من هذه الحرب وترك الشأن الليبي إلى الدول الأوروبية، لأن أمريكا تعاني اليوم من عقدة الحرب ضد العرب أو المسلمين، ومن هنا فإن التردد الأمريكي مرده إلى عقدة التدخل في العراق واحتلاله عام 2003م أولاً، وعلى قدرات الإدارة الأمريكية أن تخدع الشعب وتورط الجيش بحرب نيابة عن الآخرين طالما أن مصالحها غير مهددة من تلك الدولة.
هذه الرؤية تؤكدها التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي أوباما يوم الاثنين 20/8/2012م، والتي قال فيها : "إن الرئيس الأسد فقد شرعيته وينبغي ان يتنحى عن السلطة"، وحتى الآن لا جديد في موقف أمريكا وأقوال أوباما، ولكن الجديد هو قوله: "ستكون هناك عواقب وخيمة إذا رأينا أن مجموعةكاملة من الأسلحة الكيماوية تتحرك أو تستخدم فهذا خط أحمر بالنسبة لنا... فهذا سيغير أي حسابات."
هذه التصريحات الجديدة خطيرة جداً، لأنها تدخل في نطاق الخطوة الأولى وهي محاولة توريط الجيش الأمريكي بعمل عسكري يضرب قطاعات معينة من الجيش السوري، يمكن أن تضعف القوة العسكرية للجيش السوري ودون ان تؤدي إلى إسقاط الأسد بالضرورة، ويكون الهدف مرة أخرى الحرب بالوكالة لصالح الدولة الإسرائيلية، فالخط الأحمر الذي يحرك إدارة أوباما ليس القتل والتشريد والمجازر والمذابح والاغتصاب وقتل الأطفال والشيوخ والنساء الذي تواصل لأكثر من سبعة عشر شهراً، ولا حقوق الإنسان ، ولا الدفاع عن الحرية ولا الديمقراطية، وإنما تحريك مجموعات كاملة من الأسلحة الكيماوية ـ على فرض وجودها ـ، والملاحظة الأخرى أن تغير الحسابات الأمريكية ليس على قتل الشعب السوري بها ، وإنما على استخدام هذه الأسلحة المفترضة دون ان يحدد ضد من يمكن أن تستخدم ، فكيف يمكن أن يكون مجرد تحريكها خطاً أحمر ، إلا خوفاً من محاولة تهريبها أو إخفائها من مكان إلى آخر ، وهذا يؤكد أيضاً أن ما يحكم الموقف الأمريكي في سوريا هي المصالح الأمريكية والإسرائيلية معا، فمجرد تصريح أوباما بأن تحريك الأسلحة الكيماوية هو خط أحمر وهو الذي سيغير أي حسابات مع سوريا ، يفيد بأن هناك حسابات أمريكية مع بشار الأسد حكمت العلاقات بينهما طوال سبعة عشر شهراً من عمر الثورة السورية، لم يكن يستطيع بشار أن يتحرك في سوريا من دونها، أي أن التحذير الأخير جاء لمنع الأسد من تجاوز الخطوط الحمراء فقط وليفعل بعد ذلك ما يشاء مع الشعب والمعارضة السورية، فهذه ليست تجاوزاً للخطوط الحمراء.
وما عبارة أوباما الأولى:"إن الأسد فقد شرعيته وعليه أن يتنحي، وأنأمريكا تجري مشاورات مع المجتمع الدولي للتحضير من أجل الانتقال السياسي فيسوريا"، إلا ضوءاً أخضر لإطالة أمد الأزمة حتى ترتب أمريكا أوضاعها مع المواقف الإسرائيلية أولاً ، ومن أجل الضغط على إيران ثانياً، في محاور: منعها من صناعة أسلحة نووية ، وتنسيق مواقفهما في الاحتلال المشترك للعراق، وتنسيق مواقفهما في لبنان وسوريا في حالة تمكن المعارضة السورية من إسقاط الأسد، وغيرها من القضايا التي تستخدم فيها أمريكا التهديدات الإيرانية في إخافة دول المنطقة ، وإخضاعها لوصايتها ونفوذها وهيمنتها، وزيادة مبيعات الأسلحة للعرب وطلب الحماية الخارجية الأمريكية.
من هنا يمكن تحليل الموقف الأمريكي الجديد على أنه نوع جديد من الخداع وخلط الأوراق التي قد توهم قوى وأحزاباً ومنظمات الثورة السورية بأن التدخل الأمريكي قادم ، وبالتالي الركون إلى هذا الدعم الخارجي ، وهو وهم وقعت فيه أغلب قوى الثورة السورية في الأشهر الأولى من الثورة، ولكنه لم يؤت أوكله في ذلك الحين ولن يؤت أوكله هذه المرة أيضاً لأن الإدارة الأمريكية تواصل تأكيداتها علىاستبعاد العمل العسكري وضرورة السير في الخيارات الدبلوماسية في سوريا،والضغط على الأسد سياسياً لدفعه إلى مغادرة السلطة، وهو الأمر الذي يجعل بشار الأسد صاحب القرار ، وبالتالي مواصلة القتل، وجعل الأزمة السورية حرب استنزاف لكل المشاركين فيها من العرب والإيرانيين من السنة والشيعة معا.
إن التهديد الأمريكي يهدف إلى إيهام السوريين والعالم بأن التدخل الأمريكي القادم سيكون فقط من أجل حماية الأسلحة الكيماوية، وهذا يعني أن أمريكا بدأت تحضر إلى لحظة سقوط بشار وتدخلها العسكري في سوريا بحجة حماية الأسلحة الكيماوية، أي أن لحظة سقوط نظام الأسد سوف تكون أخطر اللحظات، حيث من الممكن أن تتدخل فيها قوى عديدة منها الولايات المتحدة الأمريكية عسكرياً ، بحجة منع نقل القدرات العسكرية التي يملكها الجيش السوري إلى قوى المعارضة وبالأخص الأسلحة الكيماوية المفترضة، ولكن الأهم منها هي مخاوف انتقال القدرات العسكرية الصاروخية وقدرات الدفاع الجوي القوية والخفيفة، أي أن الهدف هو السيطرة على القدرة العسكرية للجيش السوري بعد سقوط بشار، وتأمين عدم انتقال هذه الأسلحة لقوى تصفها أمريكا بالأيدي الخطرة أو الإرهابية، فهل يدرك محور المقاومة هذه الخطورة ويعمل على نقل السلطة إلى الأيدي الوطنية من أبناء الجيش السوري الأحرار، حتى لا تضيع هذه القوة العسكرية السورية، بل يتم الحفاظ على الدولة وجيشها قويا، سواء سقط الرئيس بانتقال سلمي للسلطة أو باستسلامه لقوى الثورة السورية، فالأصل أن يكون الهدف المشترك لقيادة الجيش السوري هو الحفاظ على سوريا وقوتها وهيبتها وعدم إضعافها بعد سقوط بشار ، وأن لا يكون همها من يحكم سوريا لأن سوريا مليئة بالرجال المخلصين والأقوياء، لقد آن الأوان منذ الآن أن يفتح الشعب السوري صدره للمصالحة الوطنية وحماية سوريا من التدخلات الخارجية.
الكاتب والمحلل السياسي
عمران نزال