منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By هارون عزير9
#61322
الاسم الرسمي : جمهورية بنين (بالفرنسية: Benin).

العاصمة : بورتونوفو ( عاصمة رسمية ), كوتونو ( مقر الحكومة )

الموقع : هي دولة تقع في غرب أفريقيا. تحدها من الغرب توغو ومن الشرق نيجيريا ومن الشمال فبوركينا فاسو والنيجر. أما من الجنوب فتطل على خليج بنين

المساحة الإجمالية : 112,620 كيلو متر مربع

عدد السكان : حوالي 9 ملايين ونصف نسمة .

الجماعات الإثنية : نحو 42 جماعة إثنية أفريقية تشكل 99% من السكان أبرزها الفون والأدجا واليوريا والباريبا

الأديان : معتقدات تقليدية ( 50%), المسيحيون (30%) , المسلمون (20%)

اللغات : الفرنسية ( لغة رسمية ), والفون واليوروبا ( أوسع انتشارًا في الجنوب )

وهناك على الأقل 6 لغات قبلية كبرى في الشمال

تاريخ الاستقلال: أول أغسطس 1960 (عن فرنسا )

نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالي :1100 دولار (تقديرات 2006)

معدل النمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي :4% (تقديرات 2006)

العملة الوطنية : فرنك سيفا ( أو الفرنك الأفريقي )

التعليم: على الرغم من أن التعليم في بنين لم يكن مجانياً في السابق، إلا أن الرسوم ألغيت وتعمل على تنفيذ توصيات المنتدى التربوي في 2007.

■ التاريخ القديم :

يعتمد تاريخ بنين قبل الاستعمار على الأساطير والمرويات الشفهية , ومن بين الجماعات العرقية العديدة هناك كان لجماعات الفون – التي تنتشر في الأجزاء الجنوبية من البلاد – دور مهم في فترة ما قبل الإستعمار , حيث أقامت حضارة متقدمة بفنونها وأديانها وأدواتها , كما أسست ثلاث ممالك هي ممالك بورتونوفو وألادا داهومي , وحظيت هذه المملكة الأخيرة بوجه خاص بشهرة واسعة , حيث يرجع تاريخ إنشائها طبقا للمرويات الشفهية إلى عام 1625 تقريبا , ولكن ويجبادجا (1645-1685 ) هو الذي حول المملكة إلى دولة قوية حيث ظل يتحرش بملك إحدى الممالك الصغيرة المجاورة , وانتهى الأمر بهزيمته وأسره على يد ويجبادجا , وقام خلفاء ويجبادجا بجهود إضافية لتوسيع مملكتهم , إذ قام ابنه الملك أجادجا (1708- 1732) بغزو الأدا وأيداه بهدف الوصول إلى الساحل لإقامة علاقات تجارية مع الأوروبيين الذين كانوا قد أقاموا بعض الحصون علة الساحل , والحصول على السلاح منهم . وخلال النصف الأول من القرن التاسع عشر قام الملك جيزو (1818- 1858 ) بتوسيع حدود المملكة شمالا كما قام بعدة حملات شرقا في أراضي اليوروبا ( بنيجيريا الحالية ) . وظلت مملكة داهومي تتمتع باستقلالها حتى هزيمة آخر ملوكها بيهانزين على يد الفرنسيين عام 1892 .

■ الاستعمار والاستقلال :

ظل الوجود الأوروبي في منطقة بنين الحالية مقتصرًا على المناطق الساحلية حتى أواخر القرن التاسع عشر , حيث قام البرتغاليون والبريطانيون والفرنسيون بإنشاء حصون لهم هناك , وخلال القرن التاسع عشر سعت فرنسا إلى أبسط سيطرتها على المنطقة ؛ ففي عام 1857 سيطر الفرنسيون على " بوبو الكبرى " بعد فرار ملكها , وأعلنت فرنسا الحماية على داهومي , بعد 14 شهرا استسلم الملك وقام الفرنسيون بنفيه , ثم أعلنت فرنسا في يونيه 1894 عن إنشاء مستعمرة داهومي وملحقاتها التي ضمت ممالك داهومي وألادا وبورتونوفو , ثم شرعت في سيطرتها على المناطق الشمالية من البلاد فأرسلت عدة حملات خلال عامي 1895 و 1896 , وضمت الجزء الغربي من بروجو إلى مستعمرتها في داهومي باتفاق 1898 ولكنها لم تتمكن من الوصول إلى الجزء القابل للملاحة من نهر النيجر , وفي عام 1899 أصبحت داهومي جزء من أفريقيا الغربية الفرنسية , وطول فترة الاستعمار كانت داهومي مصدرا لتوفير الإداريين والأطباء والقانونيين غيرهم من المهنيين للعمل في الإمبراطورية الفرنسية في أفريقيا , وخلال الحرب العالمية الثانية انضمت داهومي وغيرها من المستعمرات الفرنسية في أفريقيا الغربية إلى جانب الحلفاء وفي عام 1946 أصبحت داهومي إقليما فرنسيا فيما وراء البحار , وفي عام 1958 حصلت على الحكم الذاتي في إطار الجماعة الفرنسية , وقام هيوبرت ماجا زعيم حزب التجمع الديمقراطي الداهومي بزعامة جوستين اهومادجبي بالإضافة إلى حزب ثالث بزعامة سورو – ميجن أبيثي , حيث شكلت الأحزاب الثلاثة تجمعا واحدا عرف باسم الحزب التقدمي الداهومي , ولكنه لم يستمر طويلا وفي أول أغسطس 1960 أصبحت داهومي دولة مستقلة باسم جمهورية داهومي وفي عام 1975 تم تغيير الاسم إلى جمهورية بنين الشعبية

■ التطور السياسي بعد الاستقلال :

أعقب استقلال بنين إجراء انتخابات رئاسية فاز فيها " هيوبرت ماجا " وهو شمالي , وأصبح أبيثي نائبا لرئيس الجمهورية وهو جنوبي , وفي أكتوبر 1963 أطاح الجيش , بقيادة الجنرال كريستوف سوجلو , بالنظام بعد موجة من الاحتجاجات والاضطرابات , وأعلن سوجلو في يناير 1964 قيام حكومة ائتلافية تحت قيادة أبيثي وجوستين أهومادجبي كرئيس للوزراء وهو من الجنوب الغربي وأدى عدم وجود ممثل للشماليين في النظام إلى اندلاع موجة أخرى من الاضطرابات السياسية مما أدى إلى تدخل الجيش مرة أخرى بقيادة الجنرال سوجلو الذي احتفظ بالقيادة لنفسه , وظل رئيسا للدولة طوال الفترة من ديسمبر 1965 وحتى مطلع عام 1967 عندما أطيح به في انقلاب عسكري بقيادة مجموعة من صغار الضباط يتزعمهم موريس كوانديش الذي قام بتسليم السلطة طواعية للكولونيل الفونس ألي ,وأكدت القيادة الجديدة على تنازلها عن السلطة للحكومة المدنية التي ستسفر عنها الانتخابات والتي تم إجراؤها في 5 مايو 1967 ولكن القيادة العسكرية رفضت الاعتراف بنتائجها بسبب انخفاض نسبة المشاركة في التصويت .

وأعقب ذلك قيام القيادة العسكرية باختيار أحد المدنيين كرئيس للدولة , حيث أصبح الدكتور إيميل زينسو رئيسًا للدولة , إلا أن الجيش تدخل وأطاح بالنظام المدني , وشكل مجلسا عسكريا حكم البلاد لعام واحد , ثم قام بتسليم السلطة إلى ثلاثة مدنيين يمثلون أقاليم بنين الثلاثة , وهم ماجا ممثلا للشمال , وأبيثي ممثلا للجنوب الشرقي وجستين أهوماديجبي ممثلا للجنوب الغربي وتم الاتفاق على تناوب الثلاثة على مقعد الرئاسة

ومع انتهاء فترة حكم الرئيس ماجا ( 70- 1972 ) تم تسليم السلطة إلى أهوماديجبي الذي أطاح به الجيش بقيادة ماتيو كيريكو في اكتوبر 1972 وقام كيريكو بتشكيل نظام عسكري قوي حيث شكل مجلسا عسكريا من أعداد متساوية من الضباط يمثلون مناطق بنين الثلاثة , وتبني الأيديولوجية الماركسية اللينينية وأصبح اسم الدولة جمهورية بنين الشعبية وقام بتأميم قطاعات البنوك والتأمين والتصدير كما شكل حزبًا ثوريًا هو حزب الثورة الشعبية لبنين وفي عام 1977 وضع كيريكو دستورا ذا طابع اشتراكيي

وبدأ النظام الجديد بقيادة كيريكو يتجه نحو المعسكر الشرقي مما أثر على علاقة بنين بفرنسا , واستمر ذلك حتى عام 1986 حيث أدت الأزمة الاقتصادية إلى قيام القيادة بمحاولة تحسين علاقتها مع الدولة الغربية وصندوق النقد الدولي , وأصبحت بنين حريصة على الاستمرار في الاستفادة من ارتباط عملتها بالفرنك الفرنسي لما يمثله ذلك من ضمانه اقتصادية في ظل المشاكل الاقتصادية التي تواجه الدولة.

وفي بداية عام 1987 قدم الرئيس كيريكو استقالته من منصبه العسكري في الجيش رغبة منه في أن يصبح رئيسا مدنيا للدولة وفي فبراير من نفس العام قام بإجراء تغيير وزاري واسع استهدف المحافظة على التوازن بين تمثيل الشماليين والجنوبيين وكذلك بين تمثيل المدنيين والعسكريين في الحكومة ورغم ذلك جرت محاولة انقلاب عسكرية في مارس علم 1988 احتجاجا على تفاقم الفساد الحكومي وأعقب ذلك محاولة ثانية في يونيو 1988 وأسفرت هذه المحاولات عن مناخ من التوتر والقلق صاحبه تبرم شعبي بسبب سياسة التقشف التي اتبعتها الحكومة استجابة منها لمطالب صندوق النقد الدولي .

وفي محاولة من كيريكو لتهدئة الغضب الشعبي أعلن تخلي نظامه عن الأيديلوجية الماركسية اللينينية ودعا لعقد مؤتمر وطني في مطلع التسعينيات لمناقشة وإصدار دستور جديد للبلاد وبالفعل انعقد المؤتمر في مدينة كوتونو في فبراير 1990 وحضره حوالي خمسمائة عضو يمثلون خمسين حركة وتنظيما سياسيا بالإضافة لممثلي الحزب الحاكم والحركات المعارضة , رغم عدم تمتعها بالصفة الرسمية حتى ذلك الحين .

وقد قام المؤتمر بإلغاء دستور 1977 ودعا لصياغة دستور جديد للبلاد وتم الاتفاق أيضا على حل الجمعية الوطنية الثورية وإسناد سلطتها إلى مجلس أعلى مؤقت يضم 27 عضوا ( منهم قادة المعارضة الرئيسية ) كما تم الاتفاق على تشكيل برلمان من خلال اقتراع عام ليحل محل المجلس الأعلى المؤقت وأن يتم اختيار رئيس الدولة بالانتخاب على أن يشغل الرئيس منصبه لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد لفترة رئاسة ثانية فقط وتم ترشيح نيسيفور سوجلو الخبير السابق في البنك الدولي كرئيس للوزراء كما تم تغيير اسم الدولة إلى جمهورية بنين وعين 15 مدنيا بصفة مؤقتة لتولي مهام الحكومة لحين إجراء انتخابات في عام 1991 وفي هذه الأثناء تم شغل كافة المناصب المهمة في الدولة من قبل المدنين كما تم تسريح الميليشيات الشعبية وحل الحرس الجمهوري وبذلك تكون بنين هي أول دولة أفريقية جنوب الصحراء تشهد ما سمي بالانقلاب المدني على نظام الحزب الواحد وسيطرة العسكريين .

وفي مايو 1990 تشكل حزب اتحاد القوى التقدمية ليحل محل الحزب الحاكم , وفي أغسطس من نفس العام تم إقرار قانون يسمح بتشكيل الأحزاب السياسية كما شهد عام 1990 وضع مشروع لدستور جديد وتم إجراء استفتاء عليه في 2 ديسمبر حيث صوت الأغلبية لصالحه وفي ظل الدستور الجديد جرت انتخابات 17 فبراير 1991 وشارك فيها 24 حزبا سياسيا فشلت جميعها في الحصول على الأغلبية وحصل التحالف الموالي لرئيس الوزراء (سوجلو ) على أكبر عدد من المقاعد مقارنة بالأحزاب الأخرى (12 مقعدا من جملة 64 مقعدا ) وفي الإنتخابات الرئاسية التي جرت في 10 مارس 1991 وخاضها 13 مرشحا بينهم كيريكو وسوجلو رئيس الوزراء في الحكومة المؤقتة حصل سوجلو على معظم أصوات الجنوبيين في حين صوت الشماليون لصالح كيريكو وفي الجولة الثانية في 24 مارس 1991 حصل سوجلو على 67.7 % من الأصوات وتم حل المجلس الأعلى المؤقت .

وقد عمل سوجلو منذ البداية على تأمين المكاسب الديمقراطية لبلاده وصارح الشعب بحقيقة الأوضاع الاقتصادية المتردية والتركة المثقلة بالمشاكل التي خلفها النظام السابق وراءه وخلال الفترة من 1993 وحتى 1994 تشكل العديد من التنظيمات الحزبية وأهمها التحالف المعارض تحت اسم المؤتمر الوطني لقوى التغيير وفي يوليو 1994 تخلى الرئيس سوجلو عن حياده السياسي وصرح بتأييده لحزب النهضة بنين .

المراجع:

- دليل الدول الأفريقية. د/ محمد عاشور

- موسوعة ويكيبيديا الالكترونية