بقايا من الارض القديمة مخفية في القمر
مرسل: الثلاثاء إبريل 30, 2013 8:29 am
يعتقد بعض العلماء انه هناك دليل واحد على الاقل، محفوظ في نيزك تم العثور في القارة القطبية الجنوبية، يدل على ظهور الحياة في العصور الغابرة على المريخ. والان فان عمل فريق من العلماء الانكليز يعزز الاقتراح السابق بان الادلة على الحياة ربما يتم العثور عليها في نيازك على القمر.
وكان الفلكي في جامعة واشنطن، جون ارمسترونغ، قد قدم الفكرة الاصلية عام 2002 في بحث اقترح فيه ان المواد الملفوظة من الارض، خلال فترة القصف النزكي العنيف (التي عصفت بالارض قبل اربعة مليارات عام وتعرضت فيها لوابل من النيازك والمذنبات)، ربما وُجدت على القمر.
يـُعد اقتراح ارمسترونغ مثيرا للاهتمام، ولكن وصول نيزك منبعث من الارض سليما الى القمر يبقى محل تساؤل.
استخدم بحث جديد اجري من قبل ايان كراوفورد واملي بالدوين، من كلية بيركبيك لعلوم الارض وسائل اكثر تطورا لمحاكاة الضغط الذي يتعرض له اي جرم سماوي عند وصوله الى سطح القمر. وقد اكد البحث فرضية ارمسترونغ. في الكثير من الحالات، كان الضغط واطئا بما فيه الكفاية للسماح بالحفاظ على العلامات الحيوية، الامر الذي يجعل سطح القمر مكانا مناسبا للبحث عن الادلة على الحياة خارج الارض.
من غير المحتمل ان تبقى مثل هذه العلامات على الارض، حيث انها لابد ان تكون قد محيت قبل فترة طويلة من خلال نشاط بركاني دام ثلاثة مليارات سنة، والقصف النيزكي المتأخر، او حتى التعرية البسيطة بفعل الرياح والامطار.
التحطم عند الهبوط
اذا تم التسليم بانه تم العثور على مواد تعود الى العصور الغابرة من كوكب المريخ على الارض، فمن المنطقي الافتراض انه يمكن العثور على مواد من الارض القديمة على القمر. يقدر بحث ارمسترونغ، وهو على صواب، ان عشرات الالاف من الاطنان من المواد القادمة من السماء قد وصلت خلال فترة القصف النيزكي العنيف.
لكن هناك مشكلة على كل حال: يفتقر القمر الى غلاف جوي حقيقي. فالنيازك التي تصل الى الى الارض تتباطأ حينما تمر من خلال الغلاف الجوي. وكنتيجة لذلك، فانه بينما يذوب السطح الخارجي للنيزك فان باطنه يبقى سليما. فهل يمكن ان ينجو نيزك قادم من الارض من تصادم عالى السرعة على سطح القمر؟
لقد اعتمد تحليل كراوفورد وبالدوين على برنامج شائع يسمى AUTDYN لمحاكاة سلوك نوعين مختلفين من النيازك تضرب سطح القمر.
وكان فريق ارمسترونغ قد اجرى حسابات اولية ادت الى نتيجة مفادها ان الضغط الذي يتعرض له نيزك يضرب سطح القمر لن يكون كافيا –على الارجح– لاذابته. وقام كراوفورد وبالدوين بتمثل نيازكهم على شكل مكعبات وحسبوا الضغط ، عند حصول التصادم، في 500 نقطة على سطح القمر، باستخدام مديات واسعة من زوايا وسرع التصادم.
وفي اكثر الحالات التي اختبروها تطرفا (عندما يكون التصادم عموديا وبسرعة 5 كم في الثانية) فان معطيات التجربة تشير الى ان "بعض اجزاء" النيزك قد تعرضت للذوبان، "لكن القسم الاعظم من الجرم وخصوصا النصف الخلفي، لم يتعرض سوى الى ضغط قليل"، حسب كراوفورد.
وبسرعة تصادم تقل او تساوي 2.5 كم في الثانية فان "اي جزء من الجرم لم يتعرض حتى الى الضغط الاقصى اللازم لحدوث الذوبان المتوقع". وقد استنتج ان العلامات الحيوية التي تتراوح بين وجود الكاربون العضوي الى "احفوريات مجهرية حقيقية" ربما تكون نجت من التصادم قليل الضغط نسبيا الذي شهده ذيل نيزك ضخم عندما ضرب القمر.
يصعب العثور عليه
سيكون العثور على نيازك على سطح القمر تحديا. يقترح كراوفورد ان المفتاح للعثور على النيازك سيكون الماء المحتجز داخلها. لقد تشكلت العديد من المعادن على الارض في عمليات اشتملت على الماء او الثورات البركانية او كليهما. وعلى النقيض فان القمر يفتقر الى كل من الماء والبراكين.
يمكن كشف المعادن التي تكونت بمساعدة الماء، والتي تسمى هايدرات، باستعمال جهاز المطياف بالاشعة تحت الحمراء. يعتقد كراوفورد وزملاؤه ان بالامكان استعمال متحسس عالي الدقة يرسل ليدور حول القمر لغرض استكشاف اي نيزك كبير (يزيد حجمه على متر واحد) على سطح القمر، بينما "تجول المركبة القمرية التي تحتوي على متحسسات مماثلة سطح القمر للبحث عن النيازك الاصغر".
لكن فلكيين مختصين بالكواكب ينظرون الى المسألة بتحفظ اكثر. يجادل د. مايك غافي من قسم دراسات الفضاء بجامعة داكوتا بانه بينما "يكون من الممكن ان تبقى بقايا من تحطم اجرام سماوية على القمر، فان من غير المرجح ان تكون بكثافة مناسبة لكي يمكن رؤيتها" باستعمال الاجهزة المدارية.
وهو يعتقد ان النيازك ستكون قد تحطمت الى اجزاء صغيرة بفعل الاصطدام ومن ثم اصبحت عرضة الى المناخ القمري نتيجة الرياح الشمسية والزخات المستمرة من الشهب الصغيرة التي ضربت القمر. وهو يقترح، بدلا عن ذلك، ان اية بقايا للمواح الناجية من الارض ربما تكسرت الى اجزاء صغيرة واندمجت مع تربة القمر القديمة، ومن ثم قد تظهر الى السطح من جديد من خلال اصطدام نيازك اخرى لاحقا.
ويقرّ كراوفورد بهذه النقطة مشيرا الى انه قد يكون من الضروري اجراء عمليات حفر تحت سطح القمر للعثور على النيازك القادمة من خارج القمر. وهو يضيف بان جمع النماذج، ومراقبتها على سطح القمر، والتقاطها بغية جلبها الى الارض لاجراء المزيد من التحليلات "سيكون اسهل بكثير اذا تم ارسال انسان الى القمر".
وكان آخر امريكي وضع قدما على القمر، د. هاريسون شميت، جيولوجيا. واذا تحققت خطط (ناسا) في عودة الانسان الى القمر في وقت لاحق من هذا القرن، فقد يبحث خليفة د. شميت عن الصخور الهايدراتية، والتي قد تكشف الغموض حول كيفية بدء الحياة على الارض
وكان الفلكي في جامعة واشنطن، جون ارمسترونغ، قد قدم الفكرة الاصلية عام 2002 في بحث اقترح فيه ان المواد الملفوظة من الارض، خلال فترة القصف النزكي العنيف (التي عصفت بالارض قبل اربعة مليارات عام وتعرضت فيها لوابل من النيازك والمذنبات)، ربما وُجدت على القمر.
يـُعد اقتراح ارمسترونغ مثيرا للاهتمام، ولكن وصول نيزك منبعث من الارض سليما الى القمر يبقى محل تساؤل.
استخدم بحث جديد اجري من قبل ايان كراوفورد واملي بالدوين، من كلية بيركبيك لعلوم الارض وسائل اكثر تطورا لمحاكاة الضغط الذي يتعرض له اي جرم سماوي عند وصوله الى سطح القمر. وقد اكد البحث فرضية ارمسترونغ. في الكثير من الحالات، كان الضغط واطئا بما فيه الكفاية للسماح بالحفاظ على العلامات الحيوية، الامر الذي يجعل سطح القمر مكانا مناسبا للبحث عن الادلة على الحياة خارج الارض.
من غير المحتمل ان تبقى مثل هذه العلامات على الارض، حيث انها لابد ان تكون قد محيت قبل فترة طويلة من خلال نشاط بركاني دام ثلاثة مليارات سنة، والقصف النيزكي المتأخر، او حتى التعرية البسيطة بفعل الرياح والامطار.
التحطم عند الهبوط
اذا تم التسليم بانه تم العثور على مواد تعود الى العصور الغابرة من كوكب المريخ على الارض، فمن المنطقي الافتراض انه يمكن العثور على مواد من الارض القديمة على القمر. يقدر بحث ارمسترونغ، وهو على صواب، ان عشرات الالاف من الاطنان من المواد القادمة من السماء قد وصلت خلال فترة القصف النيزكي العنيف.
لكن هناك مشكلة على كل حال: يفتقر القمر الى غلاف جوي حقيقي. فالنيازك التي تصل الى الى الارض تتباطأ حينما تمر من خلال الغلاف الجوي. وكنتيجة لذلك، فانه بينما يذوب السطح الخارجي للنيزك فان باطنه يبقى سليما. فهل يمكن ان ينجو نيزك قادم من الارض من تصادم عالى السرعة على سطح القمر؟
لقد اعتمد تحليل كراوفورد وبالدوين على برنامج شائع يسمى AUTDYN لمحاكاة سلوك نوعين مختلفين من النيازك تضرب سطح القمر.
وكان فريق ارمسترونغ قد اجرى حسابات اولية ادت الى نتيجة مفادها ان الضغط الذي يتعرض له نيزك يضرب سطح القمر لن يكون كافيا –على الارجح– لاذابته. وقام كراوفورد وبالدوين بتمثل نيازكهم على شكل مكعبات وحسبوا الضغط ، عند حصول التصادم، في 500 نقطة على سطح القمر، باستخدام مديات واسعة من زوايا وسرع التصادم.
وفي اكثر الحالات التي اختبروها تطرفا (عندما يكون التصادم عموديا وبسرعة 5 كم في الثانية) فان معطيات التجربة تشير الى ان "بعض اجزاء" النيزك قد تعرضت للذوبان، "لكن القسم الاعظم من الجرم وخصوصا النصف الخلفي، لم يتعرض سوى الى ضغط قليل"، حسب كراوفورد.
وبسرعة تصادم تقل او تساوي 2.5 كم في الثانية فان "اي جزء من الجرم لم يتعرض حتى الى الضغط الاقصى اللازم لحدوث الذوبان المتوقع". وقد استنتج ان العلامات الحيوية التي تتراوح بين وجود الكاربون العضوي الى "احفوريات مجهرية حقيقية" ربما تكون نجت من التصادم قليل الضغط نسبيا الذي شهده ذيل نيزك ضخم عندما ضرب القمر.
يصعب العثور عليه
سيكون العثور على نيازك على سطح القمر تحديا. يقترح كراوفورد ان المفتاح للعثور على النيازك سيكون الماء المحتجز داخلها. لقد تشكلت العديد من المعادن على الارض في عمليات اشتملت على الماء او الثورات البركانية او كليهما. وعلى النقيض فان القمر يفتقر الى كل من الماء والبراكين.
يمكن كشف المعادن التي تكونت بمساعدة الماء، والتي تسمى هايدرات، باستعمال جهاز المطياف بالاشعة تحت الحمراء. يعتقد كراوفورد وزملاؤه ان بالامكان استعمال متحسس عالي الدقة يرسل ليدور حول القمر لغرض استكشاف اي نيزك كبير (يزيد حجمه على متر واحد) على سطح القمر، بينما "تجول المركبة القمرية التي تحتوي على متحسسات مماثلة سطح القمر للبحث عن النيازك الاصغر".
لكن فلكيين مختصين بالكواكب ينظرون الى المسألة بتحفظ اكثر. يجادل د. مايك غافي من قسم دراسات الفضاء بجامعة داكوتا بانه بينما "يكون من الممكن ان تبقى بقايا من تحطم اجرام سماوية على القمر، فان من غير المرجح ان تكون بكثافة مناسبة لكي يمكن رؤيتها" باستعمال الاجهزة المدارية.
وهو يعتقد ان النيازك ستكون قد تحطمت الى اجزاء صغيرة بفعل الاصطدام ومن ثم اصبحت عرضة الى المناخ القمري نتيجة الرياح الشمسية والزخات المستمرة من الشهب الصغيرة التي ضربت القمر. وهو يقترح، بدلا عن ذلك، ان اية بقايا للمواح الناجية من الارض ربما تكسرت الى اجزاء صغيرة واندمجت مع تربة القمر القديمة، ومن ثم قد تظهر الى السطح من جديد من خلال اصطدام نيازك اخرى لاحقا.
ويقرّ كراوفورد بهذه النقطة مشيرا الى انه قد يكون من الضروري اجراء عمليات حفر تحت سطح القمر للعثور على النيازك القادمة من خارج القمر. وهو يضيف بان جمع النماذج، ومراقبتها على سطح القمر، والتقاطها بغية جلبها الى الارض لاجراء المزيد من التحليلات "سيكون اسهل بكثير اذا تم ارسال انسان الى القمر".
وكان آخر امريكي وضع قدما على القمر، د. هاريسون شميت، جيولوجيا. واذا تحققت خطط (ناسا) في عودة الانسان الى القمر في وقت لاحق من هذا القرن، فقد يبحث خليفة د. شميت عن الصخور الهايدراتية، والتي قد تكشف الغموض حول كيفية بدء الحياة على الارض