أزمة أغادير
مرسل: الثلاثاء إبريل 30, 2013 6:17 pm
حدثت في عام 1911 عندما قامت ثورة في المغرب ضد السلطان عبد الحفيظ الذي حاصرته جموع الثائرين في قصره بفاس في أبريل 1911.
استعدت فرنسا لإرسال قوات لإخماد التمرد بحجة حماية أرواح ومتلكات الاوروبيين في المغرب. أرسل الفرنسيون جواً كتيبة من الجيش في نهاية أبريل 1911. وقد وافقت ألمانيا على احتلال فرنسا للمدينة. في 5 يونيو 1911، احتلت اسبانيا العرايش والقصر.
السياق التاريخي
في بداية القرن العشرين، بدأت فرنسا التي كانت قد استعمرت الجزائر (سنة 1830)، تشعر بالقلق إزاء أمن حدودها مع المغرب، في حين بدأت تطمع في احتلال هذا الأخير. فقد كانت المملكة الشريفة من بين آخر بلدان شمال افريقيا الغير مستعمرة، وكانت محل اطماع العديد من القوى الأوروپية، خاصة منها فرنسا، بالإضافة إلى المانيا التي شعرت بتخلفها عن الركب الأوروپي فيما يخص المستعمرات.
وفي سنة 1904، توصلت حكومتي فرنسا وبريطانيا العظمى إلى الإتفاق الودي، وذلك على حساب ألمانيا، حيث تنازلت من خلاله فرنسا على حقوقها في مصر لصالح بريطانيا مقابل اعتراف هذه الأخيرة بحق فرنسا في فرض الحماية على المغرب.
لضمان مراسلات بريدية سلسة مع ألمانية، تأسس مكتب بريد ألماني في المغرب. وقد استمر نشاطه من 1899 حتى 1914 في المناطق التي تحتلها فرنسا، وفي المناطق التي تحتلها اسبانيا استمر حتى 1919.
ولتذكير فرنسا بحقوق الامبراطورية الألمانية في المغرب، نزل إمبراطور ألمانيا ڤيلهلم الثاني (گيوم الثاني) بمدينة طنجة شمال المغرب، والتقى بالسلطان مولاى عبد العزيز بن الحسن، وأكد له بالتزام ألمانيا باستقلال المغرب، وندَّد برغبة فرنسا بالإنفراد بالمغرب، ودعى إلى تدويل القضية المغربية، الشيء الذي أجج الخلاف بين القوى الأوروپية، وهذه الأزمة هي التي تعرف باسم أزمة المغرب الأولى. ولِتهدئة الخلاف بين الدول المتنافسة، عُقد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906 غير أن هذا المؤتمر جاء بامتيازات جديدة لصالح فرنسا و إسپانيا، وكان بمثابة إيذان لها بالشروع فاحتلال المغرب، فقد أعطى لفرنسا وإسپانيا الحق في إنشاء قوة بوليسية تحت إدارتيهما، بالإضافة إلى امتيازات مصرفية ، كما أعطى لفرنسا حق آنفرادها بالنظام الجمركي بالمغرب.
في ظل هده الأوضاع المتأزمة، تمكن بوحمارة، إثر ثورته الشهيرة من بسط نفوده على الجهة الشرقية للمغرب، خاصة مدينة وجدة ونواحيها، فطلب السلطان المولى عبد العزيز من فرنسا التدخل العسكري لاحتلال وجدة. استغل ليوطي (المقيم العام لِفرنسا بِالمغرب) حدثاً غير ذا أهمية (اغتيال الدكتور موشامپ في مراكش) كذريعة لاحتلال وجدة والجهة الشرقية سنة 1907 ، الشيء الذي أدى إلى ثورة القبائل شرق المغرب. وأدت هذه الأحداث إلى عزل عبد العزيز وتعيين أخيه عبد الحفيظ بن الحسن على عرش المغرب.
وفي 8 فبراير 1909، عقدت حكومتا ألمانيا وفرنسا معاهدة المغرب 1909 وفيه اعترفت ألمانيا بسيادة فرنسا على شئون المغرب، وفي مقابل ذلك تعهدت فرنسا بتساوي الفرص الاقتصادية للأعمال الألمانية والفرنسية في المغرب. لم تدرك فرنسا سبب التراجع الألماني عن الموقف المعادي للسيادة الفرنسية والذي تجلى في مؤتمر الجزيرة الخضراء. إلا أنه بحلول يونيو 1909، تقدمت ألمانيا بطلب لإنشاء رابطة للصيارفة الفرنسيين والألمان في المغرب. وبدأ يتضح لفرنسا هدف ألمانيا في استغلال ثقلها المالي والصناعي في احتواء المغرب. كما أن المملكة المتحدة اعتبرت معاهدة المغرب نقضاً للاتفاق الودي المنعقد بين فرنسا وبريطانيا في 1904. لذلك حاولت فرنسا على مدى العامين التاليين التملص من معاهدة المغرب - الأمر الذي أفضى إلى أزمة أغادير.
وفي مارس 1911، بلغت ثورة القبائل عاصمة المغرب فاس، فطلب السلطان عبد الحفيظ من فرنسا التدخل من جديد لحماية فاس من الثوار في ابريل 1911، فشنت فرنسا حملتها العسكرية على فاس لكسر الحصار (colonne moinier)، كما آستغلت هده الدريعة لتسويغ استعمار فاس والرباط. في ظل الفوضى العارمة، إستغلت إسپانيا بدورها إتفاق 1904 (الإتفاق الودي) لِاحتلال كل من العرائش والقصر الكبير وأصيلة.
ولحماية مصالحها في المغرب، اعتبرت ألمانيا هده التدخلات خرقاً لفصول معاهدة مؤتمر الجزيرة الخضراء (1906) ، وبادرت بإرسال بارجتها الحربية "پانثر" لسواحل أغادير.
الحادثة
بحجة الإستجابة لنداء مُقاوِلِين ألمان بِوادي سوس (كانت الجالية الألمانية بتلك المنطقة تقدر بأربع أشخاص فقط)، أرسلت المانيا بارجتها "إس إم إس پانثر" لمدينة أغادير (التي كان ميناءها مغلقاً لِلتجارة الخارجية مند 1881)، لِحماية مصالحها، بِتاريخ 1 يونيو 1911. إنطلاقاً من منتصف شهر يوليو ، تناوبت البارجة "پانثر" والطراد "برلين" على مهمة تهديد مدينة اغادير بالقصف، مما أشعل أزمة أغادير بين فرنسا وألمانيا.
الأزمة انتهت بحصول ألمانيا على جزء من الكونغو مقابل تخليها عن المغرب ليصبح محمية لكل من فرنسا وإسبانيا في 1913.
استعدت فرنسا لإرسال قوات لإخماد التمرد بحجة حماية أرواح ومتلكات الاوروبيين في المغرب. أرسل الفرنسيون جواً كتيبة من الجيش في نهاية أبريل 1911. وقد وافقت ألمانيا على احتلال فرنسا للمدينة. في 5 يونيو 1911، احتلت اسبانيا العرايش والقصر.
السياق التاريخي
في بداية القرن العشرين، بدأت فرنسا التي كانت قد استعمرت الجزائر (سنة 1830)، تشعر بالقلق إزاء أمن حدودها مع المغرب، في حين بدأت تطمع في احتلال هذا الأخير. فقد كانت المملكة الشريفة من بين آخر بلدان شمال افريقيا الغير مستعمرة، وكانت محل اطماع العديد من القوى الأوروپية، خاصة منها فرنسا، بالإضافة إلى المانيا التي شعرت بتخلفها عن الركب الأوروپي فيما يخص المستعمرات.
وفي سنة 1904، توصلت حكومتي فرنسا وبريطانيا العظمى إلى الإتفاق الودي، وذلك على حساب ألمانيا، حيث تنازلت من خلاله فرنسا على حقوقها في مصر لصالح بريطانيا مقابل اعتراف هذه الأخيرة بحق فرنسا في فرض الحماية على المغرب.
لضمان مراسلات بريدية سلسة مع ألمانية، تأسس مكتب بريد ألماني في المغرب. وقد استمر نشاطه من 1899 حتى 1914 في المناطق التي تحتلها فرنسا، وفي المناطق التي تحتلها اسبانيا استمر حتى 1919.
ولتذكير فرنسا بحقوق الامبراطورية الألمانية في المغرب، نزل إمبراطور ألمانيا ڤيلهلم الثاني (گيوم الثاني) بمدينة طنجة شمال المغرب، والتقى بالسلطان مولاى عبد العزيز بن الحسن، وأكد له بالتزام ألمانيا باستقلال المغرب، وندَّد برغبة فرنسا بالإنفراد بالمغرب، ودعى إلى تدويل القضية المغربية، الشيء الذي أجج الخلاف بين القوى الأوروپية، وهذه الأزمة هي التي تعرف باسم أزمة المغرب الأولى. ولِتهدئة الخلاف بين الدول المتنافسة، عُقد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906 غير أن هذا المؤتمر جاء بامتيازات جديدة لصالح فرنسا و إسپانيا، وكان بمثابة إيذان لها بالشروع فاحتلال المغرب، فقد أعطى لفرنسا وإسپانيا الحق في إنشاء قوة بوليسية تحت إدارتيهما، بالإضافة إلى امتيازات مصرفية ، كما أعطى لفرنسا حق آنفرادها بالنظام الجمركي بالمغرب.
في ظل هده الأوضاع المتأزمة، تمكن بوحمارة، إثر ثورته الشهيرة من بسط نفوده على الجهة الشرقية للمغرب، خاصة مدينة وجدة ونواحيها، فطلب السلطان المولى عبد العزيز من فرنسا التدخل العسكري لاحتلال وجدة. استغل ليوطي (المقيم العام لِفرنسا بِالمغرب) حدثاً غير ذا أهمية (اغتيال الدكتور موشامپ في مراكش) كذريعة لاحتلال وجدة والجهة الشرقية سنة 1907 ، الشيء الذي أدى إلى ثورة القبائل شرق المغرب. وأدت هذه الأحداث إلى عزل عبد العزيز وتعيين أخيه عبد الحفيظ بن الحسن على عرش المغرب.
وفي 8 فبراير 1909، عقدت حكومتا ألمانيا وفرنسا معاهدة المغرب 1909 وفيه اعترفت ألمانيا بسيادة فرنسا على شئون المغرب، وفي مقابل ذلك تعهدت فرنسا بتساوي الفرص الاقتصادية للأعمال الألمانية والفرنسية في المغرب. لم تدرك فرنسا سبب التراجع الألماني عن الموقف المعادي للسيادة الفرنسية والذي تجلى في مؤتمر الجزيرة الخضراء. إلا أنه بحلول يونيو 1909، تقدمت ألمانيا بطلب لإنشاء رابطة للصيارفة الفرنسيين والألمان في المغرب. وبدأ يتضح لفرنسا هدف ألمانيا في استغلال ثقلها المالي والصناعي في احتواء المغرب. كما أن المملكة المتحدة اعتبرت معاهدة المغرب نقضاً للاتفاق الودي المنعقد بين فرنسا وبريطانيا في 1904. لذلك حاولت فرنسا على مدى العامين التاليين التملص من معاهدة المغرب - الأمر الذي أفضى إلى أزمة أغادير.
وفي مارس 1911، بلغت ثورة القبائل عاصمة المغرب فاس، فطلب السلطان عبد الحفيظ من فرنسا التدخل من جديد لحماية فاس من الثوار في ابريل 1911، فشنت فرنسا حملتها العسكرية على فاس لكسر الحصار (colonne moinier)، كما آستغلت هده الدريعة لتسويغ استعمار فاس والرباط. في ظل الفوضى العارمة، إستغلت إسپانيا بدورها إتفاق 1904 (الإتفاق الودي) لِاحتلال كل من العرائش والقصر الكبير وأصيلة.
ولحماية مصالحها في المغرب، اعتبرت ألمانيا هده التدخلات خرقاً لفصول معاهدة مؤتمر الجزيرة الخضراء (1906) ، وبادرت بإرسال بارجتها الحربية "پانثر" لسواحل أغادير.
الحادثة
بحجة الإستجابة لنداء مُقاوِلِين ألمان بِوادي سوس (كانت الجالية الألمانية بتلك المنطقة تقدر بأربع أشخاص فقط)، أرسلت المانيا بارجتها "إس إم إس پانثر" لمدينة أغادير (التي كان ميناءها مغلقاً لِلتجارة الخارجية مند 1881)، لِحماية مصالحها، بِتاريخ 1 يونيو 1911. إنطلاقاً من منتصف شهر يوليو ، تناوبت البارجة "پانثر" والطراد "برلين" على مهمة تهديد مدينة اغادير بالقصف، مما أشعل أزمة أغادير بين فرنسا وألمانيا.
الأزمة انتهت بحصول ألمانيا على جزء من الكونغو مقابل تخليها عن المغرب ليصبح محمية لكل من فرنسا وإسبانيا في 1913.