استسلام .. الحملان
مرسل: الاثنين إبريل 13, 2009 2:25 pm
كان يجلس في المقعد القريب من النافذة .. رفع الغطاء واطل منها الي السحب البيضاء المتقطعة التي أحاطت بالطائرة وبدت وكأنها ترافقها في تحليقها ..
سبح في أحلامه فتخيل نفسه محلقا بين تلك القطع البيضاء الرقيقه .. بعد أن اشبع ناظريه من المنظر التفت الي يمينه بتململ ليقع بصره على عنوان رئيسي يطرز الصفحة الأولى لإحدى الصحف بين يدي جليسه على المقعد المجاور .. كان العنوان يقول
" وداعا للحرب والكراهية واهلا بالسلم والصداقة " استغرق يقرأ باهتمام تفاصيل الخبر الذي تحدث عن معاهدة السلام التي وقعت أخيرا بين الكيان الصهيوني وإحدى الدول العربية .. وما كاد أن ينتهي حتى فاجئه جليسه يطوي الصفحة والتعليق .. قائلا ..
ــ أخيرا انتهينا من آلم الرأس المزمن هذا .. لا صهيونية ولا حروب ولا مصاريف في غير محلها .
بادره هو ..
ــ أتظن ذلك فعلا ؟
ــ وهل لديك شك في ذلك ؟
ــ نوعا ما فالله تعالى يقول " بسم الله الرحمن الرحيم .. ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " صدق الله العظيم .
ـ نعم ولكن هذه مهادنة وليس أتباع لملة أحد .
ــ وهل تظن نيتهم صادقه في هذا الموضوع ؟
ــ لنا الظاهر أما الباطن فلا يعلمه إلا الله تعالى ثم أن الهدنة لا تعني بأي حال من الأحوال الثقة المطلقة بهم .
ــ تعني إنها لالتقاط الأنفاس والالتفات إلى مشاريع التنمية ؟
ــ أليس هذا افضل من تبذير الأموال اللامبرر على الجيوش وتسليحها وتطويرها الذي جر علينا الفقر والعوز والديون وجعلنا اسفل سافلين بين الأمم ؟
ــ هذا يعني أن نتوقع الخير الكثير من تلك الاتفاقيات ؟
ــ بالتأكيد ففي ظل السلام ستتسارع عجلة الاقتصاد وستتوجه الأموال لرفاهية الناس .
ــ اجل ولكن آلا ترى انه من ناحية أخرى بات الطريق بهذه الاتفاقيات ممهدا لليهود لكي يتغلغلوا ويندسوا اكثر في مجتمعاتنا لتخريبها وافسادها ؟
ــ اكثر مما نحن فيه من فساد وخراب ؟!!
ــ يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " الخير في وفي أمتي الي يوم القيامة " .. لازال لدينا بعض دين يقلق هؤلاء الأوغاد .
ــ كلا ذلك احتمال مستبعد فلن يستطيعوا أن يمسوا ديننا مهما فعلوا ثم أن للدين رب يحميه والإسلام باق ما بقيت الأرض .
ــ بقاء الإسلام منوط بأهلة الذين يستميتون للدفاع عنه وإذا ما سمحوا للمنافقين واللصوص بالتسلل إليه تحت أي مسمى فلن يظل له وجود .
ــ ألا ترى انك متحامل عليهم بعض الشيء ؟
ــ ألا ترى أنت انهم يقتلوننا كل يوم في فلسطين والعراق وافغانستان وفي كل مكان تطاله أيديهم ؟ .. وعلى أي حال هذا ليس قولي ولكنه قول الله تعالى حين قال .. " ود كثير من أهل الكتاب لو يردوكم بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم " صدق الله العظيم .. يا صديقي انهم يحاولون منذ أن بعث الله رسوله بالحق .
ــ على إي حال ليس أمامنا ألان من خيار وسط كل هذا الضعف والخنوع الذي نعيشه سوى أن نهادنهم حتى نستقوي عليهم ..
أطلق ابتسامة سخرية ثم أردف ..
ــ يبدو انك متفائل جدا .. أو تظن انهم سيتركوننا حتى نستقوي عليهم ؟
صمت لبرهة متفرسا في وجهه ثم سأله وهو يرسم ابتسامة على محياة ..
ــ رغم أنى لا اوافقك الرأي إلا أن حماسك يعجبني ، لم اتعرف إليك بعد ؟ .. مد كفه مصافحا ..
ــ اسمي محمود علي .
ــ وأنا مصطفى كامل رجل أعمال ..
ــ آه ، لذلك تدافع عنهم .
ــ ليس تماما ولكن الأمر لا يخلو من مصالح .. وماذا عنك لا تبدو لي انك رجل أعمال
ــ صدقت فأنا طالب علم
ــ طالب علم ؟
ــ نعم .
ــ هل تدرس الى حيث نحن متوجهان ؟
ـ كلا بل مدعو للمشاركة في مسابقة حفظ القرآن الكريم الدولية .
أومئ محدثه برأسه ثم تمنى له التوفيق و النجاح .. بعد أسبوع من فعاليات المسابقة الدولية ، ظهرت النتائج وفاز محمود بالمركز الأول إلا أن ذلك لم يكن شيئا مفاجئا بقدر المفاجأة التي أعلنها رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة حين أعلن عن هوية البلد المنظم للمسابقة القادمة وكانت .. إسرائيل
سبح في أحلامه فتخيل نفسه محلقا بين تلك القطع البيضاء الرقيقه .. بعد أن اشبع ناظريه من المنظر التفت الي يمينه بتململ ليقع بصره على عنوان رئيسي يطرز الصفحة الأولى لإحدى الصحف بين يدي جليسه على المقعد المجاور .. كان العنوان يقول
" وداعا للحرب والكراهية واهلا بالسلم والصداقة " استغرق يقرأ باهتمام تفاصيل الخبر الذي تحدث عن معاهدة السلام التي وقعت أخيرا بين الكيان الصهيوني وإحدى الدول العربية .. وما كاد أن ينتهي حتى فاجئه جليسه يطوي الصفحة والتعليق .. قائلا ..
ــ أخيرا انتهينا من آلم الرأس المزمن هذا .. لا صهيونية ولا حروب ولا مصاريف في غير محلها .
بادره هو ..
ــ أتظن ذلك فعلا ؟
ــ وهل لديك شك في ذلك ؟
ــ نوعا ما فالله تعالى يقول " بسم الله الرحمن الرحيم .. ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " صدق الله العظيم .
ـ نعم ولكن هذه مهادنة وليس أتباع لملة أحد .
ــ وهل تظن نيتهم صادقه في هذا الموضوع ؟
ــ لنا الظاهر أما الباطن فلا يعلمه إلا الله تعالى ثم أن الهدنة لا تعني بأي حال من الأحوال الثقة المطلقة بهم .
ــ تعني إنها لالتقاط الأنفاس والالتفات إلى مشاريع التنمية ؟
ــ أليس هذا افضل من تبذير الأموال اللامبرر على الجيوش وتسليحها وتطويرها الذي جر علينا الفقر والعوز والديون وجعلنا اسفل سافلين بين الأمم ؟
ــ هذا يعني أن نتوقع الخير الكثير من تلك الاتفاقيات ؟
ــ بالتأكيد ففي ظل السلام ستتسارع عجلة الاقتصاد وستتوجه الأموال لرفاهية الناس .
ــ اجل ولكن آلا ترى انه من ناحية أخرى بات الطريق بهذه الاتفاقيات ممهدا لليهود لكي يتغلغلوا ويندسوا اكثر في مجتمعاتنا لتخريبها وافسادها ؟
ــ اكثر مما نحن فيه من فساد وخراب ؟!!
ــ يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " الخير في وفي أمتي الي يوم القيامة " .. لازال لدينا بعض دين يقلق هؤلاء الأوغاد .
ــ كلا ذلك احتمال مستبعد فلن يستطيعوا أن يمسوا ديننا مهما فعلوا ثم أن للدين رب يحميه والإسلام باق ما بقيت الأرض .
ــ بقاء الإسلام منوط بأهلة الذين يستميتون للدفاع عنه وإذا ما سمحوا للمنافقين واللصوص بالتسلل إليه تحت أي مسمى فلن يظل له وجود .
ــ ألا ترى انك متحامل عليهم بعض الشيء ؟
ــ ألا ترى أنت انهم يقتلوننا كل يوم في فلسطين والعراق وافغانستان وفي كل مكان تطاله أيديهم ؟ .. وعلى أي حال هذا ليس قولي ولكنه قول الله تعالى حين قال .. " ود كثير من أهل الكتاب لو يردوكم بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم " صدق الله العظيم .. يا صديقي انهم يحاولون منذ أن بعث الله رسوله بالحق .
ــ على إي حال ليس أمامنا ألان من خيار وسط كل هذا الضعف والخنوع الذي نعيشه سوى أن نهادنهم حتى نستقوي عليهم ..
أطلق ابتسامة سخرية ثم أردف ..
ــ يبدو انك متفائل جدا .. أو تظن انهم سيتركوننا حتى نستقوي عليهم ؟
صمت لبرهة متفرسا في وجهه ثم سأله وهو يرسم ابتسامة على محياة ..
ــ رغم أنى لا اوافقك الرأي إلا أن حماسك يعجبني ، لم اتعرف إليك بعد ؟ .. مد كفه مصافحا ..
ــ اسمي محمود علي .
ــ وأنا مصطفى كامل رجل أعمال ..
ــ آه ، لذلك تدافع عنهم .
ــ ليس تماما ولكن الأمر لا يخلو من مصالح .. وماذا عنك لا تبدو لي انك رجل أعمال
ــ صدقت فأنا طالب علم
ــ طالب علم ؟
ــ نعم .
ــ هل تدرس الى حيث نحن متوجهان ؟
ـ كلا بل مدعو للمشاركة في مسابقة حفظ القرآن الكريم الدولية .
أومئ محدثه برأسه ثم تمنى له التوفيق و النجاح .. بعد أسبوع من فعاليات المسابقة الدولية ، ظهرت النتائج وفاز محمود بالمركز الأول إلا أن ذلك لم يكن شيئا مفاجئا بقدر المفاجأة التي أعلنها رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة حين أعلن عن هوية البلد المنظم للمسابقة القادمة وكانت .. إسرائيل