النظام الإمبراطوري، و النظام (المتري)
مرسل: الأربعاء مايو 01, 2013 7:38 pm
الاختلافات في تاريخ البشر واردة ومؤكدة، وما زالت، وسوف تستمر، رغم أن التقارب بالبديهيات والمفاهيم اخذ يزداد، وهذه ظاهرة مشجعة.
ورغم أن التواريخ مختلفة إلا أن التاريخ الميلادي أصبح هو المتعارف عليه وشبه المسيطر، وهناك اختلاف بكتابة الأرقام، وأحرف الهجاء، وتعدد اللغات، كل هذه الاختلافات كانت عوائق غير منظورة في تطور حضارة الإنسان، لأنها ساهمت بشكل إجباري على إبطاء (دينميكيتها).
ولنأخذ مثلاً بريطانيا وبعض الدول التي استعمرتها، فهي ما زالت تعتمد نظام السير (بمركباتها) على الشمال، بينما اغلب العالم يسير على اليمين، وأنا شخصياً حاولت مراراً عندما اذهب إلى بريطانيا أن أسوق سيارة، غير أنني عندما أتخيل أن عظام قفصي الصدري سوف تتحطم مرّة أخرى، أو أنني سوف اكتسح احدهم وآخذه رأساً إلى المقبرة، ساعتها (تتصافق) ركبتاي من شدة الخوف، وأرفع يدي لأوقف أول (تكسي).
وقس على ذلك الاختلافات بالموازين، والأطوال، ودرجات الحرارة، ومؤشرات الكهرباء، وغيرها كثير.. وكان العالم إلى ما قبل قرنين من الزمن يقيس الأطوال بالشبر، والذراع، وفي منطقة نجد تفتقت عبقريتهم وأضافوا له (البوع) ـ وهو على ما اعتقد الذراعان عندما تمتدان على الآخر، ولا يهم طول ذراع الإنسان سواء كان عملاقاً أم قزماً، المهم أن تكون له ذراع وكان الله يحب المحسنين.
واليوم هناك قياسان في العالم (1) النظام الذي يطلق عليه الإمبراطوري، وتتزعمه أميركا وتتبعها قليل من الدول، (2) النظام (المتري) وهو الذي ابتكرته فرنسا وتتبعها الأكثرية الساحقة من دول العالم، والنظام الذي تتبعه أميركا به مقدار لا بأس به من الغباء، فبالحساب المتري، الكيلو ألف متر، والسنتمتر واحد على مائة، والملي واحد على ألف، وإذا كان لديك ألوف المترات مثلاً، فإنك تستطيع بكل بساطة أن تنقل العلامة العشرية ثلاث خانات إلى اليسار فيصبح عندك بالكيلومترات، في حين انك إذا أردت أن تحول (الأقدام) مثلما هو معمول في أميركا إلى (أميال) فعليك أن تقسمها على (5280)، وفي نفس أميركا وقبل اختراع (الكومبيوتر)، طلب احد العلماء وهو من الذين ينتقدون النظام الذي تسير عليه، طلب منهم أن يحولوا ما وزنه (123) مليوناً و(456789) بوصة مكعبة من الماء إلى جالونات، فأتوا بالأقلام والأوراق وأخذوا يحسبون يوماً كاملاً، وعندما انتهوا، قال لهم: لو أن حسابكم كان (بالسنتمترات) فما عليكم إلا أن تنقلوا العلامة العشرية ثلاث خانات إلى اليسار فيكون لديكم الحل المطلوب في ثوان، ومن العقد التي يصر عليها الأميركان قياسهم لدرجات الحرارة (بالفهرنهايت) فالماء يتجمد عند (32) درجة مئوية، ويغلي عند (212)، في حين انه (بالسنتجريد) يغلي عند مائة درجة ويتجمد عند صفر، دون أي وجع دماغ.
ومن الأشياء المضحكة أن المزارعين الفرنسيين مثلاً قبل القياس المتري كانوا يستخدمون ما اصطلح عليه مقياس (الجورنال)، وهو عبارة عن المسافة التي يمكن للإنسان أن يزرعها في يوم واحد، ومقياس (البايب)، وهي المسافة التي يسيرها الإنسان وهو يدخن غليوناً واحداً.
والى ما قبل عدة عقود قريبة، كانت بعض دول الخليج تصر على أن تحسب زمنها بالتوقيت الغروبي، وتراهم عند مغرب كل صلاة إما يقدمون ساعاتهم أو يؤخرونها ليسيروا مع حركة الزمن الطبيعية، وعندما اعتمدوا التوقيت الزوالي، اعتقد البعض منهم أن الدنيا سوف تزول، وان القيامة سوف تقوم، فما زالت تلك، ولا قامت هاتيك.
وكنا وقتها حسب التوقيت الغروبي، نفطر الساعة الساعة الواحدة، ونتغدى في الثامنة، ونتعشى في الرابعة.. (ويا حليلنا) هاك الحين.
ورغم أن التواريخ مختلفة إلا أن التاريخ الميلادي أصبح هو المتعارف عليه وشبه المسيطر، وهناك اختلاف بكتابة الأرقام، وأحرف الهجاء، وتعدد اللغات، كل هذه الاختلافات كانت عوائق غير منظورة في تطور حضارة الإنسان، لأنها ساهمت بشكل إجباري على إبطاء (دينميكيتها).
ولنأخذ مثلاً بريطانيا وبعض الدول التي استعمرتها، فهي ما زالت تعتمد نظام السير (بمركباتها) على الشمال، بينما اغلب العالم يسير على اليمين، وأنا شخصياً حاولت مراراً عندما اذهب إلى بريطانيا أن أسوق سيارة، غير أنني عندما أتخيل أن عظام قفصي الصدري سوف تتحطم مرّة أخرى، أو أنني سوف اكتسح احدهم وآخذه رأساً إلى المقبرة، ساعتها (تتصافق) ركبتاي من شدة الخوف، وأرفع يدي لأوقف أول (تكسي).
وقس على ذلك الاختلافات بالموازين، والأطوال، ودرجات الحرارة، ومؤشرات الكهرباء، وغيرها كثير.. وكان العالم إلى ما قبل قرنين من الزمن يقيس الأطوال بالشبر، والذراع، وفي منطقة نجد تفتقت عبقريتهم وأضافوا له (البوع) ـ وهو على ما اعتقد الذراعان عندما تمتدان على الآخر، ولا يهم طول ذراع الإنسان سواء كان عملاقاً أم قزماً، المهم أن تكون له ذراع وكان الله يحب المحسنين.
واليوم هناك قياسان في العالم (1) النظام الذي يطلق عليه الإمبراطوري، وتتزعمه أميركا وتتبعها قليل من الدول، (2) النظام (المتري) وهو الذي ابتكرته فرنسا وتتبعها الأكثرية الساحقة من دول العالم، والنظام الذي تتبعه أميركا به مقدار لا بأس به من الغباء، فبالحساب المتري، الكيلو ألف متر، والسنتمتر واحد على مائة، والملي واحد على ألف، وإذا كان لديك ألوف المترات مثلاً، فإنك تستطيع بكل بساطة أن تنقل العلامة العشرية ثلاث خانات إلى اليسار فيصبح عندك بالكيلومترات، في حين انك إذا أردت أن تحول (الأقدام) مثلما هو معمول في أميركا إلى (أميال) فعليك أن تقسمها على (5280)، وفي نفس أميركا وقبل اختراع (الكومبيوتر)، طلب احد العلماء وهو من الذين ينتقدون النظام الذي تسير عليه، طلب منهم أن يحولوا ما وزنه (123) مليوناً و(456789) بوصة مكعبة من الماء إلى جالونات، فأتوا بالأقلام والأوراق وأخذوا يحسبون يوماً كاملاً، وعندما انتهوا، قال لهم: لو أن حسابكم كان (بالسنتمترات) فما عليكم إلا أن تنقلوا العلامة العشرية ثلاث خانات إلى اليسار فيكون لديكم الحل المطلوب في ثوان، ومن العقد التي يصر عليها الأميركان قياسهم لدرجات الحرارة (بالفهرنهايت) فالماء يتجمد عند (32) درجة مئوية، ويغلي عند (212)، في حين انه (بالسنتجريد) يغلي عند مائة درجة ويتجمد عند صفر، دون أي وجع دماغ.
ومن الأشياء المضحكة أن المزارعين الفرنسيين مثلاً قبل القياس المتري كانوا يستخدمون ما اصطلح عليه مقياس (الجورنال)، وهو عبارة عن المسافة التي يمكن للإنسان أن يزرعها في يوم واحد، ومقياس (البايب)، وهي المسافة التي يسيرها الإنسان وهو يدخن غليوناً واحداً.
والى ما قبل عدة عقود قريبة، كانت بعض دول الخليج تصر على أن تحسب زمنها بالتوقيت الغروبي، وتراهم عند مغرب كل صلاة إما يقدمون ساعاتهم أو يؤخرونها ليسيروا مع حركة الزمن الطبيعية، وعندما اعتمدوا التوقيت الزوالي، اعتقد البعض منهم أن الدنيا سوف تزول، وان القيامة سوف تقوم، فما زالت تلك، ولا قامت هاتيك.
وكنا وقتها حسب التوقيت الغروبي، نفطر الساعة الساعة الواحدة، ونتغدى في الثامنة، ونتعشى في الرابعة.. (ويا حليلنا) هاك الحين.