لن تقوم للعرب قائمة !!!!
مرسل: الأربعاء مايو 01, 2013 7:50 pm
يتسائل البدوي اليوم ويزداد تساؤوله مع مرور الوقت عن السبب الحقيقي لما يجري حوله في عالمه العربي الكبير من الخليج الى المحيط سواء في تلك البلاد التي شملتها الفوضى او من هي في الطريق الى ذلك ، وتتنوع تساؤولاته ما بين ..
اهي ثورة ام فوضى ؟!!
لماذا كل تلك الاحداث ؟!!
ومن يا ترى يقف خلفها ؟!!
اهي مؤامرة ؟!!
ولم كل تلك الافعال المشينة التي تجري بين من هم من المفترض ان يكونو اخوة في وطن واحد ؟!!!
والى متى سيستمر الحال على ما هو عليه ؟!!
ومع تفاقم الاحداث وتعالي وتيرتها يبدو بطلنا البدوي فاغرا فاه ، جاحظ العينين تعلو قسماته القاسية الدهشة الى حد البلاهه وهو يتأمل تلك المشاهد التي يتلاقاها من اعلامه الخائبالفاشل سواء المرئي منه او المقروء او حتى المسموع حيث القتل اصبح عنوان يومي والوحشية سلوك منهجي والتناحر والتباغض والكراهية والاقصائية مطعما ومشربا لاقرانه وامثاله في تلك الفوضى العارمة التي تجتاح بلاده او غيرها ، وفي خضم تلك الحاله المخزية يغوص في جدلية البحث عن اجابة تقنعه لكل تلك الاسئلة وغيرها الكثير مما تثيره الاحداث يوميا دون ان يكلف نفسه عناء تشخيص المشكلة بحق ، باسبابها ومسبباتها ومعرفة مكمنها قبل ذلك ويستمر في هذه الدوامة يوميا دون كلل اوملل او جديد يذكر، يثرثر ويحاور ويناقش امثاله واشباهه من المشلولين عقليا وفكريا الى حد السذاجه وتراهم يشغلون شاشات الفضائيات صراخا وعويلا بل وتخلفا مؤكدين قول عمر بين الخطاب حين قال " اذا اراد الله بقوم سوء منحهم الجدل ومنعهم العمل " .
حتى يرميه التعب والاعياء ليصحو في اليوم التالي مكررا بملل عجيب نفس الجدل وهو على هذا الحال مذ ذاك التاريخ الذي اكتشف فيه ان ثورته تحولت الى فوضى ، دون ان يعي المسكين ان ما يعانية ويعايشه ليس وليد اليوم او تلك اللحظة قبل عامين حين انطلقت تلك الشرارة بل هي قبل ذلك بوقت طويل جدا ..
انها منذ ذالك التاريخ الذي تم فيه توزيعه واشباهه على اكشاك متشابهة في كل شيئ الا في العقل والمنطق والحكمة ، منذ ان صنفوه حسب لهجته البدوية الدارجه كسوري او عراقي او مصري او مغاربي الى غير ذلك من عناوين فاشلة والتي لازالت تعايشه ويعايشها بكل احباطاتها وانحطاطها وامراضها وجراثيمها ، وما اليوم الا نتيجة طبيعة لتراكمات تلك الايام والسنون المستترة فانفجر بها وانفجرت به وهاهي تطحنه وتكاد تحيله هباء منثورا ، ان لم يتدارك ويدرك ان الخلل فيه قبل ان يكون في اي شيئ اخر .
ولعل شعار ما بني على باطل فهو باطل سيكون مناسبا لوصف دقيق للمرحلة التي يعيشها بدو العرب هذه الايام وما سيليها من قابل ..
نعم فالبناء شيد على اساس وفعل وحدث باطل ، فنحن الامة الوحيدة التي جزئت ووزعت دولا وبلدانا رغم انها تشكيل واحدا متشابه متجانس لا تماثله امة على الارض في كل شيئ بدئا من اللغة وانتهائا بالعادات والتقاليد ناهيك عن الدين وتصر بكل فئاتها والوانها واطيافها على ان لا تجتمع تحت راية واحدة او كلمة سواء .
وإن كان الاجنبي هو من فعل ذلك لرغبة في دواخله بالامس فما عذرنا اليوم وقد تركنا ولو نوعا ما ؟!!!!!
ولانعدم الجواب حين يصرخ ، بأننا اقوام لا تفكر ولا تعقل ، تضخمت فينا الانانية وحب الذات وانتفخت بدويتنا في انعزالها وانكفائها حتى ظننا فعلا اننا شعوب في بلدان ودول مختلفة والحقيقة اننا لم نرقى حتى لمستوى مستعمرة نمل تافهه .
ومن ثم فقد استمرئنا كذبة القُطرية وتوابعها من سيادة وطنيه واستقلال وارادة شعبية حرة واصرينا عليها لنترك كل منطق وحكمة تتحدث عن القوة في التوحد والخير في التجمع ورابطة الدم والدين والاصل الواحد وان الشر في الفرقة والتشتت فتفردنا وتفرقنا حتى أُكلنا واحدا تلو الاخر بدئا من فلسطين بالامس وها هي البقية اليوم تسير على نفس الطريق ، فتحققت فينا خيالات قصص الف ليلة وليلة حتى نادى المنادي " أُكلت يوم اكل الثور الابيض " ولا يزال الاكل فينا حتى لن يبقى منا الفتات ، فتبا لهكذا عقول لا تفقه .
وبسبب هذا المسلسل الفاشل منذ ذاك الحين ، قصةً وتأليفاً وأداءً جاءت النتائج متوقعه فترى منا من اصبح تائها لا يعرف وجهته ، او من تحول الى متسول يطوف العالم لعل من يمد له العون او من استوحش بماله حتى قارب ان يأكل نفسه او من اكله الفساد وشربه حتى يكاد يتركة عظاما نخره لا تنفع حتى كلب اجرب ، مرورا بكل الاحداث على مر السنين والاعوام الماضية والتي كانت رسائل تحذير لنا بأن سيناريو خارطة الطريق الذي اخترناه ولا زلنا نصر عليه هو طريق الخطأ والخطيئه والرذيلة ، ولكن انى لبدو اجلاف انانيون ان يفقهوا او يعقلوا حتى مع وجود قرآن يتلى بينهم وعلى اسماعهم ليل نهار يتحدث عن كل فضيلة وخلق قويم فلا يصغون الا الى عويل الانا وصرخات البخل واهات العمى بل اني اجزم لو ان الله تعالى شاء ان يرسل لهم رسول ما صدقوه .
نهاية ، نكاد نجزم بكل الم واسف بأن الامور كما هو واضح ستزداد سوء في قابل الايام إن لم يعد البدو الى رشدهم ويدركوا ويعوا ان الخلل ليس في السياسة وتناحرها او الاقتصاد وخلله بقدر ما هو اخلاقي ، سلوكي ، اجتماعي وثقافي ديني مشترك في تركيبتهم البشرية التي لابد لها ان تتغير قبل ان تتداركهم رحمة الله تعالى بالتغيير والا فلا قائمة لهم ابدا.