نظرية الفوضى الخلاقة ومشروع الشرق الاوسط الجديد
مرسل: الخميس مايو 02, 2013 1:27 am
نظرية الفوضى الخلاقة ومشروع الشرق الاوسط الجديد
بقلم: عبد الأمير محسن ال مغير
في المفهوم الكيميائي ان مزجك لعدة الوان تحصل على لون جديد وهذا متبع في علم الكيمياء وليس في مكونات المجتمعات البشريه والتخطيط في مفاهيم العلم الحديث هو اساس الابداع وليس الفوضى كما تقول تلك النظرية وربما اخذ الساسة الامريكان بهذا المفهوم تمشياً مع النظرية (البرغماتية) بدافع المنفعه والمصلحة الشخصية بعيداً احياناً عن ما تعارفت عليه المجتمعات من قيم ويذهب بعض الباحثين بان نظرية الفوضى الخلاقه ربما ابتكرت على ضوء ما نجم عن حالة الفوضى والنزاع والاقتتال مع بداية المجتمع الامريكي في العالم الجديد بدافع التنافس وجمع الثروه وان صح ذلك فان المجتمع الامريكي ذو مقومات تختلف عن مقومات المجتمعات الانسانيه الاخرى فهو ابتدأ من مجاميع لمختلف الاعراق البشريه وسادت فيما بين مكوناته عند نشوئه روح التسابق والتنافس الحاد لجمع الثروة بغظ النظر عن ما اعتادت عليه المجتمعات في العام القديم وان تلك المقومات مع وجود تحديات وتوجه نحو المجهول في حينه الا ان للقادة الامريكيون الاوائل وسطوة الامبراطورية البريطانية بهيمنتها في بادئ الامر على تلك الاصقاع كمنطقة استعماريه ثم أستقلت أمريكا عن تلك الامبراطوريه ومع تمتع الولايات المتحدة بمزايا جيده حالياً الا انها كغيرها من الدول وبحكم تشعب التزاماتها وتورطها في كثير من الحروب وخلق اعداء لها ربما بشكل متعمد لابقاء المجتمع الامريكي مستنفر لاغراض خدمة الطبقة الرأسمالية المهيمنه على ذلك المجتمع وقد ادرك نسبة كبيرة من الامريكيين ذلك التوجه وأخذت تعمل على الوقوف بوجهه اما ما تسميه الولايات المتحدة بنظرية الفوضى الخلاقة فكثير من الباحثين يؤكدون على استعمال تلك النظرية في جنوب شرق اسيا بعد الحرب العالمية الثانية وصدور ميثاق الامم المتحده الذي اخذت من خلاله تتصاعد دعوات الشعوب هناك بالمطالبة بالاستقلال ولما لتلك المنطقة من اهمية بالنسبة للولايات المتحدة حيث مصالحها الكبرى للحصول على المواد الاوليه والاسواق الهامه لبيع منتجاتها وتنافس بعض الدول الاسيوية لها كاليابان والصين من خلال المحيط الهادي وان تلك المصالح سببت لها الدخول في حربين متتاليتين خلال القرن الماضي وقد عمدت الولايات المتحده باشعال حروب محلية بين دول تلك المنطقه واستهداف دول اخرى مباشرة من قبلها مع بداية الخمسينات من القرن الماضي فكانت الحرب الكوريه ثم الحرب الفيتنامية وبنتيجة تطبيق تلك النظريه حصل تمزق وتفتيت لاحدود له في الكيانات السياسية في المنطقة المذكوره اما التوجه الجديد لها في الشرق الاوسط حيث بدأت تعمل بدفع مكونات هذه المنطقه للاقتتال فيما بينها كأقوام وطوائف وتحت مختلف المسميات كالديمقراطية والليبرالية وحقوق الانسان ولو تمعن ذوي الاختصاص بمثل هذه المسميات واعتباراً من اول بدء النفوذ الامريكي في منتصف القرن الماضي وصولاً الى بدء ثورات الربيع العربي لأتضح له بان الولايات المتحده قد تحالفت مع بعض حكام هذه المنطقة واظهرت الرضى عنهم ومنحتهم المساعدات الماليه ثم اخذت فيما بعد تحرك عليهم شعوبهم طبقاً لما حصل مع حسني مبارك الذي مهدت له بالوصول الى السلطه بعد اغتيال انور السادات على اثر قيام الاخير توقيع معاهدة السلام مع اسرائيل والملاحظ ان اللذين قاموا بعملية الاغتيال تلك هم انفسهم المهيئين لاستلام السلطه الآن في مصر وقد اصبح حسني مبارك أخيراً دكتاتوراً ودفعت باحالته للمحاكم الجزائيه، وتلك الخيوط غير خافية على احد حيث مع بدء انطلاقة الشرارة الاولى في ثورة الربيع العربي في مصر كان المشير حسين طنطاوي والقياده المصرية بأجمعها في واشنطن كما ان الولايات المتحده تستعين بصياغة عملية الشرق الاوسط الجديد وفق نظرية الفوضى الخلاقه لدول غايه في التخلف كالسعودية وقطر وعندما تسمع محللين سعوديين يدافعون عن ذلك النظام ويكيلون مختلف المسميات لدول المنطقه وحتى التي فيها دساتير ومؤسسات عصريه ويسمونها بالحكومات المستبده مع ان السعوديه لايوجد لها شبيه في هذا العصر وان الولايات المتحده قد توكل باستهداف دول اخرى من قبل قطر وهي امارة كسيحه وربما تفتقر لأبسط مقومات الدوله العصريه ذات المؤسسات وعندها تصاب بالدهشة وقد انتهت نظرية الفوضى الخلاقة في جنوب شرق اسيا بإنهاء كيانات سياسيه وايجاد رهط من الدول التابعه للنفوذ الامريكي واقامة القواعد في دول اخرى وابقت بعض تلك الدول مستهدفة من قبلها مباشرة وشبه محاصرة كالصين وقد اعلن الرئيس اوباما اخيراً بانهم سيسحبون قواتهم من جنوب شرق آسيا ويعتمدون في حماية مصالحهم على الاجهزة الاستخبارية والتجسسية والتكنولوجيه كما يقول واضاف بانهم يحتاجون تلك القوات في مناطق اخرى من العالم ويؤكد المراقبون بان تلك القوات ستُجلب لمنطقة الشرق الاوسط التي بدأت الولايات المتحده تتبع فيها نفس ما اتبعته في جنوب شرق اسيا ابان القرن الماضي في اثارة القلاقل والاقتتال حيث طبقت نظرية الفوضى الخلاقة في جنوب شرق اسيا بعد الحرب العالمية الثانية وتطبق تلك النظرية الان في الشرق الاوسط بعد الحرب العالمية الثالثه كما اسماها جورج بوش الابن حيث إن هذه الحرب هي الاخرى توشك على الانتهاء بعد توريط دول بعينها لمجابهة القاعده في كل من العراق وافغانستان بدفع المخاطر عن البر الامريكي ومنطقة جنوب شرق اسيا تختلف اختلافاً كبيراً عن منطقة الشرق الاوسط فبالاضافه للظروف التي واجهتها الولايات المتحده في المنطقه الاولى ففي جنوب شرق اسيا كانت الولايات المتحده تواجه كل من روسيا والصين اما في الشرق الاوسط فلم تقف احدى الدول الكبرى بوجهها لحد الان عدا ما اعلنته روسيا بان اسطولها سيرابط قبالة المياه الاقليمية السوريه منعاً لوقوع اي هجوم عسكري ضد سوريا وربما هذا التوجه الاخير من قبل روسيا جاء بفعل التدخل المفضوح من قبل الولايات المتحده في الانتخابات الاخيرة الروسيه ويرى بعض الباحثين بان البدء بتطبيق تلك النظرية سيعرض شعوبها لمخاطر جسيمه ينجم عنها تفتيت بعض دولها وتمكين اسرائيل من اجتياح المتبقي من الاراضي الفلسطينيه من خلال الاستيطان المستمر حالياً هناك ويرى بعض المحللين اذا لم تسارع دول هذه المنطقة في ايجاد تحالفات فيما بينها ومع الدول الكبرى خارج حلف الاطلسي كروسيا والصين والهند مثلاً ستكون فريسة للدول الغربيه لتلافي تلك الدول حالة الازمات الاقتصادية التي تحيط بها ومنطقة الشرق الاوسط تثير الحساسية والاهتمام الدولي بحكم وجود منابع النفط واسرائيل خصوصاً وان جميع شعوب منطقة الشرق الاوسط سيما العربية منها ادركت بان السبب الاساسي لما تلاقيه من معوقات في توجهاتها التنمويه وايجاد الرفاه لشعوبها ناجم عن وجود اسرائيل في المنطقة ومثل هذا القول لايأتي من فراغ وانما تؤيده الوقائع حيث في القرن الماضي قامت اسرائيل بحروب لحفظ مصالح الدول الكبرى والقضاء على الخطط التنمويه في بعض دول الشرق الاوسط حيث ان حرب عام 1956 اشتركت فيها اسرائيل مع كل من فرنسا وبريطانيا لمحاولة ضمان اعادة قبضة شركة قناة السويس العائدة للدولتين المذكورتين والتي اممها المصريون ابان حكم الرئيس جمال عبد الناصر اما حرب حزيران عام 1967 فقد استهدفت النهضه التنموية المصرية وقضت عليها ويلاحظ اولئك الباحثين بان الولايات المتحده واعتباراً من منتصف القرن الماضي اعدت لانقلابات عسكريه في هذه المنطقه وقد هلل شعوبها لمثل تلك التغييرات في حين حقيقة الامر كانت كمن يدس السم في العسل كما يقولون وما ان تشعر الولايات المتحده بان بعض تلك الحكومات العسكريه قد تجاوزت الخطوط الحمراء بالسعي لضمان مصالح شعوبها تبادر بضربها كما حصل لثورة 14 تموز 1958 في العراق وثورة 1952 في مصر وبنظر بعض الباحثين بان ربيع الثورات العربية ورغم سهولة سريان انتقالها في بلدان المنطقه باسرع ما يمكن بفعل تهيء شعوبها ورغبتها للتغيير بنتيجة الاخطاء المتراكمه لحكامها الا ان اسلوب الاجهاض والالتفاف لترويض تلك الثورات اظهر جوانب من الخطه المبيته والتي يراد تنفيذها لاقامة شرق اوسط جديد وفق مجريات نظرية الفوضى الخلاقه.
بقلم: عبد الأمير محسن ال مغير
في المفهوم الكيميائي ان مزجك لعدة الوان تحصل على لون جديد وهذا متبع في علم الكيمياء وليس في مكونات المجتمعات البشريه والتخطيط في مفاهيم العلم الحديث هو اساس الابداع وليس الفوضى كما تقول تلك النظرية وربما اخذ الساسة الامريكان بهذا المفهوم تمشياً مع النظرية (البرغماتية) بدافع المنفعه والمصلحة الشخصية بعيداً احياناً عن ما تعارفت عليه المجتمعات من قيم ويذهب بعض الباحثين بان نظرية الفوضى الخلاقه ربما ابتكرت على ضوء ما نجم عن حالة الفوضى والنزاع والاقتتال مع بداية المجتمع الامريكي في العالم الجديد بدافع التنافس وجمع الثروه وان صح ذلك فان المجتمع الامريكي ذو مقومات تختلف عن مقومات المجتمعات الانسانيه الاخرى فهو ابتدأ من مجاميع لمختلف الاعراق البشريه وسادت فيما بين مكوناته عند نشوئه روح التسابق والتنافس الحاد لجمع الثروة بغظ النظر عن ما اعتادت عليه المجتمعات في العام القديم وان تلك المقومات مع وجود تحديات وتوجه نحو المجهول في حينه الا ان للقادة الامريكيون الاوائل وسطوة الامبراطورية البريطانية بهيمنتها في بادئ الامر على تلك الاصقاع كمنطقة استعماريه ثم أستقلت أمريكا عن تلك الامبراطوريه ومع تمتع الولايات المتحدة بمزايا جيده حالياً الا انها كغيرها من الدول وبحكم تشعب التزاماتها وتورطها في كثير من الحروب وخلق اعداء لها ربما بشكل متعمد لابقاء المجتمع الامريكي مستنفر لاغراض خدمة الطبقة الرأسمالية المهيمنه على ذلك المجتمع وقد ادرك نسبة كبيرة من الامريكيين ذلك التوجه وأخذت تعمل على الوقوف بوجهه اما ما تسميه الولايات المتحدة بنظرية الفوضى الخلاقة فكثير من الباحثين يؤكدون على استعمال تلك النظرية في جنوب شرق اسيا بعد الحرب العالمية الثانية وصدور ميثاق الامم المتحده الذي اخذت من خلاله تتصاعد دعوات الشعوب هناك بالمطالبة بالاستقلال ولما لتلك المنطقة من اهمية بالنسبة للولايات المتحدة حيث مصالحها الكبرى للحصول على المواد الاوليه والاسواق الهامه لبيع منتجاتها وتنافس بعض الدول الاسيوية لها كاليابان والصين من خلال المحيط الهادي وان تلك المصالح سببت لها الدخول في حربين متتاليتين خلال القرن الماضي وقد عمدت الولايات المتحده باشعال حروب محلية بين دول تلك المنطقه واستهداف دول اخرى مباشرة من قبلها مع بداية الخمسينات من القرن الماضي فكانت الحرب الكوريه ثم الحرب الفيتنامية وبنتيجة تطبيق تلك النظريه حصل تمزق وتفتيت لاحدود له في الكيانات السياسية في المنطقة المذكوره اما التوجه الجديد لها في الشرق الاوسط حيث بدأت تعمل بدفع مكونات هذه المنطقه للاقتتال فيما بينها كأقوام وطوائف وتحت مختلف المسميات كالديمقراطية والليبرالية وحقوق الانسان ولو تمعن ذوي الاختصاص بمثل هذه المسميات واعتباراً من اول بدء النفوذ الامريكي في منتصف القرن الماضي وصولاً الى بدء ثورات الربيع العربي لأتضح له بان الولايات المتحده قد تحالفت مع بعض حكام هذه المنطقة واظهرت الرضى عنهم ومنحتهم المساعدات الماليه ثم اخذت فيما بعد تحرك عليهم شعوبهم طبقاً لما حصل مع حسني مبارك الذي مهدت له بالوصول الى السلطه بعد اغتيال انور السادات على اثر قيام الاخير توقيع معاهدة السلام مع اسرائيل والملاحظ ان اللذين قاموا بعملية الاغتيال تلك هم انفسهم المهيئين لاستلام السلطه الآن في مصر وقد اصبح حسني مبارك أخيراً دكتاتوراً ودفعت باحالته للمحاكم الجزائيه، وتلك الخيوط غير خافية على احد حيث مع بدء انطلاقة الشرارة الاولى في ثورة الربيع العربي في مصر كان المشير حسين طنطاوي والقياده المصرية بأجمعها في واشنطن كما ان الولايات المتحده تستعين بصياغة عملية الشرق الاوسط الجديد وفق نظرية الفوضى الخلاقه لدول غايه في التخلف كالسعودية وقطر وعندما تسمع محللين سعوديين يدافعون عن ذلك النظام ويكيلون مختلف المسميات لدول المنطقه وحتى التي فيها دساتير ومؤسسات عصريه ويسمونها بالحكومات المستبده مع ان السعوديه لايوجد لها شبيه في هذا العصر وان الولايات المتحده قد توكل باستهداف دول اخرى من قبل قطر وهي امارة كسيحه وربما تفتقر لأبسط مقومات الدوله العصريه ذات المؤسسات وعندها تصاب بالدهشة وقد انتهت نظرية الفوضى الخلاقة في جنوب شرق اسيا بإنهاء كيانات سياسيه وايجاد رهط من الدول التابعه للنفوذ الامريكي واقامة القواعد في دول اخرى وابقت بعض تلك الدول مستهدفة من قبلها مباشرة وشبه محاصرة كالصين وقد اعلن الرئيس اوباما اخيراً بانهم سيسحبون قواتهم من جنوب شرق آسيا ويعتمدون في حماية مصالحهم على الاجهزة الاستخبارية والتجسسية والتكنولوجيه كما يقول واضاف بانهم يحتاجون تلك القوات في مناطق اخرى من العالم ويؤكد المراقبون بان تلك القوات ستُجلب لمنطقة الشرق الاوسط التي بدأت الولايات المتحده تتبع فيها نفس ما اتبعته في جنوب شرق اسيا ابان القرن الماضي في اثارة القلاقل والاقتتال حيث طبقت نظرية الفوضى الخلاقة في جنوب شرق اسيا بعد الحرب العالمية الثانية وتطبق تلك النظرية الان في الشرق الاوسط بعد الحرب العالمية الثالثه كما اسماها جورج بوش الابن حيث إن هذه الحرب هي الاخرى توشك على الانتهاء بعد توريط دول بعينها لمجابهة القاعده في كل من العراق وافغانستان بدفع المخاطر عن البر الامريكي ومنطقة جنوب شرق اسيا تختلف اختلافاً كبيراً عن منطقة الشرق الاوسط فبالاضافه للظروف التي واجهتها الولايات المتحده في المنطقه الاولى ففي جنوب شرق اسيا كانت الولايات المتحده تواجه كل من روسيا والصين اما في الشرق الاوسط فلم تقف احدى الدول الكبرى بوجهها لحد الان عدا ما اعلنته روسيا بان اسطولها سيرابط قبالة المياه الاقليمية السوريه منعاً لوقوع اي هجوم عسكري ضد سوريا وربما هذا التوجه الاخير من قبل روسيا جاء بفعل التدخل المفضوح من قبل الولايات المتحده في الانتخابات الاخيرة الروسيه ويرى بعض الباحثين بان البدء بتطبيق تلك النظرية سيعرض شعوبها لمخاطر جسيمه ينجم عنها تفتيت بعض دولها وتمكين اسرائيل من اجتياح المتبقي من الاراضي الفلسطينيه من خلال الاستيطان المستمر حالياً هناك ويرى بعض المحللين اذا لم تسارع دول هذه المنطقة في ايجاد تحالفات فيما بينها ومع الدول الكبرى خارج حلف الاطلسي كروسيا والصين والهند مثلاً ستكون فريسة للدول الغربيه لتلافي تلك الدول حالة الازمات الاقتصادية التي تحيط بها ومنطقة الشرق الاوسط تثير الحساسية والاهتمام الدولي بحكم وجود منابع النفط واسرائيل خصوصاً وان جميع شعوب منطقة الشرق الاوسط سيما العربية منها ادركت بان السبب الاساسي لما تلاقيه من معوقات في توجهاتها التنمويه وايجاد الرفاه لشعوبها ناجم عن وجود اسرائيل في المنطقة ومثل هذا القول لايأتي من فراغ وانما تؤيده الوقائع حيث في القرن الماضي قامت اسرائيل بحروب لحفظ مصالح الدول الكبرى والقضاء على الخطط التنمويه في بعض دول الشرق الاوسط حيث ان حرب عام 1956 اشتركت فيها اسرائيل مع كل من فرنسا وبريطانيا لمحاولة ضمان اعادة قبضة شركة قناة السويس العائدة للدولتين المذكورتين والتي اممها المصريون ابان حكم الرئيس جمال عبد الناصر اما حرب حزيران عام 1967 فقد استهدفت النهضه التنموية المصرية وقضت عليها ويلاحظ اولئك الباحثين بان الولايات المتحده واعتباراً من منتصف القرن الماضي اعدت لانقلابات عسكريه في هذه المنطقه وقد هلل شعوبها لمثل تلك التغييرات في حين حقيقة الامر كانت كمن يدس السم في العسل كما يقولون وما ان تشعر الولايات المتحده بان بعض تلك الحكومات العسكريه قد تجاوزت الخطوط الحمراء بالسعي لضمان مصالح شعوبها تبادر بضربها كما حصل لثورة 14 تموز 1958 في العراق وثورة 1952 في مصر وبنظر بعض الباحثين بان ربيع الثورات العربية ورغم سهولة سريان انتقالها في بلدان المنطقه باسرع ما يمكن بفعل تهيء شعوبها ورغبتها للتغيير بنتيجة الاخطاء المتراكمه لحكامها الا ان اسلوب الاجهاض والالتفاف لترويض تلك الثورات اظهر جوانب من الخطه المبيته والتي يراد تنفيذها لاقامة شرق اوسط جديد وفق مجريات نظرية الفوضى الخلاقه.