صفحة 1 من 1

34 عاما على كامب ديفيد: تحديات إسرائيل الجديدة

مرسل: الخميس مايو 02, 2013 7:18 am
بواسطة ابراهيم الجمعي 380
يقوم التصور الإسرائيل لمفهوم الأمن الإقليمي على التفوق العسكري والتحكم في منطقة الشرق الأوسط ، وتتمثل أهداف إسرائيل في إيجاد آلية لتعزيز الأمن في كافة الاتجاهات بما فيها ضبط التسلح. ووفقا لهذه الآلية، فإن كل دولة في المنطقة يتعين عليها أن تحدد تهديدات أمنها القومي، التي تتطلب استجابة من آلية الأمن الإقليمي التي يمكن تصورها من خلال الاستعانة بمبادرة "الشرق الأوسط الموسع/الكبير"، تأثير الناتو في الشرق الأوسط" .(1)
ومن ثم فإن إسرائيل ، تجد في الوضع الإقليمي الراهن فرصة لأن تكون قوة إقليمية مؤثرة في مجالات عديدة من بينها المجال الأمني ، وفي هذا الإطار تربط إسرائيل بين أمنها القومي وأمن الشرق الأوسط ، بل أمن القوى العالمية التي يتشابك أمنها مع الشرق الأوسط . إسرائيل بهذا السلوك إنما تنشئ لنفسها إقليما أمنيا يتحدد بمدركات أمن إسرائيل من قيم ومصالح ومصادر تهديد وآليات تعامل مع هذه المصادر، إذ تصير قيم الليبرالية الديمقراطية والرأسمالية والحرية الفردية داخل المجتمع المتعدد الأعراق والأديان ، قيما مشتركة بين إسرائيل ودول الشرق الأوسط والعالم ، كما تصبح مصادر تهديد الأمن القومي الإسرائيلي هي تلك المصادر التي تهدد امن وقيم ومصالح دول الشرق الأوسط وإسرائيل والعالم.(2)
وبالنظر إلى طبيعة الشرق الأوسط ، فإن إسرائيل تواجه تحديات متعددة ، فغالبية دول المنطقة ترفض الوجود الإسرائيلي، و بعض هذه الدول لديها أنظمة تسلح غير تقليدية تتمثل في امتلاك أسلحة بيولوجية وكيميائية وصواريخ طويلة المدى تستطيع أن تصل إلى العمق الاستراتيجي الإسرائيلي، بالإضافة إلى سعيها لامتلاك برامج نووية ،هذا بالإضافة إلى الإرهاب وطبيعة التنظيمات الإرهابية المنتشرة عبر شبكات معقدة في تمويلها وحركتها ، ويعد الإرهاب العالمي تهديدا لإسرائيل ولليهود حول العالم ، حيث إن الإرهاب الذي تواجهه إسرائيل يأتي من الأصولية الإسلامية ، التي تهاجم كل ما هو غربي ، ونظرا لأن إسرائيل جزء من المجتمع الغربي . فإن التحديات ليست على المستوى العسكري فقط ، بل على المستوى المجتمعي ، فالأمر يتعلق بقدرة المجتمع على الصمود في مواجهة التهديدات.(3)
ووفقا للإدراك الإسرائيلي لتلك التحديات ، فإنه يجب فصل بعض الإشكاليات التي قد تتداخل بين تحديات إسرائيل وتحديات الشرق الأوسط ، حيث قد يشكل اعتبار تلك الإشكاليات تحديات مشتركة للطرفين عائقا أمام تشكل نظام امني إقليمي قائم على تهديدات مشتركة لإسرائيل وللشرق الأوسط ، تكون أطرافة احد مصادر تلك التهديدات، ومن ثم فان اسرائيل ترى ان تلك الاطراف يجب الا تكون تهديدا مشتركا بينها وبين الشرق الاوسط . وتتمثل تلك الإشكاليات في التوازن الاستراتيجي بين إسرائيل ومصر،حيث يشكل استمرار مصر في تطوير وتحديث قدراتها العسكرية تهديدا لإسرائيل ، ويمكن إخراجه من قائمة تهديدات الشرق الأوسط من خلال عملية ضبط التسلح وإجراءات بناء الثقة ، والإشكالية الثانية هي القضية الفلسطينية نظرا لتداخلها مع الإرهاب ، حيث ساعد وضع قطاع غزة تحت سيطرة حركة حماس على تعزيز ضرورة الفصل بين الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني و الإرهاب ،كذلك فان السياسة المصرية تجاه النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني تؤكد على استمرار إسرائيل كعدو ، حيث تتغاضى مصر عن تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة في مقابل الكشف عن بعض الأنفاق ، وتعتقد مصر في هذا الشأن أن استمرار الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين سيؤدي إلى انهاك قوة إسرائيل.