منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
#61619
لقد بذلت تركيا، التي اعتُبِرَت في ما مضى عدوانيةً إزاء المنطقة، جهداً هائلاً في إصلاح علاقاتها مع جيرانها. بيد أن الربيع العربي جاء ليشكّل تحدّياً لسياستها الخارجية. وقد ناقش الخبراء ما إذا كانت الدولة التركية قادرةً على التكيّف مع هذه التغيّرات، أو ما إذا كانت تجازف بتعريض نفوذها إلى الخطر. 

تطوّر السياسة العربية لتركيا: أشار شطح إلى أن تركيا خاضت تحوّلاً سياسياً هائلاً في السنوات الأخيرة، ما حسّن النظرة العربية إلى هذه القوة الامبريالية السابقة. ووصف هذا التحوّل بأنه "انتقال من سياسة "صفر مشاكل" إلى نظام إقليمي متناسق". وأضاف أوزيلديز بدوره أن نهاية الحرب الباردة، وحربَي العراق، والنزاع في أفغانستان، والأزمة مع إيران، والأزمة المالية العالمية الأخيرة، كلّها عوامل ساهمت في قولبة السياسة التركية الخارجية وإعادة قولبتها. 

مقاربة تركيا الجديدة للسياسة الخارجية: أكّد شطح أن سياسة أنقرة الخارجية تقوم على فرضيتين: الأولى هي أنه لا مفرّ من التغيير، والثانية هي أن التغيير يفيد تركيا وعليها أن تتكيّف معه. 

تداعيات الانتفاضات العربية: لفت أوزيلديز إلى أن الصحوة العربية تعكس "انتقالاً نحو التحوّل" في سياسة تركيا الخارجية باتّجاه نظام إقليمي قائم على مزيج من العوامل السياسية والأخلاقية. ومع أن بعض المراقبين يحاولون أن يعزوا هذا التحوّل إلى التوجّه الإديولوجي للحكومة، إلا أنه يعود في الغالب إلى التأقلم مع التغيّر الإقليمي والعالمي.