النمسا
مرسل: الخميس مايو 02, 2013 2:10 pm
التاريخ
مثل معظم البلدان الأوروبية، فإن النمسا لها تاريخ عريق حافل بالأحداث التاريخية. ومع ذلك فإن هنالك بعض العناصر من السمات النمساوية التي لم تتغير كثيراً عبر القرون: مثل التحيز للتدليل والجمال والتهذيب التي كانت دائماً وما تزال قوى دافعة في ماضي وحاضر البلد.
لأيام الأولى
إن منطقة النمسا اليوم التي هي وادي الدانوب الخصب ووديان الألب، كانت قد استقرت في العصر الحجري القديم (حتى حوالي 8000 ق.م)، وفي حوالي 400 ق.م استقرت الشعوب السلتية (مجموعة من الشعوب الأوروبية) من غرب أوروبا في جبال الألب الشرقية. وقد تطورت الدولة السلتية (نوريكوم)، حول منطقة الحديد في القرن الثاني قبل الميلاد، ومن القرن السابع قبل الميلاد فصاعداً كانت إحدى المناطق الرئيسية للاحتلال السلتي في اليوم المعاصر النمسا متركزة حول هولستات وهي منطقة تعدين ملح كبيرة تعود لما قبل التاريخ. و قد سميت هذه المنطقة في العصر الهولستاتي من عام750 إلى 450 ق.م
وصل الرومانيون في عام 200 ق.م وفي حوالي القرن الخامس عشر قبل الميلاد سيطروا على كامل المنطقة، والاستيطان الروماني الأكثر أهمية في النمسا كان الكارنونتوم (عاصمة الإقليم الروماني لبانونيا في النمسا السفلى اليوم). والتي أصبحت مركزاً للتحصينات الرومانية على طول خط الدانوب، وهنالك اليوم حديقة أثرية هامّة مع متحف ومُدرّج.
من أوستاريتشي إلى النمسا
في النصف الثاني من القرن الثاني الميلادي، كانت قبائل ألمانية متنوعة توسّع إقليمها هناك وتقوم بغزوات مدمّرة للأقاليم الرومانية، وفي غضون منتصف الـ500 سيطر البافاريون على الإقليم بين جبال الألب الشرقية ومنطقة وينروالد. و في حوالي عام 800 أسـس تشارليمانغ ملك الفرنجة، وفي آخر الأمر الإمبراطور الروماني المقدس إقليماً في وادي الدانوب يعرف بـ أوستمارك (مارس الشرقي). وفي عام 996 كان يُشـار أولاً لأوستمارك "أوستاريتشي" وهي إشارة واضحة عن الكلمة الألمانية الحديثة "أوستريتش".
بابنبيرغس
بين العام 976 م عندما أصبح ليبولد فون بابنبيرغ الحاكم العسكري لأوستمورك وعام1246، كان القسم الروماني من النمسا أحد الممتلكات الإقطاعية الواسعة لعائلة بابنبيرغ. وأسست السلالة الحاكمة مكان إقامتها الأول في بوتشلارن قبل أن تنقله إلى ميلك في منطقة واتشو ذات المناظر الطبيعية. وفي القرن الثاني عشر قام هنري الثاني بنقل مكان إقامته إلى فيينا التي بقيت عاصمة الدولة منذ ذلك الحين. وأيضاً في القرن الثاني عشر تم إكتمال بناء كاتدرائية القديس ستيفان والتي أصبحت نقطة علاّم واضحة للمدينة أظهرت شهرتها. كما أسـس هنري الثاني دير شوتنستيفت في فيينا في ساحة البلاط حيث أقيم هنالك تمثال له وهو موجود حتى هذا اليوم.
بداية حكم هابسبورغ
الهابسبورغ
بعد حوالي 100 سنة لاحقاً ظهر رودلف الأول مع التاج، مُبشراً ببداية ستة قرون لحكم الهابسبورغ في النمسا، وقد شكّل القصر الإمبراطوري في فيينا بمثابة المنطقة المركزية لمملكتهم القوية، واليوم يوجد في هذا القصر عدة متاحف (الخزينة ومتحف سيسي) وهو يعطي فكرة عامة جيدة عن الهابسبورغيين.
الحروب التركية
إن التهديد التركي الذي تضمن حصارات فاشلة لفيينا في عام1529، وفي عام 1683 حرّض بولندا و فينيسيا و روسيا للإنضمام إلى إمبراطورية هابسبورغ، لمقاومة الأتراك، وفي أواخر 1690 تمّ عهدة قيادة القوات الإمبراطورية إلى الأمير يوجين من سافوي وتحت قيادته فازت قوات هابسبورغ بالسيطرة على الكل مع جزء صغير من هنغاريا في غضون عام1699.
عصر الباروك
مع نهاية التهديد التركي عانت الفنون والثقافة من موجة التدفق، حيث تم بناء صروح رائعة مثل شولوس شونبرون (التراث الثقافي العالمي) أو قبة سالزبورغر، وقام مهندسون معماريون مثل جواهان فيشر ف.ايرلاتش ولوكاس ف هيلدبراندت وجاكوب براندتور ودانييل غران وبول تروغر، وفرانز انتون مولبرتش بإنشاء صرح استثنائي، وتحت حكم الامبراطورة ماريا تيريزا (1717-1780) تم إصلاح أراضي هابسبورغ وتوحيدها. وبعد وفات ماريا تيريزا في عام 1780 تابع ابنها جوزيف الثاني وهو أحد الملوك الذين يطلق عليهم بأنهم من الملوك المتنوّرين (المثقفين) تابع الإصلاحات على طول الخطوط التي كانت والدته تتابعها.
من بيدرمايير إلى جوغندستل (الفن الحديث)
أثبتت الثورة الفرنسية في عام1989 ونهوض نابليون الذي ضَمَنَ الامتلاك الفرنسي للكثير من الأراضي النمساوية على أنه التهديد الرئيسي للهابسبرغيين. وخلال مؤتمر فيينا (1814/15) الذي انعقد بغرض إعادة رسم الخريطة السياسية للقارة بعد هزيمة نابليون، حاول المستشار النمساوي ميترنيتش أن يعيد توحيد القوة النمساوية. وفي عام 1848 وصلت الفلسفة الفرنسية لثورة الطبقة المتوسطة إلى النمسا إلا أن الثورة سرعان ما انطفأت، واستجاب الإمبراطور فرانز الأول وميترنيتش بقطع الحريات المدنية وإدخال الرقابة الصارمة. ونتيجة لذلك تراجع الناس إلى منازلهم وركزوا على الناحية المحلية وغير السياسية وتوقفت الحياة الاجتماعية. و قد اتسم القسم الثاني من فترة بيدرمايير بالنمو العمراني والصناعة التي أدت إلى ظهور طبقة متوسطة حضارية جديدة وبدأ الناس بعقد اللقاءات مرة أخرى وتم تذكر الفنون والفنانين من هذا العصر كان من بينهم رسامين مثل فيردناند جورج والدمولر، و فريدريك غورمان، و الموسيقار فرانز شوبيرت، والشعراء ادلبيرت ستيفتر وفرديناند ريموند وفرانز غريلبارزر.في نهاية عصر الامبراطور فرانز الأول كان هنالك ضغط مع مرور الوقت للتخلي عن العرش لصالح ابن أخيه الإمبراطور فرانز جورج الأول والذي كانت فترة حكمه لـ 68 سنة هي الأطول في تاريخ النمسا ومع زوجته إليزابيث الأسطورة (سيسي) شكل صورة الحكم الامبراطوري النمساوي. وتحت حكمه أصبحت النمسا أحد أكثر العواصم الأوروبية أهمية ومركزاً لدولة متعددة الجنسيات تمتد من هنغاريا إلى شمال إيطاليا وبالعمق نحو أوروبا الجنوبية. تم الاحتفال بملك الفالس (فالص) جوهان ستروف في كل أنحاء العالم من أجل مؤلفاته الموسيقية الرائعة. وكان سيغموند فرويد مؤسس مدرسة التحليل النفسي لعلم النفس، وهي الحركة التي نشرت النظرية القائلة بالتحكم بدوافع اللاوعي التي تتحكم كثيراً بالسلوك. وفي حوالي عام1900 ارتقى الفن الجديد لفيينا (جوغندستل) وخلال هذه الفترة الفنانون والمصممون الذين يتطلعون للإبداع من أجل الاتجاهات السائدة لمعارض الصالونات ليظهروا بيئاتهم الخاصة بشكل أكثر تجانس. ومن بين الفنانين الجوغندستل (الفن الحديث) اللامعين كان الرسامين غوستاف كليمت و إيغون شيلي والمهندسون المعماريون اوتو واغنر وأدولف لوس. وإن التنزه على طول بولفار فيينا رينغسترافي بأبنيته الرائعة وزيارة متحف سيسي أو متحف سيغموند فرويد أو صالات اوستريتشيستشن يعطي نظرة جيدة عن هذه الحقبة.
القرن العشرين
الأوقات المتغيرة
كانت الملكية النمساوية الهنغارية المترعة بالتوترات العرقية والمحاصرة بنظام صارم من التحالفات من حروب القرن التاسع عشر كارثة بانتظار الحدوث، وإن الشرارة الضرورية كانت اغتيال الأرشيدوق (أمير من أمراء الأسرة الإمبراطورية) النمساوي والوريث للعرش فرانز فيرديناند في يونيو1914 في سراييفو. وإن إعلان النمسا للحرب ضد الصرب ميّز بداية الحرب العالمية الأولى. توفي الإمبراطور فرانز جوزف في 1916 ، وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى في عام1918 تم التأسيس الأول لجمهورية النمسا منهية السلالة الحاكمة هابسبورغ التي دام حكمها 640 سنة. وعانت الجمهورية الصغيرة من تضخم مالي كبير وبطالة وانهيار اقتصادي وشيك. وفي عام1933 تحالف الحكومة الضعيف بين أطراف المسيحيين الاجتماعيين والديمقراطيين الاجتماعيين شق الطريق عندما أصبح انجلبرت دولفوس مستشار في عام1932 كرئيس لحكومة تحالف الجناح اليميني والتي كانت مصممة لمعالجة المشاكل التي سببها الكساد، وفي مايو1934 أعلن دولفوس الحكم العرفي لكي يحمي النمسا من هتلر، وفي يوليو تم إطلاق الرصاص على دولفوس وقتل من قبل النازيين في محاولة للإنقلاب.
في 12مارس 1938 زحفت الجيوش الألمانية إلى النمسا وتم ضم الدولة إلى ألمانيا حكم ريتش تحت سيطرة أدولف هتلر، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية في عام1945 تم استعادة النمسا إلى حدودها لعام1937 وتم احتلالها من قبل الحلفاء الظافرين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي والمملكة المتحدة وفرنسا.
في القرن الحادي والعشرين
في الخامس عشر من مايو1955 تم المصادقة على معاهدة الدولة النمساوية مع إعلان النمسا لحياديتها الدائمة. ويعود الفضل إلى موقعها قرب "الستار الحديدي" وسرعان ما تطورت النمسا إلى مركز هام بين الغرب والشرق. وبعد الثورة الهنغارية لعام 1956 وغزو سبرينغ براغ عام1968 منحت النمسا اللجوء السياسي للاجئين. وتـُعتبر النمسا أيضاً هي البلد المضيف للكثير من المنظمات الدولية (الأمم المتحدة و منظمة أوبك) بالإضافة إلى استضافة الكثير من اللقاءات الهامة من المؤتمرات و إجتماعات القمم. وسقط الستار الحديدة في 1959/90 وفي عام 1995 أصبحت النمسا عضو في الاتحاد الأوروبي.
مثل معظم البلدان الأوروبية، فإن النمسا لها تاريخ عريق حافل بالأحداث التاريخية. ومع ذلك فإن هنالك بعض العناصر من السمات النمساوية التي لم تتغير كثيراً عبر القرون: مثل التحيز للتدليل والجمال والتهذيب التي كانت دائماً وما تزال قوى دافعة في ماضي وحاضر البلد.
لأيام الأولى
إن منطقة النمسا اليوم التي هي وادي الدانوب الخصب ووديان الألب، كانت قد استقرت في العصر الحجري القديم (حتى حوالي 8000 ق.م)، وفي حوالي 400 ق.م استقرت الشعوب السلتية (مجموعة من الشعوب الأوروبية) من غرب أوروبا في جبال الألب الشرقية. وقد تطورت الدولة السلتية (نوريكوم)، حول منطقة الحديد في القرن الثاني قبل الميلاد، ومن القرن السابع قبل الميلاد فصاعداً كانت إحدى المناطق الرئيسية للاحتلال السلتي في اليوم المعاصر النمسا متركزة حول هولستات وهي منطقة تعدين ملح كبيرة تعود لما قبل التاريخ. و قد سميت هذه المنطقة في العصر الهولستاتي من عام750 إلى 450 ق.م
وصل الرومانيون في عام 200 ق.م وفي حوالي القرن الخامس عشر قبل الميلاد سيطروا على كامل المنطقة، والاستيطان الروماني الأكثر أهمية في النمسا كان الكارنونتوم (عاصمة الإقليم الروماني لبانونيا في النمسا السفلى اليوم). والتي أصبحت مركزاً للتحصينات الرومانية على طول خط الدانوب، وهنالك اليوم حديقة أثرية هامّة مع متحف ومُدرّج.
من أوستاريتشي إلى النمسا
في النصف الثاني من القرن الثاني الميلادي، كانت قبائل ألمانية متنوعة توسّع إقليمها هناك وتقوم بغزوات مدمّرة للأقاليم الرومانية، وفي غضون منتصف الـ500 سيطر البافاريون على الإقليم بين جبال الألب الشرقية ومنطقة وينروالد. و في حوالي عام 800 أسـس تشارليمانغ ملك الفرنجة، وفي آخر الأمر الإمبراطور الروماني المقدس إقليماً في وادي الدانوب يعرف بـ أوستمارك (مارس الشرقي). وفي عام 996 كان يُشـار أولاً لأوستمارك "أوستاريتشي" وهي إشارة واضحة عن الكلمة الألمانية الحديثة "أوستريتش".
بابنبيرغس
بين العام 976 م عندما أصبح ليبولد فون بابنبيرغ الحاكم العسكري لأوستمورك وعام1246، كان القسم الروماني من النمسا أحد الممتلكات الإقطاعية الواسعة لعائلة بابنبيرغ. وأسست السلالة الحاكمة مكان إقامتها الأول في بوتشلارن قبل أن تنقله إلى ميلك في منطقة واتشو ذات المناظر الطبيعية. وفي القرن الثاني عشر قام هنري الثاني بنقل مكان إقامته إلى فيينا التي بقيت عاصمة الدولة منذ ذلك الحين. وأيضاً في القرن الثاني عشر تم إكتمال بناء كاتدرائية القديس ستيفان والتي أصبحت نقطة علاّم واضحة للمدينة أظهرت شهرتها. كما أسـس هنري الثاني دير شوتنستيفت في فيينا في ساحة البلاط حيث أقيم هنالك تمثال له وهو موجود حتى هذا اليوم.
بداية حكم هابسبورغ
الهابسبورغ
بعد حوالي 100 سنة لاحقاً ظهر رودلف الأول مع التاج، مُبشراً ببداية ستة قرون لحكم الهابسبورغ في النمسا، وقد شكّل القصر الإمبراطوري في فيينا بمثابة المنطقة المركزية لمملكتهم القوية، واليوم يوجد في هذا القصر عدة متاحف (الخزينة ومتحف سيسي) وهو يعطي فكرة عامة جيدة عن الهابسبورغيين.
الحروب التركية
إن التهديد التركي الذي تضمن حصارات فاشلة لفيينا في عام1529، وفي عام 1683 حرّض بولندا و فينيسيا و روسيا للإنضمام إلى إمبراطورية هابسبورغ، لمقاومة الأتراك، وفي أواخر 1690 تمّ عهدة قيادة القوات الإمبراطورية إلى الأمير يوجين من سافوي وتحت قيادته فازت قوات هابسبورغ بالسيطرة على الكل مع جزء صغير من هنغاريا في غضون عام1699.
عصر الباروك
مع نهاية التهديد التركي عانت الفنون والثقافة من موجة التدفق، حيث تم بناء صروح رائعة مثل شولوس شونبرون (التراث الثقافي العالمي) أو قبة سالزبورغر، وقام مهندسون معماريون مثل جواهان فيشر ف.ايرلاتش ولوكاس ف هيلدبراندت وجاكوب براندتور ودانييل غران وبول تروغر، وفرانز انتون مولبرتش بإنشاء صرح استثنائي، وتحت حكم الامبراطورة ماريا تيريزا (1717-1780) تم إصلاح أراضي هابسبورغ وتوحيدها. وبعد وفات ماريا تيريزا في عام 1780 تابع ابنها جوزيف الثاني وهو أحد الملوك الذين يطلق عليهم بأنهم من الملوك المتنوّرين (المثقفين) تابع الإصلاحات على طول الخطوط التي كانت والدته تتابعها.
من بيدرمايير إلى جوغندستل (الفن الحديث)
أثبتت الثورة الفرنسية في عام1989 ونهوض نابليون الذي ضَمَنَ الامتلاك الفرنسي للكثير من الأراضي النمساوية على أنه التهديد الرئيسي للهابسبرغيين. وخلال مؤتمر فيينا (1814/15) الذي انعقد بغرض إعادة رسم الخريطة السياسية للقارة بعد هزيمة نابليون، حاول المستشار النمساوي ميترنيتش أن يعيد توحيد القوة النمساوية. وفي عام 1848 وصلت الفلسفة الفرنسية لثورة الطبقة المتوسطة إلى النمسا إلا أن الثورة سرعان ما انطفأت، واستجاب الإمبراطور فرانز الأول وميترنيتش بقطع الحريات المدنية وإدخال الرقابة الصارمة. ونتيجة لذلك تراجع الناس إلى منازلهم وركزوا على الناحية المحلية وغير السياسية وتوقفت الحياة الاجتماعية. و قد اتسم القسم الثاني من فترة بيدرمايير بالنمو العمراني والصناعة التي أدت إلى ظهور طبقة متوسطة حضارية جديدة وبدأ الناس بعقد اللقاءات مرة أخرى وتم تذكر الفنون والفنانين من هذا العصر كان من بينهم رسامين مثل فيردناند جورج والدمولر، و فريدريك غورمان، و الموسيقار فرانز شوبيرت، والشعراء ادلبيرت ستيفتر وفرديناند ريموند وفرانز غريلبارزر.في نهاية عصر الامبراطور فرانز الأول كان هنالك ضغط مع مرور الوقت للتخلي عن العرش لصالح ابن أخيه الإمبراطور فرانز جورج الأول والذي كانت فترة حكمه لـ 68 سنة هي الأطول في تاريخ النمسا ومع زوجته إليزابيث الأسطورة (سيسي) شكل صورة الحكم الامبراطوري النمساوي. وتحت حكمه أصبحت النمسا أحد أكثر العواصم الأوروبية أهمية ومركزاً لدولة متعددة الجنسيات تمتد من هنغاريا إلى شمال إيطاليا وبالعمق نحو أوروبا الجنوبية. تم الاحتفال بملك الفالس (فالص) جوهان ستروف في كل أنحاء العالم من أجل مؤلفاته الموسيقية الرائعة. وكان سيغموند فرويد مؤسس مدرسة التحليل النفسي لعلم النفس، وهي الحركة التي نشرت النظرية القائلة بالتحكم بدوافع اللاوعي التي تتحكم كثيراً بالسلوك. وفي حوالي عام1900 ارتقى الفن الجديد لفيينا (جوغندستل) وخلال هذه الفترة الفنانون والمصممون الذين يتطلعون للإبداع من أجل الاتجاهات السائدة لمعارض الصالونات ليظهروا بيئاتهم الخاصة بشكل أكثر تجانس. ومن بين الفنانين الجوغندستل (الفن الحديث) اللامعين كان الرسامين غوستاف كليمت و إيغون شيلي والمهندسون المعماريون اوتو واغنر وأدولف لوس. وإن التنزه على طول بولفار فيينا رينغسترافي بأبنيته الرائعة وزيارة متحف سيسي أو متحف سيغموند فرويد أو صالات اوستريتشيستشن يعطي نظرة جيدة عن هذه الحقبة.
القرن العشرين
الأوقات المتغيرة
كانت الملكية النمساوية الهنغارية المترعة بالتوترات العرقية والمحاصرة بنظام صارم من التحالفات من حروب القرن التاسع عشر كارثة بانتظار الحدوث، وإن الشرارة الضرورية كانت اغتيال الأرشيدوق (أمير من أمراء الأسرة الإمبراطورية) النمساوي والوريث للعرش فرانز فيرديناند في يونيو1914 في سراييفو. وإن إعلان النمسا للحرب ضد الصرب ميّز بداية الحرب العالمية الأولى. توفي الإمبراطور فرانز جوزف في 1916 ، وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى في عام1918 تم التأسيس الأول لجمهورية النمسا منهية السلالة الحاكمة هابسبورغ التي دام حكمها 640 سنة. وعانت الجمهورية الصغيرة من تضخم مالي كبير وبطالة وانهيار اقتصادي وشيك. وفي عام1933 تحالف الحكومة الضعيف بين أطراف المسيحيين الاجتماعيين والديمقراطيين الاجتماعيين شق الطريق عندما أصبح انجلبرت دولفوس مستشار في عام1932 كرئيس لحكومة تحالف الجناح اليميني والتي كانت مصممة لمعالجة المشاكل التي سببها الكساد، وفي مايو1934 أعلن دولفوس الحكم العرفي لكي يحمي النمسا من هتلر، وفي يوليو تم إطلاق الرصاص على دولفوس وقتل من قبل النازيين في محاولة للإنقلاب.
في 12مارس 1938 زحفت الجيوش الألمانية إلى النمسا وتم ضم الدولة إلى ألمانيا حكم ريتش تحت سيطرة أدولف هتلر، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية في عام1945 تم استعادة النمسا إلى حدودها لعام1937 وتم احتلالها من قبل الحلفاء الظافرين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي والمملكة المتحدة وفرنسا.
في القرن الحادي والعشرين
في الخامس عشر من مايو1955 تم المصادقة على معاهدة الدولة النمساوية مع إعلان النمسا لحياديتها الدائمة. ويعود الفضل إلى موقعها قرب "الستار الحديدي" وسرعان ما تطورت النمسا إلى مركز هام بين الغرب والشرق. وبعد الثورة الهنغارية لعام 1956 وغزو سبرينغ براغ عام1968 منحت النمسا اللجوء السياسي للاجئين. وتـُعتبر النمسا أيضاً هي البلد المضيف للكثير من المنظمات الدولية (الأمم المتحدة و منظمة أوبك) بالإضافة إلى استضافة الكثير من اللقاءات الهامة من المؤتمرات و إجتماعات القمم. وسقط الستار الحديدة في 1959/90 وفي عام 1995 أصبحت النمسا عضو في الاتحاد الأوروبي.