- الخميس مايو 02, 2013 8:32 pm
#61700
وصل الإسلام عن طريق التتار، وذلك في عهد القبيلة الذهبية، فعندما وصل التتار إلى شبة جزيرة القرم جذبوا من كان فيها من الإغريق والإيطالبين إلى الإسلام، وكان بيذلون جهدهم في نشر الإسلام بين جيرانهم، ولقد استقر تتار القرم بشبة الجزيرة في نهاية النصف الأول من الثامن الهجري، وكانوا قسماً من دولة المغول، ثم استقلت دولة القرم تحت حكم كيراي منذ سنة (831 هـ - 1427 م)، وقويت دولة القرم التتارية بمد نفوذها على الأراضي المجاورة لها، وبلغت قوتها أن إمارة موسكو كانت تدفع لها جزية سنوية في عهد السلطان محمد كيراي في النصف الأول من القرن العاشر الهجري، ثم خضعت موسكو لحكمها في سنة 979 هـ - 1571 م، وقويت شوكة الروس وبدؤوا في مهاجمة أطراف دولة القرم، والتي بدأت تضعف فاستولوا على القسم الشمالي منها في سنة 1091 هـ - 1680 م، وهب الأتراك العثمانيون لنجدتهم، وتم تحالف بين تتار القرم والدولة العثمانية، فنزل العثمانيون جنوب شبه جزية القرم، ودام هذا التعازن قرابة قرن، ولما أصاب نفوذ العثمانيين الضعف في الجهة الشمالية.
غزو شبه جزيرة القرم
تمكن الروس من غزو شبه جزيرة القرم في سنة 1198 هـ - 1783 م، في عهد كاترين الثانية إمبراطورة روسيا المتعصبة للمسيحية. وهكذا فقدت دولة تتار القرم حريتها، وبدأ الاضطهاد الديني لمسلمي القرم، وطرد الروس من شبه جزيرة القرم نصف مليون نسمة، وصدرت عدة قوانين تحرم الدعوة إلى الإسلام، وظل هذا الغبن مفروضاً على التتار المسلمين طيلة قرن وربع، ولما صدر قانون حرية التعبد أعلن التتار الدعوة الإسلامية، بعد أن كانوا يمارسونها سراً بين جيرانهم وزاد عدد الداخلين في الإسلام. ونشط تتار القرم في استعادة كيانهم منذ صدور قانون حرية العقيدة في روسيا القيصرية في سنة 1323 هـ - 1905 م، وحتى استيلاء السوفيات على حكم روسيا في سنة 1336 هـ - 1917 م، فقاوم تتار القرم الخضوع لهم فلجأ السوفيات إلى حرب التجويع والحصار، وقد نشرت جريدة أزفسيتا السوفياتية جانياً من حرب التجويع التي فرضت على تتار القرم، واستمرت طيلة عام 1922، ومات في هذه المجاعة أكثر من ستين الف مسلم من تتار القرم وقتل مئة الف، وحكم عل خمسين ألف بالنفي، وهكذا قدم تتار القرم العديد من الضحايا، قبل الاستسلام لحكم السوفيات، وأعلن قيام جمهورية القرم السوفياتية، وخضعت للحكم الذاتي. وفي سنة 1347 هـ - 1928 م اتجه الروس إلى جعل شبه جزيرة القرم موطناً ليهود روسيا، واحتجت حكومة القرم، فأعدم رئيس جمهوريتها وأعضاء حكومته، ونفى اربعون ألف مسلم من القرم إلى سيبيريا، وهكذا كانت القرم قلعة حصينة، ولم تستسلم بسهولة. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية اتهم السوفيات سكان القرم بالعاون مع الألمان فصدر قرار مجلس السوفيات بإلغاء جهوريتهم في سنة1363 هـ - 193 م، وتم تنفيذه، وشرد تتار القرم وأرغموا أهلها على الهجرة الإجبارية إلى سيبيريا وآسيا الوسطى خصوصاً في أوزبكستان، وهرب مليون وربع مليون منهم إلى تركيا، وأروبا الغربية، وبعضهم غلى بلغاريا ورومانيا وأعدم الكثير، ولم يبق من خمسة ملايين مسلم من تتار القرم غير نصف مليون، وهدم السوفيات ألفاً وخمسمئة مسجد في شبه جزيرة القرم، والعديد من المعاهد والمدارس، وفي سنة 1387 هـ - 1976 م وقرر مجلس السوفيات براءة تتار القرم من تهمة التعاون مع الألمان وتشريد شعب كامل، إلغاء جمهوريته، نتيجة تهمة باطلة ألصقت به، ويطالب تتار القرم بالعودة إلى وطنهم.
وصل الإسلام عن طريق التتار، وذلك في عهد القبيلة الذهبية، فعندما وصل التتار إلى شبة جزيرة القرم جذبوا من كان فيها من الإغريق والإيطالبين إلى الإسلام، وكان بيذلون جهدهم في نشر الإسلام بين جيرانهم، ولقد استقر تتار القرم بشبة الجزيرة في نهاية النصف الأول من الثامن الهجري، وكانوا قسماً من دولة المغول، ثم استقلت دولة القرم تحت حكم كيراي منذ سنة (831 هـ - 1427 م)، وقويت دولة القرم التتارية بمد نفوذها على الأراضي المجاورة لها، وبلغت قوتها أن إمارة موسكو كانت تدفع لها جزية سنوية في عهد السلطان محمد كيراي في النصف الأول من القرن العاشر الهجري، ثم خضعت موسكو لحكمها في سنة 979 هـ - 1571 م، وقويت شوكة الروس وبدؤوا في مهاجمة أطراف دولة القرم، والتي بدأت تضعف فاستولوا على القسم الشمالي منها في سنة 1091 هـ - 1680 م، وهب الأتراك العثمانيون لنجدتهم، وتم تحالف بين تتار القرم والدولة العثمانية، فنزل العثمانيون جنوب شبه جزية القرم، ودام هذا التعازن قرابة قرن، ولما أصاب نفوذ العثمانيين الضعف في الجهة الشمالية.
غزو شبه جزيرة القرم
تمكن الروس من غزو شبه جزيرة القرم في سنة 1198 هـ - 1783 م، في عهد كاترين الثانية إمبراطورة روسيا المتعصبة للمسيحية. وهكذا فقدت دولة تتار القرم حريتها، وبدأ الاضطهاد الديني لمسلمي القرم، وطرد الروس من شبه جزيرة القرم نصف مليون نسمة، وصدرت عدة قوانين تحرم الدعوة إلى الإسلام، وظل هذا الغبن مفروضاً على التتار المسلمين طيلة قرن وربع، ولما صدر قانون حرية التعبد أعلن التتار الدعوة الإسلامية، بعد أن كانوا يمارسونها سراً بين جيرانهم وزاد عدد الداخلين في الإسلام. ونشط تتار القرم في استعادة كيانهم منذ صدور قانون حرية العقيدة في روسيا القيصرية في سنة 1323 هـ - 1905 م، وحتى استيلاء السوفيات على حكم روسيا في سنة 1336 هـ - 1917 م، فقاوم تتار القرم الخضوع لهم فلجأ السوفيات إلى حرب التجويع والحصار، وقد نشرت جريدة أزفسيتا السوفياتية جانياً من حرب التجويع التي فرضت على تتار القرم، واستمرت طيلة عام 1922، ومات في هذه المجاعة أكثر من ستين الف مسلم من تتار القرم وقتل مئة الف، وحكم عل خمسين ألف بالنفي، وهكذا قدم تتار القرم العديد من الضحايا، قبل الاستسلام لحكم السوفيات، وأعلن قيام جمهورية القرم السوفياتية، وخضعت للحكم الذاتي. وفي سنة 1347 هـ - 1928 م اتجه الروس إلى جعل شبه جزيرة القرم موطناً ليهود روسيا، واحتجت حكومة القرم، فأعدم رئيس جمهوريتها وأعضاء حكومته، ونفى اربعون ألف مسلم من القرم إلى سيبيريا، وهكذا كانت القرم قلعة حصينة، ولم تستسلم بسهولة. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية اتهم السوفيات سكان القرم بالعاون مع الألمان فصدر قرار مجلس السوفيات بإلغاء جهوريتهم في سنة1363 هـ - 193 م، وتم تنفيذه، وشرد تتار القرم وأرغموا أهلها على الهجرة الإجبارية إلى سيبيريا وآسيا الوسطى خصوصاً في أوزبكستان، وهرب مليون وربع مليون منهم إلى تركيا، وأروبا الغربية، وبعضهم غلى بلغاريا ورومانيا وأعدم الكثير، ولم يبق من خمسة ملايين مسلم من تتار القرم غير نصف مليون، وهدم السوفيات ألفاً وخمسمئة مسجد في شبه جزيرة القرم، والعديد من المعاهد والمدارس، وفي سنة 1387 هـ - 1976 م وقرر مجلس السوفيات براءة تتار القرم من تهمة التعاون مع الألمان وتشريد شعب كامل، إلغاء جمهوريته، نتيجة تهمة باطلة ألصقت به، ويطالب تتار القرم بالعودة إلى وطنهم.