صفحة 1 من 1

معاهدة سان ستيفانو

مرسل: الجمعة مايو 03, 2013 1:14 pm
بواسطة عبدالمجيد المضيان 9
معاهدة سان ستيفانو (29 صفر 1295هـ=3 مارس 1878) كانت معاهدة بين روسيا والإمبراطورية العثمانية في ختام الحرب الروسية التركية (1877-1878). تم توقيعها في 3 مارس 1878 في سان ستيفانو، ضاحية غرب إسطنبول، بتركيا. المعاهدة جاءت لتتزامن مع مناسبة تذكارية، حين أصبح الإسكندر الثاني إمبراطور روسيا في 2 مارس، 1855.وادت هذه المعاهدة إلى ظهور دولة بلغارية أكبر من اللازم وكانت هذه الدولة مخلب قط لروسيا فتعاونا معا على الاجهاز على الدولة العثمانية لتصبح تحت التوجيه الروسى فيصبح التوازن الدولي في المنطقة لصالح روسيا بشكل حاد رفضته دول أوروبا فأصبحت أوروبا على وشك حرب اوربية كبرى
تعد معاهدة "سان استيفانو" من المعاهدات المهمة في تاريخ الدولة العثمانية، حيث فرضت هذه المعاهدة على العثمانيين المهزومين أمام روسيا إدخال إصلاحات جوهرية على أوضاع المسيحيين في الدولة العثمانية، خاصة في أوروبا؛ وهو ما عني حقوقا وامتيازات للأقلية لا تتمتع بها الأغلبية المسلمة، وكان ذلك يشير إلى رغبة الدول الأوربية في تفجير الدولة العثمانية من الداخل بعد إضعافها للغاية في المحيط الدولي، بحيث تمثل "رجل أوروبا المريض" الذي ينتظر الجميع موته لتقسيم تركته الكبيرة
أثر.. وردود فعل
أدت هذه المعاهدة إلى محو الوجود التركي في أوروبا باستثناء بعض المناطق القليلة غير المتصلة، والضعيفة من الناحية الإستراتيجية، كما أن نمو بلغاريا وتوسيع مساحتها يعني التأثير على مدينة "الآستانة" من الناحية الإستراتيجية حيث تحيط بلغاريا بكثير من جوانبها، إضافة إلى أن اشتراط المعاهدة بقاء قوات روسية في بلغاريا لمدة سنتين يعني أن عوامل الخطر تحيط بالدولة العثمانية، كما أن عملية البتر التي تمت لبعض المناطق من جسد الدولة العثمانية في أوروبا كان يعني أن تنسلخ هذه المناطق بما فيها من مسلمين لتنضم إلى كيانات معادية لهؤلاء المسلمين.
اختلفت ردود أفعال الدول الكبرى على معاهدة "سان استيفانو" التي ُتؤمن لروسيا تفوقا في البلقان على حساب الدولة العثمانية وإمبراطورية النمسا، وتمكن روسيا من الوصول إلى المياه الدافئة والبحار المفتوحة، فكانت إنجلترا من أكثر الدول تخوفا من هذا التمدد الروسي خوفا من السيطرة الروسية على "مضيق البوسفور" ومن وصول النفوذ الروسي إلى الهند، ولهذا كانت لندن من أشد الدول المعارضة لهذه الاتفاقية، ومن الدول الساعية إلى تعديلها رغما عن روسيا، حتى تظهر أمام الهنود بمظهر القوة والبأس ونفوذ الكلمة في أوروبا، وتتودد أيضا إلى مسلمي الهند، حيث كانت سلطتها في الهند مبنية في الأساس "على الوهم أكثر من قوة السلاح" كما يقول "محمد فريد" في كتابه "الدولة العثمانية".
كذلك عارضت النمسا هذه الاتفاقية، حيث كانت تطمع في "البوسنة والهرسك". أما فرنسا فكانت على الحياد بعد هزيمتها في الحرب البروسية ورغبتها في تعويض ما فقدته من خسائر في هذه الحرب. وكانت إيطاليا حديثة عهد بالاستقلال، ولم تكن راغبة في التورط في صراعات القارة الأوربية. وأما ألمانيا فكانت أقرب إلى روسيا منها إلى الدولة العثمانية في تلك الفترة