صفحة 1 من 1

علي عزت بيغوفيتش

مرسل: الجمعة مايو 03, 2013 1:53 pm
بواسطة سعود ناصر القريني 3
علي عزت بيغوفيتش (1344 هـ / 8 أغسطس 1925 - 23 شعبان 1424 هـ / 19 أكتوبر 2003)، أول رئيس جمهورية للبوسنة والهرسك بعد انتهاء الحرب الرهيبة في البوسنة، ناشط سياسي بوسني وفيلسوف إسلامي، مؤلف لعدة كتب أهمها الإسلام بين الشرق والغرب

ولد في في مدينة بوسانا كروبا-البوسنية لأسرة بسنوية عريقة في الإسلام بمدينة "بوسانسكي شاماتس"، واسم عائلته يمتد إلى أيام الوجود التركى بالبوسنة فالمقطع "بيج" في اسم عائلته هو النطق المحلى للقب "بك" العثماني، ولقبه "عزت بيجوفيتش" يعني ابن عزت بك. تعلم في مدارس مدينة سراييفو وتخرج في جامعتها في القانون، عمل مستشارا قانونيا خلال 25 سنة ثم اعتزل وتفرغ للبحث والكتابة.
نشأ علي عزت بيغوفيتش في وقت كانت البوسنة والهرسك جزءا من مملكة تحكمها أسرة ليبرالية، ولم يكن التعليم الدينى جزءا من المناهج الدراسية، وكان على عزت – وهو لا يزال شابا- واعيا بأهمية أن يتعرف على دينه ويقرأ فيه قراءة مستفيضة فاتفق هو وبعض زملائه في المدرسة أن ينشئوا ناديا مدرسيا للمناقشات الدينية سموه (ملادى مسلماني) أي (الشبان المسلمين) التي تطورت فيما بعد فلم تقتصر في نشاطها على الاجتماعات والنقاشات وانما امتدت إلى أعمال اجتماعية وخيرية, وأنشأ بها قسم خاص بالفتيات المسلمات، واستطاعت هذه الجمعية – أثناء الحرب العالمية الثانية - أن تقدم خدمات فعالة في مجال ايواء اللاجئين ورعاية الأيتام والتخفيف من ويلات الحرب، وإلى جانب هذه الأنشطة تضمنت برامج الجماعة برنامجا لبناء الشخصية، ومن الثابت أن اتجاهات الجماعة وتطورها نحو التكامل والنضوج كانت نتيجة سعيها المستمر لتحسين نفسها، ومحاولة الاستفادة في عملها بالمعرفة التي توصلت إليها عن طريق تحليلاتها واجتهاداتها الخاصة، إلى جانب تأثرها بأفكار أخرى جاء بها بعض الطلاب البوسنويين الذين تعلموا في جامعة الأزهر بالقاهرة. حينما احتلت النازية الألمانية مملكة يوغوسلافيا وأحالتها جمهورية فاشية، قاطعت جمعية الشبان المسلمين النظام الفاشي، وضايق هذا النظام فحرمها من الشرعية القانونية

• الإسلام بين الشرق والغرب": وهو درة كتبه، وفيه ذكر أن هناك ثلاث وجهات نظر فقط متكاملة عن العالم، هي النظرة المادية - كنظرية داروين وأفكار نيتشة والفلسفة المادية- والنظرة الروحية، كالدين المسيحي، والنظرة الإسلامية، وهي الوحيدة التي تجمع بين الروح والمادة، ولذا فهي تنظر للإنسان نظرة سليمة لأنه مخلوق من روح ومادة. ثم يفيض في شرح فلسفته ليبين خطر النظر للإنسان بالنظرة المادية وحدها، أو النظرة الروحية وحدها. ثم يذكر عمق النظرة الإسلامية للإنسان. يقول عبد الوهاب المسيري عن على عزت بيجوفيتش في مقدمة الكتاب: فهو مفكر ورئيس دولة، يحلل الحضارة الغربية ويبين النموذج المعرفي المادي العدمي الكامن في علومها وفي نموذجها المهيمن، ثم يتصدى لها ويقاوم محاولتها إبادة شعبه. ولكنه في ذات الوقت يستفيد من اجتهادات المفكريين الغربيين المدافعين عن الإنسان، ولعل إيمانه بالإنسان الذي ينبع من إيمانه بالله وإدراكة لثنائية الطبيعة البشرية، هو الذي شد من أزره إلى أن كتب الله له ولشعبه النجاة، وهو الذي مكنه من أن يلعب هذا الدور المزدوج .. دور المجاهد والمجتهد، ودور الفارس والراهب"