منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
#61819
المالكي.. المزيد من الغطرسة والقليل من المسئولية

على الرغم من أن الحكمة تفرض على المسئولين العراقيين تفادي الإثارة أو تأجيج الأوضاع المضطربة الشديدة الحساسية، إلا أن رئيس الوزراء نوري المالكي، بأسلوب يفتقر إلى أدنى مسئولية، واصل استخفافه بالاحتجاجات الشعبية العربية في العراق، وتابع تهديداته المقيتة المتحدية للعراقيين العرب، بغطرسة مثيرة للاشمئزاز، لأن المالكي، أصلاً ليس من زعماء المعارضة البارزين أثناء حكم البعث المقيت، ولا يملك وجاهة قبلية في العراق، وإنما تم تصنيعه، بعد الاحتلال، باتفاق إيراني أمريكي، وتمكينه من رئاسة حكومة العراق، ليخضع الزعماء العرب، شيعة وسنة، للإرادة الإيرانية الأمريكية المشتركة التي لا تزال تعيث فساداً وسوءا في العراق.
وكان يجب على المالكي ألا يتمادى بغطرسته ويعرف أنه ليس أكثر من صنيعة أجنبية لأسوأ أعداء العراق، سواء الذين احتلوا العراق وقرروا تحطيمه وتمكين طهران منه، أو الذين يطمحون منذ مئات السنين للتمكين من العراق ونهبه وإذلال شعبه والانتقام من التاريخ.
ويجب على المالكي أيضاً أن يعرف أنه لو يتمتع بأية هوية وطنية عربية عراقية، لما كان خياراً مفضلاً لا لدى الإيرانيين ولا لدى الأمريكيين. لهذا يتعين ألا يزايد ويتحدث بلسان الوطنية والهوية العراقية. فهو أخر من يوالي العراق أو يحترم استقلاله وشعبه وثراه. والعراقيون يعلمون ذلك ولا يمكنه خداعهم.
لو كان المالكي صادقاً في نيته، كما يقول لسانه، فإنه يعرف ماذا يتوجب على رئيس وزراء عراقي من مسئوليات والتزامات وواجبات نحو شعب العراق العظيم وأرض العراق العربية الأبية. ولكان قد بادر إلى إجراء مصالحة وطنية حقيقية، تمهد لأن يستعيد العراق سلامه واستقراره، وينهض مجدداً بهوية وطنية عربية تشمل الكل ولا تقصي أحداً وتؤسس عدالة حقيقية يأمن لها العراقيون، كل العراقيين، لا قضاء يعمل بمزاجات المالكي ومؤامرات القوى الأجنبية، ولا جيش تحول إلى مليشيات تدار من خارج العراق وتبطش بكل من يتحدث بعروبة العراق وبكل من يخلص لسلام العراق ونهوضه.
سلوكيات المالكي وتصرفاته كرئيس ميلشيات تعمل لحسابات القوى الأجنبية، هي التي جعلت الشعب العراقي العربي يثور في نهاية الصبر، لأن مليشيات المالكي لم تدع بيتاً عراقيا ًعربياً، سواء سنياً أو شيعياً، لم تنزل به إهانة أو إذلالا، أو مصيبة وصلت إلى حد انتهاك الأعراض.


المصدر : صحيفة اليوم السعودية
http://www.alyaum.com/News/art/80922.html