- الجمعة مايو 03, 2013 5:58 pm
#61825
استيراد الثقافة اللازمة
للكاتبة : بشرى فيصل السباعي
من ينظر لواقع العرب بالنسبة للعالم يرى أن من أكبر المفارقات أن العرب استوردوا من العالم كل ما كان يجب أن لا يستورده كمواد الترفيه لما لها من أثر ثقافي وأخلاقي سلبي، بينما الثقافة التي العرب بحاجة ماسة لاستيرادها لازالوا معرضين عنها وغير واعين بأهمية استيرادها وهي الثقافة المتخصصة، مثل ثقافة العمل التي تجعل الشركات اليابانية تفرض عقوبة على الموظف إذا رفض أخذ إجازة لأن الموظف الياباني يعمل لدرجة الإنهاك ويرفض أخذ إجازة وهذا ما يؤدي لانخفاض نسبي في نوعية إنتاجه ولهذا باتت الشركات اليابانية تجبر موظفيها رغما عنهم على الإجازات، بينما لازال القطاع الخاص لدينا يتهرب من توظيف السعوديين رغم أن تكلفة توظيف الأجنبي تكون أحيانا أعلى من السعودي لأنهم يقولون إن الشاب السعودي يفتقر لثقافة العمل ولهذا هو لا يعتمد عليه، كما أن العديد من الشباب حتى المتزوجين الذين لهم أولاد، لا يتورع عن البقاء عاطلا عن العمل ومتواكلا على والده ولو كان راتبه ضعيفا وعلى الزوجة الموظفة لأنه ليس لديه ثقافة الشغف بالعمل لذات حس الرسالة والإنجاز فيه وليس فقط كوسيلة لتحصيل المال مقابله، وأيضا ثقافة النزاهة التي جعلت الدول الغربية في رأس قائمة أكثر الدول نزاهة وخلوا من أنواع الفساد المالي والإداري، وأيضا ثقافة تحمل المسؤولية الفردية عن الذات على تنوع مجالات تلك المسؤولية الشخصية كالاعتماد على الذات وعدم التواكل، وأيضا ثقافة تحمل الفرد المسؤولية عن فضيلة ذاته التي تجعل الشخص لا يبرر لنفسه التحرش لمجرد أن فتاة ليست على الهيئة التقليدية التي لأمه، فالمسألة ليست مجرد قوانين وهياكل إدارية ورقابية، فبدون الثقافة المصاحبة تبقى مجرد جعجعة بلا طحن.
المصدر : صحيفة عكاظ
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20130 ... 595880.htm
للكاتبة : بشرى فيصل السباعي
من ينظر لواقع العرب بالنسبة للعالم يرى أن من أكبر المفارقات أن العرب استوردوا من العالم كل ما كان يجب أن لا يستورده كمواد الترفيه لما لها من أثر ثقافي وأخلاقي سلبي، بينما الثقافة التي العرب بحاجة ماسة لاستيرادها لازالوا معرضين عنها وغير واعين بأهمية استيرادها وهي الثقافة المتخصصة، مثل ثقافة العمل التي تجعل الشركات اليابانية تفرض عقوبة على الموظف إذا رفض أخذ إجازة لأن الموظف الياباني يعمل لدرجة الإنهاك ويرفض أخذ إجازة وهذا ما يؤدي لانخفاض نسبي في نوعية إنتاجه ولهذا باتت الشركات اليابانية تجبر موظفيها رغما عنهم على الإجازات، بينما لازال القطاع الخاص لدينا يتهرب من توظيف السعوديين رغم أن تكلفة توظيف الأجنبي تكون أحيانا أعلى من السعودي لأنهم يقولون إن الشاب السعودي يفتقر لثقافة العمل ولهذا هو لا يعتمد عليه، كما أن العديد من الشباب حتى المتزوجين الذين لهم أولاد، لا يتورع عن البقاء عاطلا عن العمل ومتواكلا على والده ولو كان راتبه ضعيفا وعلى الزوجة الموظفة لأنه ليس لديه ثقافة الشغف بالعمل لذات حس الرسالة والإنجاز فيه وليس فقط كوسيلة لتحصيل المال مقابله، وأيضا ثقافة النزاهة التي جعلت الدول الغربية في رأس قائمة أكثر الدول نزاهة وخلوا من أنواع الفساد المالي والإداري، وأيضا ثقافة تحمل المسؤولية الفردية عن الذات على تنوع مجالات تلك المسؤولية الشخصية كالاعتماد على الذات وعدم التواكل، وأيضا ثقافة تحمل الفرد المسؤولية عن فضيلة ذاته التي تجعل الشخص لا يبرر لنفسه التحرش لمجرد أن فتاة ليست على الهيئة التقليدية التي لأمه، فالمسألة ليست مجرد قوانين وهياكل إدارية ورقابية، فبدون الثقافة المصاحبة تبقى مجرد جعجعة بلا طحن.
المصدر : صحيفة عكاظ
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20130 ... 595880.htm