كاسترو الزعيم الكوبي
مرسل: الجمعة مايو 03, 2013 9:37 pm
ولد فيدال كاسترو في 13 أيار 1927 في مزرعة قصب السكر التي يملكها والداه بالقرب من مدينة بيران في القطاع الشرقي من جزيرة كوبا. وكان والده مهاجرا إسبانيا، بدأ حياته كعامل ثم صار مالكا لـ 23000 فدان من الأراضي الزراعية.
أمضى كاسترو طفولته في تلك المزرعة، وعند بلوغه السادسة أقنع والديه بإرساله إلى المدرسة. وهكذا ارتحل إلى سانتياغو حيث بدأ دراسته في المدارس اليسوعية.
انتسب أولا إلى مدرسة دولوريس الابتدائية عام (1933) ، ثم معهد لا سال، وعند بلوغه الخامسة عشرة (1942) دخل معهد بيلان في هافانا متابعا دروسه الثانوية.
كان كاسترو تلميذا بارعا، ورياضيا متفوقا، وقد حصل على جائزة أفضل رياضي عام 1944.
عام 1945 انتسب كاسترو إلى كلية الحقوق في هافانا، وبعد حصوله على الإجازة افتتح مكتبا للمحاماة في هافانا عام (1950) مع شريكين من زملائه في الكلية. وقد صرف معظم وقته مدافعا عن قضايا الفقراء والمظلومين.
كان كاسترو يعد العدة للقيام بحملة انتخابية للفوز في أحد مقاعد البرلمان في انتخابات 1952، ولكن الجنرال باتيستا قام بانقلاب عسكري وأطاح بحكومة الرئيس سوكاراس ثم ألغى الانتخابات.
أقام كاسترو دعوى قضائية ضد الجنرال متهما إياه بخرق الدستور، ولكن المحكمة ردت الدعوى. وحين رأى كاسترو انه من المستحيل مواجهة الانقلابيين بسلطة القانون، نظّم فرقة مسلحة قوامها 165 رجلا وقام بهجوم للاستيلاء على المقاطعة الشرقية عام (1935)، ولكن الهجوم فشل فشلا ذريعا، فقتل أكثر من نصف المهاجمين والقي القبض على الناجين ومن بينهم كاسترو وأخوه راوول. وبقي الأخوان في السجن حتى صدور عفو عام سنة 1955.
حاول كاسترو عبثا مواجهة الحكم العسكري الديكتاتوري باعتماد الوسائل السلمية، فذهب إلى المكسيك حيث عمل على تنظيم الكوبيين المنفيين هناك في فرقة عسكرية سميت "حركة 26 تموز الثورية" تيمنا بتاريخ تأسيسها.
في الثاني من كانون الأول 1956 قامت الفرقة وعدد أعضائها 82 رجلا بهجوم على الشاطئ الشمالي للمقاطعة الشرقية، ولكن الهجوم مني بفشل كامل، ولم ينج إلا 12 من أعضائها، فانسحبوا بقيادة كاسترو إلى سلسلة جبال سيارا مايسترا حيث بدأوا حرب عصابات (غاريلا) ضد حكومة الجنرال باتيستا.
أحرزت حرب العصابات النجاح تلو النجاح، وراح عدد أنصار كاسترو يتزايد حتى قارب الألف رجل. وقد قاموا بهجومهم الشهير على هافانا ليلة رأس السنة (1959) حيث كان باتيستا يحتفل بالمناسبة في حفل ضخم. وسيطر الثوار على الوضع بسرعة مما اضطر الجنرال إلى الفرار من البلاد.
في 7 كانون الثاني 1959 اعترفت الولايات المتحدة بالحكومة الجديدة، وما أن حل شهر شباط حتى صار كاسترو رئيسا للحكومة، وبدأت الخلافات مع الولايات المتحدة تظهر إلى العلن.
أول تلك الخلافات كان بسبب قيام الحكومة الكوبية بمصادرة ممتلكات الأميركيين مقابل تعويضات بخسة (حسب رأي أميركا)، ولأنها كانت في معظمها ممتلكات لعصابات المافيا الأميركية التي نشطت في كوبا في الخمسينات، بالنظر إلى قربها الشديد من الولايات المتحدة، وعدم خضوعها لسلطة القانون الأميركي.
بحلول العام 1960 كانت معظم ممتلكات الأميركيين في كوبا قد أممت، فيما راحت الحكومة الكوبية تتقرب من الاتحاد السوفيتي وسواه من الدول الشيوعية، الأمر الذي أثار حفيظة أميركا فقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع هافانا.
وقد تدهورت العلاقات فيما بعد عندما قام حوالي 1300 كوبي - أميركي بدعم من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بالهجوم الفاشل على كوبا عبر خليج الخنازير (17 نيسان 1961).
كان في اعتقاد الاستخبارات الأميركية انه بمجرد بدء الهجوم سيقوم الشعب الكوبي كله بالتحرك للإطاحة بحكومة كاسترو، ولكن ذلك لم يحصل. بل على العكس من ذلك تماما قام أفراد الشعب بمواجهة الغازين جنبا إلى جنب مع قواتهم المسلحة.
وفي العام التالي (1962) حصلت "أزمة الصواريخ" الشهيرة والتي كادت تؤدي إلى حرب عالمية نووية. فقد اكتشفت الولايات المتحدة أن الاتحاد السوفيتي يزود كوبا بصواريخ بعيدة المدى، واعتبرت ذلك خطرا عليها وتهديدا لأمنها.
قام الرئيس الأميركي كينيدي بإصدار أوامره لمحاصرة كوبا بحرا وجوا. وقد دام ذلك الحصار إلى أن أصدر الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشيف أوامره بإزالة تلك الصواريخ. ولكن العلاقات الكوبية ـ الأميركية ظلت متوترة.
بعد أزمة الصواريخ صار كاسترو "ماركسيا ـ لينينيا" ملتزما، وعمل على "كوبنة" (جعله كوبيا بالكامل)، وصادر كل ممتلكات غير الكوبيين، وشجع المشاريع الزراعية الجماعية، وأدخل إصلاحات إدارية لما فيه فائدة المزارعين والعمال.
أدت تلك الخطوات إلى هجرة العديد من الكوبيين إلى فلوريدا، حيث شكلوا منظمات معادية لحكم كاسترو في ميامي، وهم لا يزالون يحاولون العمل على إسقاطه بكافة الوسائل.
من جهته، ساعد كاسترو العديد من الحركات الثورية في أميركا اللاتينية وأفريقيا.أعلى
أمضى كاسترو طفولته في تلك المزرعة، وعند بلوغه السادسة أقنع والديه بإرساله إلى المدرسة. وهكذا ارتحل إلى سانتياغو حيث بدأ دراسته في المدارس اليسوعية.
انتسب أولا إلى مدرسة دولوريس الابتدائية عام (1933) ، ثم معهد لا سال، وعند بلوغه الخامسة عشرة (1942) دخل معهد بيلان في هافانا متابعا دروسه الثانوية.
كان كاسترو تلميذا بارعا، ورياضيا متفوقا، وقد حصل على جائزة أفضل رياضي عام 1944.
عام 1945 انتسب كاسترو إلى كلية الحقوق في هافانا، وبعد حصوله على الإجازة افتتح مكتبا للمحاماة في هافانا عام (1950) مع شريكين من زملائه في الكلية. وقد صرف معظم وقته مدافعا عن قضايا الفقراء والمظلومين.
كان كاسترو يعد العدة للقيام بحملة انتخابية للفوز في أحد مقاعد البرلمان في انتخابات 1952، ولكن الجنرال باتيستا قام بانقلاب عسكري وأطاح بحكومة الرئيس سوكاراس ثم ألغى الانتخابات.
أقام كاسترو دعوى قضائية ضد الجنرال متهما إياه بخرق الدستور، ولكن المحكمة ردت الدعوى. وحين رأى كاسترو انه من المستحيل مواجهة الانقلابيين بسلطة القانون، نظّم فرقة مسلحة قوامها 165 رجلا وقام بهجوم للاستيلاء على المقاطعة الشرقية عام (1935)، ولكن الهجوم فشل فشلا ذريعا، فقتل أكثر من نصف المهاجمين والقي القبض على الناجين ومن بينهم كاسترو وأخوه راوول. وبقي الأخوان في السجن حتى صدور عفو عام سنة 1955.
حاول كاسترو عبثا مواجهة الحكم العسكري الديكتاتوري باعتماد الوسائل السلمية، فذهب إلى المكسيك حيث عمل على تنظيم الكوبيين المنفيين هناك في فرقة عسكرية سميت "حركة 26 تموز الثورية" تيمنا بتاريخ تأسيسها.
في الثاني من كانون الأول 1956 قامت الفرقة وعدد أعضائها 82 رجلا بهجوم على الشاطئ الشمالي للمقاطعة الشرقية، ولكن الهجوم مني بفشل كامل، ولم ينج إلا 12 من أعضائها، فانسحبوا بقيادة كاسترو إلى سلسلة جبال سيارا مايسترا حيث بدأوا حرب عصابات (غاريلا) ضد حكومة الجنرال باتيستا.
أحرزت حرب العصابات النجاح تلو النجاح، وراح عدد أنصار كاسترو يتزايد حتى قارب الألف رجل. وقد قاموا بهجومهم الشهير على هافانا ليلة رأس السنة (1959) حيث كان باتيستا يحتفل بالمناسبة في حفل ضخم. وسيطر الثوار على الوضع بسرعة مما اضطر الجنرال إلى الفرار من البلاد.
في 7 كانون الثاني 1959 اعترفت الولايات المتحدة بالحكومة الجديدة، وما أن حل شهر شباط حتى صار كاسترو رئيسا للحكومة، وبدأت الخلافات مع الولايات المتحدة تظهر إلى العلن.
أول تلك الخلافات كان بسبب قيام الحكومة الكوبية بمصادرة ممتلكات الأميركيين مقابل تعويضات بخسة (حسب رأي أميركا)، ولأنها كانت في معظمها ممتلكات لعصابات المافيا الأميركية التي نشطت في كوبا في الخمسينات، بالنظر إلى قربها الشديد من الولايات المتحدة، وعدم خضوعها لسلطة القانون الأميركي.
بحلول العام 1960 كانت معظم ممتلكات الأميركيين في كوبا قد أممت، فيما راحت الحكومة الكوبية تتقرب من الاتحاد السوفيتي وسواه من الدول الشيوعية، الأمر الذي أثار حفيظة أميركا فقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع هافانا.
وقد تدهورت العلاقات فيما بعد عندما قام حوالي 1300 كوبي - أميركي بدعم من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بالهجوم الفاشل على كوبا عبر خليج الخنازير (17 نيسان 1961).
كان في اعتقاد الاستخبارات الأميركية انه بمجرد بدء الهجوم سيقوم الشعب الكوبي كله بالتحرك للإطاحة بحكومة كاسترو، ولكن ذلك لم يحصل. بل على العكس من ذلك تماما قام أفراد الشعب بمواجهة الغازين جنبا إلى جنب مع قواتهم المسلحة.
وفي العام التالي (1962) حصلت "أزمة الصواريخ" الشهيرة والتي كادت تؤدي إلى حرب عالمية نووية. فقد اكتشفت الولايات المتحدة أن الاتحاد السوفيتي يزود كوبا بصواريخ بعيدة المدى، واعتبرت ذلك خطرا عليها وتهديدا لأمنها.
قام الرئيس الأميركي كينيدي بإصدار أوامره لمحاصرة كوبا بحرا وجوا. وقد دام ذلك الحصار إلى أن أصدر الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشيف أوامره بإزالة تلك الصواريخ. ولكن العلاقات الكوبية ـ الأميركية ظلت متوترة.
بعد أزمة الصواريخ صار كاسترو "ماركسيا ـ لينينيا" ملتزما، وعمل على "كوبنة" (جعله كوبيا بالكامل)، وصادر كل ممتلكات غير الكوبيين، وشجع المشاريع الزراعية الجماعية، وأدخل إصلاحات إدارية لما فيه فائدة المزارعين والعمال.
أدت تلك الخطوات إلى هجرة العديد من الكوبيين إلى فلوريدا، حيث شكلوا منظمات معادية لحكم كاسترو في ميامي، وهم لا يزالون يحاولون العمل على إسقاطه بكافة الوسائل.
من جهته، ساعد كاسترو العديد من الحركات الثورية في أميركا اللاتينية وأفريقيا.أعلى