صفحة 1 من 1

السياسه الاسلاميه

مرسل: الجمعة مايو 03, 2013 10:36 pm
بواسطة عبدالملك الهزاع
فى الفترة الأخيرة أعلنت الكثير من الحركات الإسلامية فى مصر خوضها العمل السياسى عن طريق تكوين الأحزاب وخوض الانتخابات البرلمانية منها الحركة السلفية والجماعة الإسلامية وهذا تطور جيد ولكن يجب أن يصاحبه منهم زيادة الوعى السياسى والفصل فى الخطاب بين الدعوى والسياسى المختلف عليه حتى لا تظهر علينا أقوال مثل نعم للتعديلات الدستورية واجب شرعى إلى آخر هذه الاقوال الخاطئة والتى تعتبر خلط شديد للأوراق

ومع أنى بدأت فى المدونة منذ عامين تصنيف و تدوينات متعددة تحت عنوان علوم سياسية وكان هدفها التثقيف وزيادة الوعى السياسى لدى شباب الصحوة الإسلامية وجدت أن الحاجة لها تزداد اليوم لذا سأبدأ تدوينات متعددة هدفها هو التثقيف وزيادة الوعى السياسى و سأبدها بهذه السلسلة تحت عنوان دروس فى العمل السياسى الإسلامى وهى مجموعة مقالات للأستاذ عبد المجيد مناصرة احد قيادات الحركة الإسلامية فى الجزائر وسنبدأ بالدرس الأول تعريف العمل السياسى الإسلامى .

السياسة لغة هي التدبير للشيء والقيام عليه بما يصلحه ولا يختلف المعنى المتداول في تراثنا السياسي عن هذا، على خلاف المفهوم الغربي للسياسة الذي يربطها بالقوة والسلطة والدولة.



واعتبر الأستاذ فتحي يكن "أن السياسة تعني في مفهومنا الإسلامي رعاية شؤون الأمة.. وبهذا يكون للسياسة مفهوم رعائي يشمل كل نواحي الحياة، ويتصل بكل جانب من جوانبها المختلفة".

والسياسة الإسلامية هي التي تجعل مقياس المصلحة في تدبير شؤون النّاس هو الإسلام، فبالتالي تكون السياسة إسلامية إذا حققت مصلحة الناس ولم تخالف الشرع كما جاء في تعريف بن عقيل في الفنون:"السياسة ما كان فعلا يكون معه الناس أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد، وإن لم يصنعه الرسول ولا نزل به وحي".

وعلى ضوء ذلك فالسياسة على مستوى الدولة هي اسم للأحكام والتصرفات والتدابير والقرارات التي تدبر بها شؤون الأمة في حكومتها وتشريعها وقضائها وفي جميع أعمالها التنفيذية والإدارية والمعيشية وفي علاقاتها الخارجية التي تربطها بالدول والأمم الأخرى.

ولكن السياسة في المفهوم الشرعي ليست حبلا للوصول إلى السلطة أو استخدامها بخطرات القلوب أو تشهيّات النفوس، بل هي في شريعة الإسلام تدبير الأنفس والجماعات والمجتمعات بما يصلحها، وتربيتها على أخلاق الإيمان ودرء المفاسد عنها وتحصيل المصالح إليها، والاجتهاد فيها يصلح دنياها ويصلحها في عاقبة أمرها في الآخرة".

والعمل السياسي الإسلامي هو العمل الذي ينطلق من الإسلام، جامعا المسلمين حول برنامج سياسي في إطار تنظيمي مستهدفا الوصول إلى السلطة بالطرق السلمية الممكنة لتطبيق تعاليم الإسلام والقيام على مصالح الناس ورعايتها.

ومن هنا يتضح أن للعمل السياسي الإسلامي أهداف وغايات يعمل على تحقيقها ووظائف وأنشطة يؤديها ووسائل يتوسل بها للقيام بالوظائف لتحقيق الغايات.

وإسلامية العمل السياسي تشمل الغايات والوظائف والوسائل (إسلامية الغايات وإسلامية الوظائف وإسلامية الوسائل)، وتسقط هنا المقولة الميكيافلية التي تقول: "الغاية تبرر الوسيلة" المتبعة كثيرا عند الآخرين من غير الإسلاميين.
المصدر:
مدونة الدكتور ابومروان