الفكر السياسي اليوناني
مرسل: الجمعة مايو 03, 2013 11:09 pm
الفكر السياسي اليوناني...افلاطون وارسطو
أفلاطون (427 :347ق.م(
بيئته ونشأته
هو فيلسوف يونانيولد في 427 ق . م بمدينة أثينا لأسرة أرستقراطية ، فكان بحكم مولده هذا شديد التطلعإلي الحكم ، وقد مارس محاولات عديدة في هذا الصدد باءت كلها بالفشل فصدم في الواقع، ثم كانت صدمته الثانية عندما قامت حكومة أثينا بإعدام سقراط الذي كان يمثلبالنسبة إلى أفلاطون أستاذه ومثله الأعلى وأرجح الرجال عقلا في زمنه ، ونظرا لهذهالصدمات وغيرها راح أفلاطون ينصرف عن الواقع ويتجه بفكره إلي عالم الروح ( عالمالميتافيزيقا أو عالم ما وراء الطبيعة) ، فيقول : " لا حقيقة في العالم الماديالمحسوس (عالم الواقع) وإنما الحقيقة هي من شأن عالم الروح السابق على عالمالمادة(الميتافيزيقا)" ، وقد زار أفلاطون ما يعرف الآن بمنطقة الشام حيث ازدهرتالحضارة الفينيقية في زمنه ، وانتشرت ديانة التوحيد ( اليهودية وقتذاك)، حيث تأثرأفلاطون بهذه السياسة لذلك ينقل عنه أنه قال برغم أنه إبن لحضارة وثنية "إن ثمةإلها واحدا أبدع الكون وخلق البشر وألهمهم القيم . هكذا كان لبيئته، ونشأته الأثرالبالغ في منهجه، وفكره السياسي ، كما سنوضح فيما يلي :
منهجه
يعتبر أفلاطون رائد المنهج الفلسفي المثالي ، ويمثلفكره نموذجا لمنهج فلسفي مثالي (استنباطي) يبدأ عملية المعرفة من مقدماتميتافيزيقية ، ثم يدخل عليها سلسلة من عمليات الاستنباط (أو التدليل العقلي) ،مستهدفا الكشف عما يجب أن يكون عليه المجتمع (الواقع) حتى يكون مثاليا فاضلا .
فكره السياسي
قدم أفلاطون ثلاث محاورات (كتب) في مجال الفكر السياسي ومن خلال مدرسته المعروفة بالأكاديمية ، وتتمثل هذهالمحاورات في : الجمهورية ،والسياسي، والقوانين .
محاورةالجمهورية
وقدم فيها صلب فكره السياسي المعروف بنظرية المثل ولعل أهمأفكاره في هذه المحاورة فكرة المدينة الفاضلة والتي نعرض لها فيما يلي :
أسسأفلاطون مدينته الفاضلة ارتباطا بمسلمتين (فرضيتين) هما :
(
أ) الفضيلة هيالمعرفة .
(
ب) تقسيم العمل هو أنسب السبل لنجاح الحياة الاجتماعية ( للرجلالواحد وظيفة واحدة).
وبنى المدينة هذه على منوال جسم الإنسان معتبرا أن هذاالجسم هو خلق مثالي لأن الله هو الذي خلقه ، وبالتالي فقد خلقه على فضيلة ومثالية ،والإنسان في تصور أفلاطون هو ذكاء وطاقة وأعضاء ، وبناء عليه فإن المدينة الفاضلةيجب في رأيه أن تتكون من ثلاث طبقات هي :
الفلاسفة ( وتقابل الذكاء فيجسم الإنسان)
المحاربون ( وتقابل الطاقة في جسم الإنسان)
الحرفيون( وتقابل الأعضاء في جسم الإنسان) .
ثم يقسم أفلاطونالعمل بين الطبقات الثلاث كالتالي :
أما الحرفيونفوظيفتهم هي القيام بعملية الإنتاج لمد أفراد المدينة بما يلزم من غذاءوملبس...إلخ.
وأما المحاربونفتنحصر وظيفتهم في الدفاععن أرض المدينة (أي الحرب) ، ولا يحق لهم التدخل في أمور السياسة والحكم ( ما نسميهاليوم الاحتراف العسكري) .
أما الفلاسفة (ونظرا لأنالفضيلة هي المعرفة) فوظيفتهم الحكم ، لأنهم هم الحكماء القادرون بعقولهم الراجحةعلى الوصول بسفينة المدينة إلى بر الأمان ، فيقول :
"
على الفلاسفة أن يكونواملوكا ، وعلى الملوك أن يكونوا فلاسفة " ، ويقول كذلك : " لن ترى المدن (أي الدول) خيرا ما لم يصبح الفلاسفة ملوكا أو يتشبع ملوك هذه الدنيا بروح الفلسفة" ، وعلى ذلكفإن أمثل أشكال الحكومات عند أفلاطون هي "حكومة الفلاسفة" ، وهي حكومة مطلقة لاتتقيد بأي قانون ، لأن تقييد الفلاسفة بقانون يعني وضع قيود على إبداعهم وعبقريتهموعقولهم المستنيرة ، وبالتالي الحد من قدراتهم الفذة على الحكم . فالقانون في رأيأفلاطون هو" كالرجل الأحمق الذي لا يغير رأيه مطلقا مهما كان خاطئا" .
وبالنسبةللكيانين الاقتصادي والاجتماعي للمدينة ظهر في محاورة الجمهورية ما يعرف بشيوعيةأفلاطون حيث رفض أفلاطون نظام الملكية الخاصة لأنها تصرف الناس عن الاهتمام بالصالحالعام فلا يهتمون إلا بممتلكاتهم . كما رفض أفلاطون نظام الأسرة لأنه سيشغل الناسبأبنائهم وزوجاتهم عن الآخرين من أبناء المدينة .
وهكذا جاءت أفكار أفلاطونفي محاورة الجمهورية بعيدة عن الواقع محلقة في عالم الخيال.
محاورة السياسي
يعتبر أهم ما قدمه أفلاطون في هذه المحاورة منفكر سياسي هو قوله بأن للسياسة علم وفن ، بالإضافة إلي تعريف للسياسي ، أما علمالسياسة فيعرفه بأنه : القدرة على العودة إلى عالم الروح واستلهام حقائق الحكم منه .(لاحظ أن كافة الحقائق في رأي أفلاطون هي في عالم الروح ) .
وبناء عليهفالسياسي هو القادر على العودة إلى عالم الروح واستلهام حقائق الحكم منه .
أمافن السياسة عند أفلاطون فهو : حكم الناس عن غير طريق الإكراه ، أي حكم الناس برضاهم ( لاحظ المثالية).
محاورة القوانين
قدم أفلاطونمحاورته هذه في أواخر حياته وبعد فشل محاولات عديدة لتطبيق فكره في بعض المناطق ،لذلك نجده قد تخلى عن بعض مثاليته في هذه المحاورة ، فمثلا قال بأنه يمكن أن يحكمالفلاسفة استنادا إلى قوانين ولكنه اشترط أن تضع هذه القوانين جمهرة الفلاسفة ،وبالنسبة للكيانين الاقتصادي والاجتماعي للمدينة تراجع عن الشيوعية وقال بأن الواقعيفرض ضرورة الأخذ بنظام الملكية الخاصة ، ونظام الأسرة ، وهكذا جاءت أفكار أفلاطونفي محاورته الأخيرة متصالحة
إلى حد ما مع الواقع الذي كان يرفضه تماما في محاورتهالأولى (الجمهورية)(
أرسطو(أرسطوطاليس) 384 : 322 ق.م
بيئته ونشأته
ولد في إستاجيرا اليونانية عام 384 ق.م وتوفي فيعام 322ق.م ، وكان أبوه طبيبا في البلاط المقدوني ، وبالتالي فقد اطلع أرسطو منذنعومة أظفاره على كتب الطب وتأثر بمنهجها (الأمر الذي انعكس بالموضوعية على منهجه) ، كذلك فقد عاش حياته في أثينا كأجنبي وبالتالي فلم تكن له حقوق سياسية ، ولم يطمحفي الحكم (وهذا أمر آخر أكد للموضوعية في منهجه) ، ثم إنه تتلمذ على يد أفلاطونوبالتالي تأثر بنظرية المثل (أكد هذا العامل للمثالية في منهج أرسطو ، وهكذا كانلهذه العوامل الثلاثة أثرها البالغ في منهج أرسطو وفكره السياسي على نحو ما سنوضحفيما يلي :
إضافة :أرسطو هو أستاذ الإسكندر الأكبر ( المقدوني )،وكان يلقب بالمعلم الأول
منهجه:
هو منهج فلسفيمثالي ولكن بمقدمات واقعية ، حيث إنه بدأ عملية المعرفة من الواقع مستهدفا الكشفعما يجب أن يكون (أي الأمثل) ولكن في ثنايا الواقع ، إذن فهو بدأ واقعيا وانتهىمثاليا ، بدأ علميا وانتهى فيلسوفا ، انسلخ عن مقدما أستاذه أفلاطون (الميتافيزيقية) ثم عاد وارتبط به في الهدف ( الكشف عن الأمثل).
تأثر بمناهجالعلوم الطبيعية (الطب) في المقدمات ، وتأثر بأستاذه في الهدف (المثالية) .
وقد عبر أفلاطون عن خروج أرسطو عن الميتافيزيقا بقوله :"لقد رفسنا أرسطوكما يرفس المهر أمه "
إضافة :افتتح أرسطو مدرسة علمية عرفت بالليسيوم.
· المجتمع وأصل الدولة:
قدم أرسطوفكرة الغائية في تفسيره لأصل المجتمع ، ومؤدى هذه الفكرة :
"
إن لكل مخلوقغاية وغايته تحدد طبيعته" ، وغاية الإنسان هي إشباع سائر حاجاته (مأكل ، وملبسوخلافه) ، ولكنه مخلوق ناقص لا يستطيع أن يشبع كافة حاجاته بمفرده ، وبالتالي فلابدله من التعاون مع بشر آخرين ، وبناء عليه فهو كائن اجتماعي بطبعه لا يعيش إلا فيمجتمع.
ولقد كانت الأسرة هي الخلية الأولى في بناء المجتمع وقد استهدف الإنسانبها سائر الحاجات الإنسانية ، ثم إن رغبة الإنسان في تحقيق حياة أسمى دفعته إلىالتجمع أكثر فتجمعت الأسر معاً لتشكل القرية ، ثم أراد الإنسان الأفضل ، فتجمعت عدةقرى ونشأت المدينة -الدولة . فالدولة أسمى من الفرد والعائلة والمدينة لأنها تمثلالكل والكل أسمى من الجزء.
الوضع الاجتماعي والاقتصاديللمدينة
رفض أرسطو شيوعية أفلاطون وقال بأن إلغاء الملكية الخاصة يقضيعلى الحافز لدى المتفوقين من الناس فالناس عادة لا يهتمون إلا بما يملكون ، كذلكفإن أرسطو (المتزوج والأب) رفض فكرة أفلاطون القائلة بإلغاء نظام الأسرة .
كذلكفقد طالب أرسطو بتحقيق العدل الاجتماعي بهدف تلافي المنازعاتالداخلية.
وبالنسبة للطبقات قال بأن طبقة المواطنين هي التي تمتاز بالتشريفالسياسي وهى القادرة على الحكم .
أما الطبقات العاملة والحرفية فهي غير مؤهلةللاشتراك في الحكم حيث إن الطبيعة قد أهلتها فقط لتلقي الأوامر.
وظائف الدولة
يتمثل هدف الدولة الرئيسي في ترقية مواطنيهاوبالتالي فواجبها الأساسي هو التعليم الذي من شأنه تحويل الأفراد إلى مواطنينصالحين من خلال رفع مستواهم الثقافي والخلقي وتعليمهم العادات الحسنة .
تصنيفه للحكومات
_ ميز بين الدولة ( جموعالمواطنين ) والحكومة ( من يتولون إصدار الأوامر )
_
الدستور هو المنظم لجميعالوظائف بالدولة وخصوصا السياسية.
_
قسم السلطات إلى ثلاث سلطات رئيسية ( تشريعية وتنفيذية وقضائية )،كما
نادى بفصل السلطات
أنواع الحكومات
)تصنيف الحكومات عندأرسطو(
استند أرسطو في تصنيفه للحكومات إلي معيارين أحدهما كمي والآخر كيفي :
حسب المعيار الكمي قسم الحكومات إلي حكومات فرد وحكومات قلة وحكومات كثرة ،ثموضع ثلاثة معايير كيفية للحكم على الحكومات من حيث صلاحها وهي :
الالتزامبالقانون وتحقيق العدالة واستهداف الصالح العام ، وطبقا لهذه المعايير صنف الحكومات، فبالنسبة لحكومة الفرد إذا التزمت بالقوانين وحققت العدالة ، واستهدفت الصالحالعام تكون حكومة صالحة وتعرف بالملكية ، أما إذا لم تلتزم بالقوانين ، وشاع الظلمفي ظل حكمها ، واستهدفت مصالح شخصية تكون حكومة فاسدة وتعرف بحكومة الطغيان (أوالاستبداد).
وبالنسبة لحكومات القلة إذا التزمت بالقوانين وحققت العدالة ،واستهدفت الصالح العام تكون حكومة صالحة وتعرف بالأرستقراطية ، أما إذا لم تلتزمبالقوانين ، وشاع الظلم في ظل حكمها ، واستهدفت مصالح شخصية تكون حكومة فاسدة وتعرفبحكومة الأوليجارشية .
وأما حكومات الكثرة إذا التزمت بالقوانين وحققت العدالة ،واستهدفت الصالح العام تكون حكومة صالحة وتعرف بالديمقراطية (أو الجمهورية)، أماإذا لم تلتزم بالقوانين ، وشاع الظلم في ظل حكمها ، واستهدفت مصالح شخصية تكونحكومة فاسدة وتعرف بالديماجوجية (الغوغائية أو الفوضوية).
أمثل أشكال الحكومات
أمثل أشكال الحكومات عند أرسطو هيالحكومة الدستورية القائمة على سيادة القانون فهي أفضل من الحكومة المطلقة حتى لوكانت مستنيرة يقوم عليها الفلاسفة.
سلطة الحاكم الدستوري تخلق علاقة بين الحاكمو المحكوم أسمى من علاقة السيد والعبد.
نادى باشتراك جميع المواطنين في إصدارالقوانين لأن الحكمة الجماعية للشعب أفضل من حكمة أعقل وأفضل المشرعين.
يرى أنالقانون يتسم بالموضوعية لأنه العقل المجرد عن الهوى.
مزايا الحكومة الدستورية
تتميز الحكومة الدستوريةبالتالي:
أ) استهداف الصالح العام وليس صالحاً فئوياً.
ب) قامت لهدفأخلاقي وهو الارتقاء بمواطنيها.
ج) تعبير عن شركاء يسعون معاً إلى حياةأفضل.
د) تعتمد على القانون (المستمد من عادات وأعراف الجماعة) لا على أوامرتحكمية .
هـ) تحفظ كرامة الأفراد وتستند إلى قناعتهم لا إجبارهم.
خصائص الفكر السياسي اليوناني
1) اعتمد على نظرية المعرفةوالفضيلة و الأخلاقية في الحضارة اليونانية.
2)
غاية هذا الفكر الوحيدة هي بناءالمدينة الفاضلة التي تحقق السعادة للمواطنين.
3)
مال الفكر اليوناني في معظمالأحيان إلى الخيال وقيم عالم الروح والابتعاد عن الواقع ودار حول ما يجب أن يكونلا ما هو كائن وبالتالي كان بعيدا عن الواقع.
أفلاطون (427 :347ق.م(
بيئته ونشأته
هو فيلسوف يونانيولد في 427 ق . م بمدينة أثينا لأسرة أرستقراطية ، فكان بحكم مولده هذا شديد التطلعإلي الحكم ، وقد مارس محاولات عديدة في هذا الصدد باءت كلها بالفشل فصدم في الواقع، ثم كانت صدمته الثانية عندما قامت حكومة أثينا بإعدام سقراط الذي كان يمثلبالنسبة إلى أفلاطون أستاذه ومثله الأعلى وأرجح الرجال عقلا في زمنه ، ونظرا لهذهالصدمات وغيرها راح أفلاطون ينصرف عن الواقع ويتجه بفكره إلي عالم الروح ( عالمالميتافيزيقا أو عالم ما وراء الطبيعة) ، فيقول : " لا حقيقة في العالم الماديالمحسوس (عالم الواقع) وإنما الحقيقة هي من شأن عالم الروح السابق على عالمالمادة(الميتافيزيقا)" ، وقد زار أفلاطون ما يعرف الآن بمنطقة الشام حيث ازدهرتالحضارة الفينيقية في زمنه ، وانتشرت ديانة التوحيد ( اليهودية وقتذاك)، حيث تأثرأفلاطون بهذه السياسة لذلك ينقل عنه أنه قال برغم أنه إبن لحضارة وثنية "إن ثمةإلها واحدا أبدع الكون وخلق البشر وألهمهم القيم . هكذا كان لبيئته، ونشأته الأثرالبالغ في منهجه، وفكره السياسي ، كما سنوضح فيما يلي :
منهجه
يعتبر أفلاطون رائد المنهج الفلسفي المثالي ، ويمثلفكره نموذجا لمنهج فلسفي مثالي (استنباطي) يبدأ عملية المعرفة من مقدماتميتافيزيقية ، ثم يدخل عليها سلسلة من عمليات الاستنباط (أو التدليل العقلي) ،مستهدفا الكشف عما يجب أن يكون عليه المجتمع (الواقع) حتى يكون مثاليا فاضلا .
فكره السياسي
قدم أفلاطون ثلاث محاورات (كتب) في مجال الفكر السياسي ومن خلال مدرسته المعروفة بالأكاديمية ، وتتمثل هذهالمحاورات في : الجمهورية ،والسياسي، والقوانين .
محاورةالجمهورية
وقدم فيها صلب فكره السياسي المعروف بنظرية المثل ولعل أهمأفكاره في هذه المحاورة فكرة المدينة الفاضلة والتي نعرض لها فيما يلي :
أسسأفلاطون مدينته الفاضلة ارتباطا بمسلمتين (فرضيتين) هما :
(
أ) الفضيلة هيالمعرفة .
(
ب) تقسيم العمل هو أنسب السبل لنجاح الحياة الاجتماعية ( للرجلالواحد وظيفة واحدة).
وبنى المدينة هذه على منوال جسم الإنسان معتبرا أن هذاالجسم هو خلق مثالي لأن الله هو الذي خلقه ، وبالتالي فقد خلقه على فضيلة ومثالية ،والإنسان في تصور أفلاطون هو ذكاء وطاقة وأعضاء ، وبناء عليه فإن المدينة الفاضلةيجب في رأيه أن تتكون من ثلاث طبقات هي :
الفلاسفة ( وتقابل الذكاء فيجسم الإنسان)
المحاربون ( وتقابل الطاقة في جسم الإنسان)
الحرفيون( وتقابل الأعضاء في جسم الإنسان) .
ثم يقسم أفلاطونالعمل بين الطبقات الثلاث كالتالي :
أما الحرفيونفوظيفتهم هي القيام بعملية الإنتاج لمد أفراد المدينة بما يلزم من غذاءوملبس...إلخ.
وأما المحاربونفتنحصر وظيفتهم في الدفاععن أرض المدينة (أي الحرب) ، ولا يحق لهم التدخل في أمور السياسة والحكم ( ما نسميهاليوم الاحتراف العسكري) .
أما الفلاسفة (ونظرا لأنالفضيلة هي المعرفة) فوظيفتهم الحكم ، لأنهم هم الحكماء القادرون بعقولهم الراجحةعلى الوصول بسفينة المدينة إلى بر الأمان ، فيقول :
"
على الفلاسفة أن يكونواملوكا ، وعلى الملوك أن يكونوا فلاسفة " ، ويقول كذلك : " لن ترى المدن (أي الدول) خيرا ما لم يصبح الفلاسفة ملوكا أو يتشبع ملوك هذه الدنيا بروح الفلسفة" ، وعلى ذلكفإن أمثل أشكال الحكومات عند أفلاطون هي "حكومة الفلاسفة" ، وهي حكومة مطلقة لاتتقيد بأي قانون ، لأن تقييد الفلاسفة بقانون يعني وضع قيود على إبداعهم وعبقريتهموعقولهم المستنيرة ، وبالتالي الحد من قدراتهم الفذة على الحكم . فالقانون في رأيأفلاطون هو" كالرجل الأحمق الذي لا يغير رأيه مطلقا مهما كان خاطئا" .
وبالنسبةللكيانين الاقتصادي والاجتماعي للمدينة ظهر في محاورة الجمهورية ما يعرف بشيوعيةأفلاطون حيث رفض أفلاطون نظام الملكية الخاصة لأنها تصرف الناس عن الاهتمام بالصالحالعام فلا يهتمون إلا بممتلكاتهم . كما رفض أفلاطون نظام الأسرة لأنه سيشغل الناسبأبنائهم وزوجاتهم عن الآخرين من أبناء المدينة .
وهكذا جاءت أفكار أفلاطونفي محاورة الجمهورية بعيدة عن الواقع محلقة في عالم الخيال.
محاورة السياسي
يعتبر أهم ما قدمه أفلاطون في هذه المحاورة منفكر سياسي هو قوله بأن للسياسة علم وفن ، بالإضافة إلي تعريف للسياسي ، أما علمالسياسة فيعرفه بأنه : القدرة على العودة إلى عالم الروح واستلهام حقائق الحكم منه .(لاحظ أن كافة الحقائق في رأي أفلاطون هي في عالم الروح ) .
وبناء عليهفالسياسي هو القادر على العودة إلى عالم الروح واستلهام حقائق الحكم منه .
أمافن السياسة عند أفلاطون فهو : حكم الناس عن غير طريق الإكراه ، أي حكم الناس برضاهم ( لاحظ المثالية).
محاورة القوانين
قدم أفلاطونمحاورته هذه في أواخر حياته وبعد فشل محاولات عديدة لتطبيق فكره في بعض المناطق ،لذلك نجده قد تخلى عن بعض مثاليته في هذه المحاورة ، فمثلا قال بأنه يمكن أن يحكمالفلاسفة استنادا إلى قوانين ولكنه اشترط أن تضع هذه القوانين جمهرة الفلاسفة ،وبالنسبة للكيانين الاقتصادي والاجتماعي للمدينة تراجع عن الشيوعية وقال بأن الواقعيفرض ضرورة الأخذ بنظام الملكية الخاصة ، ونظام الأسرة ، وهكذا جاءت أفكار أفلاطونفي محاورته الأخيرة متصالحة
إلى حد ما مع الواقع الذي كان يرفضه تماما في محاورتهالأولى (الجمهورية)(
أرسطو(أرسطوطاليس) 384 : 322 ق.م
بيئته ونشأته
ولد في إستاجيرا اليونانية عام 384 ق.م وتوفي فيعام 322ق.م ، وكان أبوه طبيبا في البلاط المقدوني ، وبالتالي فقد اطلع أرسطو منذنعومة أظفاره على كتب الطب وتأثر بمنهجها (الأمر الذي انعكس بالموضوعية على منهجه) ، كذلك فقد عاش حياته في أثينا كأجنبي وبالتالي فلم تكن له حقوق سياسية ، ولم يطمحفي الحكم (وهذا أمر آخر أكد للموضوعية في منهجه) ، ثم إنه تتلمذ على يد أفلاطونوبالتالي تأثر بنظرية المثل (أكد هذا العامل للمثالية في منهج أرسطو ، وهكذا كانلهذه العوامل الثلاثة أثرها البالغ في منهج أرسطو وفكره السياسي على نحو ما سنوضحفيما يلي :
إضافة :أرسطو هو أستاذ الإسكندر الأكبر ( المقدوني )،وكان يلقب بالمعلم الأول
منهجه:
هو منهج فلسفيمثالي ولكن بمقدمات واقعية ، حيث إنه بدأ عملية المعرفة من الواقع مستهدفا الكشفعما يجب أن يكون (أي الأمثل) ولكن في ثنايا الواقع ، إذن فهو بدأ واقعيا وانتهىمثاليا ، بدأ علميا وانتهى فيلسوفا ، انسلخ عن مقدما أستاذه أفلاطون (الميتافيزيقية) ثم عاد وارتبط به في الهدف ( الكشف عن الأمثل).
تأثر بمناهجالعلوم الطبيعية (الطب) في المقدمات ، وتأثر بأستاذه في الهدف (المثالية) .
وقد عبر أفلاطون عن خروج أرسطو عن الميتافيزيقا بقوله :"لقد رفسنا أرسطوكما يرفس المهر أمه "
إضافة :افتتح أرسطو مدرسة علمية عرفت بالليسيوم.
· المجتمع وأصل الدولة:
قدم أرسطوفكرة الغائية في تفسيره لأصل المجتمع ، ومؤدى هذه الفكرة :
"
إن لكل مخلوقغاية وغايته تحدد طبيعته" ، وغاية الإنسان هي إشباع سائر حاجاته (مأكل ، وملبسوخلافه) ، ولكنه مخلوق ناقص لا يستطيع أن يشبع كافة حاجاته بمفرده ، وبالتالي فلابدله من التعاون مع بشر آخرين ، وبناء عليه فهو كائن اجتماعي بطبعه لا يعيش إلا فيمجتمع.
ولقد كانت الأسرة هي الخلية الأولى في بناء المجتمع وقد استهدف الإنسانبها سائر الحاجات الإنسانية ، ثم إن رغبة الإنسان في تحقيق حياة أسمى دفعته إلىالتجمع أكثر فتجمعت الأسر معاً لتشكل القرية ، ثم أراد الإنسان الأفضل ، فتجمعت عدةقرى ونشأت المدينة -الدولة . فالدولة أسمى من الفرد والعائلة والمدينة لأنها تمثلالكل والكل أسمى من الجزء.
الوضع الاجتماعي والاقتصاديللمدينة
رفض أرسطو شيوعية أفلاطون وقال بأن إلغاء الملكية الخاصة يقضيعلى الحافز لدى المتفوقين من الناس فالناس عادة لا يهتمون إلا بما يملكون ، كذلكفإن أرسطو (المتزوج والأب) رفض فكرة أفلاطون القائلة بإلغاء نظام الأسرة .
كذلكفقد طالب أرسطو بتحقيق العدل الاجتماعي بهدف تلافي المنازعاتالداخلية.
وبالنسبة للطبقات قال بأن طبقة المواطنين هي التي تمتاز بالتشريفالسياسي وهى القادرة على الحكم .
أما الطبقات العاملة والحرفية فهي غير مؤهلةللاشتراك في الحكم حيث إن الطبيعة قد أهلتها فقط لتلقي الأوامر.
وظائف الدولة
يتمثل هدف الدولة الرئيسي في ترقية مواطنيهاوبالتالي فواجبها الأساسي هو التعليم الذي من شأنه تحويل الأفراد إلى مواطنينصالحين من خلال رفع مستواهم الثقافي والخلقي وتعليمهم العادات الحسنة .
تصنيفه للحكومات
_ ميز بين الدولة ( جموعالمواطنين ) والحكومة ( من يتولون إصدار الأوامر )
_
الدستور هو المنظم لجميعالوظائف بالدولة وخصوصا السياسية.
_
قسم السلطات إلى ثلاث سلطات رئيسية ( تشريعية وتنفيذية وقضائية )،كما
نادى بفصل السلطات
أنواع الحكومات
)تصنيف الحكومات عندأرسطو(
استند أرسطو في تصنيفه للحكومات إلي معيارين أحدهما كمي والآخر كيفي :
حسب المعيار الكمي قسم الحكومات إلي حكومات فرد وحكومات قلة وحكومات كثرة ،ثموضع ثلاثة معايير كيفية للحكم على الحكومات من حيث صلاحها وهي :
الالتزامبالقانون وتحقيق العدالة واستهداف الصالح العام ، وطبقا لهذه المعايير صنف الحكومات، فبالنسبة لحكومة الفرد إذا التزمت بالقوانين وحققت العدالة ، واستهدفت الصالحالعام تكون حكومة صالحة وتعرف بالملكية ، أما إذا لم تلتزم بالقوانين ، وشاع الظلمفي ظل حكمها ، واستهدفت مصالح شخصية تكون حكومة فاسدة وتعرف بحكومة الطغيان (أوالاستبداد).
وبالنسبة لحكومات القلة إذا التزمت بالقوانين وحققت العدالة ،واستهدفت الصالح العام تكون حكومة صالحة وتعرف بالأرستقراطية ، أما إذا لم تلتزمبالقوانين ، وشاع الظلم في ظل حكمها ، واستهدفت مصالح شخصية تكون حكومة فاسدة وتعرفبحكومة الأوليجارشية .
وأما حكومات الكثرة إذا التزمت بالقوانين وحققت العدالة ،واستهدفت الصالح العام تكون حكومة صالحة وتعرف بالديمقراطية (أو الجمهورية)، أماإذا لم تلتزم بالقوانين ، وشاع الظلم في ظل حكمها ، واستهدفت مصالح شخصية تكونحكومة فاسدة وتعرف بالديماجوجية (الغوغائية أو الفوضوية).
أمثل أشكال الحكومات
أمثل أشكال الحكومات عند أرسطو هيالحكومة الدستورية القائمة على سيادة القانون فهي أفضل من الحكومة المطلقة حتى لوكانت مستنيرة يقوم عليها الفلاسفة.
سلطة الحاكم الدستوري تخلق علاقة بين الحاكمو المحكوم أسمى من علاقة السيد والعبد.
نادى باشتراك جميع المواطنين في إصدارالقوانين لأن الحكمة الجماعية للشعب أفضل من حكمة أعقل وأفضل المشرعين.
يرى أنالقانون يتسم بالموضوعية لأنه العقل المجرد عن الهوى.
مزايا الحكومة الدستورية
تتميز الحكومة الدستوريةبالتالي:
أ) استهداف الصالح العام وليس صالحاً فئوياً.
ب) قامت لهدفأخلاقي وهو الارتقاء بمواطنيها.
ج) تعبير عن شركاء يسعون معاً إلى حياةأفضل.
د) تعتمد على القانون (المستمد من عادات وأعراف الجماعة) لا على أوامرتحكمية .
هـ) تحفظ كرامة الأفراد وتستند إلى قناعتهم لا إجبارهم.
خصائص الفكر السياسي اليوناني
1) اعتمد على نظرية المعرفةوالفضيلة و الأخلاقية في الحضارة اليونانية.
2)
غاية هذا الفكر الوحيدة هي بناءالمدينة الفاضلة التي تحقق السعادة للمواطنين.
3)
مال الفكر اليوناني في معظمالأحيان إلى الخيال وقيم عالم الروح والابتعاد عن الواقع ودار حول ما يجب أن يكونلا ما هو كائن وبالتالي كان بعيدا عن الواقع.