دبلوماسية البوارج تعود مجدداً
مرسل: الجمعة مايو 03, 2013 11:12 pm
دبلوماسية البوارج تعود مجدداً
المصدر:
صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية
التاريخ: 16 يوليو 2012
في الوقت الذي بدأ العالم النظر إلى الطائرات الموجهة عن بعد، باعتبارها سلاح القرن الحادي والعشرين على وجه الدقة، فإنه يبدو أن الممارسة العائدة للقرن التاسع عشر، والمعروفة بـ"دبلوماسية البوارج"، تطل في الأفق من جديد.
وفي ما يلي بعض الأمثلة على ذلك: بدأت روسيا مؤخرا، في نشر سفن حربية قبالة ساحل سوريا "لإجراء مناورات"، أو ربما للتأثير على الأحداث هناك.
وعلى امتداد ما يزيد على العام، بعثت الصين بسفنها شبه الحربية، أو بسفن بحريتها، لترهيب اليابان وفيتنام والفلبين، في إطار النزاعات على الجزر وموارد قيعان البحار.
وقام الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال العام الماضي، بنشر حاملة طائرات لإجراء مناورات مشتركة مع كوريا الجنوبية، وذلك لتوجيه رسالة إلى كوريا الشمالية وحليفتها الصين، بعد هجوم شنته بيونغ يانغ على كوريا الجنوبية. بل إن تركيا قد استعرضت عضلاتها في إطار النزاعات مع كل من قبرص وإسرائيل.
وهناك أيضا القطب الشمالي، حيث إن ذوبان القمة الجليدية قد أطلق استعراضا حادا للسفن الحربية، من جانب العديد من الدول التي تحاول المطالبة بحقوق بحرية على الممرات التي فتحت حديثا في المحيط المتجمد.
وفي غضون ذلك، في بريطانيا ـ الدولة التي حددت معالم دبلوماسية البوارج في القرن التاسع عشر للحفاظ على إمبراطوريتها ـ فإن رئيس البحرية الملكية دافع عن هذه الممارسة في فبراير الماضي.
وقال السير مارك ستانهو في هذا الصدد: "حتى النظرة العاجلة على الإصدارات العديدة حول دبلوماسية البوارج، التي خلفها دبلوماسيون ومؤرخون وأكاديميون عبر السنين، تحدثنا بأن الميزة الكبرى للقوة البحرية هي أنها يمكن أن تحدث تأثيرا دونما ندم".
هل هذه طريقة لإدارة العالم، خاصة مع وجود العديد من القواعد والسبل هذه الأيام التي يمكن بها حسم الصراعات؟
ليس وفقا لما يقوله يون بانيتا وزير الدفاع الأميركي، الذي يشرف على أقوى بحرية في العالم. فقد أبلغ بانيتا الكونغرس الأميركي في مايو الماضي بقوله: "إذا كنا سننغمس في دبلوماسية البوارج في كل مكان نذهب إليه لنؤكد حقوقنا، فإن النتيجة النهائية لهذا ستكون الصراع".
وقد كان بذلك يحاول إقناع مجلس الشيوخ بتمرير قانون المعاهدة البحرية، وهو إحدى الأدوات الدبلوماسية العديدة التي يمكن أن تساعد في كبح جماح التهديدات البحرية.
يأتي الترهيب البحري بأشكال عديدة، فالولايات المتحدة لها أساطيل من حاملات الطائرات على امتداد العالم، ينظر إليها عادة باعتبارها حافظة للسلام في الممرات البحرية العالمية، أو كنشر متقدم للقوات في حالة نشوب حرب شاملة. وقد استخدمت الصين سفنها مؤخرا، بطرق تحمل مؤشرات التهديد وأرهبت العديد من جيرانها.
وقال بانيتا إن النهج الأفضل هو: "أن نوضح بجلاء بالغ القوة الموجودة لدينا، ثم نجلس ونلزم الدول الأخرى بقواعد محددة. إننا أقوياء لأننا نستخدم هذه القواعد، وليس لأننا نتحرك بما يخالفها".
هذا يشكل مفارقة حادة للمنهاج الذي تدعو إليه الصين، ففي العام الماضي ذكرت صحيفة "غلوبال تايمز" التي تديرها الدولة، في مقال افتتاحي حول النزاعات البحرية مع الدول الآسيوية الأخرى: "إذا كانت هذه الدول لا تريد تغيير أساليبها مع الصين، فإنها ستحتاج إلى الاستماع لدوي المدافع".
المصدر:
صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية
التاريخ: 16 يوليو 2012
في الوقت الذي بدأ العالم النظر إلى الطائرات الموجهة عن بعد، باعتبارها سلاح القرن الحادي والعشرين على وجه الدقة، فإنه يبدو أن الممارسة العائدة للقرن التاسع عشر، والمعروفة بـ"دبلوماسية البوارج"، تطل في الأفق من جديد.
وفي ما يلي بعض الأمثلة على ذلك: بدأت روسيا مؤخرا، في نشر سفن حربية قبالة ساحل سوريا "لإجراء مناورات"، أو ربما للتأثير على الأحداث هناك.
وعلى امتداد ما يزيد على العام، بعثت الصين بسفنها شبه الحربية، أو بسفن بحريتها، لترهيب اليابان وفيتنام والفلبين، في إطار النزاعات على الجزر وموارد قيعان البحار.
وقام الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال العام الماضي، بنشر حاملة طائرات لإجراء مناورات مشتركة مع كوريا الجنوبية، وذلك لتوجيه رسالة إلى كوريا الشمالية وحليفتها الصين، بعد هجوم شنته بيونغ يانغ على كوريا الجنوبية. بل إن تركيا قد استعرضت عضلاتها في إطار النزاعات مع كل من قبرص وإسرائيل.
وهناك أيضا القطب الشمالي، حيث إن ذوبان القمة الجليدية قد أطلق استعراضا حادا للسفن الحربية، من جانب العديد من الدول التي تحاول المطالبة بحقوق بحرية على الممرات التي فتحت حديثا في المحيط المتجمد.
وفي غضون ذلك، في بريطانيا ـ الدولة التي حددت معالم دبلوماسية البوارج في القرن التاسع عشر للحفاظ على إمبراطوريتها ـ فإن رئيس البحرية الملكية دافع عن هذه الممارسة في فبراير الماضي.
وقال السير مارك ستانهو في هذا الصدد: "حتى النظرة العاجلة على الإصدارات العديدة حول دبلوماسية البوارج، التي خلفها دبلوماسيون ومؤرخون وأكاديميون عبر السنين، تحدثنا بأن الميزة الكبرى للقوة البحرية هي أنها يمكن أن تحدث تأثيرا دونما ندم".
هل هذه طريقة لإدارة العالم، خاصة مع وجود العديد من القواعد والسبل هذه الأيام التي يمكن بها حسم الصراعات؟
ليس وفقا لما يقوله يون بانيتا وزير الدفاع الأميركي، الذي يشرف على أقوى بحرية في العالم. فقد أبلغ بانيتا الكونغرس الأميركي في مايو الماضي بقوله: "إذا كنا سننغمس في دبلوماسية البوارج في كل مكان نذهب إليه لنؤكد حقوقنا، فإن النتيجة النهائية لهذا ستكون الصراع".
وقد كان بذلك يحاول إقناع مجلس الشيوخ بتمرير قانون المعاهدة البحرية، وهو إحدى الأدوات الدبلوماسية العديدة التي يمكن أن تساعد في كبح جماح التهديدات البحرية.
يأتي الترهيب البحري بأشكال عديدة، فالولايات المتحدة لها أساطيل من حاملات الطائرات على امتداد العالم، ينظر إليها عادة باعتبارها حافظة للسلام في الممرات البحرية العالمية، أو كنشر متقدم للقوات في حالة نشوب حرب شاملة. وقد استخدمت الصين سفنها مؤخرا، بطرق تحمل مؤشرات التهديد وأرهبت العديد من جيرانها.
وقال بانيتا إن النهج الأفضل هو: "أن نوضح بجلاء بالغ القوة الموجودة لدينا، ثم نجلس ونلزم الدول الأخرى بقواعد محددة. إننا أقوياء لأننا نستخدم هذه القواعد، وليس لأننا نتحرك بما يخالفها".
هذا يشكل مفارقة حادة للمنهاج الذي تدعو إليه الصين، ففي العام الماضي ذكرت صحيفة "غلوبال تايمز" التي تديرها الدولة، في مقال افتتاحي حول النزاعات البحرية مع الدول الآسيوية الأخرى: "إذا كانت هذه الدول لا تريد تغيير أساليبها مع الصين، فإنها ستحتاج إلى الاستماع لدوي المدافع".