منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
By نايف زكي 80
#61948
كشف عدد من الشباب السعودي عن أسرار نجاح تجاربهم في العمل الحر، مشيرين إلى أنهم لم يفكروا يوما في العمل بالقطاع الخاص أو الحصول على إعانة البطالة.
ووصفوا الدوام في القطاع الخاص لأكثر من 12 ساعة متواصلة وبدون إجازات وبراتب محدود بأنه «بهدلة» ينبغى أن يرفضها كل شاب قادر على العمل والابتكار.
وقالوا إن السوق السعودي واعد بالاستثمارات في مجال المشاريع الصغيرة إذا توفرت لها الدراسات الجادة والتمويل المناسب.
ونصحوا المتقدمين للحصول على إعانة البطالة التي تقدر بألفي ريال شهريا بالاستفادة من المبالغ التي سيحصلون عليها على مدار عام كامل وتقدر بـ24 ألف ريال لتكون نواة لمشروع صغير قادم، مؤكدين أن بداية النجاح هو طرد كلمة العيب من قاموس أي شاب في ظل الغلاء الكبير في تكاليف المعيشة حاليا. يقول أحمد العبدالله إنه عمل قبل عدة سنوات بائعا في محل براتب ألفي ريال لم تكن تكفيه المواصلات والطعام والشراب، وفي أثناء حديثه مع أحد الزبائن عرض عليه العمل في محل لديه لصيانة الأجهزة الكهربائية ولعب الأطفال، ولم يكد يمر عامان فقط حتى تشرب العمل تماما. مضيفا أنه من مدخراته في العمل في محل الصيانة تمكن من استئجار محل صغير لصيانة الأجهزة، وبالمعاملة الجيدة والأمانة والصدق مع العملاء أصبح لديه عدد من الفنيين حاليا. ويشير إلى أنه وجد نفسه في العمل الحر الذي يعطى للإنسان بقدر ما يعطيه من جهد. مشيرا إلى أنه يتطلع إلى افتتاح محل لقطع الغيار فقط بعد دراسته للسوق جيدا وسفره إلى الصين وهونج كونج لدراسة تكلفة المشروع جيدا.
محل للتصوير
أما حنان علي فقالت إنها حرصت على الاستفادة مبكرا من هوايتها في التصوير بافتتاح استديو نسائي مستعينة بمساعدة الأسرة في البداية، وبعد أن وقف المشروع على قدميه ردت المبلغ الذي اقترضته. وأضافت أن العمل الحر أكسبها المثابرة وحب المعرفة والتنافس الشريف والاستفادة من التجارب الفاشلة قبل الناجحة فضلا عن بناء علاقات تعاون مع الآخرين. ولم تخف وجود منافسة شديدة بين العاملات في مجال التصوير بأنواعه المختلفة ربما تصل إلى خطف الزبائن كما يحدث في الكثير من المجالات لكنها قالت إن عدم المبالغة في السعر والحرص على إرضاء الزبون أكبر دعاية لها في مجال العمل، وأنها رغم عملها في جدة إلا أنها تأتيها طلبات للعمل في مدن أخرى.
وأشارت إلى أن المشاريع الصغيرة تحتاج إلى تعهد بالرعاية والتخطيط الجيد والابتكار ومراعاة أي إشكاليات في مجال التمويل الذي يهدد 70 في المائة من المشاريع بالفشل في الأعوام الخمسة الأولى. وأعربت عن أسفها الشديد لاستمرار غالبية الشركات في القطاع الخاص في تشغيل العمالة لأكثر من 12 ساعة يوميا وبدون إجازات وبمقابل راتب لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال مستغربة عدم وضع حد أدنى للأجور يراعي الظروف المعيشية الراهنة.
أما عبدالله الزهراني فيقول إنه عمل لسنوات في محل لبيع أجهزة الهاتف المحمول، وكان يمكنه أن يجاري البعض بالربح كثيرا لكنه لم يرض لنفسه أي سلوكيات خاطئة، وأضاف: قررت الابتعاد عن هذا المجال الذي يعج بالكثير من التلاعب وغياب المصداقية ونصحني البعض بأن أعمل سائقا خصوصيا في إيصال الطلاب إلى المدارس لساعات محدودة من اليوم وبمقابل أكثر بكثير من العمل في محل بيع الجوالات. وأضاف أنه في أيام الإجازات يعمل على نقل الزبائن وقد يصل دخله في اليوم إلى 250 ريالا كان يصعب عليه تحقيقها في بيع الجوالات حيث الراتب لا يتجاوز 3000 ريال فقط. أما سعد القرني فقال إنه قرر بعد تخرجه عدم الانتظار واتجه إلى فتح مكتبة صغيرة في حي مشرفة الذي يقيم به ويكتظ بالسكان، مشيرا إلى أنه على الرغم من الانتشار الواسع للمكتبات والمحلات التي تبيع بالجملة إلا أنه وجد ضالته في المكتبة التي استعان فيها بماكينة للتصوير وركن للكتب الدينية وكتب الطبيخ للفتيات. وأشار إلى أن النجاح في مجال المكتبات مرهون بمعرفة كيفية إدارة المشروع واحتياجات الزبائن بدقة خاصة وأن هذه الاحتياجات متجددة مثل الموضة سنويا. كما أن الابتكار في طريقة العرض أيضا يجذب الصغار نحو الشراء.
من جهته حيا رجل الأعمال مقبول بن عبدالله الغامدي الشباب الواعد صاحب التجارب الجيدة في مجال العمل الحر، مشيرا إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم إن تسعة أعشار الرزق في التجارة.
ميزانية لأي مشروع
ودعا إلى ضرورة وضع ميزانية لأي مشروع تأخذ بعين الاعتبار احتمالات الربح والخسارة مع الاستفادة من تجارب السابقين في نفس المجال، مشددا على أهمية الوقوف بعد كل محاولة تعثر لأن النجاح لا يأتي سريعا.
وقال إن المشاريع الصغيرة تمثل حوالى 60 ــ 70 في المائة من حجم الاقتصاد في الدول المتقدمة، مشيرا إلى أن عقبات التمويل والإدارة الواعية والتقليد الخاطىء أبرز ما يعترض نمو هذه المشاريع.