صفحة 1 من 1

الاتفاق الالماني السوفييتي

مرسل: السبت مايو 04, 2013 3:47 pm
بواسطة فيصل الوابل 1 3
الاتفاق الألماني السوفييتي (أو اتفاق مولوتوف-ريبونتروب) هو الاسم الذي عرفت به معاهدة عدم الاعتداء بين ألمانيا والاتحاد السوفييتي الموقعة في 23 أوت 1939. بالإضافة إلى عدم الاعتداء، تنظم هذه الاتفاقية اقتسام مناطق النفوذ لكل من الطرفين على الدول الواقعة بينهما. كسرت المعاهدة في 22 جوان 1941 عند غزو ألمانيا النازية للاتحاد السوفييتي.
كانت القوى الغربية (على رأسها فرنسا و بريطانيا) و الاتحاد السوفييتي شديدي القلق أمام تزايد التهديد الذي تمثله ألمانيا النازية تحت هتلر. احتلت ألمانيا النازية الرور و أعادت الخدمة العسكرية و طورت بشدة ترسانتها العسكرية منتهكتا بذلك معاهدة فرساي الموقعة عقب الحرب العالمية الأولى.
منذ أبريل 1938، بدأ الاتحاد السوفييتي مفاوضات دبلوماسية مع فنلندا في محاولة لتحسين قدراتهم على الدفاع المشترك ضد ألمانيا. ادعى السوفيات خوفهم من هجوم ألماني قد يستهدف لينينغراد و يصلها عبر فنلندا. بقيت هذه المفاوضات متوقفة (إلى أن عادت في الخريف ثم قاد فشلها إلى حرب الشتاء).

وقعت فرنسا و بريطانيا (ممثلة من طرف دلادييه و تشاميرلين) معاهدة ميونخ مع ألمانيا النازية و إيطاليا (ممثلة من طرف هتلر و موسوليني) في 30 سبتمبر 1938 و التي تفسح المجال أمام ألمانيا النازية لضم تشيكوسلوفاكيا التي تقطنها أقلية عرقية ألمانية إلى أراضيها. و حال الرفض البولندي من قبل الكولونيل بيك لعبور أراضيه دون اقتراح ستالين إرسال الجيش الأحمر لمساعدة تشيكوسلوفاكيا (خوفا من خسارة الأراضي السوفياتية التي حازتها بولندا بمقتضى معاهدة ريغا).

وقعت الحكومة الفرنسية التي يمثلها جورج بونيه معاهدة عدم اعتداء مع ريبونتروب في 6 ديسمبر 1938 و يتعاهد بمقتضاها البلدين على التشاور المتبادل في ما يخص المسائل المتعلقة بهما في حال أزمات دولية و تعتبر حدودهما الجغرافية نهائية.

قلقا من البرامج التوسعية لألمانيا النازية في الشرق (بحثا عن «مجالها الحياتي» و بتشجيع الخطاب العدائي لذي ألقاه هتلر ضد السلاف و الذي يقترح إبادتهم أو استعبادهم)، حاول الاتحاد السوفياتي مرارا إقناع فرنسا و بريطانيا بتكوين حلف بينهم، ينص على المساعدة العسكرية المتبادلة في حال حاولت ألمانيا غزو أحد هذه البلدان، من دون جدوى.

نفور فرنسا و بريطانيا من فكرة «التحالف الكبير» ضد ألمانيا النازية و التنازلات التي قدمتاها لهتلر و الدلائل المشيرة إلى أمل هاذين البلدين في نشوب حرب بين ألمانيا و الاتحاد السوفياتي، قد يفسر ابتعاد الاتحاد السوفياتي عن الديمقراطيات الغربية الغير مبالية بها إن لم تكن معادية لها، و ابرامها معاهدة مع ألمانيا. يذكر تشرشل في كتابه أن فرنسا كانت بدراية منذ 7 ماي 1939، أن الاتحاد السوفياتي كان يميل أكثر إلى اتفاقية تهدف إلى اقتسام بولندا أكثر منها إلى حمايته.

في 23 أوت 1939، وقعة في موسكو معاهدة عدم الاعتداء الألمانية السوفياتية المعروفة أكثر تحت اسم الاتفاق الألماني السوفييتي، و وقعها الاتحاد السوفييتي و ألمانيا النازية عن طريق ممثليهما مولوتوف و ريبونتروب، و لذلك يعرف أيضا باسم اتفاقية مولوتوف-ريبونتروب.

الدور الإستراتيجي للاتفاق:
لمدة سنتين، خدم الاتفاق مصالح كل من الطرفين.

من ناحية، سمح الاتفاق لألمانيا النازية بإرسال وحداته العسكرية، و لاسيما الوحدات المدرعة، نحو الغرب، من دون الخوف من هجوم سوفياتي في الشرق. استطاعت ألمانيا غزو فرنسا بفضل حرب خاطفة قبل أن تستدير من جديد نحو الاتحاد السوفياتي و تكسر بواسطة عملية بارباروسا اتفاقية عدم الاعتداء بينهما في 22 جوان 1941.

من ناحية أخرى و حسب مولوتوف، الذي لم يندم أبدا على توقيعه، مكن الاتفاق الاتحاد السوفياتي من الاستعداد لحرب لا مناص منها بعد فشل الحلف مع فرنسا و بريطانيا، و من الفوز في نهاية الأمر. دور المعاهدة كان تأخير الصراع قدر الإمكان لتتيح للاتحاد السوفياتي فرصة تدارك تأخرها التكنولوجي (كان مولوتوف في أول الأمر آملا في هدنة لمدة عام لدى توقيعه المعاهدة و يطمح في تمديدها إلى أن تندلع الحرب مع ألمانيا) و لخلق منطقة عازلة إلى الغرب لحماية المراكز السياسية و الاقتصادية للبلاد. بناء و تحويل المصانع نحو سيبيريا على امتداد السنتين التي دامها الاتفاق سمح بتوفر قاعدة خلفية بعيدة عن جبهة الصراع، بينما كانت المفاوضات مع فنلندا لتوفر الأراضي القريبة من لينينغراد لحمايتها نظرا لقربها من الحدود.